عن التاريخ ومنهج ابن خلدون فى المقدمة
عـرض مقدمــــــــــة إبن خلــــــــــــدون : عن التاريخ ومنهج ابن خلدون فى المقدمة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٨ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )

القســــــم الأول : عـرض مقدمــــــــــة إبن خلــــــــــــدون :  

   طبيعة العمران في الخليقة وما يعرض فيها من البدو والحضر والتغلب والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ونحوها ، وما لذلك من العلل والأسباب

عن التاريخ  ومنهج ابن خلدون فى المقدمة

       حـقـيــقة التاريخ

        هو خبر عن الإجتماع الإنساني ، وهو عمران العالم وما يحدث فيه من أحوال وتقلبات إجتماعية وسياسية وإقتصادية وعلمية وصناعية .

       أسباب الكذب في الأخبار التاريخية

      والكذب يتطرق للأخبار التاريخية لعدة أسباب منها :

      1- التشيع لرأي أو مذهب .

      2- الثقة بناقل الخبر دون تمحيص وتعديل .

      3-الغفلة عن الهدف والمقصد من الخبر .

      4- الاستعداد للتصديق ، أو توهم الصدق .

      5- الجهل بتطبيق الأحوال على الوقائع ، أي الإحتكام إلى الظروف التاريخية العامة والخاصة .

     6- التزلف للأكابر بالثناء والمدح والمبالغة ونشر الأكاذيب عن تحسين الأحوال .

     7- وأهم الأسباب : الجهل بطبائع الأحوال في العمران .

 أمثلة لأكاذيب تاريخية مرجعها الجهل بطبائع العمران

     إذا كان السامع عالما بطبائع الحوادث والأحوال صار قادرا على تمحيص الخبر وتمييز صدقه  من كذبه . وإلا فهو يقتنع بالخرافات التي نقلهاالمسعودي والبكري .

    فقد ذكر المسعودي أن الإسكندر عندما صدته دواب البحر عن بناء الإسكندرية اتخذ تابوتا من الخشب وفي باطنه صندوق من الزجاج وغاص به إلى قعر البحر حتى رسم صور تلك الدواب الشيطانية التي رآها في جوف البحر ، ثم نحت تماثيل لها ونصبها على البحر ففرت . وما قاله في تمثال الزرزور في روما والذي تجتمع له طيور الزرازير في يوم معلوم كل سنة ، وما نقله البكري في بناء حديقة خرافية إسمها ذات الأبواب تشتمل على 10آلاف باب ، وما نقله المسعودي عن مدينة النحاس في صحراء سجلماسه ، وليس لها أثر .

 غرض علم العمران : منهج النقد التاريخي

      نقد وتمحيص الأخبار والروايات يكون بمعرفة طبائع العمران بفحص الخبر في حد ذاته وليس بنقد الرواة أولا . فإذا كان الخبر يحتمل الصدق في ذاته ننظر بعدها في نقد حال الرواة وإلا فلا . والمطابقة هي أساس التحري في صدق الواقعة التاريخية أو كذبها ، أي بإمكان وقوعها في عصرها ، وتلك المطابقة تسبق صياغة الخبر . وتأتي المطابقة بتمييز ما يمكن حدوثه في الاجتماع البشري بالطبع ونقيس عليه ، ونستبعد ما يكون عارضا ، وهذا هو غرض علم العمران .

  إبتكاره علم العمران

       قال عنه أنه علم مستحدث الصنعة ، ويختلف عن علم الخطابة المتصل بعلم المنطق والذي يهدف لإستمالة الجمهور ، كما يختلف عن علم السياسة المدنية التي تهدف إلى قيادة الناس بالأخلاق والحكمة لما يصلح شأنهم .

      وعلم العمران بهذا لم يسبق إليه أحد من قبل إبن خلدون – هكذا يرى – أو ربما كتبوا فيه ولم يصل إليه العلم بذلك من أهل الأمم التي ضاعت مؤلفاتها وتراثها كالفرس والفراعنة والكلدانيين ، إذ لم يصل إلينا إلا علم اليونانيين .

