الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان .6

عبدالفتاح عساكر في الجمعة ١١ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


الباب الخامس

الأستاذ الشيخ/ محمد الغزالى المفترى عليه....؟.!

فُصِل من جماعة الإخوان.!

·    أسرار العقدة النفسية التى تحرك كل المنضمين إلى جماعة الإخوان.

·    لماذا سعى حسن البنا إلى ضم الغزالى إلى الإخوان؟.

·  نص المقال الذى نُشر في جريدة المصرى وكان سبباً في فصل الغزالى من فرقة الإخوان؟.

·    ولماذا استبعده السادات من الخطابة في مسجد عمرو بن العاص؟.

·    الغزالى ليس من النظام الخاص.
 

 

 

الغزالي المفترى عليه ؟.!

المكلفون بالدعوة:

الحمد لله الذى جعلنا "خير أمة أخرجت للناس" ونشكره سبحانه وتعالى أن منحنا شرف تبليغ رسالته الخاتمة إلى الناس إذ يقول الحق تبارك وتعالى في القرآن الكريم (الآية 87 من سورة الحج) :

]...هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير[ُ .

(وبهذا التكليف والتشريف لنا نحن المسلمين نكون مسئولين أمام الله عن تبليغ رسالته إلى الناس في كل زمان وكل مكان وكل منا يحاسب على قدر عمله وعلمه وكل مسلم عاقل هو داعية إلى الله بأخلاقه وسلوكه بين الناس ومن فضل الله أن جعل التكليف للعقلاء وأن القرآن الكريم أُنزل لكى يعمل به العقلاء وفى شريعة الإسلام غير العاقل لا يكلف فالدعوة من الله إلى العلماء بنشر علمهم بين الناس والمسلم أو المسلمة لا خيار لهما في حياتهما طالما أن هناك أمرا من الله أو من الرسول وأرجو من الآباء والأمهات في الأسرة المسلمة الالتزام بما أمر الله ورسوله في كل أقوالهم وأفعالهم داخل الأسرة حتى ينشأ الجيل الجديد على الالتزام بما أمر الله ورسوله والسعادة في الدنيا ليست في كثرة المال ولكن في قوة الايمان.

وصدق العقاد حين قال:

لا تحسـد غنيا فـي تنعمــــه   .0.    قد يكثر المال مصحوبا به الكدر.

والمياه تصفو إن قلت مواردها  .0.    والماء عند ازديـاد النيـل يعتكر.

والعقل أكبر نعمة من الله على الإنسان وأتذكر قول على بن أبى طالب رضى الله عنه الخليفة الراشد الرابع الذى تولى الخلافة (35- 40هـ) = (650- 661) والذى نصح ولده الحسن قائلا:

"أغنى الغنى العقل وأكبر الفقر الجهل وأوحش الوحشة العجب وأحسن الحسب حسن الخلق يا بنى إياك ومعاشرة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومعاشرة الكذاب فانه كالسراب يبعد عنك القريب ويقرب إليك البعيد وإياك ومعاشرة البخيل فإنه أبعد عنك وأنت أحوج ما تكون إليه وإياك ومعاشرة الفاجر فانه يبيعك بالتَّافة" وما أحوج شباب الأمة اليوم إلى مثل هذه النصائح الغالية ويعجبنى قول القائل:

عاشر من الناس كبار العقول .0. وجانب الفساد أهـل الفضـول

واشرب نقيع السم من عاقل .0. واسكب على الأرض دواء الجهول

ونسأل الله أ يكتب لنا السلامة من الحمقى والكذابين والبخلاء والفجرة عبيد المال والمناصب!.

وبحثنا في الباب الخامس دفاعاً عن حجة الإسلام المعاصر الشيخ محمد الغزالى الذى اتهمه أحد قادة النظام الخاص في جماعة الإخوان...؟ .!.  وقال إن الغزالى من النظام الخاص في هذه الجماعة.

وإليك الحقائق بالوثائق عن هذا الموضوع:

لفت نظرى مقال في ص 26، 27 من مجلة المصور العدد 3674 الصادر في 9 من شوال 1415هـ = 10 من مارس 1995م تحت عنوان:

الإخوان ليسوا تيارا معتدلا:

بقلم: واحد منهم...؟!. وهو كلام خطير جدا..جدا.!!!

وكاتب هذا المقال هو على عشماوى وعلى حد تعبير المجلة هو آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان ولقد استعرض الكاتب وهو واحد من هذه الجماعة في مقاله ما يؤكد أن هذه الجماعة ليست معتدلة في تصرفاتها.. ولكن الذى يهمنا في أقوال على العشماوى هو ما جاء في مقاله عن أن سبب ما يحدث في الجزائر الآن هو أن رئيس جامعة الجزائر لفترة طويلة استطاع أن ينفذ خطة الإخوان في تربية مجموعات جبهة الإنقاذ الجزائرية مستعينا بخبرته القديمة باعتباره أحد رجال الجهاز السرى للإخوان.

