قانون ازدراء الأديان ، حفاظ على العقيدة أم تبرير للقمع والدكتاتورية ( ج 3  )

نهاد حداد في الإثنين ٠٦ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

لن أورد ماتبقى من البنود المتعلقة بهذا القانون ، فهي تذهب في نفس منحى البنود السابقة ، كثير من النفاق الأزهري الذي نصب نفسه مدافعا عن الملة والدين وفي الحقيقة ، هو لا يدافع إلا عن ملته هو . تلك الملة التي تزدري كل الأديان بدون استثناء . بل وتزدري الله سبحانه وتعالى وتزدري رسله وأنبياءه جميعا وتضرب بالدين عرض الحائط . ليحتفظ بمكانة خولتها له الظروف السياسية والاجتماعية العصيبة التي تمر بها البلاد بحجة محاربة الإرهاب ، مع أن الأزهر هو منبع الإرهاب ومعينه . 
فقانون ازدراء الأديان هي العصا التي يضرب بها النظام السياسي معارضيه بحجة الكفروالزندقة والمس بثوابت الدين ومقدساته. تلك الحجة التي ترضي غرور العامة والغوغاء ، وتعمي بصيرتهم عن واقعهم المزري الذي لا علاقة له بدين الله . وإنما بالسياسات الإقتصادية والتهميش والفقر والتجهيل ! نعم ، التجهيل ، فالسياسات التعليمية المفلسة التي توالت عبر عقود من الزمن ، أنتجت لنا إنسانا مشوها ، إنسانا غير مسؤول ، إنسانا ترك مصيره الديني والفكري والاقتصادي والسياسي بأيدي أوصياء يقومون بكل شيء مكانه ! 
ففي علاقته مع ربه ، الكهنة يفكرون مكانه ويفتونه ! في علاقته مع زوجته ، هم يفتونه أيضا ، في علاقته مع مجتمعه وجيرانه ، وضعوا له أحا ديث تحدد تعاملاته . فكل شيء بالنسبة لهذا الإنسان مخطط له سلفا ! فلا مجال له لإعمال العقل أو التفكر أوالتدبر . لأن لديه إجابات جاهزة عل كل شيء . كل شيء . حتى الذهاب إلى الحمام ، فهو يستحضر فيه الاستجماروأحاديث الإفك التي علمها إياه التراث . وحين لا يعرف جوابا على شيء ما، فيكفيه شحن بطاقة هاتفه ليتصل على أي قناة تتكسب من وراء الدين ليريح دماغه  من التفكير . لقد أصبح الدين يباع جاهزا كأي وجبة  ( subway ) أو  ( Mc Donald ) أو ( pizza delivery ). 
ففي الأزهر هناك أناس يفعلون كل شيء بدلا عنك . يفكرون بدلا عنك ، يحفظون بدلا عنك ، يحاكمون الناس باسمك ولديهم كاتالوجات لكل الأذواق في الفقه المقارن ! فاستفت قلبك واختر فتواك حسب المذهب الذي يروق لك . ويمكنك خلط المذاهب ولك واسع النظر ولديك الخيرة من أمرك! 
نعم لديك الخيار ، ولكن هذا الخيار لايجب أن يتعدى المذاهب الأربعة وطبعا إذا قررت أن يكون إيمانك أكثر عمقا ، فلديك في ابن تيمية والوهابية خير سلف لخير خلف . هي ذي الأديان التي لا يجب أن تزدريها أما الباقي فذمته وعرضه وماله ودمه هدر . 
وطبعا لديك ( promotions )  وهدايا على كل ماتقوم به ، فدينهم لا مجال فيه للتقوى وحب الله وإنما دين رشوة ، والعلاقة فيه مع الإله هي ( donnant  donnant )( أعطني أعطيك ) . "فمن قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة "  .فالمسألة استثمارية أيضا ! وطبعا يمكنك أن تستثمر لبناء بيت في الجنة أو قصر ، ثم تعمره منذ اليوم بالحور العين . فالمسألة بيدك ! فلا مجال في دين كهذا لحب الله والتقرب إليه بفعل الخير كما جا في الذكر الحكيم :" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا " فحب الإنسانية وحب الله عز وجل غائب تماما من حساباتهم ! لذلك ، فهم مقابل مصالحهم الدنيوية آو الآخروية يدوسون الدين والإنسانية ولا مكان لديهم للتعامل الروحي بل إن تعاملهم براجماتي نفعي خال من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ! إذ لايتورعون عن فعل أي شيء ، أي شيء ، حتى القتل ! لقد أنتج لنا الدين الأرضي إنسانا فارغا من كل المشاعر والآحاسيس، ( robot ) يقلد مشايخه في لباسهم وهمساتهم ولمزاتهم ! إنسانا أنانيا لايرى إلانفسه ، إنسانا لايقبل الآخر ولايحترمه بل ينافقه  إلى أن يقدر عليه فينفيه ويقتله ويمحيه من على وجه البسيطة ! فالسلفيون المسالمون اليوم يتبنون الجهاد مع القدرة . آي أنهم يتحينون فرصة الانقضاض على ضحاياهم وتصفيتهم حالما توفرت لهم الإمكانات لذلك. 
