كيف نصدق رسولا لم يصدق نفسه ؟

نهاد حداد في الخميس ٢٣ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كل من يؤمن بمحاولة انتحار الرسول يكذب برسالة محمد . 

 إذ كيف بنبي لم يصدق نفسه وشكك في الوحي الذي نزل إليه أن يصدقه الناس ؟ من حق الكفار إذن أن لايؤمنوا به إذا كان هو شخصيا لم يؤمن ولأنه ولمجرد فتور الوحي عنه هم أن يلقي بنفسه من شواهق الجبال .

 لماذا نحاسب الناس إذن على ردتهم اذا كان النبي نفسه قد ارتد ؟ ففي محاولته الانتحار ردة عن الايمان بما نزل إليه ، ولولا أن جبريلا كان يظهر له ويرده كل مرة لقفز. وربما لم يكن ليقفز لكن في كل الحالات تبقى المحاولة في حدذاتها مغامرة كبيرة بالرسالة إن لم يكن كفرا بها. 
أو لم يكن من حق قريش بعد هذا أن تكذب برسول كذب نفسه وشك هو شخصيا في رسالته؟ أو لم يكن من حق زوجة أبي لهب أن تعترض مسيرته ؟ أو لم يكن من حق اليهود أن يستهزؤوا به ؟ أو ليس من حق المسيحيين أن يستهزؤوا اليوم بنبي غامر برسالة ربه ؟ 
وحين يتوجه أحدهم للأزاهرة كي يدافعوا عن نبيهم ، فهم يفضلون بقاء الحال على ماهو عليه ! فالبخاري عندهم أقدس من النبي وكلامه لايشق له غبار. ومازالوا متمسكين بحديث كهذا بل هم يعتبرونه صحيحا لا نقاش فيه. 
لقد صدق محمد نفسه عندما نزل عليه الوحي أول مرة ، ومع ذلك عاد إلى بيته جريا وفرائصه ترتعد خوفا و كأن به مسا . 
عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم([1]) ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح([2]) ، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه ، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : " ما أنا بقارئ " قال : " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق % خلق الإنسان من علق % اقرأ وربك الأكرم } فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده.
 [ مع أنه من المفروض أن تكون قسمات النبي عليه السلام هادئة ونفسه آمنة مطمئنة لسماعه كلام ربه . لكن الذين تعودوا الإفك زعموا أنه جاء مرعوبا ] . فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها ، فقال : " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : " لقد خشيت على نفسي ". 
[ هذا بالرغم من أن المولى عز وجل يقول  :" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " . إذ كان من المفترض أن تطمئن نفس النبي لا أن يرتاع ويهرب ] 
 قال تعالى:"  فمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهديَهُ يَشرحْ صدرَه للإسلامِ ومُن يُرِد أن يُضِلَّه يَجعلْ صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كأنّما يَصَّعَّدُ في السماء ". 
فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. 
 [ إن جملة تبتدأ " بِكَلاَّ " تفترض كلاما فيه تشكيك في الغرض الذي من أجله أرسل جبريل لمحمد عليه السلام!  فياترى ، ماهي هذه الجملة التي اقتطعت من سياقها فأجابت عليها خديجة مستعملة كَلاَّ ؟  أم أن الجملة أصلا لم توجد ونسي المؤلف أن يخترعها لاقتناعه بأن الناس سيصدقون مايقوله دون أن يجهد نفسه في جعل الأشياء تبدو منطقية أكثر؟ ،فجملة " لقد خشيت على نفسي لاتفترض الجواب الذي أعطته خديجة . ]
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن عم خديجة ، وكان امراً تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي ، فقالت له خديجة : يا بن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم " قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم ، لم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحي . رواه البخاري ومسلم 1/139 رقم الحديث ( 743 ) . 
لن نقف عند مناقضة ارتعاب النبي لانشراح صدر ه المفترض بعد سماعه لكلمات ربه . لكننا نطرح تساؤلات مشروعة تفرض نفسها بسبب تصديق الملايين من المسلمين لها .بل الأدهى أن الأزهر مازال يروج لها . كقولهم بأن النبي " هَمَّ " بالانتحار "هَمًّا " يليق بنبوته مثلما هَمَّ يوسف بامرأة العزيز".  
