اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (سورة الأَعراف 3)
التدين السنى السلفى الوهابى ليس من القرءآن فى شيئ (3)

محمد صادق في الإثنين ٠٢ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

التدين السنى السلفى الوهابى ليس من القرءآن فى شيئ (3)

اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (سورة الأَعراف 3)

وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (سورة الزمر 55)

مقدمة :

التدين السنى السلفى الوهابى يؤمن معظمهم أن القرءآن إما ناقص أو أضيف إليه بعد وفاة الرسول عليه السلام. ذلك لوجود أحاديث تفيد أن القرءآن ناقص عن ما كان عليه أيام الرسول وتم تغيره حسب الروايات والأحاديث إما بحذف بعض الآيات أو إضافة آيات لم تكن موجودة فى الأصل. وأن القرءآن غامض والسنة توضحه.

بعض الناس يعتقدون أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم ناقص وأنه كان يحوي عدداً كبيراً من الآيات التي تم إخفاؤها... يدّعي بعضهم أن القرآن محرَّف! ويقولون أن عثمان أحرق الكثير من المصاحف عندما قام بجمع القرآن، ويقولون: إنه أحرق كل شيء لا يتناسب مع أفكاره وآرائه... وبالتالي ضاع الكثير من كلام الله، فهل يمكن لهذا الرأي أن يكون صحيحاً؟

نحن نعلم أن القرءآن جمع فى عهد الرسول ونسخ منه نسخ أصلية منها مع على أبى طالب وزيد بن حارث و أبى سعيد الأنصارى. والعجيب بأن الذين يقولون بنقص فى القرءآن أو هناك آيات أضيفت عليه، فلابد حين قرروا ذلك أن تكون لديهم النسخة الأصلية التى راجعوها مع المصحف الموجود بين إيديهم فوجدوا الإختلافات. فالسؤال الآن أين هذه النسخة التى إعتمدوا عليها فى إثبات هذا الإختلاف. إليكم بعض من هذه الأحاديث على سبيل المثال لا الحصر.

وروى المتقي عن زر بن حبيش أيضاً، قال: " قال اُبيّ بن كعب: يا زر: كأيّن تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاث وسبعين آية. قال: إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة... ".

 

ما رواه الحافظ السيوطي عن عائشة، أنّها قالت: " كانت سورة الأحزابتقرأ في زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن".

 

حول سورتي الخلع والحفد:

ذكر الحافظ السيوطي في (الإتقان) سورتين سمّاها: (الحفد) و (الخلع) وروى أنّ السورتين كانتا ثابتتين في مصحف اُبيّ بن كعب ومصحف ابن عبّاس، وأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) علّمهما عبدالله الغافقي، وأنّ عمر بن الخطّاب قنت بهما في صلاته،... وأنّ أبا موسى كان يقرؤهما.ولا أثر لهاتين السورتين في المصحف الموجود.

 

ويشهد بذلك ما روي في كتب الفريقين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنّه لمّا جلد شراحة الهمدانيّة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة قال: حددتها بكتاب الله ورجمتها بسنّة رسول الله عليه وآله وسلّم ". فلو كان (عليه السلام) يرى أن الرجم من

 القرآن كما رأى عمر لم يقل كذلك.

 

حول سبب إنزال المال:

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي: " أخرج أبو عبيد وأحمد، والطبراني في " الأوسط "، والبيهقي في " شعب الإيمان "، عن أبي واقد الليثي، فقال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا اوحي إليه أتيناه فعلّمنا ممّا اوحي إليه، قال: فجئت ذات يوم، فقال: إنّ الله يقول: " إنّا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم وادياً من ذهب لأحبّ أن يكون إليه الثاني، ولو كان الثاني لأحبّ أن يكون إليهما الثالث، ولا يملأ جوف إبن آدم إلاّ التراب، ويتوب الله على من تاب.

حول آية المتعة:

وهي قوله تعالى: (فما استمتعم به منهنّ فآتوهنّ اُجورهنّ) ، فقد ورد في أحاديث القوم عن بعض الصحابة أنّه كان يقرأ " فما استمتعتم به منهنّ (إلى أجل)... " وأنّ بعضهم كتبها كذلك في مصحفه، وعن ابن عباس قوله: " والله لأنزلها كذلك " وقد صحّح الحاكم هذا الحديث عنه في " المستدرك " من طرقٍ عديدة.