وإليك نص ما قاله على عشماوى ويقصد به الشيخ محمد الغزالى الذى تولى رئاسة جامعة الجزائر لمدة طويلة ننقل لك النص كما جاء بجريدة المصور ثم نعقب عليه وإليك نص المقال..

لم يكن الإخوان...؟ .!.  في يوم من الأيام تيارا معتدلا ولن تكونوا.. لآن ذلك ضد طبيعة تكوينهم ونشأتهم وتاريخهم...!

فالتيار معتدل في الحقل الإسلامى هم آباؤنا وإخوتنا الذين يؤدون فروض الإسلام ويرتادون المساجد آناء الليل وأطراف النهار.. دون أن يكون لهم هدف آخر غير رضا الله، وهم يمثلون الغالبية العظمى من المسلمين الموجودين في ديار الإسلام على اتساعها.. دون صخب أو ضجيج.

أما الإخوان...؟ .!.  فهم عملة ذات وجهين..!! وجه للعامة يتجمل ويتلون حسب الحاجة. وحسب ظروف المرحلة وحسب تحالفاتهم المتجددة والمتغيرة يركز على رسالة الإخوان باعتبارها جماعة دعوة. تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

أما الوجه الآخر.. فهو ثابت لا يتغير وإن طرأت عليه بعض التجديدات التى تناسب العصور المختلفة لتطوير بعض الوسائل والأدوات التى تحقق الهدف.. وهذا الوجه موجه للداخل. لا يعرف سوى الفرصة الملائمة!!

والحقيقة التى لا تتغير في تاريخ الإخوان قديمة وحديثة أنه مادام يوجد إخوان مسلمون. توجد التنظيمات السرية وتوجد برامج الاستعداد للقتال.. والتدريبات المستمرة على الأسلحة. وفنون القتال. والسعى المنظم للوصول إلى الحكم وقد تتغير الوسائل والأساليب المستعملة لتحقيق ذلك الهدف من وقت لآخر. ومن مرة لأخرى. ولكن الثابت أن التنظيم السرى هو ضرورة حياة ووجود. لا مفر لأى تشكيل لجماعة الإخوان...؟ .!.. حتى وإن أقسموا على جميع الكتب السماوية أنهم لا يفعلون..

وأكاد أجزم أن التنظيم السرى للإخوان في هذه المرحلة قد بلغ ذروته حتى أصبح من المتعذر السيطرة على أفراد هذا التنظيم الذين يحاولون الإنفلات من سيطرة القيادة، كما حاول تنظيم عبد الرحمن السندى الإفلات من قبضة زعيم الجماعة "حسن البنا" لأنهم قد تم شحنهم شحنات عالية ضد الحكومة وصار إحكام السيطرة عليهم أمرا متعذرا..

فالقيادة التى أشرفت على تنظيم وأعدادهم حديثا تتمثل في ثلاثة من قيادات جماعة الإخوان لهم تاريخ طويل في العمل السرى أبرزهم مصطفى مشهور [المرشد الحالى.]

ولقد أثبتت الأيام القليلة الماضية صدق قولنا فقد اعترف الشيخ عمر عبد الرحمن بالتعاون والتنسيق الذى يتم بينه وبين الإخوان...؟ .!.  فيما يخص خطة إسقاط النظام في مصر.

كما تم القبض على أحد إخوان الصعيد وهو يقوم بتدريب بعض شباب الجماعة الإسلامية في الجبال مما يبين أن الصلة العضوية بين الإخوان والجماعات الإسلامية بدأت تظهر على استحياء وسوف يزداد ظهورها يوما بعد يوم تأييدا لما قررناه من قبل في هذا الخصوص.

إن انخراط عضو جماعة الإخوان أحمد حسن على حسن ضمن صفوف الجناح العسكرى لتنظيم الجماعة الإسلامية يؤكد هذه الحقيقة خصوصا بعدما تكشف من أنه كان يعمل مدرسا في سوهاج وقد ارتبط بجماعة الإخوان هناك منذ عام 1967 وشاركهم كل أنشطتهم غير أنه كما أكد في اعترافاته كلف بالارتباط بعناصر تنظيم الجماعة الإسلامية في سوهاج عام 92 وفى منتصف عام 94 وعندما توطدت علاقته مع تنظيم الجماعة أصبح عضوا في تنظيمها العسكرى حيث تلقى بعض التدريبات على استعمال البندقية الآلية واتخذ اسما حركيا هو محمود إمعانا في التخفى. وسعى إلى تجنيد عدد من زملائه في جماعة الإخوان كى ينضموا إلى صفوف التنظيم العسكرى للجماعة الإسلامية.

وتعتبر جماعة الإخوان...؟ .!.  هى الجماعة الوحيدة التى تسعى دائما وفى كل مراحل تاريخها إلى بناء تنظيم سرى لها داخل مؤسستى الجيش والشرطة يهدف إلى استخدام هذه التنظيمات في القفز على الحكم عند الحاجة وهم لا يتوقفون أبدا على بلوغ ذلك الهدف!!

