شيطان التفصيلات فى الهجص السنى فى الأمثال القرآنية : الأمثال التشبيهية

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٦ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

شيطان التفصيلات فى الهجص السنى فى الأمثال القرآنية : الأمثال التشبيهية   

أولا ـ التدبر القرآنى فى قول الله يقول جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) الاعراف ):

1 ـ هذا مثل ضربه رب العزة للعظة والعبرة  دون ذكر إسم هذا الرجل الذى آتاه الله جل وعلا الايات فانسلخ منها . لذا فقد جعله رب العزة مثلا عاما لكل من يكذب بآيات الله  جل وعلا، عسى أن يتفكر فيه من يهمُّه الأمر ، يقول جل وعلا عنه : ( ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176). ثم يجعلها رب العزة قضية عامة فيقول جل وعلا: ( سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)).

ولأنها قضية عامة فإن الآيات بعدها ـ فى السياق المحلى ـ تتحدث عن الهداية والاضلال بصورة عامة ، ثم عن مصير الضالين من الجن والانس وهم فى النار ، ووصفهم بأنهم أضل من الأنعام ، وهذا فى قول رب العزة جل وعلا : (  مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف )

وفى السياق الموضوعى العام فى القرآن الكريم ( فيما يخص هذا الموضوع ) يقول جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية )، هذا عن ( العالم بالقرآن ) الذى يتخصص فى إستخدام مهارته العلمية فى الاضلال بدلا من الهداية . هذا تستحيل هدايته ، ولقد قالها رب العزة جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) النحل ). فالذى يتخصص فى إضلال الناس ، ويتبوأ لديهم مكانة بهذا ، ويتكسب نفوذا وشهرة وأموالا بهذا يستحيل أن يتراجع ويهتدى ويعلن أنه كان كافرا مُضلا  . هل تتصور شيخا من شيوخ السلفية الوهابية أو الشيعية فى أواخر عمره يقف ويعلن توبته وأنه كان من قبل ( حمارا ) يحمل اسفارا لا يفقهها ويضل الناس بغير علم ؟ هذا مستحيل ، لم يحدث من قبل ولن يحدث فى الحاضر أو المستقبل .  ليس فقط لأنه سيخسر ما أحرزه من شهرة ونفوذ ومال ، وليس فقط فى أن من اضلهم سينقلبون أعداءا له يحكمون بكفره ، ولكن لسبب أكبر هو أن متّبعُّ لهواه . هواه فى هذا الاضلال ، وكما أن الله جل وعلا وصف ذلك العالم المُضل بالكلب وأنه إتّبع هواه فإنه جل وعلا يؤكد نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ). وفيمن إتخذ إلاهه هواه فأضله رب العزة على علم ( الجاثية 23 ) .

ولكن هناك من يبدأ الطريق المعتاد فى الدعوة مثل غيره ، يكتم الحق ، ثم لا يلبث أن يتبين خطأه ، معلنا توبته تائبا لرب العزة جل وعلا معتذرا للناس. تراه يسرع بإعلان الحق بالقرآن الكريم محتكما اليه ، ومعلنا آياته البينات المبينات ، ومُصلحا لما أفسده من أقوله السابقة ، هذا يمكن أن ينجو من اللعنة التى تحيق بالمتخصص فى الاضلال الذى لا يحيد عنه ، يقول جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة )

ونرجو من الأحبة التدبر العملى فى هذه الآيات الكريمة بالنظر الى ما ينشره الانترنت من هجص علماء السلفية الوهابية والشيعية والصوفية ، يختلفون فى أنواع الهجص ، ولكنه ( هجص ) .

 2 ـ قوله جل وعلا : (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ  ) يؤكد ان مشيئة الهداية أو الضلال تأتى من الفرد . يشاء الضلال فيزيده الله جل وعلا ضلالا ، أو يشاء الهداية فيزيده الله جل وعلا هدى : ( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) مريم )،(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)البقرة  ) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17)  محمد ) .

 ونتذكر  الترتيب فى قول رب العزة جل وعلا: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ )، هو أوتى الآيات ، فسرعان ما إنسلخ منها ، فسرعان ما إتبعه الشيطان فكان من الغاوين . مفهوم بعدها أن الشيطان قد تولى أمره ، ومفهوم أيضا أن رب العزة تركه للشيطان فقد إتبع هواه وأخلد الى الأرض ، وبالتالى لا يمكن أن يهديه الله جل وعلا .

