أسلوب ( الإلتفات ) فى خطاب التنزيل المدنى فى سورة البقرة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أسلوب ( الإلتفات ) فى خطاب التنزيل المدنى فى سورة البقرة :

مقدمة : سورة البقرة أطول سورة قرآنية ، وموضوعاتها الأساس : التشريع والحوار مع بنى اسرائيل ، وفيهما أسلوب الالتفات .  

أولا : الحوار مع بنى إسرائيل :

1ـ تبدأ السورة بحديث عن الكتاب الذى لا ريب فيه هدى للمتقين ، وصفات المتقين ، وصفات الكافرين وصفات المنافقين ، و وخلق آدم ونزوله الأرض مع زوجه، بعدها يتوجه الخطاب مباشرة الى بنى إسرائيل ، لا ليحكى تاريخهم كما جاء فى التنزيل المكى ( سور:  الأعراف ، طه ، الشعراء مثلا ) ولكن لتذكير بنى إسرائيل فى عهد النبى عليه السلام فى المدينة فى إطار حوار معهم يدعوهم الى الايمان بالقرآن الذى نزل مصدقا لما معهم من كتاب ، ولأنهم كانوا يتوقعون نزوله على خاتم النبيين ، لذا استقروا فى يثرب إنتظار لهجرة النبى الخاتم ، وكانوا يستفتحون بهذا على سكان يثرب من الأوس والخزرج ، فلما آمن الأوس والخزرج وصاروا الأنصار كفر معظم بنى إسرائيل وقبائلهم بنو النضير وبنو قنيقاع وبنو قريظة . وهذا الحوار الذى جاء فى سورة البقرة وغيرها يعكس نوعا من الحرب الفكرية ، كانوا هم فيه يواجهون المسلمين بالتشكيك والافتراء ، بينما ينزل القرآن يرد عليهم ويعتبرهم إمتدادا لكفرة بنى إسرائيل الذين عبدوا العجل والذين كانوا يقتلون الأنبياء . كان هذا الحوار معهم أيضا لتوعية المؤمنين ، أى كان الخطاب عن بنى اسرائيل بالغائب أو بالمخاطب ، ثم يأتى الالتفات للمؤمنين بالاستفادة مما سبق . ونعطى مثالا :

2 ـ يقول جل وعلا فى خطاب مباشر لبنى إسرائيل:( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا ) ثم إلتفات الى المتكلم رب العزة ( نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43))، ومنه أيضا قوله جل وعلا لهم ، بالمتكلم رب العزة جل وعلا فى : ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) ، ويستمر الخطاب لهم الى قوله جل وعلا : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)) بعدها يقول جل وعلا للمؤمنين محذرا لهم فى إلتفات من مخاطب الى مخاطب آخر:( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ) أى بعد ما سبق كيف تطمعون أن يثقوا بكم. ثم يأتى إلتفات الى الغائب ، وهم بنو إسرائيل وقت نزول هذا الوحى : ( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) البقرة )

ثانيا : التشريع :

1 ـ فيه الالتفات من المخاطب ( الذين آمنوا ) الى الغائب والعكس . ونعطى أمثلة :يقول جل وعلا :

1/ 1 : البداية بالمخاطب فى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) هذا مُخاطب ، ثم الالتفات المركب الى الغائب مع إشارة للمخاطب فى : ( إِنَّهُ لَكُمْ ) ثم الغائب فى ( عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) ونفس الحال فى :( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169)

1 / 2 : البداية بالمخاطب فى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا ) ثم إلتفات مركب الى المتكلم وهو رب العزة مع إشارة الى المخاطب فى ( رَزَقْنَاكُمْ ) ثم المخاطب وهم المؤمنون مع حديث عن رب العزة جل وعلا:( وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا مع إشارة للمخاطب  أى المؤمنون فى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ) ثم الغائب فى : (  فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا :(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)

 1 / 3 : البداية بالمخاطب فى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى ) ، ثم إلتفات الى الغائب  ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) ثم إلتفات الى المخاطب : (  ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ) ثم الى الغائب : ( فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) ثم الى المخاطب : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)

1 / 4 : البداية بالمخاطب فى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ ) ثم إلتفات الى الغائب :( إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)

1/ 5 : البداية بالمخاطب الذين آمنوا فى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ثم إلتفات الى الغائب  فى : ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ  ) ثم إلتفات الى المخاطب فى ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) ثم الغائب فى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) ثم إلاتفات الى المخاطب فى : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) ثم الغائب فى : ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ثم المخاطب فى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) ثم إلتفات الى مخاطب آخر وهو الرسول  : ( وَإِذَا سَأَلَكَ ) ثم المتكلم وهو رب العزة فى ( عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ثم إلتفات الى المخاطب وهم المؤمنون : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187).

1/ 6 : البداية بالمخاطب وهو النبى فى إشارة للسائلين  فى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ )، ثم المخاطب وهم المؤمنون مع إشارة الى المعتدين الكفار فى : ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ ) ثم الغائب :  ( فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)

1/ 7 : البداية بالمخاطب وهو النبى فى إشارة للسائلين  فى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ ) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا : ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ ) ثم المخاطب وهم المؤمنون : ( لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ثم إلتفات الى مخاطب وهو النبى فى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ) ثم المخاطب وهم المؤمنون: ( وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ  ) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)

1 / 8 :  البداية بالمخاطب وهو النبى فى إشارة للسائلين  فى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ) ثم مخاطب آخر وهم المؤمنون : ( فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ ) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا :( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222).

1 / 9 : البداية بالمخاطب وهو النبى فى إشارة لمستحقى الصدقة فى : ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ثم إلتفات الى المخاطب : المؤمنون :  ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272).

 1 / 10 : وختام السورة فى العقيدة الايمانية الاسلامية ، فى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ) كان هذا عن الغائب ، ثم إلتفات الى المتكلم وهم المؤمنون القائلون : (  لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) أى هنا كلمة محذوفة مفهومة من السياق وهى ( وقالوا لا نفرق بين أحد من رسله ) بعده إلتفات الى الغائب فى ( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) ثم إلتفات الى المخاطب رب العزة مع إشارة الى المتكلم : المؤمنين فى : ( غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) ، ثم حديث عن رب العزة جل وعلا فى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ  ) ثم إلتفات الى المتكلم وهم المؤمنون الذين يدعون ربهم قائلين : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286).

ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 11677