بين الفساد الفرعونى الجمهورى والفساد الفرعونى الملكى

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٤ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ جاءنى هذا السؤال من إبن عزيز يقول فيه: ( سلام الله عليكم ورحمتة وبركاته . -د- احمد لو تكرمت اريد منك كتابة مقال لحقيقة ما يدور في الدول العربية وخاصة مصر -  وتوضيح عدة نقاط بها ومنها :  هل نستطيع بناء دولة واهلها ظالمون -ضالون ؟ وكما تعرف جيدا انهم لا يتبعون دين الله ويتبعون الاديان الارضية المختلفة ..وهل يستطيع اي رئيس مهما كان اصلاح الدولة والفساد متوغل في كل المؤسسات ؟ .. والشعوب تقدس الخرافات _ وقلوبهم مريضة. ؟  ومن وجهة نظر قرأنية وانت اكثر الناس علما في الدقة والتحديد .( وما خبث لا يخرج الا نكدا -- لو ان اهل القري امنوا واتقوا -- ومن يعش عن ذكر الرحمن . ) واشرت في مقالات كثيرة ان سنة الله لا تتبدل ، وهذا امر الهي لا ريب فيه . وبالنظر لكل ما يدور يؤكد استحالة البناء بداية من الفرد والاسرة والمجتمع والدولة. -فهل من سبيل لتجنب الطوفان والغرق؟! ) .

2 ـ وأشكر ابنى الحبيب ، ورحم الله جل وعلا جده الحاج عبد الغنى الذى كان صديقا عزيزا فاضلا كريما ، وعمه د محمد الطبيب جزاه الله جل وعلا خيرا . أبدأ بهذا المقال عن مقارنة بين الفساد العربى الجمهوى والملكى :  :

أولا : الفساد والفرعونية :

1 ـ حيث يوجد الاستبداد يقترن به الفساد . الاستبداد هو حضيض الظلم ونقيض العدل . و( الفرعونية ) هى التوصيف القرآنى للفساد والاستبداد ، وفرعون مصر هو التجسيد التاريخى لهذا الفساد والاستبداد ، يقول جل وعلا عنه وعن قومه وجنده وملئه : (  ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) الاعراف )( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل ) (  إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص ).

 فرعون إحتكر القوة والثروة ومُلك مصر ، وإفتخر بهذا فى مؤتمر عقده وحضره قومه فأعلن متندرا بموسى : (  ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) الزخرف ) ، وهو كعادة أى مستبد يستخف بعقول قومه ، وكالعادة أيضا يطيعه قومه ، يقول جل وعلا : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54)الزخرف ) ثم يكون الهلاك عاقبة كل مستبد فرعونى  ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) الزخرف ).

2 ـ و( الفرعونية ) باستبدادها وفسادها ومسلسل دمائها تجلت فى ( الخلافة العربية القرشية، ثم العثمانية )، وقد اوضحنا هذا فى كتابين منشورين هنا : ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين )و ( الفتنة الكبرى الثانية ) وننشر الآن مقالات كتاب عن ( دار السلام ودار الحرب ) ومسلسل الدم بينهما من خلافة معاوية ، ووصلنا الآن الى خلافة المأمون العباسى ، ونرجو الاستمرار فيه الى نهاية الخلافة العباسية .

