تأثير المختار الثقفى فى الدين الشيعى : محمد بن على ( ابن الحنفية )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٧ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تأثير المختار الثقفى فى الدين الشيعى : محمد بن على ( ابن الحنفية )

مقدمة :

1 ـ المختار بن عبيد الثقفى ـ ذلك المغامر الأفّاق الأفاك ـ قفز الى ذروة الأحداث فى الفتنة الكبرى الثانية ، وصار من أعمدتها بضع سنوات ، ولكن تأثيره إمتد سياسيا حتى العصر العباسى ، ودينيا ــ فى تشكيل التشيع ــ  حتى الآن .

2 ــ  لم يكن مسموحا للمختار بين عبيدة الثقفى بالظهور السياسى إلا بواحد من طريقين ، أن يكون ضد قريش ، يتزعم فرقة من الخوارج ، أو أن يكون تابعا لقريش ، أى لأحد الأجنحة المتصارعة من قريش ( الأمويين / العلويين الهاشميين / الزبيريين ) . إختار أن يكون تابعا للعلويين الهاشميين ، وإختار تبعيته لمحمد بن على بن أبى طالب المشهور بابن الحنفية نسبة لأمّه . الحقيقة أن الظروف فرضت عليه هذا ، وكان هذا مناسبا له ، فقد كان إنحصرت زعامة العلويين بعد مأساة كربلاء فى إثنين فقط : ( على زين العابدين بن الحسين ) الشاب الذى نجا من المذبحة وعاش يحمل ذكرياتها كوابيس تؤرق حياته وتجعله بعيدا عن الوقوع فى أى مغامرة سياسية ـ اى لا مجال لأن يعلق المختار الثقفى عليه آمالا ، والثانى هو محمد بن الحنفية ، الذى عاش مترددا ،  بين النشاط السياسى والاعتزال ، يتقدم خطوة ويتراجع أخرى . كان ابن الحنفية هو الأنسب للمختار فى أن يستغل إسمه ، ويصل له الى قيادة الشيعة فى العراق فى فترة الاضطراب هذه . على أن هذا لم يكن وحده كافيا . كان لا بد من ( رتوش ) أخرى يضفيها المختار على نفسه ودعوته وشيخه ابن الحنفية ، سواء رضى إبن الحنفيه ذلك أو كرهه ، وهو تلك المزاعم الدينية التى نشرها المختار ليجمع بها الأنصار . تلك المزاعم الدينية إستمرت لتصبح من معالم الدين الشيعى بعد مقتل المختار ، وبعضها لا يزال باقيا حتى اليوم ضمن معالم الدين الشيعى .

3 ـ وفى هذه اللمحة البحثية نبدأ بالتوقف مع شخصية محمد بن على بن أبى طالب ( محمد ابن الحنفية ) ثم نعرض لمزاعم المختار والكيسانية الدينية ، وتأثيراتها السياسية والدينية اللاحقة .  

 أولا : تحليل شخصية ابن الحنفية

1 ـ شارك ابن الحنفية مع ابيه فى معاركه فى الفتنة الكبرى الأولى ، وبعدها آثر الابتعاد عن الفتن مع الانتظار للوقت المناسب .

2 ـ  بدأ هذا فى نصيحته لأخيه الحسين بن على ألا يذهب الى الكوفة ، تقول الرواية عن خروج الحسين : ( أما الحسين فإنه خرج ببنيه وإخوته وبني أخيه وجل أهل بيته إلا محمد بن الحنفية، فإنه قال له : " يا أخي أنت أحب الناس إلي وأعزهم علي ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك.  تنحّ بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك ، فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك . إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم ، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك ، فيقتتلون فتكون لأول الأسنة..) ورفض الحسين نصيحته فقال له محمد : ( فانزل مكة فإن اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وإن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي.. ) ورد عليه الحسين : ( يا أخي قد نصحت فأشفقت ... ) .