وتعتبر جماعة الإخوان...؟ .!... هى الجماعة الوحيدة في العالم الإسلامى التى تسعى دائما للوصول إلى الحكم بوسائل خارج إطار الشرعية الدستورية وهذا ما يجعلهم دائما موضع شك وريبة من باقى القوى السياسية لأنهم دائما يعملون خارج إطار القواعد المعمول بها رغم تحالفاتهم المعلنة.

والغريب أن يكتب الأستاذ مصطفى مشهور في جريدة الشعب عن شهادة اللواء المواوى واللواء أحمد صادق في قضية السيارة الجيب 48 التى برأت الإخوان كما قال.. والحقيقة أن المحكمة قد حكمت بإدانة المتهمين في القضية ومنهم الأستاذ مشهور والذى قضى عقوبة 3 سنوات في هذه القضية كما أكدت المحكمة خطورة التنظيم السرى الذى سعت جماعة الإخوان إلى إقامته منذ ذلك الوقت المبكر.

وإلى جانب أن للإخوان وجها داخليا خاصا يقوم على إنشاء مجموعات سرية مدربة على الأعمال العسكرية يهدف إلى الاستيلاء على الحكم وان هذا جزء لا يتجزأ من تكوينهم النفسي والتربوي.. فقد أنشأ حسن البنا النظام الخاص سنة 1928م مع بداية إنشاء النظام العلني. والحقيقة أن جماعة الإخوان نقلت هذا الأسلوب في العمل إلى جميع تنظيماتها خارج مصر.. حتى في تنظيم لندن فقد تم أخذ البيعة بالمسدس والمصحف.

وقد نشر أخيرا على صفحات "المصور" الوثيقة الخطيرة بتوقيع مصطفى مشهور بصفته مسئولا عن التنظيم الدولى.. وخططه لإقامة النظام الخاص مرة أخرى.. وأفكاره عن ضرورة استخدام كل الوسائل المحكمة وفيها العنف من أجل الوصول إلى السلطة.. ولقد تم تنفيذ ذلك كما ذكرت سابقا وقام النظام الخاص.. وهو الآن مشكلة للقيادة حيث صعوبة السيطرة على أفراده.

وللإخوان سمة أخرى خطيرة.. إنهم دائما ما يتحالفون مع القوى الأخرى.

وهم لا يترددون في الانقلاب على حلفائهم دائما في أول بادرة للمصلحة الشخصية.. حتى ولو كان حلفاؤهم من الإسلاميين، وليس أدل على ذلك من انقلابهم على دول الخليج.. حين تصوروا أن الفرصة الذهبية "في التمكين" قد لاحت في الأفق على يد صدام حسين.. فانقلبوا على حلفائهم الذين آووهم وأغدقوا عليهم المال والسلطات سواء في السعودية أو الكويت التى سخرت كل إمكاناتها لخدمتهم على يد الشيخ عبد العتيق ممثلا عن حكومة الكويت!!

لقد تحالف الإخوان مع أشد خصومهم في الأربعينيات من أجل بعض المكاسب السياسية.. مثل الوفد والشيوعيين.. ولكنهم دائما كانوا يغدرون وينقضون تحالفاتهم عند أول بادرة من بوادر المصلحة الذاتية.

وكان غدرهم دائما عنيفا مصحوبا بتفجير للقنابل والاغتيالات السياسية لخصومهم.. وضرب مخالفيهم في الرأى داخل الجامعة وخارجها..

ولن أقف طويلا عند هذا التاريخ الذي أصبح معلوما للجميع.. ولكنى أسوقه للذكرى.. ولأبين أنه لم يطرأ على فكر الإخوان ما يغير هذا المنهج أو يضع أسسا جديدة لوسائل أخرى في الدعوة وفى أساليبها مما يتعارض مع المنهج القديم.

ولكنهم والحق.. قد طوروا كثيرا. الوجه الظاهر للعامة حتى انخدعت به بعض القوى الموجودة في الساحة السياسية وسموه تيار الاعتدال.. ونسوا أن ما سمى بالتيار المتطرف خارج أساسا من داخل الجماعة الأم كما يسمونها وأنهم مازالوا يرفعون شعار (الوقوف صفا واحدا في القضايا المصيرية. يتعاون الجميع في المتفق عليه. ويتسامحون في المختلف فيه. فهذا التعاون والتفاهم والتجمع: فريضة دينية. وضرورة حيوية. فإذا لم تجمعنا الفكرة الواحدة فلتجمعنا المحنة المشتركة).

وهذا ما كتبه الشيخ يوسف القرضاوى في جريدة الشعب بتاريخ 17/2.

"ولقد وقع التيار الإسلامى بزعامة الإخوان...؟ .!.  (المنظمة الأم) في أخطاء تكشف دائما أنهم متحفزون ينتظرون الفرصة المتاحة، فقد نشرت إحدى مجلاتهم التى تصدر في باكستان وتسمى (قضايا دولية) مقالا كتبه أحد الإخوان المصريين الذين يعيشون في باكستان وهو الأخ توفيق غانم. كتب في مقاله المهم جدا فيما سماه معادلة التغيير في مصر وهى كالآتى:

"تدهور الأحوال + تصاعد قوة المعارضة + ضعف السلطة ولجوؤها إلى العنف + غليان شعبى = صاعق للتغيير."

