تعليق الأستاذة عائشة حسين
* محاولة تحقيق ءاية قرءانية III *

عبد الرحمان حواش في الخميس ١٨ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

*  محاولة  تحقيق  ءاية  قرءانية III   *

 

ــ شكراً  لك، أستاذة  - عائشة  حسين -  مرات ، ومرات ، على تدخلاتك،وعفواًعلى إطنابك،  في  حق  العبد  الضعيف !

ــ جعلني الله، فوق ما تظنين، وغفر لي في ما لا  تعلمين، ولا  تـُـحاسبني با الله بما تقول.

ــ أما استفسارك،عن معنى آية، من سورة القيامة : ( بل  يريد الإنسان  ليفجر  أمامه).

ــ  فـلنحاول معاُ، تدبّـرها، ولقد صدق الله  العلي العظيم،في  قوله : ( ولقد يسّرنا  القرءان للذكر فهل من مــدّكر). جاء هذا التعبير ست مرات في سورة القمر.

ــ جاءت سورة القيامة  كما تدل عليها تسميتـُـها "  القيامة" لإثبات البعث يوم القيامة.

ــ لماذا لا أقسم؟ بالنفي !؟ جاء ذلك، ثمان مرات، في كتاب الله المبين . وجاء علـّـة ذلك من لدنه،  في  سورة الواقعة 76،  في أول قسمفي المجموعة، فيحمل المطلق أينما كان على المقـيد، كما هي القاعدة. (وإنهلقسم  لو تعلمون عظيم).

ــ جاء ، لا أقسم ( بالنفي)بل القسم !بعظمة  ما  لا  تعلمون، بـ : بمواقع  النجــوم( بكل  السماوات ) ، بما تبصرون وما لا تبصرون ( بكل مخلوقاته ) برب  المشارق والمغارب        ( الله،الذي يتحكم فيها)، بيوم القيامة وبالنفس اللوامة، ( ما نسميه  بتأنيب  الضمير!بالخنس والجواري الكنس  ( بالمذنبات ) بالشفق،والليل،  والصبح، والليل والقمر، بمكـة ( الكعبة )، ومحمـد( الرسول )، ووالد  وما ولد. ( الإنسانية  جمعاء ). وفي كل حالة من تلكم الأحوال، يجب أن نفهم  ذهنيا : ( وإنه  لقـسم  لو  تعلمون  عظيم ).الواقعة 76. وإنـه  لعظيم  حقا .

ــ فالإنسان، لا يعي، ولا  يمكن أن يعـي، ولا حتى  أن يتصوّر !إحدى تلكم  المخلوقات ولا إحدى ذلكم المواقف !  ولا إحدى تلكم  الحالات !التي أقسم  العزيز الحكيمبها، بل  بالنفي ( لا  أقسم ...) لأنـه لا يحيط  بها  فكر الإنسان،  ولا، ولـن يدرك كنهها ، ولذلك جاء القسم بالنفي . ولأنه : ( ... وما أوتيتم من العلم إلا  قليلا ). الإسراء 85. ( يعلمون ظاهرا من الحياة  الدنيا...).الروم 7.

ــ أمــا قوله تعالى،في أول  هذه  السورة : ( بلى  قادرين على أن  نسوي  بنانه).قد  فسّر الأولون،  بأن ذلك ، إنما المراد به : تسوية الأصابع، فمعهم  شئ من الصواب !لأن بصمة الأنملة،  والإصبع،  لمـّـا تعرف، ولما  تكتشف بعد.

ــ أما نحن :

-1- فلا يمكن أن نقول ذلك !إذا ما علمنا، بوجود علمها،ومعرفتها ،منذ القرن السادس عشر الميــلادي ، -  وخــاصة -  إذا  مــا علمنا ، أن تلكم البصمة تختلف باختلاف الإنسان  حيثما

وجد !في العالم، ومن بين السبعة ملاييرنسمة !فلا بصمة تشبه الأخرى !فالله  العليم الخبير خالقها  ومنوّعها، قادر - بلا  شك !- عنـــد إعادة الخلق أن يعيدها سواء ( تسوية ) كما كانت عليه، ومغايرة، -  كذلك -  بين  إنسان، وإنسان، رغم  وجود  ملايير الملايير، من الناس، يوم البعث !منذ  خلق  ءادم !!.

-2- فاللــه، سبحانه  وتعالى، إنما يذكر  تسوية "  البنان "  لا  " الأصابع "  فلا  نتبلـّـد !

