ملك اليمين :أنواع الاسترقاق : السخرة والخازوق

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ الاسترقاق بالغزو والخطف لم يكن النوع الوحيد . كان هناك إسترقاق مؤقت للأحرار بارهابهم وإرغامهم على العمل سخرة فى بناء مشاريع وقصور . والسخرة تعنى الإكراه على العمل بلا أجر إلا ما يقيم الأود. سادت هذه السخرة فى العصور الوسطى ،ولا تزال موجودة بصور مختلفة . فى ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية كان هتلر يستخدم الأسرى سخرة ، كما كان يفعل ستالين نفس الشىء مع الأسرى الألمان .

2 ــ وعادة ما كان يتم العمل فى السخرة تحت لهيب السياط وحفلات التعذيب . ولكن تفنن العثمانيون فى إبتداع طريقة رهيبة فى الارغام على السخرة ، هى الموت تعذيبا للضحية بالخازوق . ويرى الناس الضحية يموت ببطء معلقا بالخازوق فلا يسعهم إلا العمل وبإخلاص .

3 ــ ونعطى مثلا لاستعمال السخرة فى بناء اعظم جسر ( كوبرى ) فى البوسنة فى الدولة  العثمانية فى القرن السادس عشر .

أولا :

1 ـ الصدر الأعظم ـ الوزير الأكبر ـ فى الدولة العثمانية ، وُلد فى قرية بوسنية قرب مدينة فيشيجراد . إختطفته عصابة وبيع طفلا فى تركيا ، وفيها أصبح من الانكشارية ، وبذكائه ترقى ضابطا ثم وزيرا كبيرا .

2 ـ  ولكى يرد الجميل للمنطقة البوسنية التى ولد وعاش طفولته فيها أراد أن يبنى جسرا على نهر درينا قرب مدينة فيشجراد . فأمر اعظم معمارى عثمانيا وقتها ، وهو معمار قوجه سنان ببناء هذا الجسر ، فأنشأه ليصبح ذروة الهندسة المعمارية العثمانية، إذ يتالف من 11 قنطرة معمارية يتراوح عرضها بين 11 و 15 مترا ، ومن رصيف متعامد مع اربع قناطر على الضفة اليسرى للنهر ، ويبلغ طول الجسر 179،5 مترا .

3 ـ هذا الإنجاز الضخم الرائع كان اساسه السخرة طبقا للمعتاد وقتها. الإكراه على السخرة جاء بالقتل ببطء بالخازوق أمام الناس فى عام 1571. سجل هذا الأديب البوسنى إيفو أندريتش فى روايته الشهيرة ( جسر على نهر درينا ).

4 ـ ولد  إيفو أندريتش لعائلة صربية عام 1892 ، حين كانت الصرب والبوسنة دولة واحدة . ومات عام 1975 ، وحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1961 . وروايته ( جسر على نهر درينا ) أعظم ما كتب ، وتُرجمت الى العديد من لغات العالم ، ونال عنها أرفع الجوائز من يوغوسلافيا . وترجمها الى العربية الدكتور سامي الدروبي ، وراجعها د . يوسف مراد . ونشرتها وزارة الثقافة والإرشاد القومي الإدارة العامة للثقافة .

5 ـ نقتطف من الرواية ما سجله المؤلف عن خوزقة ضحية أُتهم بمحاولة تخريب البناء فى جسر نهر درينا . ونعتذر مقدما عن بشاعة الوصف فى خوزقة الضحية  "راديسلاف "..