ثانيا :الفرعونية المعاصرة وتوارث السلطة  

1 ـ سبق نشر مقالات ثم تجميعها فى كتاب عن ( وعظ السلاطين من الخلفاء الفاسقين / الراشدين الى مبارك اللعين ) ، وكانت فيه مقارنة بين مبارك ومعاوية فى موضوع التوريث ، فمعاوية أول من سنّ التوريث بعد حُكم الخلفاء الراشدين الفاسقين ، ومبارك ــ فى مصر ـ أول من قام بتجهيز ابنه ليرأس النظام العسكرى ( الجمهورى ) بعد رؤساء عسكريين . وتفوق مبارك عن عبد الناصر والسادات فى الاستبداد والفساد ، ثم كانت ثالثة الأثافى رغبته فى توريث الحكم لابنه . عبد الناصر تنكب عن مبدأ الديمقراطية وصادر الليبرالية المصرية التى عرفتها مصر قبله ، ولكنه لم يكن مفسدا ، وحرص على البديل وهو العدالة الاجتماعية ومسئولية الدولة بالتعليم والتوظيف ورعاية الفقراء بالدعم ، والنهوض بالريف . السادات ـ كما أوضحت فى مقال ( أنور وجدى السادات ) كان ممثلا فاشلا ، تظاهر بالديمقراطية ( ذات الأنياب ) واضاع العدالة الاجتماعية ومجانية التعليم وتكافؤ الفرص فى التعيين للخريجين بسياسة الانفتاح الذى كان إنفتاحا على الفساد ، إذ جرى الانفتاح الاقتصادى بدون هيكل قانونى وتكوين رأسمالية حقيقية . ثم جاء مبارك فألغى ما تبقى من ( عدالة عبد الناصر الاجتماعية ) وفرض نفسه مستبدا طيلة حياته مصونا عن المساءلة . أى إذا كان عبد الناصر قد أعطى الخبز وصادر الحرية فقد انتهى النظام العسكرى فى عصر مبارك بلا خبز ولا حرية . ثم بعدها كان يعمل لتوريث ابنه .

2 ـ وبعد الاطاحة بمبارك إتّضح أن الفساد ضرب الجيش الى النخاع ، فخلال ثلاثين عاما من حكمه كانت الترقية داخل الجيش ـ للرتب العليا ـ محصورة فى المضمون ولاؤهم ، وغيرهم يُحال الى الاستيداع . وحيث لم يدخل الجيش المصرى حربا حقيقية طيلة حكم مبارك بعد الصلح مع اسرائيل ، فقد نسى شرف الجيش المصرى الشرف العسكري ، وتفرغ لحكم مصر ونهبها ، فاستخدم سلطته ونفوذه فى إقامة المشروعات الاقتصادية فى نظام مؤسس على الفساد ، وتحولت عقيدة الجيش المصرى من العداء لاسرائيل الى حماية النظام العسكرى الفاسد ، وتحويل مصر الى جبهة داخلية ، وبالتالى فإن العدو للجيش هو الشعب إذا ثار على حكم العسكر ، وقائده الأعلى الفاسد ( حسنى مبارك ) ، أى أن أسلحة القوات المسلحة المصرية يتم تصويبها الى الشعب المصرى الأعزل . وهذا ما حدث فى حكم المجلس العسكرى وحكم السيسى . عشرات الألوف من خيرة شباب مصر وكهولها ـ المطالبين سلميا بالاصلاح ـ قتلهم الجيش المصرى علنا ـ وبدم بارد . والآن ، اصبح الشعب المصرى الأعزل فى مواجهة جيش السيسى وشرطته ونظامه القضائى وسجونه وسلخانات تعذيبه .

3 ـ  قبلها فى اواخر عصر مبارك ، وقع جنرالات مبارك فى مأزق ، حين بدأ إعداد ابنه جمال ليرثه فى الحكم وليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الشاب الناعم المتهرب من التجنيد والذى يحمل الجنسية البريطانية . هذا ما يرفضه جنرالات مبارك، ولكن لا يستطيعون مواجهته به لأنه يملك عزلهم بلا مساءلة ، ولكنه يعرف أن نفوذه مرتبط بوجوده رئيسا حيا ، وبعده سينتقمون من إبنه وعائلته ، لذا وصل المأزق الى حسنى مبارك وهو المشهور بأنه فى سياسته يُمسك بالعصا من المنتصف خوفا من العواصف ، لذا كانت تحمله الأحداث التى يصنعها الآخرون ، وكان لا يتخذ قرارات جريئة مثل ناصر والسادات . ظل مبارك متوجسا من رد الفعل من جنرالاته ، حائرا بين التمديد لرئاسته والتوريث لابنه .