3 ـ  ونتدبر قول رب العزة جل وعلا : ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ): إن العزة لرب العزة ولرسوله وللمؤمنين الحقيقيين ، يقول جل وعلا : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون  )، وهم فى الآخرة فى عليين فى الجنة بالقرب من الرحمن جل وعلا : (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) المطففين  ). الذى يتبع هواه يخلد الى الأرض ، يقدس مواد الأرض ، فآلهته وقبوره المقدسة وأصنامه مصنوعة من تراب الأرض التى نسير عليها بأقدامنا ، ولكن هواه يُلزمه بذلك . ويقول جل وعلا فى مقارنة بين هذا وذاك : ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك  )

4 ــ ولأنها قضية عامة فإنها لا تنطبق فقط على أئمة السنيين والصوفيين والشيعة فى عصرنا البائس فقط ، بل تنطبق على جميع أئمة الأديان الأرضية من مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم والترمذى  وو.. ومنهم هذا القرطبى .

لنقرأ الهجص الذى قاله فى الايات الكريمة ( الاعراف 157 : 177 ).

ثانيا : هجص القرطبى :

( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175 ) : ذكر أهل الكتاب قصة عرفوها في التوراة. واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات،  فقال ابن مسعود وابن عباس: هو بلعام بن باعوراء، ويقال ناعم، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش. وهو المعني بقوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا} ولم يقل آية، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه. ثم صار بحيث أنه كان أول من صنف كتابا في أن ليس للعالم صانع. قال مالك ابن دينار: بعث بلعام بن باعوراء إلى ملك مدين ليدعوه إلى الإيمان، فأعطاه وأقطعه فاتبع دينه وترك دين موسى، ففيه نزلت هذه الآيات. روى المعتمر بن سليمان عن أبيه قال: كان بلعام قد أوتي النبوة، وكان مجاب الدعوة، فلما أقبل موسى في بني إسرائيل يريد قتال الجبارين، سأل الجبارون بلعام بن باعوراء أن يدعو على موسى ، فقام ليدعو ، فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه. فقيل له في ذلك، لا أقدر على أكثر مما تسمعون، واندلع لسانه على صدره. فقال: قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة، فلم يبق إلا المكر والخديعة والحيلة، وسأمكر لكم، فإني أرى أن تخرجوا إليهم فتياتكم فإن الله يبغض الزنى، فإن وقعوا فيه هلكوا، ففعلوا فوقع بنو إسرائيل في الزنى، فأرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا. وقد ذكر هذا الخبر بكماله الثعلبي وغيره. وروي أن بلعام بن باعوراء دعا ألا يدخل موسى مدينة الجبارين، فاستجيب له وبقي في التيه. فقال موسى: يا رب، بأي ذنب بقينا في التيه. فقال: بدعاء بلعام. قال: فكما سمعت دعاءه علي فاسمع دعائي عليه. فدعا موسى أن ينزع الله عنه الاسم الأعظم، فسلخه الله ما كان عليه، وقال أبو حامد في آخر كتاب منهاج العارفين له: وسمعت بعض العارفين يقول إن بعض الأنبياء سأل الله تعالى عن أمر بلعام وطرد بعد تلك الآيات والكرامات، فقال الله تعالى: لم يشكرني يوما من الأيام على ما أعطيته، ولو شكرني على ذلك مرة لما سلبته.وقال عكرمة: كان بلعام نبيا وأوتي كتابا.وقال مجاهد: إنه أوتي النبوة، فرشاه قومه على أن يسكت ففعل وتركهم على ما هم عليه. قال الماوردي: وهذا غير صحيح، لأن الله تعالى لا يصطفي لنبوته إلا من علم أنه لا يخرج عن طاعته إلى معصيته.وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت، وتمنى أن يكون هو ذلك الرسول، فلما أرسل الله محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسده وكفر به. وهو الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه .  وقال سعيد بن المسيب: نزلت في أبي عامر بن صيفي، وكان يلبس المسوح في الجاهلية، فكفر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك أنه دخل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة فقال: يا محمد، ما هذا الذي جئت به؟ قال: «جئت بالحنيفية دين إبراهيم». قال: فإني عليها. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لست عليها لأنك أدخلت فيها ما ليس منها». فقال أبو عامر: أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نعم أمات الله الكاذب منا كذلك» وإنما قال هذا يعرض برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث خرج من مكة. فخرج أبو عامر إلى الشام ومر إلى قيصر وكتب إلى المنافقين: استعدوا فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمدا من المدينة، فمات بالشام وحيدا. وفية نزل: {وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} وسيأتي في براءة. وقال ابن عباس في رواية: نزلت في رجل كان له ثلاث دعوات يستجاب له فيها، وكانت له امرأة يقال لها البسوس فكان له منها ولد، فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة. فقال: لك واحدة، فما تأمرين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نباحه. فذهب فيها دعوتان، فجاء بنوها وقالوا: لا صبر لنا عن هذا، وقد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس بها، فادع الله أن يردها كما كانت، فدعا فعادت إلى ما كانت، وذهبت الدعوات فيها. والقول الأول أشهر وعليه الأكثر. قال عبادة بن الصامت: نزلت في قريش، آتاهم الله آياته التي أنزلها الله تعالى على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانسلخوا منها ولم يقبلوها. قال ابن عباس: كان بلعام من مدينة الجبارين. ) .

