.
أحرقوا إسلام بحيري ولا تكتفوا بسجنه

نبيل هلال في الأربعاء ٣٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

لا تكتفوا بسَجن إسلام بحيري ,بل أحرقوه كما أحرق رجال الكنيسة في عصور الظلام عالم الفلك (برونو) ,فلحق بمن أدانوه العار على مدار الزمن ,وبقي ذِكر العالِم الشهيد (برونو) خالدا ما بقي للإنسان عقل وضمير . لقد أُدين برونو وإسلام بحيرى بتهمة  واحدة  وهي إعمال العقل والاجتهاد , والاجتهاد عمل عقلي جليل يقوم به فقط من يتمتع بملكات عقلية خاصية ,ولا يقوى عليه أنصاف العقلاء , لذا كان للمجتهد المصيب أجران ,وللمجتهد المخطئ أجر ,ذلك قول الحبيب المصفى بشأن الاجتهاد ,ولم يقل اقتلوا المجتهد أو اسجنوه . لقد أدانوا بحيري لأنه اجتهد  ورأوا في اجتهاده  ازدراء للدين ,ولم يدينوا  أي ازدراء للدين والعقل والمنطق  في القول بإرضاع الكبير وزنا القرود  ومثل ذلك من تخاريف التراث التي لا يجوز انتقادها . أدانوا بحيري لأنه  طلب إعادة تقييم  التراث ونفي الباطل عن الصحيح منه ,وبدعوى الانتصار للحق والحقيقة  أفتوا بقيامه باذدراء الدين ,ولم يقولوا كلمة إدانة واحدة للدواعش : من يذبحون الرجال  ويغتصبون النساء ويشردون الآلآف ويأتون على الأخضر واليابس أينما حلوا . يا لها فعلا من غيرة حقيقية على الدين .لا تحدثونا بعد ذلك عن تجديد الخطاب  الديني ,فعن أي تجديد تتحدثون   .  في سنة 1981 أوصت لجنة الدستور البريطانية بإلغاء ما عُرف بقانون التكفير  والإلحاد ,وكان ينص على معاقبة كل من ينتقد المؤسسة الدينية ورجالها وتاريخها وكل ما يتصل بها , ونتيجة لإلغاء ذلك القانون انكشفت الأستار عن حقائق مذهلة مخفية  من مئات السنين ,وعن ملاحقة من حاول إفشائها  ,وتبين أن الكنيسة كانت مسؤولة عن حجب الكثير من الحقائق عن الجماهير ,وهي المسؤولة عن إغراق  العالم في الظلمات . هل نحتاج أن يسن لنا مجلس نوابنا قانون منع التكفير ؟ إننا نناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي راعي التجديد الدينى في بلدنا ,أن يشمل إسلام بحيري بعفو رئاسي . شاكرين له فضله مقدما .وتحيا مصر , تحيا مصر , تحيا مصر .

اجمالي القراءات 9612