4 ـ  وكان الحل فى الثورة المصرية فى 25 يناير ، التى أوجدت المخرج للمجلس العسكرى فرفض أمر مبارك بالهجوم على الثوار فى التحرير ، وتفاوض مع مبارك للرحيل. وتولى المجلس العسكرى الحكم ، وأقنع الثوار بالرجوع الى بيوتهم ، ثم اجرى إنتخابات أنجح فيها الاخوان المسلمين ، أى تراجع الجيش خطوة وقدّم الاخوان للحكم لاحراقهم سياسيا ، وكما قلنا فقد ظل الاخوان فى قبورهم التراثية ثمانين عاما يخططون للوصول الى حكم مصر دون أن يفكروا ثمانين دقيقة فى كيف يحكمون مصر . وكان لا بد أن يفشلوا ، وساعد فى فشلهم أن هيكل الدولة العميقة كان تحت سيطرة الجيش برغم محاولات الاخوان إختراقها . وبفشل الاخوان دخلوا السجون وعاد العسكر للحكم بمبايعة شعبية عارمة ، وانتهى الأمر بالمصريين بخازوق إسمه السيسى .

5 ـ كنت أقول أنه ليس هناك أسوأ من مبارك ، فجاء الاخوانى محمد مرسى أسوأ من مبارك ، ثم جاء السيسى اسوأ من مرسى .

ثالثا : توارث السلطة هو مربط الفرس فى موضوع الفساد

1 ـ هامش الفساد ضئيل فى الدول الديمقراطية ، حيث الحرية والشفافية وسيادة القانون ، والمحاسبة الجادة والقاسية من المجالس النيابية لأكبر مسئول ، وقيام مجلس النواب بحماية المال العام ، والأهم هو تداول السلطة بالانتخاب الحُرّ النزيه من الشعب للمسئولين ، وإمكانية عزلهم ومحاكمتهم .

 ولا نستشهد بأمريكا واوربا ، يكفى اسرائيل التى يُحال فيه الرئيس ورئيس الوزراء للمحاكمة ، بل ويدخل رئيس اسرائيلى سابق السجن . ولذا تفوقت اسرائيل ــ بديمقراطيتها ـ على العرب جميعا  ـ عسكريا وإقتصاديا وعلميا ـ. والعربى الذى يحمل الجنسية الاسرائيلية لا يمكن أن يرضى أن يهاجر الى قطاع غزة أو الضفة الغربية لتحكمه حماس أو يتحكم فيه عباس . وحتى الفلسطينى المسجون فى اسرائيل بتهمة الارهاب والقتل يتمتع برعاية يحسده عليها المناضل المصرى المُسالم فى سجون السيسى . ومقارنة سريعة بين اسرائيل والدول العربية فى مؤشرات الشفافية تؤكد ذلك . وقد تعاقب كثيرون فى قيادة اسرائيل ـ فى نظامها البرلمانى ـ منذ إنشائها وحتى الآن. قارن هذا بفراعنة العرب الذين (شاخوا ) فى عروشهم ، يظل أحدهم جاثما على صدر شعبه الى الموت أو القتل أو العزل . حكم مبارك مثلا ثلاثين عاما الى أن خلعه الشعب ، وما أدراك بالقذافى .! .

2 ـ  ومع هذا يظل الفساد فى النُّظم الملكية العربية ( الفرعونية ) أقلّ وأخفُّ من النظم الجمهورية ( الفرعونية ) العربية. حكى صديق لى من بلد عربى نظامها ملكى أنه فى الثمانينيات ـ من ثلاثين عاما ـ حضر لقاءا خاصا مع وزير داخلية بلده ، وقد سئل هذا الوزير  العربى من ضيوفه المصريين لماذا لا يستثمر أمواله فى مصر ؟ فقال : إنه لا يضمن أمواله فى مصر ، وقال انه كان فى ضيافة وزير الداخلية المصرى فى سيارته وموكبه الذى يحرسه ، وقد إنشغل عنه وزير الداخلية المصرى طيلة الطريق من القاهرة الى ( ابو قير ) بمحادثات تليفونية مع شركائه فى البيزينيس ، دون أدنى خجل من ضيفه الوزير العربى  . ثم فى المطعم فى ابو قير إنهمك الجميع فى الطعام من الوزير وأعوانه وضباط وجنود حراسته ، بما يُخالف أدنى إعتبارات الحراسة ، بحيث كان مُتاحا لمن يريد الهجوم عليهم فى إنشغالهم فى الطعام .  