 

ثانيا  : ( ننقل من الفصل الثالث من الكتاب من ص 54 إلى ص 60  )  

1 ـ ( ... ومن على مئذنة الجامع الرئيسي في مركز المدينة ، دوى صوت الخجا حادا واضحا ، فانتشر القلق  في صفوف الناس المتجمعين ، وما هى إلا لحظة حتى فتح باب الزريبة ، واصطف عشرة من رجال الدرك صفين يضم كل منهما خمسة ، وبينهم راديسلاف ، عاري القدمين عاري الرأس . ها هو ذا يتقدم سريعا منحنيا على عادته ، لكنه لا يباعد ساقيه ، ولا يبدو عليه أنه ينخل دقيقا . إنه يمشي بخطى قصيرة ، مشيا غريبا ، يكاد يقفز بساقيه الجريحتين قفزا ، والدم يخرج من حفر في أصابع قدميه محل الأظافر ، وهو يحمل على كتفه خازوقا طويلا أبيض حادا . ووراءه يسير مرجان ، وغجريان آخران سيساعدانه في تنفيذ الحكم . وفجأة ظهر المأمور ( لا يدري أحد من أين  نبع) ممتطيا صهوة حصانه الأحمر الضارب إلى سمرة ، وسار في طليعة هذا الموكب الذي كان عليه أن يقطع مائة خطوة حتى يصل إلى أولى السقالات .

مد الناس أعناقهم ، ونهضوا على رءوس أصابعهم ليروا الرجل الذي دبر المؤامرة ونظم المقاومة وأحدث تخريبا في البناء . فما كان أشد دهشتهم حين رأوا المظهر البائس التافه لهذا الرجل الذي كانوا يتخيلونه على صورة أخرى . ما من أحد منهم كان يعرف لماذا يتواثب الرجل هذا التواثب المضحك ، ولماذا يسير هذا السير المتقطع . فما من أحد منهم كان يرى تلك الحروق التي أحدثتها السلاسل في جسمه ، فنفذت في صدره كأحزمة كبيرة ، وغطيت الآن بقميصه وفروته المصنوعة من جلد الخروف . لذلك بدا لهم جميعا أبأس وأتفه من أن يقوم بتلك المأثرة التي تقوده الآن إلى الموت . وكان الخازوق الأبيض وحده يضفي على المشهد روعة مشئومة ، ويلفت إليه جميع الأنظار .)

2 ـ ( فلما وصلوا إلى المكان الذي تبدأ عنده أعمال ركم الأرض ، نزل المأمور عن حصانه ، وأسلم خادمه اللجام بحركة متعاظمة مسرحية ، ثم اختفى بين الآخرين في الطريق الموحل المنحدر الذي يهبط نحو الماء . وبعد قليل ، أصبح في وسع الناس أن يروهم مرة أخرى يظهرون على ذلك النظام نفسه فوق السقالات ، ويصعدون في بطء وحذر . وعلى الممرات الضيقة المصنوعة من أوتاد وألواح ، كان رجال الدرك يحيطون براديسلاف إحاطة تامة ، ويحاصرونه محاصرة كاملة ، حتى لا يقذف بنفسه إلى النهر . كانوا يسيرون على هذا النحو سيرا بطيئا ، وما زالوا يصعدون حتى وصلوا أخيرا إلى القمة . وهناك كانت تمتد فوق الماء فسحة من ألواح الخشب بحجم غرفة متوسطة ، فعلى هذا المكان ، فوق مسرح مرتفع ، وقف راديسلاف ، والمأمور، والغجر الثلاثة ، بينما ظل رجال الدرك الآخرون مبعثرين حوله خلال السقالات .)

3 ـ ( كان الناس يتحركون على السفح ويبدلون أمكنتهم . إن مائة خطوة تفصلهم عن هذه الألواح ، ففي وسعهم إذن أن يروا كل شخص وكل حركة ، ولكنهم لا يستطيعون أن يسمعوا الكلام ولا أن يميزوا التفاصيل . وكان الجمهور والعمال على الضفة اليسرى أبعد من ذلك على المسرح ثلاث مرات ، وكانوا يتحركون ما استطاعوا إلى الحركة سبيلا ، ويبذلون مزيدا من الجهد ليرهفوا السمع وينعموا النظر . غير أنهم كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا شيئا ، حتى إن ما كانوا يرونه بدا في أول الأمر تافها لا يشوق ، لكن المشهد بلغ من الفظاعة في النهاية أنهم أشاحوا بوجوههم جميعا ، وهرع كثيرا منهم يعودون إلى بيوتهم نادمين على أنهم جاءوا . )