 أسباب تغافل العلماء عن هذا العلم

     وقد اهتم العلماء بثمرة العلم ، ولذلك أهملوا هذا العلم لأن ثمرته في الأخبار والروايات فقط ، وإن كانت موضوعاته شريفة ، ولكن لأن ثمرته تصحيح وتعليل الأخبار التاريخية فقط ، لذلك فقد هجروه .

  مسائل من علم العمران أشار إليها بعض العلماء

     وجاءت إشارة إلى بعض مسائل هذا العلم في سياق العلوم الأخرى . فقد تكلموا في إثبات النبوة ببرهان هو أن البشر في تعاونهم يحتاجون إلى حاكم أو وازع . ومثل هذا الدليل أوالبرهان يأتي في الحاجة إلى اللغات للتفاهم وفي تعليل الأحكام  الشرعية وتحريم الزنا والقتل والظلم ، وكل ذلك للمحافظة على المجتمع أو العمران .

  الإشارة إلى مسائل من هذا العلم في كلمات للحكماء القدماء

     وذلك كقول الموبذان بهرام بن بهرام : إن الملك لا يتم عزه إلا بالشريعة ، ولا تقوم الشريعة إلا بالملك . ولايقوم الملك إلا بالرجال ، ولايقوم الرجال إلا بالمال ، ولا يأتي المال إلا بالعمارة ، ولاتزدهر العمارة إلا بالعدل . وهوقريب من مقالة أنو شروان الملك بالجند والجند بالمال والمال بالخراج والخراج بالعمارة والعمارة بالعدل , والعدل بإصلاح الولاه ، وإصلاح الولاه باستقامة الوزراء . والأساس في ذلك بأن يتفقد الملك الرعية بنفسه واقتداره على تأديبها حتى يملكها ولا تملكه .

     وتردد نحو ذلك في كتاب السياسة لأرسطو ، وفي الكتاب جزء منه يصلح لعلم العمران . وتعرض إبن المقفع في رسائله لكثير من قضايا السياسة ، وطاف أبوبكر الطرطوشي في كتابه سراج الملوك بالأبواب التي ذكرها إبن خلدون إلا أنه لم يصب الهدف واقتصر على إيراد الأحاديث والأقاويل والمواعظ .

 إبن خلدونوحده وهو مخترع علم العمران

     إلا أنه وحده قد أطلعه الله على ذلك العلم من غير تعلم من السابقين

  منهج الكتاب

          يعرض ما يحدث للبشر في إجتماعهم في الملك والكسب والعلوم والصنائع عن طريق البرهان والإثبات .

أسباب تميز الإنسان على الكائنات

        إذ قد تميز الإنسان عن سائر الحيوان بالعلوم والصنائع والحاجة إلى الحاكم أو الوازع والسعي في المعاش والعمل في تحصيله والعمران بالإنس بالعشيرة وقضاء الحاجات .

أنواع العمران

       وهو نوعان : بدوي وحضري.

       وجاء تقسيم الكتاب على أساس العمران

       الباب الأول  :العمران البشري إجمالا وأصنافه وقسطه من الأرض .

       الباب الثاني : العمران البدوي والقبائل الوحشية .

       الباب الثالث : الدولة والخلافة والملك والمراتب السلطانية.

       الباب الرابع :  العمران الحضري والبلدان والأمصار.

       الباب الخامس : الصنائع والمعاش والكسب ووجوهه .

        الباب السادس : العلوم واكتسابها .

  أساس ترتيب الأبواب

      وقدم العمران البدوي لأنه السابق للعمران الحضري ، وقدم المعاش لأنه ضروري طبيعي وليس من الكماليات ، وجعل الصنائع مع الكسب لأنها منه .

اجمالي القراءات 28601