هذا وزير داخلية مصرى مع نظيره العربى ، ولا يتحدث معه المصرى منشغلا بمشاريعه الاقتصادية التى يستعمل فيها نفوذه ، وهذا فساد ، وقد ألهاه هذا الفساد عن وظيفته ، بل حتى عن مراعاة أبسط قواعد الحماية الأمنية فيما يخص موكبه . تذكر أن هذا كان من ثلاثين عاما قبل أن يتوحّش الفساد فى نظام العسكر الحاكم فى مصر ، وقد وصل الأمر الآن فى عصر السيسى الى عزل المستشار جنينة وإحالته للمحاكمة لأنه قام بوظيفته الرسمية وكشف عن فساد مستشرى فى مؤسسة الرئاسة والشرطة والجيش والقضاء . هذه سابقة خطيرة فى تاريخ مصر ، تنافسها سوابق أخرى منها التنازل عن جزر مصرية للسعودية التى إقتطعت الحجاز الذى كان مشمولا بالحماية المصرية منذ الدولة الطولونية .!

3 ــ هنا نعقد مقارنة بين نوعين من الفساد لوزير داخلية فى نظام ملكى ، وآخر فى نظام جمهورى عسكرى . هما معا مُفسدان ، لكل منهما بيزنينيس ، ولكن الفساد أكبر لدى الوزير فى النظام الجمهورى العسكرى .

4 ـ  الفساد أخفُّ فى النظم الملكية ، لأن فيها نوعا من الاستقرار لا يتوفر فى الدول الجمهورية ، ويرجع هذا الى أن النظام الملكى راسخة فيه تداول السلطة وإنحصارها فى البيت الملكى ، والجيش خاضع لهذا التوارث الملكى وكذلك البوليس . وحاشية الملك ليسوا من الرعاع والجهلاء ـ كما هو الحال فى النظم العسكرية الجمهورية ، بل تجد معظم حاشية الملوك من أصحاب البيوتات العريقة ــ كطبقة النبلاء فى اوربا العصور الوسطى  ــ ، ومن أصحاب الكفاءات العليا الذين تلقوا تعليما عاليا غربيا ومتحضرا . هذا يخفّفُ شيئا من الفساد . فالملك أو الأمير لا يقلق كثيرا ـ جدا ـ على مستقبله وثروته ، ومعظم الشعب يدين له بالولاء مع الجيش والشرطة . ولهذا لم يكن الربيع العربى تأثير قوى على النُظُم الملكية .

5 ـ يختلف الأمر فى النظم الجمهورية العسكرية فى طورها الأخير . الآباء الكبار فى النظم العربية الجمهورية لم يجرؤ أحدهم على التوريث ، من عبد الناصر الى بورقيبة الى بن بيلا وبومدين وحتى السلال فى اليمن، وكانوا أقل فسادا  . إختلف الأمر مع الجيل التالى من المستبدين الصغار والذين غرقوا فى الاستبداد والفساد ، وتكونت حولهم حواشى من أرذل البشر فى الاعلام ورجال الدين ولصوص المال العام الذين أصبحوا رجال اعمال ، وهم خدم للعسكر يسرقون باسمهم . لا فارق هنا بين مبارك والقذافى وصدام وبن على وعبد الله صالح وبشار الأسد ، وحاليا بوتفليقة . رصيد كل منهم عريق فى الفساد ، وحجم البلايين التى هربها يعادل حجم قلقه على مستقبله ومستقبل اسرته ، ولا بد أن يحمى نفسه بالتوريث ليضمن بقاء السلطة والثروة له ولذريته . ولأن التوريث يتنافى مع طبيعة النظام الجمهورى ، لذا يستخدم الرئيس الجمهورى العربى الفرعونى سلطته المطلقة فى سلب أكبر قدر من الثروة وتهريبها للخارح ، ثم فرض ابنه لو إستطاع وليا للعهد بعده . فإذا تعذر الأمر يهدم المعبد على رءوس الجميع ، وشعاره : إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم . كانت هذه سياسة مبارك والقذافى وصدام وعلى عبد الله صالح ، وهى الآن سياسة بشار الأسد والسيسى وبوتفليقة والبشير . هم أكثر فسادا من آل سعود وأمراء الخليج وملوك المغرب والاردن .

5 ـ كيفية العلاج القرآنى ؟ هذا فى المقال القادم بعون رب العزة جل وعلا . 

اجمالي القراءات 7668