كيف نشأت قصص الدجال وحوادث آخر الزمان ؟؟

سامح عسكر في الثلاثاء ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

قصة طريفة حكاها الجبرتي ضمن أحداث عام 1147 هـ نفهم بها كيف نشأت..

قال الجبرتي:

"من الحوادث الغريبة ..في يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة اشيع في الناس بمصر بان القيامة قائمة يوم الجمعة سادس عشر ذي الحجة وفشا هذا الكلام في الناس قاطبة حتى في القرى والأرياف وودع الناس بعضهم بعضا ويقول الإنسان لرفيقه بقي من عمرنا يومان وخرج الكثير من الناس والمخاليع الغيطان والمنتزهات ويقول بعضهم لبعض دعونا نعمل حظا ونودع الدنيا قبل أن تقوم القيامة.

وطلع أهل الجيزة نساء ورجالا وصاروا يغتسلون في البحر. ومن الناس من علاه الحزن وداخله الوهم ومنهم من صار يتوب من ذنوبه ويدعو ويبتهل ويصلي واعتقدوا ذلك ووقع صدقه في نفوسهم. ومن قال لهم: خلاف ذلك أو قال: هذا كذب لا يلتفتون لقوله ويقولون هذا صحيح وقاله فلان اليهودي وفلان القبطي وهما يعرفان في الجفور والزايرجات ولا يكذبان في شيء يقولانه.

وقد أخبر فلان منهم على خروج الريح الذي خرج في يوم كذا وفلان ذهب إلى الأمير الفلاني وأخبره بذلك وقال له: احبسني إلى يوم الجمعة وإن لم تقم القيامة فأقتلني ونحو ذلك من وساوسهم

وكثر فيهم الهرج والمرج إلى يوم الجمعة المعين المذكور. فلم يقع شيء. ومضى يوم الجمعة وأصبح يوم السبت فانتقلوا يقولون فلان العالم قال أن سيدي أحمد البدوي والدسوقي والشافعي تشفعوا في ذلك وقبل الله شفاعتهم. فيقول الآخر اللهم انفعنا بهم فاننا يا أخي لم نشبع من الدنيا وشارعون نعمل حظا ونحو ذلك من الهديانات"..(تاريخ الجبرتي 1/220)

ترجمة القصة

إشاعة ظهرت في المصريين يوم الأربعاء إن يوم القيامة هيكون يوم الجمعة..فاستعدوا له وحزن من حزن ..ووهم من وهم ..وتاب من تاب..بعض العقلاء قالوا هذا كذب فلم يصدقهم الناس..

كان سبب تصديق الناس للإشاعة هو تصديق اليهود والأقباط المصريين لها..فكانت شهادة أهل الكتاب دليل ثبوت راسخ في أذهان العامة..لاحظوا قولهم..(قاله فلان اليهودي وفلان القبطي وهما يعرفان في الجفور والزايرجات) والجفور تعني .."التنبؤ"..والزايرجات تعني.."الشفرات"..

يعني مختصر قول العامة أن شفرات معينة مصحوبة بعلم التنبؤ هي سندهم في تصديق هذه الخكاية

يعني: مجموعة دجالين ضحكوا عليهم والناس صدقوهم..

هذا باختصار ما حدث قديما:

مجموعة دجالين وقصاصين حكوا للناس قصص الدجال والمهدي وحوادث آخر الزمان وتنبأوا بمستقبل البشر فصدقهم الناس، ولأن أهل الكتاب لهم يد في الموضوع باعتبارهم سند..أصبحت حكايتهم مصدقة وموثقة من الأمم الأخرى..

بالمناسبة: عندما جاء يوم الجمعة ولم تقم القيامة قال أحدهم أن (الشيخ فلان) قال أن البدوي والدسوقي تشفعوا عند الله كي لا تقوم القيامة هذا اليوم..وقبل الله شفاعتهم...!!!

وطالما البدوي والدسوقي يبقى على طول تفهم..إن الصوفية لهم دخل بالموضوع

لذلك اعتقادي الراسخ أن التصوف هو أكثر قبولاً للخرافات من التسلفن، وهم أكثر من نشروها بين المسلمين.. واسألوا مشايخ الأزهر (الصوفية) لماذا يدافعون عن خرافات البخاري ويكفرون خصومهم أكثر من السلفيين..!

لاحظ قولهم أن البدوي تشفع عند الله كي يؤجل يوم القيامة..لترى كيف كانت عقولهم وانحطاطهم...فما بالك بمن عاش في القرنين الثاني والثالث زمن تدوين ورواية قصص الدجال..!
 

اجمالي القراءات 14298