حول آية الصلاة على النبي صلّى الله وآله وسلّم:

روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: " قرأ عليّ أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف عائشة " إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً - وعلى الذين يصلّون الصفوف الأولى.قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاحف .

حول آية " الشهادة ":

أخرج مسلم بن الحجاج في " الصحيح " عن أبي موسى الأشعري أنّه قال - في الحديث المتقدّم، فيما ذكرناه حول سورة كانوا يشبّهونها بإحدى المسبّحات -: " وكنّا نقرأ سورة كنا تشبّهها بإحدى المسبّحات فنسيتها غير أنّي حفظت منها:

يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون - فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة -".

حول آية ولاية النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم :

قال الحافظ جلال الدين السيوطي: " أخرج الفريابي والحاكم وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس، أنّه كان يقرأ هذه الآية: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم - وهو أب لهم - وأزواجه أمّهاتهم ".

حول آية المحافظة على الصلوات :

ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني: " أنّه روى مسلم بن الحجاج وأحمد ابن حنبل من طريق أبي يونس عن عائشة: إنّها أمرته أن يكتب لها مصحفاً، فلمّا بلغت: (حافظوا على الصلوات) قال: فأملت عليّ: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وصلاة العصر - " قالت: سمعتها من رسول الله - (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - "

بعد كل هذا الكذب على الله ورسوله وقرءآنه، نقرأ فى كتاب الله وهو قول الله وكلماته البينات الآتى:

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (سورة المائدة 3)

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) } (سورة الأَنعام 114 - 116)

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (سورة الحجر 9)

نحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى وصف كتابه بالآتى :

وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا " (سورة الإسراء 12

وقال أيضا بدقة متناهية فى صياغة هذا الكتاب الذى هو هدى ورحمة فقال:

{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) } (سورة هود 1)

"...مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " (سورة يوسف 111

بعيدا عن الإعجاز العددى فى القرءآن الكريم والذى أؤمن به أنه من الآليات التى تثبت أن القرءآن الذى بين أيدينا اليوم غير ناقص وكامل ومفصل وكله محكم وكله متشابه ، إلا أن الله سبحانه فتح لنا باب الخروج من هذا الكذب والهراء فقال فى محكم كتابه:

اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (سورة الأَعراف 3)

ثم جاء سبحانه بعد ذلك بتفصيل وتوضيح هذه الآية فقال:

وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (سورة الزمر 55)

التفصيل النهائى:

وبناءا على أن هناك تفصيل التفصيل فقال عز من قائل فى تفصيل أدق وجازم وحدد فيه إحدى صفات أولوا الألباب:

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى... فما هى هذه البشرى .. نقرأ:

 فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) } (سورة الزمر 17 - 18

فإن أردت أن تكون ممن هداهم الله وفى زمرة أولو الألباب فعليك أن تتبع أحسن ما أنزل إليك وكلمة أحسن هنا ليست معناها أن هناك شيئ غير حسن - حاشا لله - ولكن قد تعنى أهمية هذا الأحسن فى كتاب الله الذى يؤدى إلى الهدى وجنات النعيم.

فما هو هذا الأحسن فى كتاب الله ؟

أولا: وصايا الإسلام: قسمين:

1- الوصايا العشر فى سورة الأنعام . وتفصيل هذه الوصايا تجدها فى سورة الإسراء.               

2- وصايا فى سورة الفرقان .     

ثانيا- الآيات المحكمات .

ثالثا: آيات التحريم وآيات عدم القرب من حدود الله أو تعديها.

رابعا: آيات الإحسان والتقوى والشكر والبر والصدق .

خامسا: آيات التعامل مع اليتامى والوالدين والأقربين.

وما شابه ذلك من آيات القرءآن الكريم.

فى الختام نقرأ ما قاله رب العباد فى كتابه الكريم:

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) } (سورة فصلت 26 - 28)

{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) } (سورة آل عمران 77 - 78)

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) } (سورة يونس 15 - 17)

صدق الله العظيم ...

اجمالي القراءات 10569