هكذا وضعوا خطة التغيير في مصر كما حددوها.. وليس فيها التغيير بالأسلوب الدستورى الذى يدعونه الآن.. داخل مصر..

ولقد كانت تلك الخطة موضع التنفيذ من قبل الإخوان...؟ .!.  (التيار المعتدل!!) منذ ذلك التاريخ حتى الآن..

لقد تم استخدام قوى التطرف كما يصفونها في ضرب الأهداف المدنية والاقتصادية حتى يتم تحقيق الهدف الأول وهو تدهور الأحوال. وفى الوقت نفسه العمل على تصعيد قوة المعارضة ضد الحكومة مستغلين بعض السلبيات والعمل على تضخيمها والنفخ فيها لتأليب الرأى العام. وقد كانت المستهدف من ذلك كله إضعاف سلطة الحكومة ودفعها إلى استعمال أقصى طاقات العنف مما يساعد على تحقيق الهدف الذى يليه وهو الغليان الشعبى.

ثم يأتى بعد ذلك تحقيق الهدف الدرامى للتغيير وهو ما سموه صاعق التغيير والذى يمكن أن يتم من خلال ربط القوى المعارضة الأخرى ودفعها إلى عملية عصيان مدنى تهز أركان الحكم وهى الخطة التى كشف جانبا منها الشيخ عمر عبد الرحمن خلال المحاكمة التى تجرى في نيويورك الآن.. وهذا ما يبدو في الساحة الآن من تصعيد لعملية النقابات.. وهم يحاولون جاهدين الدفع بجميع القوى الوطنية في هذا الاتجاه.. ويقومون باستغلالهم أسوأ استغلال حدث في تاريخ مصر..

وإننى أحذر القوى الوطنية الأخرى أن تنخدع بأساليبهم وتسير في ركابهم.. فهم حين ينقلبون عليهم سيكونون في غاية الضراوة والعنف لتصفيتهم.. هذه نصيحة مخلصة من رجل يعلم ما بداخل الإخوان...؟ .!.  وطريقة تفكيرهم.. وقد اكتويت كثيرا بنارهم.

ولقد دهشت حين قرأت أن بعض السياسيين أصبح ينادى باعتبار الإخوان...؟.!.  تيارا معتدلا شريطة أن يعلنوا موقفهم من المرأة وبعض الأمور الأخرى.. ودهشت أكثر حين قرأت للدكتور الشاوى ترحيبا بهذه الدعوة.. واعدا الجميع بالاعتدال.

والغريب أن كتابات الدكتور الشاوى خارج مصر وبالتحديد في جريدة الشرق الأوسط التى تصدر في لندن. تصف تلك القوى الوطنية التى تخالف الإخوان في الرأى بأنهم منافقون.. وأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار!!!

إن من يحكم الإخوان الآن هم رجالات التنظيم السرى القديم السابقون. هم قادة النظام الخاص.. أبطال القتل والنسف والتدمير.. إنهم كما يسمونهم.. صقور الإخوان.. إذا جاز أن نعتبر أن في الإخوان صقوراً وحمائم.

إنهم القادة المخضرمون سياسيا قبل الثورة وبعدها.. والذين تعاملوا.. وعايشوا جميع النظم.. وهم أساتذة في التخفى والاختفاء وفى التمويه.. والتضليل.

والمراقب الذى يرصد حركتهم داخل مصر وخارجها يعرف الفرق بينهم، وإن أحسنوا التمويه والتخفى في ثوب الصلاح.. فإن لهم هنات وأخطاء خارج مصر تكشف دائما عن نياتهم الحقيقة.فالطريقة التى يدير بها مصطفى مشهور العمل في التنظيم الدولى للإخوان تكشف بوضوح تسخير جميع إمكانات هذا التنظيم بما بلغ من اتصالات بالقوى الدولية...

ومصالح مالية متشابكة مع بيوت المال العالمية وسيطرة على جميع بؤر الصراع الإسلامية بدءا بأفغانستان وانتهاء بالصومال والشيشان. حتى نجد كل ذلك مسخرا.

"... كل ذلك مسخر لكسر النظام في مصر والقفز على السلطة مستغلين جميع قوى التيار الإسلامى في العالم وفى مصر.. يحركون الجميع لبلوغ هذا الهدف.. الذى يعون إليه منذ قامت الجماعة في سنة 1928م = 1346هـ.