 ثالثا : تحليل هذا الهجص :

1 ـ  شخصنة المثل ، وحصره فى شخصية محددة ، وبالتالى تجاهل المقصد من ضرب المثل ، وعدم الاستفادة منه فى الحاضر والمستقبل . فطالما أنه فلان المحدد بالزمان والمكان فلا شأن لنا به .

2 ـ وكالعادة : الاختلافات فى تحديد هذا الشخص ، من بنى أسرائيل ، أو من قريش .. (هو بلعام بن باعوراء، ويقال ناعم، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام ) (كان بلعام قد أوتي النبوة، وكان مجاب الدعوة، ) (نزلت في أبي عامر بن صيفي، وكان يلبس المسوح في الجاهلية، فكفر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )( وقال ابن عباس في رواية: نزلت في رجل كان له ثلاث دعوات يستجاب له فيها..)( نزلت في قريش ).

3 ـ وكالعادة : التهجم على الغيب الالهى بخرافات مُخترعة مصنوعة مفتراة  : (واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات،  فقال ابن مسعود وابن عباس: هو بلعام بن باعوراء، ويقال ناعم، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش. وهو المعني بقوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا} ولم يقل آية، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه. ثم صار بحيث أنه كان أول من صنف كتابا في أن ليس للعالم صانع. قال مالك ابن دينار: بعث بلعام بن باعوراء إلى ملك مدين ليدعوه إلى الإيمان، فأعطاه وأقطعه فاتبع دينه وترك دين موسى، ففيه نزلت هذه الآيات. روى المعتمر بن سليمان عن أبيه قال: كان بلعام قد أوتي النبوة، وكان مجاب الدعوة، فلما أقبل موسى في بني إسرائيل يريد قتال الجبارين، سأل الجبارون بلعام بن باعوراء أن يدعو على موسى ، فقام ليدعو ، فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه. فقيل له في ذلك، لا أقدر على أكثر مما تسمعون، واندلع لسانه على صدره. فقال: قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة، فلم يبق إلا المكر والخديعة والحيلة، وسأمكر لكم، فإني أرى أن تخرجوا إليهم فتياتكم فإن الله يبغض الزنى، فإن وقعوا فيه هلكوا، ففعلوا فوقع بنو إسرائيل في الزنى، فأرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا. وقد ذكر هذا الخبر بكماله الثعلبي وغيره. وروي أن بلعام بن باعوراء دعا ألا يدخل موسى مدينة الجبارين، فاستجيب له وبقي في التيه. فقال موسى: يا رب، بأي ذنب بقينا في التيه. فقال: بدعاء بلعام. قال: فكما سمعت دعاءه علي فاسمع دعائي عليه. فدعا موسى أن ينزع الله عنه الاسم الأعظم، فسلخه الله ما كان عليه .. ).،( نزلت في رجل كان له ثلاث دعوات يستجاب له فيها، وكانت له امرأة يقال لها البسوس فكان له منها ولد، فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة. فقال: لك واحدة، فما تأمرين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نباحه. فذهب فيها دعوتان، فجاء بنوها وقالوا: لا صبر لنا عن هذا، وقد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس بها، فادع الله أن يردها كما كانت، فدعا فعادت إلى ما كانت، وذهبت الدعوات فيها  )

4 ـ وكالعادة : التقول على النبى محمد عليه السلام  : (  نزلت في أبي عامر بن صيفي، وكان يلبس المسوح في الجاهلية، فكفر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك أنه دخل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة فقال: يا محمد، ما هذا الذي جئت به؟ قال: «جئت بالحنيفية دين إبراهيم». قال: فإني عليها. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لست عليها لأنك أدخلت فيها ما ليس منها». فقال أبو عامر: أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نعم أمات الله الكاذب منا كذلك» وإنما قال هذا يعرض برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث خرج من مكة. فخرج أبو عامر إلى الشام ومر إلى قيصر وكتب إلى المنافقين: استعدوا فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمدا من المدينة، فمات بالشام وحيدا. وفية نزل: {وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} وسيأتي في براءة.  )، (   )

5 ـ  الافتراء على رب العزة جل وعلا بوحى شيطانى كاذب : ( وسمعت بعض العارفين يقول إن بعض الأنبياء سأل الله تعالى عن أمر بلعام وطرد بعد تلك الآيات والكرامات، فقال الله تعالى: لم يشكرني يوما من الأيام على ما أعطيته، ولو شكرني على ذلك مرة لما سلبته.  ).

ونطلب من الأحبة المزيد من تحليل هذا الهجص .

وكل عام وأنتم بخير : عيد الفطر أول شوال 1437 

اجمالي القراءات 8073