هذا هو ازدراء الأديان والإنسان ، وإذا كان لابد من وضع قانون ، فهو يجب أن يلجم الأزهر وزبايته عن الله ورسوله وخلقه . 
ولنستق نماذجا من فسوق الأحاديث التي يتعامل بها الأزهر ويتمسك بها متعديا حدود الله :
" لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشر أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره .   "  
لقد أرسى المولى عز وجل حدوده ، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ، ولكن أحاديث الإفك تبيح لك الزنا والاعتداء والسرقة التي حرمها الله شريطة أن لا تسيء فيها لجارك ! وطبعا ، يمكنك أن تسيء إلى هذا الجار إذا كان شيعيا أو مسيحيا أو يهوديا دون أن تهتز شعرة فيك لأن دمهم وعرضهم ومالهم حلال .
هذه هي ماهية  المؤمن بالنسبة للآزاهرة والدين الأرضي ( طبعا أنا أتحدث عن الأزهر بالذات لأنه هو من يخول لنفسه الحق باتهام الخلق بازدراء الأديان." وبالنسبة له " فالمؤمن قد يزني وقد يسرق " ويكفيه أن لايشرك بالله شيئا ليدخل الجنة في نهاية المطاف ! فانظر أي إنسان منعدم الضمير والأخلاق هو هذا المؤمن الذي يدافع عنه الأزهر . ومارفض الأزهر تكفير داعش إلا بسبب نفس التفكير ونفس المنطق . فيمكنك أن تقتل وترهب ولكن ذلك لايخرجك من دائرة الإيمان واطمئن ولتقر عينك فإيمانك سيدخلك الجنة لا محالة ! 
لقد خلق لنا دين الأزهر إنسانا مشوها ، بل مسخا يمشي على الأرض ويفسد فيها طالما أن صك الغفران وختم الإيمان وشفاعة النبي مضمونة . 
طبعالايخفى على أحد مقدار إهانة البخاري الذي يقدسه الأزهر لنبي الله ،لن نخرج طبعا كل ما كذب فيه البخاري وأمثاله وإنما سنذكره فقط بالصورة المشوهة التي رسمها  لنبي الآمة وتبعه فيها الأزهر ليزدري بها نبيه، ليحتقر بها خير الخلق قائلا بأن النبي - حاشاه - كان من بين ألفاظه في سب نسائه :" عقرى حلقى ". وأنه كان سبابا لعانا ، فانظر أي نموذج إنساني وأي أسوة حسنة سيتبعها الإنسان المسلم في نبيه ! 
عن عائشة رضي الله عنها قالت :" دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لاأدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قالت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصاب هذان قال وماذاك ؟قالت : قلت : لعنتهما وسببتهما . قال : أوما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا".  
وطبعا فإن الله يأتمر بأمر محمد ، كلما سب أحدا إلا وكان على الله أن يكتبه للمشتوم زكاة وأجرا. 
حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة وقال أبو معن يتيمة بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث * . وطبعا شروط محمد أوامر . وليس على رب العزة ( أستغفره وأعوذ به )إلا الانصياع ، فمحمد بشر في نهاية المطاف . ولا يمكن  لإلاهه إلا أن يتفهم موقفه. 
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .
فمن يزدري من ؟ ومن الأحق بأن ينتقم منه الله ورسوله ، الأزهر أو الدالايلاما القابع في وطنه الناشر للسلم والابتسامة؟ 
فانظر كيف جعلوا من الله عنصريا ظلاما للعبيد في الحديث التالي :" خلق الله آدم حين خلقه فضرب على كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي  ." وفي حديث آخر: "   عن أبي نضرة قال مرض رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه أصحابه يعودونه فبكى فقيل له ما يبكيك يا عبد الله ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني قال بلى ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة بيمينه فقال هذه لهذه ولا أبالي وقبض قبضة أخرى _ يعني بيده الأخرى _ فقال هذه لهذه ولا أبالي . وقال في آخره فلا أدري في أي القبضتين أنا ." ( واسناده صحيح ) . 
لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إننا نبرأ إليك من هذا الإفك ، فازدر اللهم من ازدراك وازدرى دينك ونبيك ! وظلم العباد والبلاد بإفك ادعى زورا أنه منك ! ( يتبع ). 
اجمالي القراءات 12742