لا تهمنا صلاتك ولا لحيتك ، ولكن يهمنا الخير الذى تقدمه للناس .

امل إبراهيم في الخميس ٠٢ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

لا تهمنا صلاتك ولا لحيتك ، ولكن يهمنا الخير الذى تقدمه للناس .

أنا جديدة فى الكتابة على هذا الموقع ، ولكننى قارئة لمعظم المنشور فيه ، وأتابع جيدا المقالات والتعليقات... وأعددت مقالات كثيرة أختزل فيها معلوماتى وخبرتى فى الحياة ، وأشكر المعلقين على مقالى السابق،كما أرجو ألا يغضب أحد من صراحتى فى هذا المقال ...

قرأت مقال الدكتور عثمان فى تقييمه للموقع ، وتوقعت أن يتحدث عن الموضوع الذى اريد مناقشته ، فلما لم أجده تعرض لهذا الموضوع الذى اريد مناقشته فيه فقررت أن أكتب انا فيه ، وأطرح رؤيتى لقضية أساسية ينشغل بيها الموقع وأرى أنها أخذت أكثر مما تستحق .

القضية هى قضية الصلاة...

من قراءتى عن موضوع الصلاة فى الموقع رأيت أن الدكتور أحمد يتعب نفسه فى مواجهة السنيين والصوفيين والقرآنيين المتطرفين فى كتابه " الصلاة فى القرآن " وفتاوية ومقالاته ، وفهمت من آراءه أن الصلاة التى نقوم بها هى ..  هى بدون تغيير سوى فى أننا من المفروض أن نقوم بتلاوة الأية 18 من سورة آل عمران بغرض قراءة التشهد بدلا من التحيات فى الصلاة   ،وأن قصر الصلاة يكون فى الهجرة والحرب وليس فى السفر العادى ، وفهمت أن الصلاة غير مقبولة فى الأضرحة ولا المزارات ولا فى المشاهد المقدسة عند الصوفية والشيعة ...

يعنى أنه يإختصار شديد يعارض القرآنيين المتشددين – من وجهة نظرى أنا على الأقل – الذين يجعلون الصلاة ثلاثة فقط ، ويعارض الشيعة والصوفية الذين يصلون عند الأضرحة والمشاهد ، ويعارض السنيين وكل المسلمين الذين يقولون التحيات فى الصلاة ويقولون بقصر الصلاة فى السفر ..

وهو يخرج بمفهوم جديد فى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، بمعنى أن تؤثر الصلاة على المسلم فيكون تقيا صالحا مع الناس . لا يعصى ولا يظلم أحدا ، لأن الصلاة فى حقيقتها تنهى عن الظلم والفحشاء والمنكر ، ولا أستطيع إلا التسليم بما يقوله الدكتور منصور ولكنى أعترض عليه فى نقطة واحدة ، وهى هذا الإلحاح وهذا التكرار فى موضوع الصلاة ، وخصوصا فى موضوع تضييع عبادات المسلم الصوفى والشيعى الذى يقدس المشاهد والمزارات ، وأرى أنه يبالغ كثيرا لسببين : الأول – أن الذى تعود على عقيدة معينة وتمسك بها لا يمكن أن يتركها ، لذا فلا داع من الإلحاح عليه ، ثانيا – أن التكرار بأن عمله الصالح فى بناء المساجد والمستشفيات مصيرها أن يحبطها الله تعالى قد تصرف هؤلاء الناس عن عمل الخير ...فالمجتمع يستفيد بلا شك من أعمال الخير هذه ولو أخذنا نكرر أن هذه الأعمال الخيرية لن يقبلها الله تعالى إلا إذا كان صاحبها مخلصا فى دينه لله تعالى ، فإننا سنصرف الناس عن عمل الخير .... والقرآن الكريم يخبرنا أن أكثرية البشر لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون ، أى أن المشركين هم الأغلبية ، وهم الذين يقومون بالأعمال الخيرية التى ينتفع بها الناس المحتاجون لها ، فلماذا نسد باب الخير عن الناس بموضوع حبط الأعمال وأنه لا ثواب لها إلا إذا كان صاحبها مؤمنا صحيح الإيمان ؟

أعرف أن الدكتور منصور حريص على أن يدخل أولئك الناس الجنة وألا يحرموا أجر الثواب على أعمالهم الصالحة ، وأنه المطلوب منهم فقط تصحيح عقائدهم ليأخذوا أجر أعمالهم فى الأخرة ، ولكن أقول أن هذه مسئوليتهم هم وليست مسئولية أحد آخر ، وأنك قلت رأيك مرات ومرات ... وانتهت مسئوليتك كشيخ أزهرى وعالم إسلامى ...

أما ما يهمنا نحن عموم المسلمين والمسلمات أن يستمر عمل الخير فى بناء المساجد والمستشفيات ورعاية الأيتام والتبرع للمنكوبين وهم كثيرون فى مصر والعالم العربى .... وهل نسينا غزة وأطفالها ونسائها وأهلها ومعاناتهم تحت الحصار ووابل النار .

أريد أن أقول لأثرياء البترول من سنة وشيعة ، تبرعوا للمحتاجين وهم أكثرية المسلمين من الصومال إلى بنجلاديش وفلسطين .... وادعوا الله أن يتقبل تبرعاتكم ..

وأقول لمن يصلى ثلاثة فرائض بدلا من خمسة ولمن يصلى أمام ضريح أو عند قبور الأولياء ولمن يقرأ التحيات ويقصر الصلاة فى السفر .... أقول لهم جميعا تقبل الله صلاتكم ... لكن لا تهمنى صلاتكم ولا عباداتكم ... لأنها وببساطة شديدة لن تنفع أو تضر غيركم وأنتم فقط مسئولون عنها أمام الله تعالى ، أما الذى يهمنى ويهم كل الناس هو الخير الذى تقومون به تجاه الناس خصوصا المحتاجين منهم . لا يهمنا صلاتكم ولكن يهمنا عملكم الخيرى للمجتمع والناس

وأقول للقائمين على هذا الموقع الكريم كفى نقاشا حول الصلاة والتفتوا إلى الإجتهاد فى القرآن الكريم فما تقولونه هنا لا يوجد فى أى موقع آخر .... وهو فعلا مدرسة قرآنية عالية المستوى .

اجمالي القراءات 7577