 
 
وهذا ماقاله الأزهري بالحرف لوائل الإبراشي والدكتور أحمد عمارة في فيديو موجود على موقع أهل القرآن .
و هاهو نص الحديث الذي أبى الأزهر إلا أن يصححه بالرغم من أنه ينسف النبوة والرسالة نسفا. إليكم نص الحديث :" ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا،  حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل،  فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع.  فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك ".
لا حاجة لأي تعليق على هذا الكلام ، فكم مرة " هم "النبي بالقفز؟ لأن كل محاولة تنطوي على تشكيك و رِدّة  . وبالرغم من طمأنة جبريل عليه السلام له ، فإنه لايفتأ يعود إلى  نفس الفعل . فكم لزم من محاولة انتحارية للنبي كي يصدق رسالة ربه؟ وكيف نصدق من الوهلة الأولى - على الأقل- رسولا شك هو نفسه في الوحي والرسالة والملك الذي بلغه إياها ؟
ومع ذلك يأتي شيخ من الأزهر ليقول بأنه "  همَّ بالانتحار [ فعلا ] كما همَّ يوسف بامرأة العزيز"  لولا أن رأى برهان ربه ! فكم مرة لزم لمحمد رؤية برهان من براهين ربه وهو يعيد الكرة تلو الآخرى وجبريل يؤكد له صدق نبوته المرة تلو الأخرى؟ 
كل من يؤمن بذهاب خديجة عند ورقة بن نوفل يكتشف بأن خديجة لم تصدق زوجها0
فلنعد مرة أخرى لحديث نزول الوحي ، لقد خرجت خديجة لتبحث عمن يؤكد لها على أن كلام زوجها ليس كذبا بل إنه يشبه ناموس موسى .
 أما نحن فنقول أن كل من يؤمن بأن ورقة بن نوفل قال بأن هذا  "مثل الناموس الذي نزل على موسى " كاذب . لأن الآيات الأولى التي نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام لم تكن تشريعية ولا حملت نواميسا على غرار ناموس موسى ! 
كما أن كل من يقول بأن ابنة خويلدامتحنت  جبريلا كاذب. حيث عرت رأسها وأجلست النبي على حجرها لتسأله إذا كان جبريل يظهر له عند تغطية الرأس أو كشفه.
و نحن هنا لا نفرق بين أحاديث الشيعة والسنة ، فكلها سواء في إهانتها للنبي والتكذيب برسالته. جاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 230): قال ابن إسحاق: "عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله: أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال نعم، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى؛ فقام رسول الله فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: نعم قالت: فتحول واجلس على فخذي اليمنى; فتحول رسول الله فجلس على فخذها اليمنى، فقالت هل تراه؟ قال نعم، قالت: فتحول واجلس في حجري، فتحول رسول الله فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟ قال نعم، [وفي رواية أخرى] أدخلت رسول الله بينها وبين درعها، ثم ألقت خمارها عن وجهها، ورسول الله جالس في حجرها، ثم قالت له هل تراه؟ قال لا، فذهب عند ذلك جبريل، فقالت: يا ابن عم اثبت وأبشر فو الله إنه لملك وما هذا بشيطان". 
 كيف يقول لها النبي على أنه جبريل ومع ذلك مازال عندها شك بين كونه شيطانا أو ملاكا حتى كشفت عن غطاء رأسها ؟
لقد  قالوا لنا بأن الرسول صلى الله عليه و سلم تزوج خديجة وهو في الخامسة والعشرين ، وهي كانت في الأربعين ، معناه أن الرسول عليه السلام حين بلغ الأربعين كانت خديجة قد اقتربت من الستين ، فالمفروض آن هذه السيدة عجوز ولم يبق من جمالها ما قد يثير إنسا ولا شيطانا . ففي صحراء قاحلة كصحراء الجزيرة العربية كانت امرأة في الآربعين تعتبر كهلة ، وكبيرة ، وهذا طبيعي جدا ، فظروف الصحراء ليست نفسها ظروف مناطق أخرى . فكيف يغيب جبريل إذا في حضورها مع أن الله سبحانه الذي بعثه يعلم بأنه سيبعث بعد ذلك آية تفيد أن لا جناح على القواعد من النساء أن يضعن ثيابهن . 
