فقه الآية لا فقه الرواية

حافظ الوافي في الإثنين ١٦ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

من كان يؤمن بأن الاحاديث وحي من الله فليقرأها بعد الفاتحة في صلاته.. فطالما هي الروايات ذكر كالقران كما يزعمون، فالصلاة  هي ذكر " اقم الصلاة لذكري..وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ.. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى.. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ.. فذكروا الله كما علمكم..  وطالما هي الأحاديث قول النبي وتندرج ضمن ما قاله الله " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى".. أحدهم يصر على ذلك.. بعد الفاتحة من صلاته تفاجأ به المصلين يقرأ عن "فلان عن فلان قال قال رسول الله، ثم متن الحديث..

المصلين انسحبوا غاضبين اعتبروا الصلاة بهذه الكيفية باطلة .. اذا كيف تكون الاحاديث وحي وذكر، وتبطل فيها الصلاة .. مالكم كيف تحكمون؟..

القصة خيالة لتقريب المعنى أذا انه في حال كانت الاحاديث وحي من الله فلماذا يقولون "قال فلان عن فلان قال قال رسول الله" ولم يقولوا قال الله تعالى.. فنحن حين نقرأ القران نقول: قال تعالى وليس قال فلان عن فلان..

ان هذه الروايات شرعوا فيها احكاما لم ترد بكتاب الله وحرموا فيها مالم يحرم الله مع  انه لا يحق للنبي ان يحرم شيء او يحله من عنده قال تعالى : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم"..

نتساءل بأي حق نصبوا انفسهم شركا لله حتى يشرعوا دينيا يقول تعالى:" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم".. قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ..وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ..

لهذا نحن هنا نؤكد اننا مع فقه الآية القرآنية لا فقه الرواية التاريخية التي جاءت ضمن اجتهادات بشرية ومناهج بشر يأكلون الطعام مثلنا..

من علمنا كيفية الصلاة اليس الله هو القائل عن الصلاة: " فذكروا الله كما علمكمما لم تكونوا تعلمون"..

من جمع القران ووضحه... أليس الله من تكفل بذلك وهو القائل: إن علينا جمعه وقرآنه..  فإذا قرأناه فاتبع قرآنه..  ثم إن علينا بيانه..

أليس هو من قال عن القران انه كتاب مبين ...وأنه تبيان لكل شيء وقال :" وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا .. وقال تعالى: " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا..أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا"..وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ..

اذا لماذا نتخذ القران مهجورا واذا عجزنا عن تدبر القران لاستنباط مسالة او حكم ما.. اتهمنا القران بانه ناقص او غير واضح مع ان العيب فينا وينبغي ان نعترف بفشلنا وعجزنا فالقران يحتاج لتدبر وفيه كل شيء فالله قال "ما فرطنا في الكتاب من شيء.. ومن اصدق الله من قيلا.. ومن احسن الله من الله حديثا..

الصلاة هي الذكر..

وطالما الصلاة هي الذكر فلماذا فرق بين الذكر والصلاة  في قوله:" عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِفي الآية " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ والبغضاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة..

الاجابة حسب ما اراه انا بأن ذِكْرِ اللّهِ.. هو تلاوة القران في الصلاة  والصلاة قد تتضمن ان تدعو الله  لنفسك او لغيرك وهو دعاء خارج القران لكنه دعاء تتوجه به لله وترجوه منه وحده..

الرسول ما ينطق عن الهواء في مقامه كرسول ينطق بالقران اما بمقام النبوة كنبي لا يحق له ان يحلل ويحرم حتى لنفسه وهنا يعاتبه ربه  " يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك.عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ.. عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَن جَاءَهُ الأَعْمَى. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى. فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى..

لذلك قال تعالى ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .. اسلوب الحصر والقصر هنا " ما ينطق .. ان هو الا.. ان هو الا وحي يوحى " ان هو الا ذكر وقران مبين".. اذا الوحي الى الرسول هو القران : قال تعالى في خطابه لرسوله:" وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ".. ويقول جلا وعلا: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله.. "فاتوا بسورة"..  لم يقل بسور واحاديث لان ما تنزل على محمد سور وآيات هي ضمن القران فيها الحكمة وهي آيات احمكت وفصلت من لدن الحكيم الخبير.. قال تعالى:" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير"..

لهذا ارتبط ذكر الشرك عند ذكر التفرق الى طوائف ومذاهب:

* اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنْ (الْمُشْرِكِينَ).. الآية

* وَلا تَكُونُوا مِنَ (الْمُشْرِكِينَ) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.. الآية

* اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه (أولياء).. الآية

 * إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا (لست منهم) في شيء ...

ويجب ان ندرك ان الصراط المستقيم باتباع القران وحده

 وأن هذا (صراطي مستقيما) فاتبعوه ولا تتبعوا (السبل) فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.. الآية

* فاستمسك (بالذي أوحي إليك) إنك على (صراط مستقيم).. الآية

* وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ (وَحْدَهُ) اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ (الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.. الآية

* وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونٍ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ .. الآية..

وأمام هذا الاصرار المتكبر في اتباع غير ما أنزل الله لا يسعنا إلا ان نقول مستشهدين بالآيات القرآنية :" وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.. أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ".. ودائما صدق الله العظيم

 

اجمالي القراءات 10404