3 ـ نلاحظ أن ابن الحنفية يعبّر عن رأيه وموقفه الشخصى لو كان فى وضع الحسين ، أن يأتيه المُلك طوعا عن رغبة من الناس دون الدخول فى فتنة وحرب تكرر ما حدث فى الجمل وصفين . وبالتالى لم يكن يريد أن يبايع ابن الزبير أو عبد الملك الى أن تستقر لأحدهما الأمور ، فطالما ليس هو صاحب الأمر فلا يدخل فيه مأمورا وتابعا لهذا أو ذاك وهما يقتتلان .  وبالتالى أيضا كانت حيرته مع المختار فى الكوفة الذى يستغل إسمه فى هوجة الفتنة فى العراق . إحتار ابن الحنفية بين ( الـتأييد المعلن والمطلق للمختار وما يجرّه هذا عليه من نقمة ابن الزبير المسيطر على الحجاز ومكة حيث كان ابن الحنفية يعيش مع أهله من بنى هاشم بالاضافة الى دخولة فى فتنة المختار ، والتى قد تنجح أو تخسر ،) وبين ( رفض دعوة المختار وإعلان تبرأه منه ومن مزاعمه ) ولكنه فى نفس الوقت يحتاج الى سند وعون وهو تحت سُلطة ابن الزبير .

4 ـ لذا أخذ ابن الحنفية موقفا وسطا وحذرا من المختار ، تقول الرواية : ( وكان ابنالحنفيةيكره امرالمختار وما يبلغه عنه ولا يحب كثيرا مما ياتي به . ) . ولكن تطور الأحداث ألجأ ابن الحنفية لأن يستغيث بالمختار حين حصر ابن الزبير ابن الحنفية وبنى هاشم  فى شعب أبى طالب ، وهددهم بالحرق إن لم يبايعوا له ، فأنقذهم المختار  بفرقة مسلحة بأسلحة خشبية ( مراعاة لقدسية الحرم فى مكة ) وهى المعروفة بالخشبية . ولازمت هذه الفرقة ابن الحنفية فى تنقلاته ، وصارت له بها قوة تحميه ، وجماعة تلتف حوله الى أن مات ، فاستمرت بعده مع إبنه (أبى هاشم ) ، وصارت عماد ما يُعرف بالكيسانية . وبالكيسانية وبمزاعم المختار الدينية كان تشكيل التشيع ، كما أن هذه القوة الحربية التى كانت تصاحب ابن الحنفية جعلته مبعث خوف ابن الزبير وعبد الملك . كانوا يخشون أن يستغل هذه القوة فى الصراع للوصول الى السلطة . ونعطى بعض التفصيلات :

ثانيا : مجىء الخشبية لانقاذ الهاشميين من الحرق:

1 ـ قبيل مجىء مسلم بن عقبة وحدوث موقعة الحرة ترك ابن الحنفية المدينة ورحل الى مكة ومعه ابن عباس . وأعلن ابن الزبير فى مكة نفسه خليفة. وبينما لم يجد ابن الزبير بأسا من موقف عبد الله بن عمر الرافض لبيعة أى خليفة حتى تجتمع عليه الأمة ، فإن ابن الزبير لم يرض من بنى هاشم إلا التسليم له والبيعة له .

2 ـ يقول ابن سعد فى الطبقات الكبرى فى ترجمة ابن الحنفية : (  فلما جاء نعي يزيد بنمعاوية وبايع بن الزبير لنفسه ودعا الناس اليه دعا ابن عباس ومحمد بنالحنفيةالى البيعةله ، فابيا يبايعان له ، وقالا  : " حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس."  فاقاما على ذلك مااقاما ، فمرة يكاشرهما ، ومرة يلين لهما ، ومرة يباديهما ، ثم أغلظ عليهما ، فوقع بينهم كلاموشرُّ ،  فلم يزل الامر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا ومعهما النساء والذرية ،  فاساءجوارهم ،  وحصرهم واذاهم.  وقصد لمحمد بنالحنفية،  فاظهر شتمهوعيبه، وأمره وبني هاشم ان يلزموا شعبهم بمكة،  وجعل عليهم الرقباء . وقال لهم فيما يقول: " والله لتبايعن او لاحرقنكم بالنار ." ، فخافوا على انفسهم . )