 موقفنا هو الآتي ولن نحيد عنه . نحن نكذب كل من يقول بمحاولة النبي الانتحار أو بخوفه وتوجسه بعد رؤيته لجبريل.  كذلك نكذب محاولة إضفاء خديجة المشروعية على رسالة زوجها عن طريق لعب الغميضة مع جبريل أو بمقارنتها بناموس موسى عن طريق ورقة بن نوفل ،لأن الكلمات الأولى من سورة العلق هي دعوة للعلم والإيمان بالخالق فقط !ولا تشريع فيها . فأين وجه الشبه هنا مع ناموس موسى؟
 فرسول الله إلى محمد ، أي جبريل عليه السلام لايظهر بناء على رغبات البشر ! كما أن هذا الحديث يناقض بشكل صارخ حديث عائشة التي تفتخر أنها الوحيد ة التي نزل الوحي على النبي في لحافها ( وهي الحميراء الشابة )!
وفي البخاري (3775) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا".  
طبعا، بغض النظًر عما يحمله هذا الحديث من اتهام لأم سلمة بأنها تقذف عائشة أمام النبي ، فإن مثل هذه الأحاديث تنم عن الحرب الباردة بين السنة والشيعة ، فالسنة يقدسون الحميراء ، والشيعة يعتدون بأحاديث أم سلمة. والوحي ( حاشى لله ) يميز بين أزواج النبي ويفضل عائشة عليهن جميعا. 
كذلك ، نحن نرفض ماجاء في برنامج العاشرة مساء مع وائل الإبراشي والأزاهرة والدكتور أحمد عمارة من أن آية السيف قد شرعت قتال أهل الكتاب جميعهم بعد أن كانت آية في سورة البقرة أرجأت قتالهم إلى حين .
وإليكم ماذا اخترع الأزهر ليشرعن للإرهاب . لقد طوروا نظرية أخرى تتلاءم مع فكرهم الإرهابي.  فبعد أن كانوا يقولون بأن آية السيف قد نسخت ماقبلها من آيات السلم ، تلا الأزهري الآية التالية: " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة آية 109 ثم أردف الأزهري على أن هذه الآية تحتوي على جملة " حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ " !
 وقد جاء أمره هذا في سورة التوبة في آية السيف :" فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/5 .
ومعنى هذا الكلام أن الله أرجأ القتال في سورة البقرة إلى أن تنزل آية السيف.
 مع أن آية السيف تتحدث عن المشركين وليس عن أهل الكتاب . وعن المشركين الذين بدؤوا الرسول عليه السلام بالعدوان وظاهروا عليه وهموا بإخراجه ! وليس كل المشركين في كل زمان ومكان . 
فالله تعالى حفظ الذكر كله ، وهم أهملوا مئة وأربعين آية  من الذكر ليشرعنوا للإرهاب والقتل وسفك الدماء!
فلتنم داعش قريرة العين ، وإن استعصى عليها استقطاب منضمين جدد، فالأزهر لا يتوانى عن المساعدة .
  ولأن داعش في حالة حرب ولا وقت لديها للتنظير ، فإن الأزهر لا يألو جهدا من القيام بهذه المهمة ! بل إنه وبدون أدنى شك يعتبر لسان حال داعش وأسوتها الحسنة !
 فيا مسلمي العالم انتفضوا ! واتحدوا لتنقية تراثكم من هذه الأحاديث الشيطانية التي تسيء إلى نبيكم وإلى رسالته وهو المعصوم ذو الخلق العظيم  . 
باسم الله الرحمان الرحيم " " يا أيُّها النبيُّ بَلِّغْ ما أُنزلَ إليك مِن ربِّكَ وإن لَم تفعلْ فما بَلَّغْتَ رسالتَهُ واللهُ يَعصمُكَ مِن الناس." صدق الله العظيم . 
اجمالي القراءات 16647