4 ـ ( حين أمر راديسلاف بأن يستلقي ، تردد لحظة في أو الأمر ، لكنه لم يلبث أن تقدم من المأمور دون أن ينظر إلى الدرك ، كأنهم لا وجود لهم ، تقدم من المأمور فيما يشبه المسارة ، كأنه واحد من ذويه ، وقال له بصوت خافت أصم : " ـ أسمع ، أستحلفك بحياتك و آخرتك أن تقدم لي هذا المعروف : أخرقني بحيث لا أتألم ككلب ..! " . فأنتفض المأمور ، وصرخ في وجهه كأنه يدفع عن نفسه هذه المحادثة المسرفة في المسارة : " امش أيها النصراني .. أأنت يا أيها الشجاع الذي  يخرب بناء السلطان ، تأتي فتصرع كامرأة .. سوف يتم كل شيء كما امرنا وكما استحققت  .." . فزاد راديسلاف خفض رأسه ، بينما أقترب الغجريان منه ، وأخذا ينضوان عنه فروته وقميصه . وظهرت في صدره الجروح التي أحدثتها السلاسل ، حمراء متورمة . فلم يزد الفلاح على ما قال شيئا ، بل رقد كما أمر ، متجها بوجهه إلى الأرض . ) .

5 ـ ( فتقدم الغجريان وشدا يديه إلى ظهره أولا ، ثم ربطا كل ساق بحبل ، وأخذ كل منهما يشد الحبل إلى جهته ، فتباعد ساقاه تباعدا كبيرا ، بينما كان مرجان يضع الخازوق على قطعتين قصيرتين من الخشب بحيث يصبح رأس الخازوق بين ساقي الفلاح . وبعد ذلك أخرج مرجان من جيبه سكينا عريضة قصيرة ، وركع قرب الرجل الممتد ، ومال عليه ليقطع قماش سرواله بين الفخذين ، وليوسع الفتحة التي ينفذ منها الخازوق للجسم . ومن حسن الحظ أن هذا الجزء الرهيب من عمل الجلاد لم يستطيع أن يراه المتفرجون . وإنما رأوا الجسم الموثق يرتعش تحت الطعنة السريعة القصيرة ، ويرتفع بعض الارتفاع كأنه يريد أن ينهض ، ولكنه ما لبث أن سقط فجأة ، فطرق الألواح طرقا أصم  . حتى إذا فرغ الغجري من عمله هذا   نهض واثبا ، فتناول مطرقة الخشب من الأرض ، وأخذ يدق بها الطرف الأدنى المدور من الخازوق طرقا بطيئا محسوبا . وكان يتوقف قليلا بين كل طرقة وطرقة فينظر أولا في الجسم الذي ينفذ فيه الخازوق ، وينظر ثانيا إلى الغجريين الآخرين ، فيحضهما على أن يشدا الحبلين شدا رفيقا بلا هز ، وكان جسم الفلاح يتشنج تشنجا غريزيا وقد تباعد ساقاه ، فكلما نزلت المطرقة بضربة جديدة ، انحنى عموده الفقري وتقوس ، لكن الحبلين يشدانه ويعيدانه إلى وضعه . ).

6 ـ ( كان الصمت على الصفين قد بلغ من العمق أن الناس يسمعون الطرقات ويسمعون صداها يتراجع في مكان ما على الضفة الصخرية المنحدرة . وكان أقربهم يستطيعون أن يسمعوا الفلاح وهو يضرب الأرض بجبينه ، وأن يسمعوا صوتا آخر ليس بالأنين ولا بالنحيب ولا بالحشرجة ، ولا هو أي صوت من أصوات البشر كائنا ما كان نوعها . لقد كان يخرج من الجسم الممتد المعذب صريرا أو صريف كأنه صوت سياج من الأوتاد بقرع بالأرجل ، أو كان صوت شجرة يكسر . والغجري يمضي إلى الجسد الممتد بين كل ضربة وأخرى فيميل عليه ، ليرى هل يتقدم الخازوق في الاتجاه الصحيح ، حتى إذا تأكد من أنه لم يجرح أي عضو من أعضاء الحياة ، عاد إلى مكانه يتم عمله .كل هذا كان يسمع ويرى من على الضفة ضعيفا ، ولكن الأرجل كلها كانت ترتعد ، والوجوه كلها كانت تشحب ، والأصابع كلها كانت تتجمد .).