3 ـ وبلغ المختار  ــ وهو بالكوفة ــ ما يحدث لهم : ( .. فقطع المختار بعثا الى مكة ، فانتدب منهم اربعة الاف ، فعقد لابيعبد الله الجدلي عليهم وقال له : " سر فان وجدت بني هاشم في الحياة فكن لهم انت ومن معكعضدا وانفذ لما امروك به ، وان وجدت بن الزبير قد قتلهم فاعترض اهل مكة حتى تصل الىابن الزبير ثم لا تدع من ال الزبير شفرا ولا ظفرا " .  وقال : "  يا شرطة الله لقد اكرمكم اللهبهذا المسير ، ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عُمر.! "  فسار القوم ومعهم السلاح حتى اشرفواعلى مكة ، فجاء المستغيث  : " اعجلوا فما اراكم تدركونهم .! " فقال الناس : "  لو ان اهل القوة عجلوا؟! " فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية ابن سعد بن جنادة العوفي حتى دخلوا مكة ، فكبّرواتكبيرة سمعها ابن الزبير، فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة، ويقال بل تعلق باستارالكعبة ، وقال : " انا عائذ الله " .!

4 ـ وتم إنقاذ بنى هاشم : ( قال عطية : ثم ملنا الى بن عباس وابنالحنفيةواصحابهما فيدور قد جمع لهم الحطب فاحيط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر ، لو ان نارا تقع فيه ما رئي منهماحد حتى تقوم الساعة. واخرناه عن الابواب، وعجل علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجلفاسرع في الحطب يريد الخروج فادمى ساقيه . واقبل اصحاب بن الزبير فكنا صفين نحن وهمفي المسجد نهارنا ونهاره ، لا ننصرف الا الى صلاة حتى اصبحنا . وقدم ابو عبد اللهالجدلي في الناس فقلنا لابنعباس وابنالحنفية: " ذرونا نريحالناس من ابن الزبير"  فقالا : " هذا بلد حرمه الله ما احله لاحد الا للنبي عليه السلامساعة ما احله لاحد قبله ولا يحله لاحد بعده فامنعونا واجيرونا." ) .

ثالثا : بقاء جيش الخشبية وملازمتهم لابن الحنفية

1 ــ  واستمرت هذه القوة مع ابن الحنفية تحرسه ، تقول الرواي : ( وقال ابو العريان المجاشعي قال بعثنا المختار في الفيفارس الى محمد بنالحنفية..فكناعنده .. فكان ابن عباس يذكر المختار فيقول : " ادرك ثارنا وقضى ديوننا وانفق علينا " ..وكان محمد ابنالحنفيةلا يقول فيهخيرا ولا شرا . ) .

2 ـ وتقول رواية أخرى : ( ..وبقينا مع بنالحنفية،  فلما كانالحج ، وحج ابن الزبير من مكة فوافى عرفة في اصحابه ، ووافى محمد بنالحنفيةمن الطائف فياصحابه ، فوقف بعرفة ، ووافى نجدة بن عامر الحنفي تلك السنة في اصحابه من الخوارج فوقفناحية وحجت بنو امية على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم . ).  وفى رواية أخرى عن موسم الحج فى هذا العام : (  اقام الحج تلك السنة ابن الزبير ، وحج عامئذ محمد بنالحنفيةفي الخشبيةمعه وهم اربعة الاف نزلوا في الشعب الايسر من منى ) أى اصبح لابن الحنفية جيش من ( الخشبية ) أدوا مناسك الحج معه فى هذا العام ، حيث كانت هناك وفود من بنى أمية والخوارج وابن الزبير   

3 ــ هذه المظاهرة العسكرية مع ابن الحنفية أخافت منه الخصمين المتصارعين : ابن الزبير وعبد الملك ابن مروان .يقول أحدهم : ( كنت في العصابة الذين انتدبوا الى محمد بن علي ..وكان ابن الزبير قد منعه انيدخل مكة حتى يبايعه فابى ان يبايعه.. فانتهينا اليه ، فاراد ( المسير الى ) اهل الشام فمنعه عبدالملك ان يدخلها حتى يبايعه ، فأبى عليه.. فسرنا معه ما سرنا ، ولو امرنا بالقتاللقاتلنا معه. ).   

