هل يمكن تاسييس حركة اسلامية معاصرة تقدم البديل الحضاري للاسلام
هل يمكن تاسيس حركة اسلامية معاصرة تقدم البديل الحضاري للاسلام

مهدي مالك في الثلاثاء ٠٧ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 
 هل يمكن تاسيس حركة اسلامية معاصرة تقدم البديل الحضاري للاسلام؟
مقدمة مطولة                                                   
عندما تربى الانسان المسلم في وسط يسود فيه قيم السلف الجاهلية يصبح فكره جامدا لا يتطور مع اسئلة العصر الكثيرة و المختلفة و لا يتطور مع علوم العصر الانسانية مثل الفلسفة و الطب و التاريخ و المنطق الخ من هذه العلوم التي ساهم فيها المسلمون ذوي الفكر النقدي امثال ابن رشد و ابن سينا و ابن خلدون بقسط وافر في تقدم الحضارة البشرية لان الاسلام  هو دين العلم اصلا كما جاء في ايات عديدة من القران الكريم تدعو الى استخدام العقل و الفكر على مختلف امورنا العامة و الخاصة لكي نضمن التقدم و الرقي الحضاري كبقية الامم الاخرى التي لها السبق الحضاري في انظمة ديمقراطية و حقوقية .
   حقيقة انني استفدت فكريا من قراءة كتب الاستاذ و المفكر الاسلامي احمد صبحي منصور في موقع اهل القران هذه الايام حيث اكتشفت اننا كنخب فكرية و سياسية في اغلب دولنا الاسلامية مازلنا متخلفين امام افكار صبحي المستنيرة و المفيدة لتاسيس حركة اسلامية معاصرة تقدم البديل الحضاري للاسلام خصوصا في هذه الظرفية الانية بحمولتها الايديولوجية و السياسية و القيمية.
اعتقد ان سبب تخلفنا امام افكار الاستاذ احمد صبحي منصور المستنيرة رجع بالاساس الى همينة الفكر السلفي بدرجاته المختلفة في خطابنا الديني الرسمي في اغلب دولنا الاسلامية حيث اذا اراد احد المفكرين ان ينتقد الفكر السلفي او اصلاح مناهج التربية الاسلامية بغية مواكبة الاعلان العالمي لحقوق الانسان و مبادئه الكونية سيكفر مباشرة من اعلى منابر الجمعة او من تيارات الاسلام السياسي كما حدث عندنا في المغرب عام 2013  مع احد الاساتذة المستنيرين  بحكم اننا لا نتوفر بعد على الحرية في الاعتقاد و العقيدة بكل البساطة و السهولة لان المسلم المؤمن بقيم  عصره يرفض الاحتكام الى فقه تم اجتهاده في عصر مختلف عن عصرنا الراهن بشكل عظيم .
ان من بين ما استفدته من قراءة كتب صبحي منصور ان السلفيين يقدسون تراثهم البشري العفين اكثر من القران الكريم نفسه الذي نص على الشورى كفريضة من فرائض الاسلام مثل الصلاة و الزكاة الخ و كنظام ديمقراطي طبقه الرسول ص في المدينة مع اصحابه و طبق احيانا في عهد الخلفاء الراشدون فقط لان الدول الاسلامية في المشرق قامت على مبدا الحاكمية اي ان الكلمة الاولى و الاخيرة للخليفة باعتباره يمثل ارادة رب العزة و يحكم بما انزل الله على الرعية اي ان الناس ليس لهم الحق في ابداء الراي بحكم سيادة الاستبداد و قمع حقوق المعارضة في التعبير عن مواقفها باستغلال الدين  بينما كان الرسول باعتباره رئيس الدولة الاسلامية ينظم مجلس الشورى في المسجد بحضور الرجال و النساء بحكم ان الشورى كانت فريضة مثل الصلاة و الزكاة الخ بمعنى  ان الاسلام يحترم العقل و الراي الحر...
 و نص القران الكريم  على عدم الاعتداء على الاخرين مهما كانت دياناتهم او معتقداتهم حيث حرم الله على النبي ان يكون لديه اسرى الحرب حيث هذه قمة حقوق الانسان لان دولة الرسول كانت  مدنية تحترم حرية الاعتقاد و المساواة بين الجميع على اساس المواطنة الحقيقية بينما تراث السلف الجاهلي يصر على استلال الدماء و الاعراض حيث قال الشيخ البخاري حديث منسوب للنبي حيث يقول امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله بينما القران الكريم نص على مبدا لا اكراه في الدين صراحة حيث من يريد فليؤمن و من يريد فليكفر الخ من مبادئ القران الكريم بمعنى علينا استعمال العقل لنقد التراث السلفي العفين بدليل هناك احاديث كثيرة في صحيح البخاري تشوه الرسول تشويها عظيما في عرضه و شرفه حسب ما قراته في كتاب القران و كفى مصدر للتشريع لصبحي منصور حيث ذكر الجزء و الصفحة التي توجد بها هذه الاحاديث و هذه الاخيرة لا تصح ان تقال عن رجل مسلم صالح و بالاحرى عن رسول الله باعتباره القدوة الحسنة و رمز مكارم الاخلاق ..
