القوة الأمنية لا تحمي أي نظام

سامح عسكر في الإثنين ٢٥ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

زميل مؤيد للسيسي بيقولي: ما الذي أفادك من المعارضة..آهو المظاهرات طلعت فشنك..!

الجواب: ومين اللي قال إني أؤيد وأعارض لمنطق القوة؟

أيام مرسي كان الإخوان معاهم رئاسة وبرلمان وحكومة ونائب عام..وكان معاهم شيوخ وجماعات وثقافة شعبية بتقول شريعة..ورغم ذلك سقطوا

أيام مبارك كان فيه نفس أعراض دلوقتي..كان معاهم كل حاجة حتى الإعلام..معارضة خاينة وخاف على نفسك..وثقافة شعبية ما شافتش الثورة طول حياتها..كانت أي دعاية لثورة معناها فوضى..ورغم ذلك سقط..

هذا النظام سقط شرعيا مع أول ساعة تخلى فيها عن السيادة، ووجوده دلوقتي زي أي نظام بيحكم بالقوة والسيف..وهي مرحلة زمنية دائما تسبق السقوط..لذلك توقعت نهايته ربما قبل انتخابات 2018..فالأحداث لا تخدمه والكون أسرع منه..

ثم منطق القوة يؤثر فقط في العبيد..واللي معاهم معاهم عليهم عليهم..أما الفكر فهو يتبع المبدأ ويقف ويصر عليه بقوة

لاحظ إن أغلب من نسميهم مثقفين حتى لو ظهر منهم مؤيدين شكليا لكن ضمنيا بيكتبوا مقالات نقدية ضد النظام، وهذا يعني إن المثقفين قولا واحدا معارضين..ولكن منهم اللي خايف وساكت..ومنهم اللي بيتكلم..

الخوف لا يبني نظام سياسي قوي..هذا النظام ضعيف جدا..ويحتكم للبطش الأمني كوسيلة لحمايته..زي أي دكتاتور ما بيحكم..

منطق مؤيديه من أضعف ما يكون..وكل شغلهم الآن لم يعد يهتم بالبناء ولا بالتواصل..بل بتبرير أفعال النظام..وهي سمة كل مؤيدي الدكتاتورية..حتى إن بعضهم بيطالب بالقتل علنا وباستخدام أبشع أساليب قهر المعارضين..

يعني نظام فاقد لأدوات التواصل..ومؤيديه مثله تماما..كيف سيحكم؟

في علوم السياسة لكي تحكم عليك بنظام.."متعدد الرؤوس"..يعني لو فقدت رأس يبقى معاك رؤوس أخرى تفكر وتتواصل بيها لحمايتك..يبقى معاك قوة تقدر تقرر من غير خسارة راس واحدة..نظام مبارك كان كذلك..وظل 30 عام..وأول ما فقد أكثرية رؤوسه سقط..

نظام السيسي عمليا فقد كل رؤوسه ولم يعد معه سوى.."الرأس الأمني"..حتى رؤوس الاقتصاد والسياسة الداخلية والاجتماع لم تعد في صالحه، حتى حلفاؤه الداخليين تبنوا نفس المنطق الأمني..وبالتالي أي مشكلة ضد خصوم النظام هايحلوها بالأمن..لاحظ كيف حلوا مشكلتهم مع وكالة رويترز..!

فيه مثل صيني بيقول.."الثروة والمكانة تولد الغطرسة ، وعليك الانسحاب بسرعة فور الإنجاز "..والمعنى إن انسحابك بعد انتصارك يفتح باب الأمل لمعارضيك إنهم يهدأوا..والسيسي مع كل قمع لمظاهرة بيزيد غطرسة وان دول قلة مندسة وخونة وأهل الشر..يعني مش بس بيقضي على أي فرصة تواصل..بل بيقتل أي محاولة لعلاجه من الغطرسة..اللي أصبحت واضحة الآن كالشمس..حتى بعض المثقفين لاحظوها وكتبوا رسائل نصح شديدة القيمة والنفاسة في التعبير..

الخلاصة: إن:.."من يُلاعب الثعبان يُلدغ"...."واللي يلاعب القطة تخربشه"..والمعنى إن الثعابين والقطط كائنات غير أليفة وتؤذي دون تمييز..والسيسي الآن بيلاعب تعابين وقطط كتير، وبيضع نفسه في مواجهتهم..مش بس إخوان و6 إبريل..دول كمان في الحُكم معاه..وهايتلدغ حتما..لكن إمتى ..الله أعلم..
 

اجمالي القراءات 6893