رابعا  : ابن الحنفية بين ابن الزبير وعبد الملك :

1 ـ بعد قتل المختار كشّر ابن الزبير أنيابه لابن الحنفية ، وبعث اليه أخاه عروة  بن الزبير يخيره بين البيعة له أو أن يضعه فى الحبس . فقال ابن الحنفية لعروة ابن الزبير : ( مااسرع اخاك الى قطع الرحم والاستخفاف بالحق .. والله ما بعثت المختار داعيا ولاناصرا .. وما عندي خلاف ولو كان خلاف ما اقمت في جوارهولخرجت الى من يدعوني فابيت ذلك عليه .....واني لاحسب ان جوار عبد الملك خير لي من جوار اخيك، ولقد كتب الييعرض علي ما قبله ويدعوني اليه. "  قال عروة : " فما يمنعك من ذلك ؟  قال : " استخير الله وذلك احبالى صاحبك . " )

2 ـ كان عبد الملك قد بعث الى ابن الحنفية كتابا يقول له فيه : (  انهقد بلغني ان ابن الزبير قد ضيق عليك وقطع رحمك واستخف بحقك حتى تبايعه، فقد نظرتلنفسك ودينك ، وانت اعرف به حيث فعلت ما فعلت . وهذا الشام فانزل منه حيث شئت ، فنحنمكرموك وواصلوا رحمك وعارفوا حقك . )   

3 ـ ارتحل ابن الحنفية بأتباعه الى الشام فنزلوا فى منطقة إيلة . وإكتسب ابن الحنفية حب الناس وتعظيمهم فخشى منه عبد الملك ، وحتى يطمئن قلبه فقد طلب أن يبايعه ابن الحنفية ، مقابل مئات الألوف من الدنانير ومرتبات ( فرائض ) لأتباعه . ورفض ابن الحنفية العرض السّخى ، وغادر بأصحابه الشام . يقول الراوى : ( قال ابو الطفيل : فسرنا حتى نزلنا ايلة فجاوروناباحسن جوار وجاورناهم باحسن ذلك ، واحبوا ابا القاسم حبا شديدا وعظموه واصحابه ، وامرنابالمعروف ونهينا عن المنكر ولا يظلم احد من الناس قربنا ولا بحضرتنا . فبلغ ذلك عبدالملك بن مروان ، فشق ذلك عليه ..  فكتب اليه عبد الملك : " انك قدمت بلادي فنزلت في طرف منها وهذه الحرب بيني وبين بنالزبير كما تعلم وانت لك ذكر ومكان ، وقد رايت ان لا تقيم في سلطاني الا ان تبايع لي، فان بايعتني فخذ السفن التي قدمت علينا من القلزم وهي مائة مركب فهي لك وما فيهاولك الفا الف درهم اعجل لك منها خمسمائة الف والف الف وخمسمائة الف اتيتك مع مااردت من فريضة لك ولولدك ولقرابتك ومواليك ومن معك ، وان ابيت فتحول عن بلدي الى موضعلا يكون لي فيه سلطان . .. فكتب اليه محمد بن علي : " بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد بنعلي الى عبد الملك بن مروان : سلام عليك . فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو. امابعد ، فقد عرفت رأيي في هذا الامر قديما ،  واني لست اسفهه على احد . والله لو اجتمعت هذهالامة عليّ الا اهل الزرقاء ما قاتلتهم ابدا ولا اعتزلتهم حتى يجتمعوا.  نزلت مكةفرارا مما كان بالمدينة ، فجاورت ابن الزبير ، فاساء جواري واراد مني ان ابايعه فابيتذلك حتى يجتمع الناس عليك او عليه . ثم ادخل فيما دخل فيه الناس فاكون كرجل منهم . ثمكتبت الي تدعوني الى ما قبلك ، فاقبلت سائرا فنزلت في طرف من اطرافك ، والله ما عنديخلاف ومعي اصحابي، فقلنا بلاد رخيصة الاسعار وندنو من جوارك ، ونتعرض صلتك فكتبت بماكتبت به ونحن منصرفون عنك ان شاء الله." ).!