وفصل الخطاب في هذا الأمر.. هل الإخوان تيار معتدل؟؟

أقول: لا- مرة أخرى والمثال حى الآن في حاضرنا ولا يحتاج إلى دليل آخر.. أليس ما يحدث في الجزائر الآن دليلا كافيا؟ لقد كانت جبهة الإنقاذ تقدم نفسها للعامة على أنهم دعاة الإسلام المعتدل والتيار الوسط.. ويسوقون الحجج على أنهم كذلك وحين اختلفوا ووجدوا أنهم قد أبعدوا عن هدفهم. ألا وهو الحكم.. انقلبوا على الحكومة.. وعلى الشعب وعلى الوطن وعلى جميع الناس البسطاء. وبدأت رحلة القتل.. والنسف وإزهاق الأرواح. وتدمير اقتصاد الجزائر دون أن تطرف لهم عين.. أو يهتز لهم جفن!! ونسفوا مؤسسات الدولة وضربوا اقتصادها حتى إن أكثر التقديرات المعتدلة.. قد قدرت الخسائر الاقتصادية في العام السابق فقط بألفى مليون دولار فقط.. فهل ما يحدث في الجزائر يدل على الاعتدال والوسطية أم أنه أسلوب الخوارج بكل ما تحمل كلمة الخوارج من معان..؟

أن جبهة الإنقاذ الجزائرية كانت الامتداد الطبيعى للإخوان في مصر..

وقد أسهم أفراد من الجماعة المصرية في تشكيل كوادر الجزائر وتربية قادتها وأفرادها.. ومساندتهم بالبرامج والدعاة.

تعقيب.

[يا على: الإخوان- وهذه هى طبيعتهم دائماً منذ نشأتهم- يتهمونك بأنك عميل لمباحث أمن الدولة ويحاولون تشويه صورتك عند الشباب... فهل عندك وثائق تؤكد بها صدق أقوالك...؟!]

ولقد كان على رأس من من قام بهذا الدور أحد أقطاب جماعة الإخوان الذى شغل منصب مدير الجامعة الجزائرية لفترة طويلة استطاع خلالها أن ينفذ خطة الإخوان في تربية مجموعات جبهة الإنقاذ الجزائرية مستعينا بخبرته القديمة باعتباره أحد رجال الجهاز السرى للإخوان.. والذى رضع في سنى حياته الأولى.. وسائل النسف والتدمير واستطاع أن ينقل تلك الخبرات إلى كوادر الإخوان في الجزائر [ما هو الدليل على صدق كلامك يا على عشماوى].

ويقول على عشماوى:

" ولقد شاءت إرادة الله أن ينكشف هذا النموذج الواضح من اعتدال الإخوان حتى لا يكون هناك أى شك عند أفراد الشعب المصرى.. الطيب.. المسالم..

حسن الظن الذى يجب أن يتعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم.. وان يوظف تلك المعلومات لخير الوطن والدين" انتهى مقال على عشماوى.

تعقيب.

ومن الكلام السابق لـ على عشماوى الذى قُدم لنا على أنه من رجال النظام الخاص فإننا نؤكد الحقائق بالوثائق عن الشيخ محمد الغزالى بأنه ليس من النظام الخاص لأنه عالم. عامل. عاقل، ملتزم بمبادى دينه وأقدم لك  :

مَنْ هو محمد الغزالى.؟.

 الاسم: محمد الغزالى أحمد مرسى السقا.

ولد يوم السبت 5 من ذى الحجة 1335هـ الموافق 22 سبتمبر 1917م في قرية نكلا العنب محافظة البحيرة.. والده أحمد مرسى السقا وسماه "محمد الغزالى" حبا في الإمام حجة الإسلام أبى حامد الغزالى.

أتم الغزالى حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة في كتاب القرية مسقط رأسه ثم ألتحق بالمعهد الدينى بالاسكندرية وحصل على الثانوية الأزهرية عام. 1356هـ = 1937م.

وحضر إلى القاهرة والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف وتخرج عام 1941م = 1360هـ وعين بوزارة الأوقاف إماما وخطيبا ومدرسا بمسجد عَزَبان بالعتبة حتى وصل إلى منصب مدير عام الدعوة ثم وكيلا لوزارة الأوقاف لشئون الدعوة وهو آخر منصب تولاه في وزارة الأوقاف.. وفى عهد السادات كان يخطب خطبة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة ولأسباب غبر موثقة عندى استبعد من الخطابة في هذا المسجد في الوقت الذى كان السادات يحتضن تيار جماعة الإخوان بتأثير البعض من المقربين للسادات الذين كانت مشورتهم لاحتضانه لهذا التيار سببا لأن دفع حياته ثمنا لها.

وهناك ملاحظة هامة بأن الغزالى المعاصر ليس له أقرباء من الرجال أو النساء يحملون اسم الغزالى، والغزالى المعاصر- رحمه الله- كعالم ومفكر بدأ يكتب للإسلام منذ عام 1354هـ = 1935م وحتى وفاته وله أكثر من خمسين كتابا في خدمة الإسلام والمسلمين وأى بلد يريد أن يقضى على الإرهاب الذى ترتكبه الفرق باسم الإسلام- والإسلام برىء تماما من أعمالهم- ينشر كتب الغزالى لكى تدرس في الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة والدراسات العليا.

