المكر السيىء وأهله

عبداللطيف سعيد في الخميس ٢٩ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المكر السيئ وأهله
كالعادة يتعرض الدكتور أحمد صبحي منصور للتشهير المستمر من خصومه، كانوا ولا يزالون يطاردونه فى مواقع الانترنت بالسب و الشتم و التطاول ن فلما فتح موقعه الجديد (اهل القرآن ) وفتحه مدرسة ليتعلم فيها الناس اسلوب الحوار و النقاش ـ إذا بهم يتسللون الى موقعه تحت أسماء مستعارة و يتفننون فى الكيد له ، و تعطيل المناقشات وإدخال أصحابها فى متاهات و جذبهم الى موضوعات جانبية وشخصية . ثم الشىء المفزع الهجوم بالسب و الشتم على شخص صاحب الموقع نفسه،و&Ecig;توجيه رسائل بذيئة له تحت عناوين مشينة تتناول أهله وأعز الناس اليه. واضطر الرجل للرد بالتوجيه و العفو والسماح ، ثم أعطى مهلة وقال انه سيضطر للتدخل بالحذف أن لم يكف أولئك الناس عن هذا الاسفاف.
مقالات الدكتور منصور منشورة فى الموقع ،
http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php

وهى التى ينصح فيها و يتسامح ويحذر. ولكن الغريب أن أولئك الذين دخلوا بيته وتمتعوا بالترحيب وحسن الضيافة أخذوا يهددونه بالهجوم عليه فى المواقع الأخرى، إن لم يتركهم يقولون ما يقولون فى موقعه . أى ابتزاز وبجاحة وقلة أدب وسوء تربية.. أى إما أن تتركنا نهاجمك هنا أو سنهاجمك فى كل موقع آخر. يقولون هذا لمن يكبرهم سنا وعلما وفضلا وجهادا فى سبيل الله. وهنا اضطر الى محوهم من الموقع. وقال فى أحدث مقالة ان من حقهم أن يسبوه كيفما يشاءون فى المواقع الأخرى ، ولكن ليس فى موقعه ، وإنه سيسامحهم ويغفر لهم منتظرا الانصاف من الله تعالى يوم الحساب . وطلب من تلامذته وأصدقائه الذين يناقشون كتابه ( القرآن وكفى ) أن لا يلتفتوا الى تلك المعارك الكلامية التى تصد عن سبيل الله وأن يركزوا جهدهم فى النقاش العلمى بالأسلوب الاسلامى الحضارى دون التفات الى مكر أولئك الدخلاء.
وجدير بالذكر أنها المرة الأولى التى يقوم فيها مفكر اسلامى وفقيه وشيخ أزهرى مستحق لمكانة الاجتهاد ـ بعرض مؤلفات للنقاش العام ، ويعلن أنه سيرد على النقد ـ وأنه مستعد للتصحيح والاعتراف بالخطأ أذا كان هناك خطأ فى كتابه . الآن يعرض الدكتور احمد منصور كتابه ( القرآن وكفى ) للنقاش فى موقع (أهل القرآن ) فى باب جديد اسمه ( رواق أهل القرآن ) ، وبعد الانتهاء من مناقشة هذا الكتاب سيرد الدكتور منصور على ما أثير من مناقشات. ثم يأتى الدور على كتاب جديد للنقاش والمحاكمة الفكرية . والذى يتولى ادارة النقاش فى الرواق هو الاستاذ فوزى فراج الكاتب الاسلامى ، وهو محايد يتفق ويختلف مع الدكتور منصور فى آرائه ، وهو من أهم أعمدة الموقع ، وله ركن بارز فيه.
