إضحك لهذه النكتة : السعودية تقود تحالفا لحرب داعش

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٢ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

إضحك لهذه النكتة : السعودية تقود تحالفا لحرب داعش

جاءنى هذا السؤال :

سلام علیکم یا دکتر احمد صبحي منصور . انا لیس من اهل القرآن وانا لاعلاقة بمسائل سیاسي ، ولکن من منظر الانساني انا ضد الارهاب وایضا انا لیس محامي مملکة العربیة سعودیة ، وانا خلاف کبیر مع مملکة العربیة السعودیة في کثیر من مسائل سیاسي . وانا اعتقد مملکة العربیة السعودیة نظام الاستبدادي ، وایضا انا اعتقد إن مملکة العربیة السعودیة وتنظیم القاعدة وطالبان علاقة ، وانا اعتقد طالبان جماعة الارهابي . ولکن انا اعتقد داعش عدو لمملکة العربیة السعودیة . وانا لا اعتقد مملکة العربیة السعودیة تدعم داعش . وایضا انا اعتقد داعش خطر لعالم وانا اعتقد اذا مملکة العربیة السعودیة ترید قتال ضد داعش هذا شي جمیل وایجابي . ماهوموقفکم بذلک؟.

 وأرد عليه وأقول :

أولا :نكتة سمجة :

1 ـ  هى نكتة سمجة أن السعودية تقود تحالفا عالميا لتحارب داعش للأسباب لأن السعودية فشلت فى حربها ضد اليمن . وهى أقامت أيضا تحالفا ، وفشل التحالف ، وهى تعالج الآن  الفشل بتحالف أكبر ضد داعش .

ثانيا : ستفشل السعودية فى حرب داعش للأسباب الآتية :

1 ـ الأسرة السعودية الحاكمة دخلت الآن منعطفا خطرا ، بولاية الملك سلمان ـ الغائب عن الوعى ـ وتسلط ابنه الفتى المدلل على مقاليد الثروة والسلطة . محمد بن سلمان ينطبق عليه قول الشاعر ( كالهرّ يحكى إنتفاخا صولة الأسد ) يريد أن يظهر كحاكم مستبد قوى الشكيمة وكقائد عسكرى وزعيم سياسى محنك ، وهوعاطل من المواهب ، ولم يكن من قبل شيئا مذكورا . وجود هذا الفتى المترف المدلل فى موقع السلطة الآن يهدد وجود الأسرة السعودية ذاتها ، لأنها الآن تجتاز عصر الانتقال فى وراثة الحكم من أبناء المؤسس عبد العزيز الى أحفاده . أى لا بد من قيادة حكيمة يتولاها المتمرسون من احفاد عبد العزيز . والمتمرسون من أبناء الملك فيصل وبندر بن سلطان تم تهميشهم لينفرد الفتى المدلل بالحكم ومعه أبوه الغائب عن الوعى رهينة فى يديه . هذا أسفر عن إنقسام فى الأسرة وصلت أصداؤه الى العلن . ورد الفتى المدلل بسياسة التشدد الوهابى ومواجهة الشيعة وحرب اليمن والدخول فى علاقات دولية معقدة بلا خبرة ، وواضح فشله فيها كلها ، والتحالف ضد داعش سيكون جزءا من هذا الفشل .

2 ـ إن السعودية أعجز من أن تحارب عدوا . ليس عندها جيش حقيقى . معظم جيشها مرتزقة ومتسعودون ومجلوبون من مقيمين فى السعودية ومجلوبون من الخارج بالاضافة الى مرتزقة محترفين من شركات متخصصة . ثم أن صدام حين إحتل الكويت وهدد السعودية واصابها بالفزع سارعت تطلب حماية أمريكا . ولم تغن عنها شيئا  ترسانة الأسلحة التى إشتراها الأمير سلطان بن عبد العزيز ، وسلب بسببها عشرات البلايين من العمولات . ترسانة الأسلحة التى تمتلكها السعودية هى أضخم ترسانة أسلحة فى دولة من العالم الثالث ، وهى مجرد سببوبة للإختلاس .

3 ـ ثم كيف للجندى السعودى الوهابى أن يقاتل أخاه الداعشى الوهابى ، وهما معا يتحدان فى العقيدة القتالية ضد الشيعة ؟ وهما معا يدركان أن العدو الأكبر لهما هم الشيعة ؟

4 ـ على مستوى الرياض وليس مجرد الجنود ، فإن داعش ليست العدو الأول للسعودية . داعش هى بنت السعودية فى الدين الوهابى ، وداعش هى الذراع السعودى الذى حقق للأسرة السعودية أكبر إنجاز وهو تدمير العراق الذى كاد يدمر السعودية فى حكم صدام . كان صدام حسين فى حياته هو الكابوس للسعودية ودول الخليج، والذى كان يبتز السعوديين والخليجيين ، وكان يمثل خطرا عليهم ، ووصل الخطر الى ذروته باحتلال صدام للكويت وعزمه على مواصلة التقدم لولا التدخل الأمريكى الذى إحتلت جيوشه جزءا من السعودية جنوب العراق  . وبالقضاء على صدام فلا بد من تدمير العراق نفسه وتقسيمه حتى لا يعود خطرا على السعودية خصوصا مع تلك الحدود الطويلة المشتركة بينهما .