7 ـ ( وتوقفت الضربات خلال لحظة . لقد لاحظ مرجان أن مشط الكتف الأيمن قد تورمت عضلاته وارتفع جلده . فاقترب بسرعة ، وأحدث في موضع الانتفاخ شقا على صورة صليب ، فخرج من الجرح دم شاحب ، وكان قليلا في أول الأمر ، ثم ما انفك يتزايد ، وما هى إلا ضربتان أو ثلاث ضربات خفيفة محاذرة ، إذا برأس الخازوق يبدأ في الظهور من الموضع المشقوق . وظل مرجان يدق المطرقة إلى أن أصبح رأس الخازوق في مستوى الأذن اليمنى علوا . )

8 ـ ( لقد دخل الخازوق في الرجل كما يدخل السيخ في الخروف لا فرق بين الأمرين إلا في أن الخازوق لم يخرج من الفم ، بل خرج من الظهر ، كما أنه لم يصب الأمعاء ولا القلب ولا الرئتين بكبير أذى ، وعندئذ  رمى مرجان المطرقة ، واقترب ، ففحص الجسد الساكن ، ودار حول الدم الذي كان يتساقط قطرة قطرة من موضعي دخول الخازوق وخروجه ويتجمع  بركا صغيرة على ألواح الخشب . وقلب الغجريان الجسم المتخدر فصار على ظهره على الأرض ، وأخذا يربطان الساقين إلى أسفل الخازوق ، وفى أثناء ذلك كان مرجان يفحص الرجل ليرى ألا يزال حيا وينعم النظر في الوجه الذي زاد  حجمه على حين فجأة فأصبح أعرض واكبر ... كانت العينان جاحظتين ، قلقتين ، غير أن الحاجبين ما يزالان ساكنين ، وكان الفم فاغرا ، والشفتان متصلبتين متقبضتين ، والأسنان البيضاء ملزوزة . لقد أصبح الرجل لا يستطيع التحكم ببعض عضلات وجهه ، لذلك كان وجهه يبدو أشبه بقناع . لكن قلبه ما يزال يخفق خفقانا أصم ، وما تزال تخرج من رئتيه أنفاس قصيرة متسارعة . وأخذ الغجريان ينهضانه كما ينهض خروف في سفود ، وكان مرجان يصيح بهما أن انتبها ولا تهزا الجسم ، وساعدهما هو نفسه في ذلك ، فوضعوا الطرف الأسفل الغليظ من الخازوق بين وتدين ، وثبتا ذلك كله بمسامير كبيرة ، ثم دعماه من الخلف على ذلك المستوى نفسه بقطعة قصيرة من الخشب سمروها بالخازوق وبأوتاد السقالات .)

9 ـ ( فلما انتهى الغجر من مهمتهم ، تراجعوا قليلا إلى الوراء ، وانضموا إلى رجال الدرك ، ولم يبق على تلك الفسحة الخالية إلا الرجل المخوزق ، عاليا مقدار ذراعين ، منتصبا ، بارز الصدر عاريه  إلى الحزام . وكان الرائي يستطيع من بعيد أن يرى الخازوق داخلا في جسمه ، وقد ربطت به ساقاه ، بينما شدت يداه إلى الظهر . لذلك كان يبدو للناس أشبه بتمثال محلق في الهواء على ظهر السقالات  فوق قمة عالية مطلة على النهر ...وتراكضت دمدمات على الصفين ، وماجت  في صفوف الجمهور حركة مضطربة . بعض الناس خفض بصره ، وبعضهم أسرع يعود إلى بيته دون أن يتلفت . وأكثرهم ظل ينظر ، دون أن ينطق بكلمة واحدة ، إلى هذه القامة الإنسانية ، المعروضة في الفضاء وقد تصلبت وانتصبت على نحو غير طبيعي . لقد جمد الذعر أحشاءهم وكانت سيقانهم تترنح تحتهم ، لكنهم لم يستطيعوا أن ينتزعوا أنفسهم من هذا المشهد ، ولا أن يحولوا عنه أبصارهم .... )

