مقتطفات من حديث السلطان قابوس لأبنائه طلبة جامعة السلطان قابوس عام 2000

سعيد علي في الأربعاء ٠١ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تولى الحكم في 23 - 7  - 1970 خلفا لوالده ... وجد بلدا بائيسا ينتشر فيه الجهل و الفقر و المرض .. معدل عمر الإنسان فيه لا يتجاوز 40 عاما !! منغلقا على العالم لا تكاد يُرى فيه أي مظهر من مظاهر التطور !! لا مدارس .. لا مستشفيات .. لا طرق و لا مواصلات !! ومنذ الخطاب الأول له أشرق على عمان فجرا جديدا و بدأت حركة التنمية تدور و قامت عمان .. عمان التاريخ الجميل و الشعب الطيب و الأرض الطيبة ... ( هذه مقدمة بسيطة للغاية و مختصرة للغاية ) .. في عام 2000 قام سلطان البلاد العزيز على قلوب كل العمانيين بزيارة للجامعة الجكومية الوحيدة في البلاد و على غير العادة فقد ألقى حديثا عفويا أبويا سيظل خالدا في قلوب العمانيين أقططع منه هذا الجزء مع توضيح لبعض الكلمات في آخر الكلمة : ( مصادرة الفكر و التدبر و الإجتهاد هذه من أكبر الكبائر ونحن لن نسمح لأحد أن يصادر الفكر أبدا من أي فئة كانت و أنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل ولكن أعلم أن هناك من يدعوا إلى مصادرة الفكر و الفكر لا يصادر ديننا الحنيف جاء من أجل العقل و الفكر لم يأتي لمصادرة الفكر أبدأ في أي وقت من الأوقات ، ديننا فيه سماحة فيه أخلاق فيه إنفتاح و القران المجيد كل آياته تدعوا الإنسان إلى التفكر و التدبر و إلى آخره ما تدعوا للجمود و عدم التدبر فقط أنه يمشي في القافلة وهو مغمض عيونه لا ! أبداً ! لازم يفتح عيونه يشوف يتدبر ينظر للأمور هذا هو المطلوب . فإياكم إياكم من أحد يصادر لكم أفكاركم بأي طريقة كانت أكانت دينية أو غير دينية أو أي شئ فالإنسان منا يجب أن يفكر و أن يتدبر ولكن ما في شك هناك أُطر يجب أن تكون محاطة بالتفكير و التدبر و إلى آخره ختى لا يشط بنا الخيال أكثر من اللازم ) .

كان ذلك مقتطف من حديث أبوي جميل فاض به قلب الأب لأبنائه طلبة الجامعة عام 2000 و أقول : عمان بلد تاريخي دخل في الإسلام قبل مكة !! دخل أهله طواعية و في هذا يحكي أحد ( الشّياب = جمع شايب أي الطاعن في السن ) فيحكي قصة دخول عمان في الإسلام بأسلوب غاية في البساطة و الروعة كذلك فيقول : جاء عمرو بن العاص إلى حكام عمان في ذلك الوقت ( عبد و جيفر أبناء الجلندى ) بجيش و قال لهم : أسلموا تسلموا فإن لم تسلموا فهي الجزية أو الحرب ( هذه رواية تاريخية بغض النظر عن صحتها أو صحة الحوار بين عمرو بن العاص و أهل عمان ) يُكمل هذا الشيخ العماني الرواية فيقول : فقام أهل عمان لعمرو بن العاص فقالوا له : تفضل و أهلا و سهلا بالضيوف فأنتم ضيوفنا و علينا إكرامكم أولا و لكم منا ما تريدون فأقيمت وليمة للضيوف ( عمرو و جيشه ) و دخل الجيس و أهل عمان في حديث ودي و إنتهى كل شئ دخل أهل عمان بكل بساطة و بدون إراقه قطرة دم واحدة .. هكذا هم أهل عمان ...

عمان بلدا فيه أديان مختلفة و مذاهب متعددة و أعراق مختلفة لذا قام السلطان قابوس بتغيير وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية إلى وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية ... السمة التي تجمع الجميع هو حب عمان و عاداتها الطيبة .. لا يوجد بينهم أسلوب التكفير أو العنف أو التعصب المذهبي أبدا فالإباضيين و السنيين و الشيعة متعايشيين مع بعض ناهيك عن وجود شريحة من الهنود الهندوس و بعض الكنائس للعاملين الوافدين المسيحيين .

حفظ الله عمان من فتنة المذاهب و التعصب الديني ... و الحمد لله الحافظ جل و علا .

اجمالي القراءات 10109