ضرب الطفل ... هل ينفع فى تربيته ..؟

امل إبراهيم في الجمعة ٢٠ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

ضرب الطفل ... هلى ينفع فى تربيته ..؟؟!

 

أعرف أن موضوع ضرب الزوجة مثير للجدل ولا أريد التعرض له هنا .ولكن الموضوع المثار هو تربية الطفل .... هل تحتاج إلى إستعمال الضرب ..؟!.

فى موضوع ضرب الزوجة جاء  نص  صريح فى القرآن الكريم " واضربوهن " مع إختلاف التفسيرات لهذه الكلمة ، ولكن لم يتعرض القرآن لتربية الأطفال ... هل بالحنان أم بالضرب والحرمان ..؟

قرأت فى سورة " النور " آداب الإستئذان للأطفال قبل بلوغ الحلم وبعد بلوغ الحلم ، والإستئذان من الآداب التى يتعلمها الطفل ، ولكن ليست هى كل شىء ...

ومن كتابات د. أحمد منصور عرفت أن تشريعات القرآن الكريم تقوم أساسا على العدل والتيسير ، وبالتالى فإن ما يسكت عنه القرآن هو فى الواقع ضمن الهامش المسموح فيه بالتشريع وضمن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ... أى من حق كل دولة أن تسن القوانيين التى تراها ملائمة

 

والأن ... ما هو الملائم فى تربية الطفل ؟

الملاحظ هو التخبط الواقع فى مصر فى موضوع ضرب الطفل ، خصوصا حق المدرس فى ضرب التلميذ ... وهو موضوع يتضخم أحيانا ويهدأ وينساه الناس أحيانا أخرى .... فمثلا كان الضرب معترفا فيه فى المدارس ، ثم صدر قرار بمنع الضرب فى المدارس فأصبح الطلبة هم الذين يضربون المدرسين ، وازدادت الفوضى وتكونت عصابات من الطلبة ، فأرجعوا الضرب فى المدارس دون إعلان ، ثم فى الأسابيع الماضية مات طفل من الضرب فعادت الهوجة ضد الضرب وتوالت البلاغات ضد المدرسين .... وسيتم منع الضرب فى المدارس نهائيا ، فيزدهر ضرب الطلبة للمدرسين وتنتشر عصابات الطلبة ... وهكذا.. وهذا الذى يحدث فى المدارس هو إمتداد للحياة العشوائية فى مصر ، حيث التخبط والحملات الصحفية العشوائية العاطفية  والحماس لموضوع ثم نسيانه .. .. وما يحدث فى المدارس هو نتيجة لما يحدث فى الأسرة ، فليس فى مصر قانون يلزم الأب بمعاملة طفله ، والأمر متروك للوالدين ، حتى أن ظاهرة أطفال الشوارع نتجت من سوء معاملة الاباء للأبناء أو حتى طردهم من البيت وهم أطفال .

ويختلف الحال فى الغرب ، حيث القوانيين الصارمة التى تلزم الوالد ين برعاية الطفل ، وحق الدولة فى التفتيش على مدى حرص الوالدين على رعاية الطفل ، والمنع التام لضرب الطفل أو إيذائه أو إنتهاك جسده ... وعند مخالفة القانون تنتزع الدولة حضانة الطفل من والديه وتعهد به إلى مؤسسات خاصة لرعايته وربما يدخل الأب والأم السجن بتهمة إستعمال العنف مع الطفل .

هذه القوانيين فى الغرب جزء أساسى من ثقافته فى حقوق الطفل وحقوق الأنسان .

وهى بالطبع ليست مثالية ... فالطفل فى هذه الحالة يتربى على الأنانية وعدم إحترام الكبار وتتعقد المشكلة عندما ينموا ويكبر فيسرع فى طريق  المخدرات ويفقد عذريته سريعا .... ولكن مع هذه السلبيات يتعلم الطفل الإستقلالية والحرية والصدق فليس هناك خوف يجعله يكذب ، واستقلاليته تعلمه الإعتماد على نفسه وتحمل المسئولية  ، وأن يقدم الخير على أمل أن يجد المقابل عند الحاجة .

العكس تماما فى تربية الولد بالعصى عندنا ...

 

ينشأ الطفل على الخوف والكذب والنفاق ، يفعل ما يريد سرا فإذا ضبطوه أنكر وأقسم بالمصحف أنه لم يفعل ...... نحن فى حيرة ........ هل نربية على الطريقة الغربية أم نظل حيارى بين الضرب وعدم الضرب ؟

اجمالي القراءات 8084