وقبل أن نعرض لأقوال الغزالي أرجو أن يعلم الجميع أن الغزالي أُدخل جماعة الإخوان لكي يتباهى ويتفاخر به المرشد الأول باعتباره نموذجاً للداعية المخلص الملتزم وكان مثل الكثير من غيره لا يعرف شيئا عن النظام الخاص وأسراره وهذه هي طبيعة العمل السري في الجماعات ألا يعرف الأسرار الحقيقية إلا قائد الجماعة وعدد قليل جدا من معاونيه وكان الغزالي "وأحمد السكري الذي ولد 1318هـ = 1901م وتوفى 1413هـ = 1993م" والغالبية العظمى من أعضاء هذه الجماعة لا يعرفون الأهداف الحقيقية للنظام الخاص وإنى أعلم بل وعلى يقين أن هناك من أعضاء هذه الجماعة أحياء، قلوبهم مغلقة على أسرار خطيرة خطيرة خطيرة عن أعمال قام بها النظام الخاص ضد الإسلام وضد المسلمين وضد غير المسلمين مع سبق الإسرار والترصد.. وإنني أناشدهم أن يتقوا الله في دينهم وبلدهم مصر ويفتحوا لنا قلوبهم ويقدموا لنا الأسرار الحبيسة في هذه الصدور ونطالبهم بألا تكتموا الشهادة خدمة لشباب مصر الذي نعقد عليه الأمل ونحن في الانتظار.

ويتذكروا قوله تعالى (في الآية رقم 14 من سورة البقرة):

 (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14) 

وأيضا قول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم (الآية 283 من البقرة) :

(... وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ 283)

ونقدم بعض أقوال الغزالي المعاصر والتي قالها عام 1954م = 1373هـ وكتبت في الصحافة وطبعت في كتاب في ذلك العام وأعيد طبع نفس الكتاب للمرة الرابعة عام 1405هـ = 1984م [كتاب من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث].

رأى الغزالي في النظام الخاص:

وعن هذا الجهاز المسمى بالنظام الخاص يقول الغزالى المعاصر في كتابه من العالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث كان الأستاذ حسن البنا نفسه وهو يؤلف جماعته في العهد الأول يعلم أن الأعيان والوجهاء وطلاب التسلية الاجتماعية الذين يكثرون في هذه التشكيلات لا يصلحون لأوقات الجد.

فألف ما يسمى بالنظام الخاص، وهو نظام يضم شبابا مدربين على القتال كان المفروض من إعدادهم مقاتلة المحتلين الغزاة من إنجليز ويهود..

وقد كان هؤلاء الشبان الأخفياء شرا وبيلا على الجماعة فيما بعدفقد قتل بعضهم بعضا وتحولوا إلى أداة تخريب وإرهاب في يد من لا فقه لهم في الإسلام ولا تعويل على إدراكهم للصالح العام.

وقد قال حسن ألبنا فيهم- قبل أن يموت: "إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".

ويقول الغزالي: "لقد اجتهدت في نصر الإسلام، والإخلاص لكل عامل في ميدانه".

وكان يمكن أن أكون أكثر جهادا وأعمق إخلاصا.. بيد أن ما فاتنا أمس لن يفوتنى إن شاء الله اليوم.

ومع ذلك فإننى لا أزال على موقفى من كشف الأخطاء التى انتشرت بين صفوف العاملين لهذا الدين، لا لشىء إلا لدعم قوى الحق، وتمهيد طريق النصر.

لقد نشرت كتابى "في موكب الدعوة" من سنين معالجا لهذه القضية وسأعاود نشر الطبعة الثالثة منه قريبا إن شاء الله.

ويقول الغزالى المعاصر في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" "وليس في نفسي إلا رغبة واحدة، أن ينتفع القراء بما فيه من بحوث علمية مجردة، وأن يستوعبا تجارب رجل له ملاحظاته التي يعتقد صدقها فيما أصاب الإسلام من هزيمة ونصر وفيما أصاب أهله من خير وشر".

وأنا أعرف أن كلا الكتابين قد تضمن أمورا يرى البعض دفنها. لكنى أرى من الخطأ إسدال الستار عليها، فهي جزء من تاريخ يجب تدبر أحداثه والإفادة منها..

تعقيب.

[ورغم هذا قال لى: المهندس ضياء محمد الغزالى في اتصال تليفونى أنهم طبعوا [كتاب من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث] بعد حذف 96 صفحة ومعك الوالد يؤكد لك ذلك فحدثني الشيخ متألَما وقال:

 [دار الاعتصام طبعت الكتاب وحذفت منه صفحات كثيرة بغير علمي ولا أذنى...!].

وفى هذا يقول الغزالي المعاصر:

"بل ما زالت الأخطاء تتكرر في الجبهة التي ينبغي أن تكون أسرع من غيرها إلى الوعي والاعتبار.. والتذكير بما كان ليس تنديدا بأشخاص، وإنما هو إفادة من أحداث، وببصرة بحقائق وتثبت من الصراط المستقيم، وتشبث بأسباب النصر".