10 ـ   واقترب المأمور ومرجان واثنان من رجال الدرك ، من الرجل مرة أخرى ، وأخذوا يفحصونه عن كثب . كان يسيل على الخازوق خيط نحيل من دم . أما الرجل فما يزال حيا ، ولم يُغم عليه : جنباه يرتفعان ويهبطان ، وشرايينه على رقبته ، وعيناه تستديران ببط لكنهما لا تثبتان ، ومن بين أسنانه الملزوزة تخرج دمدمة يميز سامعها في شيء من العناء بكلمات متقطعة : ـ أتراك ...أتراك .... أتراك على الجسر ...أفطسوا كالكلاب ..موتوا كالكلاب . .".

.كذلك كان يئن الرجل وهو في أعلى الخازوق . )

11ـ ( وجمع الغجر أدواتهم ، وهبطوا نحو الشاطئ على السقالات . ونزل في الوقت نفسه الدرك ورئيسهم .. فتراجع الناس أمامهم وأخذوا يتفرقون ، ولم يبق ثمة إلا الصبية الصغار ، حطوا على كتل الصخر أو على الأشجار ، ينتظرون شيئا آخر ولا يدركون أن الأمر قد انتهى ، وان كل امرىء قد نال جزاءه ، ويتساءلون عما سيحدث لهذا الرجل الغريب الذي يحلق فوق الماء ،كأنما أوقف وهو يهُمُّ أن يثب إلى النهر .)

12 ـ ( اقترب المأمور من عابد أغا ، وأنبأه أن كل شيء قد تم على ما يرام  وانتهى إلى ما كان يقدر له، وأن السجين ما يزال حيا ، وسيظل حيا ، لآن أعضاءه لم تمس . فلم يجب عابد أغا بشيء  ، حتى ولا بنظرة ، وإنما أومأ بيده أن يؤتى له بحصانه ، وأخذ يودع طوسون أفندي والمعلم أنطوان ، وأخذ الناس يتفرقون ، وكان صوت المنادي يعلن في أرجاء المدينة أن الحكم قد نفذ ، ويهدد بعقاب كهذا ، بل بعقاب أشد من هذا العقاب ، وكل من تسول له نفسه أن يفعل ما فعله الجاني . )

13 ـ ( ووقف المأمور مضطربا على السفح الذي خلا من الناس فجأة . إن خادمه يمسك حصانه من لجامه ، ورجاله ينتظرون أوامره . أحس أن عليه أن يقول شيئا لكنه لم يستطع أن ينبس بكلمة ، لأن انفعالا قويا قد نشب في نفسه وملأ جوانب قلبه . ففي هذه اللحظة فقط تذكر كل ما لم يستطع أن يتذكره قبل ذلك لانصرافه إلى إعداد تنفيذ الحكم .... في هذه اللحظة فقط تذكر تهديد عابد آغا له بأن يخوزقه حيا إذا هو لم يستطع القبض على الجاني . صحيح أنه نجا من هذه الكارثة ، ولكن لم يكن بينه وبينها إلا قيد شعرة ، وقد نجا منها في آخر لحظة . )

 

 أخيرا : هنا إجرام فى القتل بالخازوق ، وإحسان فى بناء جسر فيه الخير للناس ..وبين هذا وذاك تساؤل : ..ألم تكن هناك طريقة اخرى لإنشاء هذا العمل النافع بدون هذا الظلم ؟  

اجمالي القراءات 7311