4 ــ وكان مع ابن الحنفية يومئذ سبعة آلاف رجل ، وتقول الرواية : (  بعث اليه عبد الملك:  اما ان تبايعني واما ان تخرج منارضي ، ونحن يومئذ معه سبعة الاف،  فبعث اليه محمد بن علي  : " على ان تؤمن اصحابي"  ففعل، ) وخيّرهم ابن الحنفية بين البقاء معه أو الرحيل ، (   .. فبقي معه تسعمائة رجل ) (قال ابو الطفيل فانصرفنا راجعين فاذن للموالي ولمنكان معه من اهل الكوفة والبصرة فرجعوا من مدين ، ومضينا الى مكة حتى نزلنا معه الشعببمنى ، فما مكثنا الا ليلتين او ثلاثا حتى ارسل اليه بن الزبير ان اشخص من هذا المنزلولا تجاورنا فيه ) وارتحل ابن الحنفية الى الطائف بمن معه : ( ثم خرج الى الطائف فلم يزل بها مقيما حتى قدم الحجاج لقتالبن الزبير لهلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين فحاصر ابن الزبير حتى قتله يومالثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادي الاخرة   ).

خامسا : ابن الحنفية يبايع عبد الملك

1 ــ وأرسل الحجاج الى ابن الحنفية يأمره بالبيعة  لعبد الملك وإلا قتله ، ورفض ابن الحنفية حتى يبايع الناس ، ومنهم عبد الله بن عمر الذى بايع ثم قال لابن الحنفية :( ما بقي شيءفبايع ) ( فكتب ابنالحنفيةالى عبدالملك : بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عبد الملك امير المؤمنين من محمد بن علياما بعد فاني لما رايت الامة قد اختلفت اعتزلتهم فلما افضى هذا الامر اليك وبايعكالناس كنت كرجل منهم ادخل في صالح ما دخلوا فيه فقد بايعتك وبايعت الحجاج لك وبعثتاليك بيعتي ورايت الناس قد اجتمعوا عليك ونحن نحب ان تؤمننا وتعطينا ميثاقا علىالوفاء فان الغدر لا خير فيه فان ابيت فان ارض الله واسعة . ) (فكتب اليه عبد الملك : " انك عندنا محمود ، انت احب واقرب بنا رحما من ابن الزبير، فلكالعهد والميثاق وذمة الله وذمة رسوله ان لا تُهاج ولا احد من اصحابك بشيء تكرهه .ارجعالى بلدك واذهب حيث شئت ، ولست ادع صلتك وعونك ما حييت . ) ( وكتب الى الحجاج يامره بحسنجواره واكرامه فرجع بنالحنفيةالى المدينة. ) .

2 ــ ووفد ابن الحنفية على عبد الملك فى دمشق عام 78 ، فأكرمه عبد الملك ، وسأل عبد الملك  ابن الحنفية (ان يرفع حوائجه،  فرفع محمد دينه وحوائجه وفرائض لولدهولغيرهم من حامته ومواليه ، فاجابه عبد الملك الى ذلك كله ، وتعسر عليه في الموالي لأنيفرض لهم ، والح عليه محمد ، ففرض لهم، فقصر بهم فكلمه ، فرفع في فرائضهم ، فلم يبق له حاجةالا قضاها واستاذنه في الانصراف فاذن له . ) . أى فرض عبد الملك فرائض ــ أى مرتبات وعطايا ـ لأتباع ابن الحنفية من العرب والموالى ، وصمّم ابن الحنفية على أن يأخذ الموالى نفس عطايا العرب .  

3 ـ ومات في المحرم في سنة احدىوثمانين وقد ترك جيشا من الأتباع يحيط بأولاده الذكور ، وهم  عبد الله وهوابو هاشم وحمزة وعليا وجعفرا الاكبر ، والحسن  ( وكان من ظرفاء بنيهاشم واهل العقل منهم وهو اول من تكلم في الارجاء ) وابراهيم والقاسم وعبدالرحمن وجعفرا الاصغر وعونا وعبد اللهالاصغر.

أخيرا

 جيش ابن الحنفية الذى لم يرفع السلاح بعده حمل الدعوة الشيعية المعروفة بالكيسانية ، واسهم فى تدمير الدولة الأموية .   

اجمالي القراءات 8657