سؤال هل يمكن تاسيس حركة اسلامية معاصرة يجب ان يطرح الان اكثر من اي وقت مضى
ان دول العالم مشغولة اليوم بمحاربة داعش كنتاج تاريخي للتراث السلفي منذ قرون حتى وصل الى مرحلة تاسيسس دولة ال سعود الحالية في ثلاثينات القرن  الماضي حيث ان الوهابية ساهمت ايديولوجيا في تاسيس جماعة الاخوان المسلمين في مصر سنة 1928 و ربما ساهمت ايديولوجيا في تاسيس بقية تيارات الاسلام السياسي على صعيد عالمنا الاسلامي حيث كان المسلمين في المشرق العربي بوجه خاص امام طريقان للاصلاح انذاك اما الرجوع الى السلف و اما اتباع الغرب كعالم متقدم في الميدان العلمي و الميدان السياسي الخ بمعنى ان ليس هناك طريق ثالث للاصلاح حسب راي مسلمي المشرق العربي انذاك.
لكن تبين مع مرور العقود و الاحداث من قبيل انتشار ظاهرة الارهاب باسم الاسلام و جمود خطابنا الديني الرسمي حول السلفية بمختلف درجاتها  اننا نحتاج اليوم الى تاسيس حركة اسلامية معاصرة مثل تيار اهل القران الموجود في الولايات المتحدة الامريكية لندافع عن صورة الاسلام و نبيه محمد عليه السلام بحكم ان اغلب تيارات الاسلام السياسي المتواجدة في جل دولنا الاسلامية تنطلق دائما من تراث السلف المشوه للاسلام من خلال اراء هذه التيارات تجاه جملة من القضايا المعاصرة مثل قضية المراة و قضية حرية الاعتقاد و العقيدة و حقوق الاقليات الدينية و الثقافية مع العلم ان الامازيغيين لا يعتبرون  اقلية في بلادنا بل يعتبرون اغلبية ساحقة من مجتمعنا المغربي و قضية الديمقراطية نفسها حيث يعتبرها فريقا من السلفيين حراما في الدين بينما يعتبرها فريق اخر منهم وسيلة للوصول الى السلطة ثم تطبيق الحاكمية اي لا شورى نهائيا حيث يعتبر هذا تشويه لديمقراطية الاسلام كما طبقها خير البشر عليه الصلاة و السلام.
ان تيارات الاسلام السياسي في المغرب لن تشكل الاستثناء اذ هي نتاج طبيعي للتيارات السلفية بالمشرق مثل الاخوان المسلمين و الوهابية بالعربية السعودية و بالاضافة الى خطاب السلطة و حركتها الوطنية الديني و المعتمد على العروبة العرقية و السلفية المخزنية ان صح التعبير بينما تاريخنا الاجتماعي يشهد ان اجدادنا الامازيغيين كانوا مسلمين علمانيين اي يفرقون بين الدين و السياسة و يطبقون الشورى اي الديمقراطية حيث ان امغار القبيلة يختاره الناس عبر الانتخابات لمدة محددة غير قابلة للتجديد الا برضى الناس بصفتهم مواطنين كاملي المواطنة بغض النظر عن الدين او اللغة الخ.
 غير ان تيارات الاسلام السياسي ببلادنا لم تعترف بوجود امازيغيين كثقافة و كبعد ديني اصلا الا بعد خطاب اجدير التاريخي اي تحت ضغط السلطة لكن هذه التيارات ظلت منذ سنة 2001 الى الان تحارب الامازيغية و حركتها العلمانية بمختلف اسلحتها القذرة من استحضار اكذوبة الظهير البربري الى اتهام احد رموزها بالكفر و اهانة النبي الخ...
ان خلاصة القول علينا استخدام عقولنا في نقد التراث السلفي و علينا ان نفرق بين الاسلام و السلفية فشتان بينهما حيث ندرك هذا عندما نسمع قضية رضاعة الكبير الموجودة في تراث هؤلاء كذا و كذا...........................
تحرير المهدي مالك  
اجمالي القراءات 8631