تريد الأسرة السعودية تقسيم العراق ليكون الجزء السنى منه مجالا حيويا لها تحت سيطرتها . واصبح هذا ضرورة حتمية بعلو شأن الشيعة فى العراق بعد صدام ودخول ايران لاعبا أساسا فى الصراع والتحالف الواضح بين القيادة العراقية الشيعية وطهران . كان لا بد من ظهور داعش ذراعا سعودية فى العراق .

 ثم إزدادت أهمية داعش بعد تمددها فى سوريا وحربها لنظام بشار الأسد الشيعى الموالى لايران ، ومن مصلحة السعودية تقسيم سوريا لانشاء كيان سنى فى الرافدين يتعزز به المعسكر السنى وقلبه الرياض ضد المعسكر الشيعى وقلبه طهران .

ولا تعول السعودية الآن كثيرا على مصر . فالاخوان إثناء حكمهم القصير مدوا يد التعاون نحو ايران ، وبين الاخوان والسعوديين ثأر قديم . وبعد الاخوان وعودة العسكر إتضح أن الرئيس السيسى  يعطى للسعودية وعودا لا تتحقق . لذا أتجهت السعودية لأطراف أخرى .

5 ــ إزدادت أهمية داعش لكل القوى الاقليمية والدولية لأنه بها سيُعاد تقسيم سوريا والعراق ـ على الأقل . هذا التقسيم ليس فقط فى مصلحة السعودية ودول الخليج ، بل هو فى مصلحة إيران لأنه ستنشأ بسبب داعش دولة شيعية فى العراق تابعة لطهران ، وهو فى مصلحة اسرائيل التى ستوجد حولها دول مفتتة متنازعة مذهبيا ، وقد ثبت أن العداء ( الشيعى / السنى ) اكثر تجذرا من العداء ( العربى / الاسرائيلى ) . وهو فى مصلحة تركيا لأنها ستضم أجزاءا من سوريا يعيش فيها التركمان .  وهو فى مصلحة روسيا لأن تحالفها مع بشار الأسد سيؤكد وجودها العسكرى فى شرق البحر المتوسط ( المياه الدافئة ) فى سوريا ولتعود لاعبا مؤثرا فى الشرق الأوسط بعد زوال الاتحاد السوفيتى . وهو من مصلحة الأكراد فى العراق وسوريا يحقق لهم حُلم دول مستقلة لهم . ومن مصلحة الغرب فى اوربا وأمريكا لأن هذا التقسيم السنى الشيعى سيُدخل المنطقة فى سباق تسلح وحروب محلية مذهبية مستمرة تنتعش بها مبيعات الأسلحة ويتم بها شفط المزيد من البترول . ومن مصلحة بشار الأسد لأنه الحل الوحيد الذى ينجو به هو أقليته الشيعية النصيرية بإقامة دولة لهم فى شرق سوريا تحت حماية روسيا .

بسبب العوامل السابقة تمددت داعش فى المناطق السنية فى سوريا والعراق ، وأصبح عادة أن يهرب أمامها الجيش العراقى لأنه لا مصلحة للجنود العراقيين السنيين فى أن يقتلوا أنفسهم فى حرب إخوانهم الدواعش السنيين طاعة للحكام الشيعة فى بغداد .

إزدياد أهمية داعش السنية الوهابية الى هذه الدرجة يجعل السعودية عاجزة عن هزيمتها.