ــ أما استفساركم  لـلآية 5-  بعد ذلك -    وهـي  قوله تعالى : ( بل يريد الإنسان ليفجر  أمامــه)فلنحاول معاً  تدبـّرها ، وتبيانها،  من كتاب الله  المبين.

ــ هناك إرادة  من الإنسان ( بل  يريـد ...) .

ــ بــل:حرف الإضراب  الإبطالي -  كما يسمونه -. 

ــ بــل: إذا جاء بعد الإستفهام، يفيد إبطال المستفهم عنه. ( أيحسب الإنسان  أن لـّـن نجمع  عظامه) .

ــ ثم تجـئ : بـلـى( بعد الإستفهام المذكور) الذي هـو: حـرف إبطال النفي،في الخبر والإستفهام.

ــ ثم نـأتي بعد ذلك ، إلى كلمة :  " فـجـر" ( ... ليفـجـُـر ...) .

ــ جاء  التعبير  بها بثلاثة  معان،  في  كتاب  الله  المبيــن:

ــ جاء  بمعنى  التفجير  والإنفجار 12 مرة.

ــ وجاء  بمعنى : الدعـارة،  والإنحراف  الخلقي 6 مرات.

ــ وجاء  بمعنى : الخيط الأبيض، من الخيط الأسود، 6 مرات في توقيت الفجر.

ــ والذي  نرشـّـح، من بين المعاني الثلاثة، هو،  معنى الإنفجــار.

ــ التبـيــان -  بحول الله -  والخلاصة : هو أن الإنسان، خلق من عجل: ( خلق الإنسان من عجل ...).الأنبياء 37. ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجـولا)الإسراء 11.

ــ وسمّــيت الحياة  الدنيا  بـ : العاجلة "  في ءايات ثلاثة : منها، في سورة القيامــة : ( كلا  بل  تحبون العاجلة ).

ــ وجاء الإستعجال، بصيغ أخرى : وقد  أنذرهم الله -  القوي  العزيز-  مغبـّــة ذلك، في ءايات كثيرة، وبتصاريف  مختلفة : يستعجلون -  يستعجلونك بالعذاب .... فلا  تستعجلوه ... بل هو ما استعجلتم  به ... -  ولا  تستعجل  لهم ... ( وقالوا  ربنا  عجـــل  لنا  قطنا  قبل  يوم  الحساب)ص 16. إلى غير ذلك ....

ــ لقد قالوا غير ذلك، وأكثر من ذلك مجابهة !وتحديا : ( بل قالوا مثل ما قال  الأولون قالو  أءذا متنا  وكنا  ترابا وعظاما  إنا  لمبعوثون  لقد  وعدنا  نحن  وءاباؤنا  هذا من  قبل  إن  هذا  إلا  أساطير  الأولين ). المؤمنون 71- 73.

ــ ( ...فاتنا  بما  تعدنا  إن  كنت  من  الصادقين ) .الأعراف 70.

ــ الخطاب  في  هذه  السورة ( سورة القيامة ) لـلإنسان( جنس الإنسان ).جاء ذكره ست  مرات.

ــ الخــــلاصــة:  بما  أن الإنسان الذي خلــق من عجـــل( كأنـّــه طينــة  العجـــل

-  ذاته -   تمشي على رجلين) ذلكم الإنسان يريد ( الإرادة ) يشاء ، أن يرى الأشياء  بأم  عينـه  في  هذه الحياة  الدنيا  ( العاجلــة )ولا ينتظر الآخرة،  إذ لا  يؤمن بها (  لا  يؤمن  بالغيب )، يريد أن تفجر، تلكم العظام  الرفات، أمامه إنساناً !حتى يرى ذلك ، بأم  عينيه،  فيستيقـن         ( يسـئل  أيان يوم  القيامة ). ذلكم الإنسان الذي قيل له : إن الله سوف يجمع عظامه، بعد ما تصير رميماورفاتاً،يريد أن  ينبثق،  ويظهر أمامه، إنساناً ، حتى يؤمن بذلك !

ــ وأخيرا،أرجــو أنني – بحول الله،وحســن عــونه -  قــد ألمـمت ، وأحــطت  بــتفـهّم   -  وخاصة -  بتفهيم  تلكم  الآية.

ــ فشكرا  لك  -  أستاذة-  وزادك  الله  علما ودراية  بكتابه المبين . ءامين.

 

*  والله  أعلـــم  *  

 

 

اجمالي القراءات 13301