تعقيب:

[فهل من يقول هذا الكلام يكون من النظام الخاص الذي خرَّب البلد وقتل الأبرياء وكان سببا في سجن الشرفاء بالمئات.. وإليك ما قاله الغزالي في مقدمة الطبعة الأولى من كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث".]

"هناك ناس فاتهم من حظوظ الدنيا ما يكسبهم الوجاهة المنشودة فالتحقوا بميدان الدعوة إلى الله يرجون فيه العوض الذي فقدوه فتحول الميدان الطهور بهم إلى مضمار يتهارش فيه فرسان الكلام وطلاب الظهور وعشاق السياسة.

وانتقلت موازين الحياة الدنيا وتقاليدها ومؤامراتها وأساليبها تبعا لذلك إلى ميدان الدعوة فماذا ننتظر من هذا الخلط إلا أن تقع فتنة في الأرض وفساد كبير؟.. 

ونتابع مع الغزالى المعاصر وهو يقول:

"إن الإيمان الصحيح يجعل نفس المسلم تستجيب لدواعى الخير المختلفة كلما أهابت بها في السلم والحرب والصحة والمرض، في الأمن والروع، في الخصب والجدب في كل حال يقدرها الله له، يواجهها بما يفرض اليقين عليه ولا ينكص ولا يزيغ...!".

"إن الرجال الذين يسيئون في القليل لا ينبغى تصديقهم إذا أقسموا في الكثير".

"إن المتكاسلين في الصلاة الباخلين بالزكاة لا يقبل منهم حلف على الفداء والتضحية".

[بالله- من يكتب مثل هذا الكلام يكون من النظام الخاص للقتل والتدمير كما قال عشماوى في مجلة المصور.. سامحك الله يا عشماوى.]

ومع الغزالى في رأيه عن جماعة الإخوان...؟ .!.  يقول:

"فانظر ماذا صنع المحسوبون على دعوة الله في زماننا هذا؟ (يقصد الإخوان؟) داسوا موازين الإيمان وجاءوا برجال لا يدرون من شرائع الله شيئا ليقودوا ركب الدعاة إلى الله فكان أن قادوهم إلى مواطن الندم. (يقصد الهضيبى)

إن المسلم الذى يفقد ضميره لإيثار شخصاً بمنصب كيف يرجى منه أن يحكم بما أنزل الله حين يتولى مهام الدولة ويملك أزمتها الكبرى؟

فإذا غلغلت النظر في خبء هؤلاء وجدت تقربا سره الزلفى، وإغماضا سره الجبن وفصلا سره الحقد ووصلا سره الإذلال وصداقة سرها الهوى!.. فأين ما أنزل الله بين قوم هذه حالهم؟

إننا لن نوفق إلى الحكم بما أنزل الله حقا إلا إذا نمت أعوادنا في مغارس الفضيلة فكنا عدولا مع أنفسنا قبل أن نكون عدولا مع الناس.."

تعقيب:

[إن العمل الذى قام الغزالى به في الجزائر عمل عملى يخدم الفكر الإسلامى الواعى المستنير وليس كما قال على عشماوى، وأول من يعلم هذه الحقيقة حكومة وشعب الجزائر وجميع المثقفين في هذا البلد الشقيق وعندما ضبطت السيارة الجيب عام 1368هـ = 1948م وبها كل المعلومات عن النظام الخاص لم يرد اسم الغزالى بينهم فمن أين أتيت بهذه المعلومات يا عشماوى...؟! وهل تعلم يا سيد عشماوى أن تليفزيون الجزائر لا يزال وحتى اليوم يذيع أحاديث الغزالى على شعب الجزائر...!].

ويقول الغزالى: "وتربية الأجيال الجديدة لتكوين أخلاق عظيمة ومسالك رائعة خطوة لابد منها في هذه السبيل".

إن الاضطراب الشديد داخل الجبهة الإسلامية والغارة الشعواء على العالم الإسلامى جعلنى موزعا بين الدفاع والهجوم.. دفاع ضد أقوياء متربصين وهجوم ضد أعوان بله وأناس متقاعسين!

دفاع رجل يخشى أن يصاب من ظهره لأن المنتمين إلى الإسلام ينالون منه وكأنه عدو وهو الصديق الودود!! وهجوم رجل يعيَّر بجهالات غيره وهو يكافح فكرة "العيش بلا دين" تلك الفكرة التى تزحف وسط أمواج دافعة من العلم المادى والحضارة المدنية".

[الغزالى المفكر العالم الملتزم اتخذه المرشد الأول واجهة إسلامية مشرفة كما قلنا وكان الغزالى لا يعلم من أمر النظام الخاص شيئا حتى مقتل الخازندار ومحمود فهمى النقراشى عام 1368هـ = 1948م ومقتل المهندس سيد فايز عبد المطلب عضو النظام الخاص الذى قتله النظام الخاص...]

