الرحمن إسم سرياني وليس عربي

سامح عسكر في الجمعة ٠٥ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

معلومة: إسم الله (الرحمن) ليس عربيا..بل سريانيا ويعني (المحب) وينطق (رحمانو) ويُرسم هكذا (ܪܚܘܡܐ)

الشيوخ قالوا أنه عربي ومعناه (كثير الرحمة)

بينما فسروا الرحيم بنفس المعنى أيضا وهو (كثير الرحمة)

وهذا غير منطقي.. أن يكرر الله اللفظ بنفس المعنى وينسبه لنفسه كإسم وصفة، بينما قاعدة (لا ترادف) في القرآن تنسف هذا القول من جذوره، حتى من قالوا بالترادف لم يقولوا به في الأسماء والصفات..

حتى أن الرازي في تفسيره الكبير انتبه لذلك وقال.." قال بعضهم هذه اللفظة ليست عربية، بل عبرانية أو سريانية، فإنهم يقولون إلها رحمانا ومرحيانا"..(التفسير الكبير 1/148)

صحيح رجّح الرازي كونها عربية لكن نقله لتفاسير البعض يعني أن القول بسريانيتها كان شائعاً في عهده..

المسيحيون قالوا أن (البسملة الإسلامية) عموما أصلها مسيحي وتعني.."بسم الآب المحب المحبوب"..وبالسريانية كانت تنطق .."بشم ألوها رحمانو رحيمو"..علماً بأن الرحيم في السريانية تعني (المحبوب) وترسم هكذا (ܪܚܝܡܐ) وهو ينطبق على دعوى المسيحية بالتوحيد أنهم يقولون بوحدانية الله لكن بثلاثة أقانيم أي صفات..

عرضنا هذا الكلام على المخالف قال: الرحمن إسم عربي أشمل من الرحيم، أي أن الرحيم للمؤمنين والرحمن لعامة الناس

قلت: لو كان الرحيم فقط للمؤمنين فكيف يقول الله:
" اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم".. [المائدة : 98]
" ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما".. [الفتح : 14]
" ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم".. [آل عمران : 129]
الآيات تقول أن الرحيم (عامة) للبشر ، كل من في السموات والأرض..لا تمييز..شاملة شمول الصفة

قال مخالف آخر: أن القرآن نزل بلسان عربي فكيف تكون فيه كلمات أعجمية؟

قلت: اللسان غير اللغة..فاللسان قد يكون من عدة لغات يفهمها أهل المنطقة..كالعرب قديما في الجاهلية..كان لسانهم خليط من عدة لغات كالفارسية والرومية والمصرية والعراقية والشامية.وهكذا..نفس الحال الآن..تجد المصري يتحدث بلسان خليط من عدة لغات ويسمي لغته عربية..بينما هي مختلفة في القواعد والأصول والألفاظ عن العربية، وفي علوم القرآن جمع السيوطي عشرات الألفاظ الأعجمية في القرآن، وحديثا الدكتور عبدالصبور شاهين في كتابه.."القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث"..وفي تفسير الألوسي عن أبي بكر الواسطي قال أن في القرآن أكثر من 50 لغة وعددها..

عموماً: حتى من يقول بعربية اللفظ عليه أن يجرده عن معنى الرحيم، ويفصل بين معاني الأسماء ..فكثير من المفاهيم والألفاظ في الثقافة الإسلامية من شدة (تنطع وتشدد) الشيوخ أصبحت بلا معنى..بل مجرد تمائم وتعاويذ غير مفهومة..حتى في الواقع لا معنى تطبيقي لها..يعني لو سألت أي مسلم عادي عن كيفية تطبيقك لإسم الرحمن لن يعرف أو سيخلط بينه وبين الرحيم..

أما للشيوخ فيوجد سؤال هام: إذا كان الرحيم على وزن (الفعيل) وبالتالي كثير الفعل، فالرحيم كثير الرحمة والعظيم كثير العظمة ..وهكذا..فما وزن الرحمن؟..وهل يصح استخراج لفظ (العظمان) للعظيم أو (السمعان) للسميع؟!
 

 
اجمالي القراءات 25853