الرد القرآني على كذبة الصراط المستقيم هو ممر فوق جهنم

محمد كريم في الإثنين ٢٦ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الفاتحة  الآية 6  اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

على حسب بعض الأحاديث المنسوبة للرسول عليه الصلاة و السلام، كلنا سنمر على جسر (أو حبل أرفع من الشعرة وأحد من السيف) معلق فوق جهنم، إسمه الصراط. يستطيع تجاوزه من كانت حسناتة تفوق سيئاته، و تختلف السرعة من شخص لآخر على حسب الوزر، فمنا من يتخطاه بسرعة فائقة و منا من يجد صعوبة في ذلك. سنلاحظ أن القرآن يتناقض تماما  مع هذه الخرافة اللتي تجعلنا كالأطفال نفكر في أحد عروض السيرك حيث بهلوان يمر فوق حبل معلق في سماء محاولا عدم الوقوع.

لن أطيل بإضاعة الوقت في دراسة مثن أو سند تلك الأحاديث الضعيفة. و سندهب مباشرة لنحلل هذه الروايات بالقرآن و العقل :

نعلم جميعا أن كل واحد منا سيحاسب يوم القيامة  الأنبياء  الآية 1 اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ إذن سيكون لنا حالتين :

الأولى : السراط يوجد قبل الحساب

في هذه الحالة كل من إستطاع المرور من السراط سيذهب للجنة، و هنا يصبح الحساب لا فائدة منه.
 

الثانية : السراط يوجد بعد الحساب (الله عز وجل حاسبنا و كل منا علِم مأواه ، من سيذهب للجنة و من سيذهب للنار، القرار الإلهي أخد و قضي الأمر، و لم تتبقى أي فرصة لرحمة الله) : 

من علموا أن مأواهم جهنم، هل تظنوا أن لهم الشجاعة لمحاولة المرور؟ من هول المنظر و حالة الإحباط سيسقطون مباشرة.

أما من علموا أنهم من أهل الجنة، أتظنون بأن الله جل و علا سيجعلهم يمرون فوق النار؟؟ حتى وإن علموا أنهم لن يقعوا فيها، من هول المنظر،الله برحمته لن يتركهم ينظرون لها. و أكثر من ذلك الله يقول لنا في تنزيله الحكيم أننا عنها مبعدون

آل عمران  الآية 185...... فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ

الأنبياء ء الآية 101 إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ 102 لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ

 

زيادة على هذا لو صدقنا وجود هذا الجسر و هناك أناس سيقعون منه، يجعلنا نناقض الصورة اللتي رسمها لنا القرآن الكريم.  كلنا يعلم أن جهنم هي مأوى سيسكنه أهل النار و ليس خندقا قبل الجنة ابراهيم الآية 29 جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ و نعلم أن لها أبواب 

النحل الآية 29  فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

غافر الآية 76  ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

 

يطلب الله عز وجل من الملائكة أن يأخدوا أهل النار إلى جهنم ثم يسلسلوهم

الزمر الآية 71 وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ

الحاقة ء الآية 30 خُذُوهُ فَغُلُّوهُ 31 ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ 32 ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ

 

ننهي المقال بالآية التي يزعم بعض المشايخ أنها الدليل القاطع لوجود هذا الجسر فوق جهنم المذكور في عدة آحاديث مكذوبة على الرسول  عليه الصلاة و السلام.

مريم الآية 71 وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا 72 ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا

 

مع ظني أن كلمة "وَإِن مِّنكُمْ" لا تعنى نحن جميعا، و إلا لكانت الصيغة " و إنّكُم لواردوها "، لكن سنحتفظ بالمعنى المتفق عليه أنها تعنينا جميعا، فلنتذبر الكلمة اللتي جاءت بعدها واللتي هي محل الخلاف بين القدامى مع أنها وضحة.

كلمة وَارِدُهَا من الورود، معناها هي الوصول و الإختلاف في هل دخلوا أم لا، جاءت الكلمة في القرآن بالمعنيين :

الوصول و رؤية المكان من بعد : القصص ء الآية 23 وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

الوصول و دخول فيها : الأنبياء الآية 99 لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ

بما أن المعنيين صحيحين، و بالأخد بعين الإعتبار الآيتين السابقتين آل عمران  الآية 185 و الأنبياء الآية 101، نستنتج أنها تفيد المعنى الأول و لا أحد من أهل الجنة يمر فوق جهنم.

و أختم بقول أن الصراط المستقيم هو المنهج القرآني اللذي يجب تتبعه في هذه الدنيا للنجاة من النار


نفس المقال باللغة الفرنسية
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12886

اجمالي القراءات 68066