جدير بالذكر أنها أيضا المرة الأولى التى يفتح فيها شيخ أزهرى و عالم اسلامى موقعه ليكتب فيه الجميع من قرآنيين وعلمانيين . يوجد فى الموقع المفكر الاسلامى الشاب نهرو طنطاوى ، وهو أيضا يتفق ويختلف مع الشيخ منصور / ولكنه من أعمدة الكتاب فى الموقع ، وينطبق نفس الكلام على معظم كتاب الموقع الكبار ، مثل المفكر الاسلامى الاستاذ عبد الفتاح عساكر. وهناك المفكرون العلمانيون من سيد القمنى الى كمال غبريال الى سعد الدين ابراهيم وعلى سالم و آخرين. كلهم يختلفون فى مواضيع كثيرة مع الشيخ منصور و لكن الموقع ينشر لهم ويرحب بهم. ولكل قارىء الحق فى الدخول وكتابة التعليق , وهذا ما يحاول أعداء الشيخ منصور إفساده وتدميره.
وهى أيضا المرة الأولى التى يقوم فيها مفكر اسلامى وفقيه وشيخ أزهرى مستحق لمكانة الاجتهاد بعرض فتاويه للنقاش. تأتى اليه الفتاوى فى الأمور الدينية و الفقهية و العلمية و التاريخية و السياسية فيقول رأيه ، و يفتح الباب للنقاش و التعليق. العادة التى تربينا عليها أن المفتى لا يفتى الا فى العبادات والأمور الفقهية المعروفة ولا يعرف خارج الفقه . ثم هو يقول ما قاله السابقون و ينقل عنهم حتى نفس ألفاظهم . وعصرنا لم يعد يعرف هذه الأشياء. ولكن الشيخ اللذى يفتى يقول ما قاله السابقون دون محاولة لشرح ما يقول أو تفهيمنا ما يقول. يردد كالبغبغان ما قاله ابن فلان وابن فلان ، ولا يفهمنا ما يقول لأنه هو أصلا لا يفهم ما يقول. وألان فتاوى الدكتور الشيخ الأزهرى أحمد منصور تشمل كل شىء وتشرحه باللغة المفهومة للناس ـ دون أن يقول قال فلان وروى علان واختلف ابن خلكان مع ابن تعبان . يقول رأيه فى لغة مفهومة للجميع ، ومتفقة مع المنطق وبالدليل من القرآن. ويؤكد على أن هذا رأيه الشخصى ، ويعرضه للمناقشة على الجميع. وبذلك يتأكد أنه لا كهنوت فى الاسلام. أما المشايخ الآخرون الذين لا يعرفون الافتاء الا من النقل عن السابقين فانهم مصممون أن ما يقولونه هو رأى الدين والاسلام. مع انهم يختلفون فى المسألة الواحدة ـ اى فالاسلام على ذلك متناقض ، حاش لله. ولهذا فان ما ينشره الشيخ أحمد منصور هو الأفضل لأنه الذى يحمى الاسلام من أخطاء العلماء المسلمين .
والشيخ أحمد منصور يؤكد فى رسائله لأهل الموقع وحديثه معهم انه مثلهم تلميذ يتعلم من القرآن ، وأنه يستفيد من تعليقاتهم واجتهاداتهم ، وإذا أخطا يعترف ويعتذر عنه فى الحال. من من علماء المسلمين يفعل هذا ؟
والمعروف أنهم يقلون عنه علما وشرفا . هم يتصاغرون أمام الحاكم الظالم ويتجبرون على المسلمين المظلومين . والشيخ أحمد منصور على العكس منهم يقول كلمة الحق فى وجه الحاكم الظالم و يدافع عن كل المظلومين ، و فى نفس الوقت فان الذى يعرفه يشهد بانه غاية فى التواضع مع الناس. وبسبب قوله كلمة الحق واجتهاده دخل السجن . ليس لغاية سياسية ولكن لتمسكه بالقرآن,
ولا يزالون يطاردونه حتى داخل بيته. عندما كان فى مصر طاردوه من مسجد الى مسجد. وعندما اعتزل ليصلى فى بيته فى القاهرة واكتفى بالذهاب الى بيته فى بلدته شهريا ليصلى مع اهله ـ لم يتركوه. فواصلوا شكاويهم ضده فى الأمن ، فمنعه الأمن من الذهاب الى بلدته و منعه من استضافة أصدقائه الذين اعتادوا الصلاة معه فى مكتبه بالقاهرة.
