المشكله نفسيه و ليست لغويه، الظلم و حب الانتقام الاعمى:

عبد الله العراقي في الإثنين ١٢ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

المشكله نفسيه و ليست لغويه، الظلم و حب الانتقام الاعمى:

هذا تعليق على التحليلات الكثيرة و الكلام الكثير  في مايخص الحوادث الارهاببيه الاخيره

اغلق عينيك و تصور الاتي:

انك في زنزانه و يقومون بتعذيبك في الصباح و المساء او حسب الرغبة. رغبة من؟ رغبة المشرفين على السجن.

ثم يتم اطلاقك بعد سنه او عشر سنين الى الخارج. طبعا ستكون افكارك مليئه بالرومانسيه و حق الاختيار و حرية الرأي و حرية التعبير و ايهما افضل النظام الدكتاتوري ام الديمقراطي؟ كما سيكون سهلا عليك التفريق بين الجو البارد في الفلوجه او الرقه و مقارنته بالجو الدافئ في المناطق الاخرى و سيكون راسك مملوأ بالفرق بين طعم الطعام البارد و الحار و كمية الملح فيه. و ستكون قلقا جدا هل اطفالك سيصبحون اطباء ام مهندسين ام حرفيين وستتمتع كثيرا بقراءة النكات و مشاهدة التلفزيون. نفس الشيء يالنسبه لممارسة الجنس سوف تكون انسانا عاديا في رغباتك الجنسيه و كلها رومانسيه. و ستكون كارها للعنف اليفا سمحا عطوفا رؤوفا رحيما رقيقا مع كل الناس خصوصا مع الناس الذين تشك بانهم متعاونون مع السجان الذي عذبك في السجن تلك السنين. ملاحظه: بعض اصدقائك الذين في السجن رغم انهم كانوا مؤمنين بحرمة الانتحار اشد الايمان لكنهم قرروا الانتحار لكي يتخلصوا من التعذيب و انت انسان تحب رفاقك في السجن و تحمل نفس العقيده وعندما رأيتهم ينتحرون ليهربوا من الم التعذيب اقسمت قسما صادقا على نفسك انك اذا خرجت في يوم من الايام من السجن سوف تكون جدا رحيما و عطوفا و متسامحا مع الذين عذبوك و عذبوا رفاقك لان هذا ماينتظره الناس و العقلاء منك؟؟!!!

ياللجهل و السخافه وهو ان ينتظر الناس ممن ذاق التعذيب الشديد و السجون ان يكون لطيفا مهذبا رقيقا رحيما و يعرف حرية الراي و الديمقراطيه------. خصوصا حرية الرأي و حرية التعبير التي علموك اياها اثناء التعذيب.

ملاحظه: الفكر الوهابي التكفيري الذي يبيد الاخر لم ينشأ كله في السجون و المعتقلات و لكن الذي اعتنقه بصدق وحراره كثير منهم هم من خريجوا السجون و التعذيب.

الفرق بين تعذيب المعتقل و عدم تعذيب المعتقل ان المعتقل سوف تتغير حياته تغيرا جذريا بعد التعذيب (حسب شدة التعذيب يكون التغيير). سيصبح انسانا جديدا بل انسانا جديدا جدا. انسانا لا يرى الا شيئا واحد و واحدا فقط الا وهو كيف ينتقم. ستكون الحاله الداخليه الواعيه و الغير واعيه هي ألأنتقام. سيكون كل شيء من اجل الانتقام اذا نظر في المرأة اذا اكل اذا مشى اذا جلس اذا عمل. و المهم هنا هو اذا قرأ القران. طبعا اذا قرأ القران او اي روايه سوف يركز نظره فقط على ايات المحبة و الشفقه و الرحمه و العفو و المغفره. ام سيتمسك ويركز على ايات السيف و الذبح و التقطيع من خلاف؟ طبعا لمعرفة الجواب انظر الى حالته النفسيه الداخليه وذكرياته ماذا تجد؟؟

المشكله جدا سهله و غير معقده كلهاسوف تحل اذا سافر ملك الاردن و نتنياهو الرحيم (الذي حرق اطفال غزة امام اعين ابائهم فاصبح الاباء بعدها لا يعرفون الا الحقد والانتقام (نفس الشيء اسأل طلاب الدكتوراه و الماجستير في جامعة بوكا في العراق(بوكا اكبر سجن انشأ في الصحراء بعد احتلال العراق) كل هؤلاء المساجين و من ظمنهم البغدادي بعد تخرجهم من سجن بوكا اصبحوا ودودين و محبين للتسامح)) و عشرون رئيس للجمهوريه و هم يمشون بصمت في احدى ساحات فرنسا وهم ينددون و يستنكرون  عدم اتاحة حرية الرأي و التعبير!.

انا أستنكر قتل الصحافيين و كل عمل ارهابي مجرم في العراق او خارج العراق وخصوصا في بلدان تؤي المسلمين او في اي مكان فيه ناس مسالمين و لكن المشكله التي انا متأكد منها هو ان الارهاب سوف يزداد لأن له سبب واحد فقط وهو الظلم الكثير. اما المذهب الوهابي التكفيري المجرم فهو وسيله و ليست غاية. الغاية هي رفع الشعور بالظلم. و لو لم يجد "الارهابيين" المذهب الوهابي فانهم سوف يجدون مئة مليون مذهب و عقيدة اخرى للانتقام.

ملاحظه: من اهم الخطوات الاولى الجادة (اذا اراد الغرب) للقضاء على الارهاب هو ارجاع فلسطين لأهلها اما محاربة المذهب الوهابي التكفيري  وحدها فلن تنفع. اما المشي في الساحات (مع ملك الاردن و الرؤساء و نتنياهو الشفوق) فلن يوقف الارهاب في العالم.

ملاحظه: انا هنا لم اكتب عن معانات ملايين اللاجئين في خيام شمال العراق او الحدود السوريه العراقيه التركيه و الذين يموتون تحت اعين ابائهم و امهاتهم. طبعا الاباء و الامهات و الاطفال الايتام سوف يتغيرون بعدها و يصبحون بشرا لا يشعرون بالظلم و لا يحسدون و لايكرهون غيرهم الذي يتمتع بكل لذائذ الحياة  وسيميلون الى استخدام الرفق و العفو و المغفره مع الناس. عجيب لماذا لا تخرج المضاهرات و المسيرات من اجلهم و هم بالملايين كما خرجت لمقتل 12 في شارلي ابدو؟ايها العالم الاعور.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(لَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا رُ‌سُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) هنا سبب ارسال الكتب و الرسل هو القسط

(شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ)

(قُلْ أَمَرَ‌ رَ‌بِّي بِالْقِسْطِ)

(أنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ‌ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْ‌بَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ‌ وَالْبَغْيِ)

(وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)

القسط و العدل. سبحانك يامن اسمك العدل

اجمالي القراءات 7707