[فإذا كان أبو حامد هو حجة الإسلام للقرن الخامس الهجرى الموافق القرن الحادى عشر الميلادى فإن الغزالى المعاصر هو حجة الإسلام في القرن الرابع عشر الهجرى الموافق القرن العشرين الميلادى]

[وسوف نقدم المقال الذى كتبه الغزالى ونشر بجريدة المصرى في 2 من ربيع الثانى 1371هـ = 31 من ديسمبر 1951م والذى كان سببا في فصل الغزالى من جماعة الإخوان ولا تعقيب لنا وانما نترك لك التعقيب عزيزى القارىء لكى تقول لنا رأيك بأن هذه الفرقة تطرد العلماء وتستقطب الدهماء وهذا نص المقال الذى يقول الغزالى فيه..]

نص مقال الغزالى:

"الإسلام الذى يعمل الإخوان...؟ .!.  في حدوده له توجيهات واضحة بإزاء الموقف الحاضر فلأول مرة التقى القانون الشرعى والوضعى على اعتبار الإنجليز في هذا الوادى محاربين لا أمان لهم ولا عهد."

" وكان من بشائر الخير أن اتفقت الحكومة والشعب على تحمل هذا الموقف ومواجهة تبعاته بروح من الإصرار الواجب والكفاح المحمود، الإسلام لا يظاهر هذه الحركة فحسب، بل يؤجج نارها ويرمى بوقودها من الفدائيين والشهداء."

"ويجب أن يعلم أن الإسلام كما يقول على كلمة التوحيد يقوم كذلك على توحيد الكلمة ولن تبلغ أمة أهدافها إلا إذا نظفت جبهتها الداخلية من المنتهزين والمصطادين في الماء العكر فإن الالتواء بعنان الأمة عن غايتها التى اتحدت عليها قد يصيب نهضتها بانتكاس وخيم العاقبة، ولذلك وضع الإسلام له أشد العقاب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان" وفى حدود تعاليم الإسلام السابقة يمكن أن تعرف حقيقة السياسة التى لا يتخلى عنها الإخوان...؟ .!.  غير ناظرين إلى أحزاب أو أشخاص، ومن الحقائق المقررة في أذهان الإخوان جميعاً:

1-        أنه لا يجوز بقاء أى جندى إنجليزى لا في مصر وحدها، بل في ربوع العالم الإسلامى كله.

2-    أن الإخوان يسوون في نظرهم بين أخطار الشيوعية الوافدة، والخلل الاجتماعى القائم، لأنهم ينادون بالاشتراكية الإسلامية، وفيها وحدها الإنقاذ مما نعانيه ومما نتوقعه.

3-    ولما كانت مصر طليعة الكتلة الإسلامية التى يدور النزاع العالمى على استغلالها! فان الإخوان يرفضون الارتباط بأية كتلة معتدية، وهم يحاربون فقط من يعتدى على أرضهم. ذلك ومن البديهى أن الإخوان الداعين إلى تحكيم كتاب الله ليسوا هم الذين يشاركون في الحكم بغير ما أنزل الله أى لا يجوز لهم الاشتراك في الوزارات الحزبية.

وقد أدى الإخوان واجبهم في معركة القناة وللأمة أن تعتمد على رجولتهم دائما في رد الأذى ودفع العدوان.

محمد الغزالى

عضو مكتب الارشاد العام.

سؤال.

[فما هو الشىء الذى يستحق عليه الغزالى في هذا المقال أن يفصل من هذه الجماعة أم لأنه لم يمجد في القصر والملك كما يريد الإخوان فكان جزاؤه الفصل والإبعاد وكان هذا من فضل الله عليه لأن الداعية الملتزم بمبادىء الإسلام لا يمكن له أن يتفق مع قادة جماعة الإخوان...؟ .!..]

ويقول الغزالى في كتابه "قذائف الحق" الذى طبع بالمطبعة المصرية بالكويت وهو من منشورات دار السلاسل الطبعة الثانية 1976م = 1396هـ:

"انتسبت لجماعة الإخوان في العشرين من عمرى، ومكثت فيها قرابة سبع عشرة سنة، كنت خلالها عضوا في هيئتها التأسيسية، ثم عضوا في مكتب الإرشاد العام.. وشاء الله أن يقع نزاع بينى وبين قيادة الجماعة انتهى بصدور قرار يقضى بفصلى وفصل عدد آخر من الأعضاء" أ . هـ

وكان فصل الغزالى من جماعة الإخوان عقب كتابة المقال السابق في جريدة المصرى يوم 2 من ربيع الثانى 1371هـ = 31 من يناير 1951م ولم يعد الغزالى إلى هذه الجماعة إلى أن لقيت نفسه المطمئنة ربها [يوم السبت 18 من شوال 1416هـ = 9 مارس 1996م].

تعقيب.

[بإذن الله تعالى سوف نقدم كتاب الحقائق بالوثائق عن حجة الإسلام في مجتمعنا المعاصر الشيخ محمد الغزالى الذى سرقوه حياً فهل يسرقونه ميتاً].

*        *         *

اجمالي القراءات 10054