ع سلامة سي شكري .. تونس التي رأيت !!

سعيد علي في الخميس ١١ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بعثت ابني البالغ 17 عاما هذا الصيف لتونس ليستقل وقته في دراسة سريعة في اللغة الإنجليزية في المعهد البريطاني .. تعرض لحادث إعتداء و سرقت منه حقيبته التي تحتوي على جواز سفره و ماله و تحت تهديد السلاح الأبيض سلب منه جواله ! و كما يقول التوانسه : دفع الله ما كان أعظم ، قبل إحدى عشر سنة درست في تونس و تحصلت على الماجستير في المالية الدولية و تركت تونس و لي فيها ذكريات جميلة و صحبة طيبة حفظ الله تونس و أهلها .

سافرت لتونس من ألمانيا حيث أقضي أجازتي السنوية بعد عام من العمل الشاق و المتعب و المقلق في بلدي! سافرت  قلقا على ولدي مع تأكيد أصحابي بسلامته و من حسن الطالع أن ألتقي بشاب تونسي يعمل مع صاحبي هنا في ألمانيا و سافرنا معا برا عبر سويسرا و إيطاليا حيث أنه أشترى سيارة و يريد نقلها لتونس عبر ( البطو : و البطو بالمصطلح التونسي هي السفينة ) ، و في صباح ذلك اليوم في السفينة شهدت ( عركة : و العركة بالمصطلح التونسي تعني خناقة بالمصطلح المصري ) حيث إنتهت هذه ( العركة السريعة المعتادة ) بشتائم - تناول فيها أحدهم كلمات لا تكتب !! - و هذا الثائر لم يعجبه تدخل أحد التوانسه المرتدي ( الجبة ) و الجبة هي مصطلح تونسي ( الجلابية بالمصطلح المصري ) في أن يترجم له بالإيطالية ما يريد قوله للبائع في قهوة بالسفينة ! لأنه شعر بالإهانة ! و قال هذا التونسي الثائر للتونسي الآخر المرتدي للجبة : أنتم الذين ( كلمة بذيئة ) تونس !! و أنا - اي هو - إنتخبت النهضة ! و لكنكم ( كلمة بذيئة ) تونس !! .

أذكر هذه المقدمة الطويلة لأقول : أن تونس تبدلت !! رأيت إنتشارا واضحا ( لأصحاب الجباب ! جمع جبة ) ! رأيت مدارس تحمل أسماء ( كمالك بن أنس ) ! رأيت الحجاب بشكل أكثر إنتشار عن ما سبق و لكن في المقابل رأيت مستوى منخفضا جدا من النظافة و مستوى سلبيا خطيرا في الأمن .

تونس قبل الثورة كانت نظيفة و آمنة و مساجدها عامرة بالمصلين و التونسي بطبعة طيب و تشعر بالطيبة و حب النقاش و مستوى عال من الثقافة و مازال .

أعتقد أنه من الصعوبة بمكان إقناع التونسي و هذا شئ جيد من وجه نظري لأنه يعتز برأيه و لا يفرض رأيه عليك غالبا .

كان لدي أمل في الثورة التونسي لخدمة الإسلام و كنت أعتقد أنها ستكون بمنأى عن الثقافة الوهابية عطفا على علمانيتها و لكن الفقر و البطالة أدى إلى إنتشار الفقة الوهابي - هذه وجه نظري المتواضعة - أقول ذلك عطفا على الأعداد الكثيرة من التوانسه المتواجدين في سوريا و جماعات تونسية إرهابية كجماعة أبو عياض و إرهاب في جبل الشعانبي !

حاولت الإتصال بصحيفة المغرب و بالصحفية سيما المزوغي لإجراء حوار مع الدكتور أحمد قبل أن يخرج الدكتور محمد الطالبي في التلفزة التونسي و يعطي صورة مغالطة عن الفكر القراني الذي ينادي به فمن أسف فالطالبي له آراء ( شاذه في الفكر القراني ) كعدم حرمة الخمر و غيرها - أرجو من الأستاذ شكري تصحيح المعلومة إن كنت أخطات فيها - و عليه فمن الصعوبة بمكان أن تقنع التوانسه بالفكر القراني بعد ظهور الطالبي في التلفزة - و هذه وجه نظري - .

تبقى تونس عظيمة بشعبها الرائع و رغم الصعوبات الحالية و إنخفاض العملة و تأثير ذلك سلبا على قوت المواطن و معيشته و حياته اليومية فماذا الأمل بأمثال شكري الساقي موجودا .

حفظ الله تونس .. حفظ الله مصر .. حفظ الله بلاد المسلمين و أرجعهم لدينهم الحقيقي القران و كفى .

و يعيشك سي شكري .. و صحة لخويا .. و بسلامة ... و بالمناسبة ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ردك السابق و فعلا يا سي شكري كادت أن تختفي ( ع سلامة و بسلامة ) لتحل مكانها التحية المعروفة برغم أن التحية مجال مفتوح و الأهم أن نحي بمثلها او أحسن منها .

بسلامة سي شكري .. يعيشك خويا .. ليلتك زينة .. و شاهية طيبة .

اجمالي القراءات 6874