ماذا بعد نهاية عاصفة الحزم ؟

سامح عسكر في الخميس ٢٣ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

السعودية تعلن نهاية ‏عاصفة الحزم بتحقيق أهدافها

والسؤال: ما الهدف الذي تحقق ؟

هل عاد المخلوع إلى منصبه؟

هل عادت الشرعية؟

هل تم وقف تمدد الحوثي ؟

آخر خبر من اليمن الحوثيون تقدموا في محافظات شبوة ومأرب وتعز

العاصفة فشلت بكل المقاييس العسكرية والسياسية والأخلاقية قبل أن تبدأ وكتبت في ذلك وراهنت على فشلها كونها عمياء لا هدف واقعي ولا رؤية لما بعد الحرب.

في حوار مع صديق منذ قليل قلت: أن العاصفة لم ولن تنتهي..لأنها جزء من الصراع الطائفي والمناطقي وتصريحهم بنهايتها هو مهين لهم وبدأ في إشعال الغضب بين أنصارهم.

أعلنوا في السابق أن الهدف هو الشرعية

الآن لم تعد الشرعية وانتهت المعركة

إذن لا يوجد نصر ولا تحقيق أهداف

ربما هذا سمة تراجع بعد ضغط دولي سياسي أو شعبي خصوصاً اتصال بوتين أمس واجتماع إيران عبداللهيان مع ممثلي سوريا وسويسرا اليوم وخروج عبداللهيان بتصريح نهاية العدوان خلال ساعات، هذا يعني أن إيران كانت تعلم..

وصول 9 سفن حربية إيرانية لخليج عدن تبعه إرسال حاملة طائرات أمريكية..وما دامت أمريكا وإيران على الخط ستتدخل روسيا أو أي قوى عالمية أخرى..

ربما جرائم آل سعود بدأت تصم الآذان خصوصاً جريمة فج عطان..

ع العموم لن أكتب في ذلك سوى بعد وضوح المشهد ، لكن الرؤية التحليلية المبدئية هي هزيمة السعودية أمام شعب أسطوري بطل رفض الانصياع لرغبات الأمريكان وحلفائهم في قصور الرياض..

لكن الانتصار الأكبر هو للسلام

حتى لو عاودوا القصف مرة أخرى تصريحهم بنهاية عاصفة الحزم أعطى دفعة معنوية للحوثي، وشكل جبهة شعبية التفت حولهم بعد شعورهم بالانتصار..

الآن كل مصري دعّم هذا العدوان عليه الاعتذار لشعب اليمن، فقد ظهر أن حجة باب المندب غير صحيحة، والحوثيون أضعف من تهديد هذا المضيق، وأن الحرب هي جزء من خطط ومصالح آل سعود لنشر هيمنتهم على شعوب الجوار..

سياسياً يمكن تلخيص نتائج العاصفة في الآتي:

أولاً: السعودية فقدت التحكم في قواعد اللعبة في اليمن، لم يعد لها أي تأثير على قوى الداخل قياساً على تأثيرها قبل العاصفة تحديداً بالمبادرة الخليجية.

ثانياً: طبقاً لنظرية الفراغ ..فقدان الدور السعودي يعني قوة في الدور الإيراني التي لم تكن تحلم بهذا الدور في اليمن قبل ذلك...

ثالثاً: أمريكا لا يهمها انتصار فريق على آخر ، بل كان يهمها الضغط على إيران بالتزامن مع التسوية وإشعال جبهة عسكرية أخرى تشغل العرب عن إسرائيل، وهذا هو الهدف من توريط السعودية في تلك العاصفة.

رابعاً: فرض الواقع الميداني لصالح الحوثيين ضغطاً أمريكياً على السعودية لإنهاء الحرب بأي ثمن خشية تمدد القاعدة في الجنوب ، ولعقد تسوية سعودية إيرانية في كامب ديفيد تمهد لحل النزاع السوري.

خامساً: عاصفة الحزم أعطت بعداً دولياً للحوثيين..كانوا مجرد جماعة محلية صغيرة ليس لها أي تأثير في السياسة اليمنية، الآن صاروا أكبر فصيل سياسي وعسكري في اليمن.

سادساً: سيكون هناك تقاسماً للسلطة على مبادئ اتفاق السلم والشراكة الذي نقضه هادي، وهي نفس المبادئ التي أعلنها الحوثي له كمبادئ لعودة الحوار، وهذا يعني انتصار سياسي حوثي سيغير خريطة اليمن لعقود.

سابعاً: لكن لن يحدث هذا التقاسم إلا بالتخلي عن السلاح في الجنوب والدخول في مفاوضات مباشرة ربما تنتهي لمشروع تقسيم أو فدرلة إقليمين بدلاً من ستة حسب ما سعى إليه هادي بمباركة السعودية.

ثامناً: لو لم يتخلى الانفصاليون عن الحرب والدخول في الحوار ستظل المعركة قائمة خصوصاً بعد زيادة الاتهامات للانفصاليين بالتعاون مع القاعدة.

تاسعاً:تركيا الآن تحاول إنقاذ السعودية من الهزيمة عبر اقتراح يعيد توازن القوى من جديد في اليمن، وهو ما ستضغط به على إيران في الأيام المقبلة.

عاشراً:أثبتت العاصفة ضعف قوة الردع السعودية واعتمادها على أمريكا بشكل مطلق.

حادي عشر: سيعيد الحوثيون رؤيتهم في التسليح ويحاولون بناء منظومة عسكرية قوية في الأيام والسنوات المقبلة، وهذا يعني استنساخاً لتجربة .."حزب الله"..في لبنان، بدأ الحزب ضعيفاً وانتهى الآن لقوة عسكرية تخشاها إسرائيل.

ثاني عشر: أثبتت العاصفة أن حلفاء السعودية ليسوا جميعهم مرتزقة يحاربون من أجل المال، ربما يُعيد ذلك برنامج السعودية في التسليح والاعتماد أكثر على العامل البشري الذي ثبت ضعفه البالغ في الحرب.

اجمالي القراءات 5644