والان نفس الناس الذين اعتادوا كتابة الشكاوى ضده الى الأمن ، والذين اعتادوا إثارة الأمن ضده ـ هم نفس الأشخاص الذين يتسللون الى موقعه باسماء وهمية بنفس طريقتهم عندما كانوا يكتبون ضده الشكاوى الكيدية باسماء وهمية.
فى أحد جلساته الخاصة حكى الشيخ أحمد صبحى أنه قرأ بعض تلك الرسائل الكيدية ، وقد واجهوه بها فى بعض التحقيقات التى كانوا يجرونها معه فى مصر. ويقول إنه تعرف على بعض اولئك الشاكين فى حقه و المحرضين عليه. ومع ذلك رفض رفضا باتا أن يقول لنا عن أسمائهم ، وقال انه عفا عنهم ولذا لن يبوح باسمائهم. وربما لو كان قد قال لنا من هم لعرفنا الان من هو المدعو أشرف بارومة و غيره من الذين يحاربونه بأسماء وهمية مستخفين خلف النقاب شأن النساء.
وفى النهاية فان الحق هو الذى يكسب بعد الصبر,
وانظروا حولكم لتجدوا تيار الاستنارة الاسلامية الحديث الذى بدأه الشيخ أحمد صبحى منصور فى جامعة الأزهر منذ ثلاثين عاما ما لبث أن انتشر خارج الأزهر و خارج مصر وهو يتردد فى الانترنت والفضائيات.
وما كان يقوله الشيخ منصور لأول مرة و يتلقى من أجله اللعنات أصبح الان يقال عاديا ـ بل يقوله الشيوخ الذين كانوا يضطهدون أحمد صبحى منصور من قبل. كنا ونحن تلاميذه عندما نقرأ له ذلك لأول مرة نفزع ونخاف عليه. الآن أصبح ذلك عاديا. ينطبق هذا على كل ما قاله الشيخ منصور من نفى حد الردة وحد الرجم وحد تارك الصلاة و نفى النسخ فى القرآن ونفى عذاب القبر و نفى التأويل و نفى الشفاعة و نفى العصمة المطلقة للأنبياء و نفى اعتبار الحديث جزءا من الاسلام، وإثبات ان رسول الله عليه السلام كان يقرأ ويكتب.
كل ذلك سبق به الشيخ منصور ، وكان اعلانه لتلك الأشياء لأول مرة يرتبط باضطهاده وتكفيره.الآن أصبح كل هذا من الأمور العادية. بل لم يعد المتعصبون المتشددون يدافعون عنها بقوة .
ولكن بعضهم ينسى صاحب الريادة ، بل وبعضهم لا يزال يطارده و يحاول أن يشغله بحركات صبيانية عما وهب نفسه له وهو التدبر فى القرآن وتأسيس مدرسة قرآنية تواصل الطريق بعده ، وتعمل على اصلاح المسلمين سلميا بالقرآن.
الشيخ منصور يعلن فى موقعه نفس ما كان يقوله فى مصر ، وهى المبادىء الاساسية له : إنه لا يفرض نفسه على أحد، ولا يفرض فكره على أحد ، وأنه يصفح ويغفر لكل من يتطاول عليه. وبسبب هذا التسامح ولأنه فتح موقعه للجميع فقد بادروا بالتسلل اليه ليدمروه. فلما طردهم خرجوا يهاجمونه . ومن حق الناس أن يعرفوا من هو الظالم ومن هو المظلوم فى هذه القضية.
ولذلك كتبت هذا المقال دفاعا عن الشيخ الذى يعفوعن خصومه فيزداد خصومه تبجحا وغلاسة.

اجمالي القراءات 14460