ثالثا : هل هناك خطر داعشى هائل على السعودية يستدعى هذه الحرب المعلنة ؟

1 ـ تتميز الوهابية بقدرتها على تثبيت الحكم المستبد ، وعلى تشجيع الثورة عليه فى نفس الوقت . فلأن الوهابية دين أرضى مسلح يهدف للوصول الى الحكم أو التمسك به فلديها فى شريعتها حث الناس على السمع والطاعة لأى مستبد ، لذا فإن المستبد العسكرى فى بلاد المحمديين السنيين يحتاجون الى الوهابية ليركبوا بها ظهور شعوبهم . وفى نفس الوقت فإن فى الوهابية سهولة التكفير وما يتبعه التكفير من إستحلال الثورة على الحاكم الكافر ، وبهذا يقوم الوهابيون الطموحون للوصول الى الحكم بتكفير الحاكم الوهابى نفسه بأى حُجّة ( شرعية ) وبالتالى ( وجوب الخروج عليه ) . أى تنتج الوهابية المستبد والمنافس له معا. ولهذا صنع عبد العزيز آل سعود ( الاخوان ) النجديين عسكرا له ، وهم الذين أسسوا مُلكه ، ثم ثاروا عليه وكفّروه . وقبيل أن يقضى عليهم أسس عبد العزيز آل سعود الاخوان المسلمين فى مصر بديلا لهؤلاء الاخوان واشترط عليهم ألا يعملوا فى دولته . وتمدد الاخوان المسلمون فى مصر وخارجها ، وأيدوا حركة الجيش فى مصر عام 1952 ، ثم إختلفوا مع عبد الناصر فعصف بهم عبد الناصر فهرب معظمهم الى السعودية ، وعملوا فيها ، ثم ما لبثوا بعدها أن قاموا بتثوير السعوديين ضد الأسرة السعودية ، فشب العداء بين الاخوان المسلمين الوهابيين والأسرة السعودية الوهابية . وقامت المعارضة الوهابية ضد الأسرة السعودية ( لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ) بزعامة المسعرى والفقيه بعد حرب الخليج الأولى . والتفاصيل فى كابنا المنشور حلقاته هنا عن المعارضة الوهابية فى السعودية فى القرن العشرين . وأنتجت هذه المعارضة ابن لادن والقاعدة ، وتوالى تأسيس جبهات أخرى كان آخرها داعش .

2 ـ فهل تعتبر داعش خطرا هائلا على السعودية ؟

 أقول : لا . هناك خطر داعشى محدود يمكن محاصرته أمنيا داخل المملكة ، ويمكن محاصرته ( وهابيا ) لأن شيوخ الوهابية هنا وهناك متفقون على الثوابت الوهابية وعلى الاتحاد صفا واحدا ضد الشيعة ( الروافض ) .

ثم إن مواجهة السعودية ليست فى أولويات داعش ، وهى ربيبة السعوديين من البداية . ولو أرادت القاعدة وداعش فيما بعد التركيز على السعودية وقطر والامارات لدمرت مدائن الخليج ومدائن السعودية . ولكن التركيز لدى داعش هو فى إقامة دولتها أو دولة الخلافة ، ثم ربما فى مرحلة قادمة تتمدد فى الخليح والجزيرة العربية . أى ليس هناك الآن خطر داعشى  هائل على الأسرة السعودية يستدعى هذا التحالف وتلك الحرب الدون كيشوتية .!

 رابعا :  إذن لماذا هذا التحالف الذى تعلنه السعودية لحرب داعش ؟

1 ـ أقولها للتاريخ : إن عملنا فى المركز العالمى للقرآن الكريم وفى موقعنا أهل القرآن أوضح وأكّد مسئولية الوهابية السعودية عن هذا الارهاب وتلك الحروب فى الشرق الأوسط . ووصلت صوتنا الى من يهمه الأمر خلال عملنا فى المؤسسات الأمريكية الكبرى ( الوقفية الأمريكية للديمقراطية ، جامعة هارفارد ، الفيدرالية الأمريكية الدولية للحرية الدينية ، و مركز وودرو ويلسون )، ثم اخيرا فى شهادة لى فى جلسة إستماع فى الكونجرس الأمريكى أوضحت ما هو الاسلام وما هى الوهابية ومن هم الاخوان المسلمون ، وماهية الخطر الوهابى على أمريكا والشرق الأوسط .

2 ــ وظل ما نقوله مهملا ، ولم يستمع الينا أحد فى إدارة أوباما ، الى أن تعدى الخطر الداعشى وأصبح ماثلا فى هروب السوريين الى اوربا وفى هجوم باريس وفى كاليفورنيا ، فإجتاح الرعب من داعش كل أمريكا وأوربا من داعش ، وأصبح ما يسمونه الارهاب الاسلامى حديث الساعة ، وأتجهت أصابع الاتهام بصراحة وقوة ضد السعودية ، ولأول مرة تنتقد أنجيلا ميركل السعودية ، وبدأت تباشير حملة على السعودية تضمنت الدعوة لأن تشارك السعودية وغيرها فى حرب برية ضد داعش . لهذا إضطرت السعودية للإنحناء للعاصفة بإعلانها هذا التحالف من كام وثلاثين دولة ـ هكذا مرة واحدة ـ للحرب العسكرية ضد داعش .

أخيرا : وأقولها مقدما :

1 ـ المستبد الشرقى ينهزم مقدما فى أى حرب يخوضها إلا إذا كان يحارب مستبدا مثله . عندها ينهزم الاثنان معا .

2 ـ هى مهزلة تكوين هذا التحالف الهائل من كام وثلاثين دولة ، ليس ضد روسيا أو أمريكا ولكن ضد داعش . بهذا التحالف أصبحت داعش قوة عُظمى لم يعرفها العالم من قبل .( إضحك من فضلك .!! )

3 ـ قد ينجح هذا التحالف فى شىء وحيد هو حرب الشيعة التى تحاربهم داعش .

4 ـ كل عام وأنتم بخير ..

                                                   

اجمالي القراءات 9279