ألا من لإبراهيم وأمثاله؟
ضحايا أم مشاريع إرهاب؟

نهاد حداد في الإثنين ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

ابراهيم ، طفل في الثانية عشر من عمره ، يعيش في أحد الأحياء الساخنة في مدينة مارسيليا ! تلميذ نبيه ومجد ، لأن أمه ، مند أن غادرت بناتها الثلاثة لتستقل كل منهن بحياتها حاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من هذا الشتات لتنقذ ابراهيم من الانزلاق في غمار التدخين الذي كان سببا في طرد زوجها لبناته من البيت ! لايمكنك آن تعيش في أحياء السكن  الاقتصادي التي يتكدس فيها المهاجرون دون أن يعترض طريقك أحدهم ليقترح عليك سيجارة أو قطعة حشيش أو غيرها من الأقراص المهلوسة ! فكان من الطبيعي ان تسقط البنات بشكل أو بآخر ضحية البيئة التي اضطررن للعيش فيها بسبب سياسة " الكيتو Les ghétos "  التي اعتمدتهافرنسا  في عزل المهاجرين العرب في البداية ؛ ثم من تلاهم من السود الافارقة والاسيويين . طبعا ، على المنابر ، لم يكف السياسيون بدعوة الآخرين الى التلاحم والتآخي والعيش بسلام ووئام في ظل بلد الحرية واللائكية ! واستعمل الجميع مصطلح " l'integration " آي الاندماج و التلاحم بين مختلف شرائح المجتمع الفرنسي مهما كانت الاصول الاثنية لاصحابه ! وكل هذا جميل جدا ، ولكن تطبيقه على أرض الواقع كان محكوما بالفشل منذ البداية ! فأنى  للعامل البسيط، الغير المؤهل مهنيا ، والذي هاجر إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية ( نظرا لاحتياج اوروبا الى اعادةالبناء بعد الدمار الذي خلفته الحرب في الرجال والعمران ) بمرتبه الزهيد اقتناء سكن وسط المدينة ليتلاحم مع الفرنسيين الاصليين ويعيش وسطهم  ؟ اقتصاديا كان هذا من رابع المستحيلات ! ولكن بما ان هذا الاب وغيره لايعدمون حيلة في محاولة مواجهة مصاعب الحياة ، وبما ان ذلك لا يتنافى مع مبادئهم الدينية بل ان الدين يشجعهم على ذلك ، فقد قرروا جمع مال الدنيا وثواب الآخرة ." تناكحوا، تكاثروا ، فإني مباه بكم الأمم" . فتكاثر النسل وهلت معه بشائر الخير والمساعدات المالية للأطفال من الدولة ! Les allocations familiales. وبما ان كل طفل يولد ومعه رزقه بالمعنى الحرفي للكلمة ، وبما ان السياسة الفرنسية قامت بتشجيع النسل نظرا لهرم ساكنتها وحاجتها لليد العاملة الشابة ، فإن المهاجرين أكرمهم الله قاموا بالمهام المنوطة بهم على أكمل وجه ! وفي الوقت الذي كنت تجد فيه العائلة الفرنسية - وبالرغم من تشجيع النسل تتو قف عند الطفل والطفلين ، أفاء الله على فرنسا بجيل جديد من الشباب الفرنسي من اصل عربي وغيره. وفي الوقت الذي كان الفرنسي يبعث ابناءه الى احسن المدارس ، ويتابع دراستهم خطوة بخطوة وفي الوقت الذي اختار اليهود بناء مدارسهم الخاصة لتعليم ابنائهم وتهييئهم لاعلى المناصب ، بقي الوضع على ماهو عليه في حواري وساحات السكن الاقتصادي . وطبعا ، الذنب ليس ذنب هؤلاء العمال او نسائهم فالحياة لم ترحمهم! ولنلق نظرة سريعة على الحياة الفعلية لنموذج من الاسر المهاجرة ! 

بعد ان وضعت الحرب العالمية اوزارها مباشرة ، كانت بلاد المغرب العربي كلهالا تزال ترزح تحت وطأة الاستعمار الذي استمر في الجزائر الى غاية الستينيات وفي المغرب استمرت الحماية الفرنسية الى غاية 1956. وبعد تجييش الآلاف من المواطنين المغاربيين في حرب " l'indochine" والتي سقط فيها الآلاف من العرب والافارقة والمسلمين  ، احتاجت فرنسا الى اليد العاملة ، من نفس الشعوب ، طبعا ، لم تكن تشترط في العامل شيئا آخر غير قوة العضلات ، اما المستوى الثقافي فقد كان آخر همها ! هاجر الالاف من العمال لاعادة بناء اوروبا، وسكنوابجانب المعامل التي يشتغلون فيها ، فتكونت المدن العمالية بمنأى عن وسط المدن في ظروف مزرية للعمال! ولكن المد الشيوعي والفكر الثوري للعمال الفرنسيين ( طبعاليس المهاجرين الذين لم تكن ثقافتهم تسمح بالانضمام الى الاحزاب او النقابات ) ! ولكنهم استفادوا مما استفاد منه العامل الفرنسي الذي ناضل لنيل حقوقه فعمت الفائدة على الجميع. لكن العامل ( المهاجر) ظل كسولا في نظر المستخدم الفرنسي ، فهو يعود متعبا الى بيته ، ويضطر الى طبخ اكله وتنظيف ملابسه والنوم متعبا للاستيقاظ اكثر تعبا في اليوم التالي ! فقررت فرنسا نهج سياسة " le regroupement familiale اي التجمع العائلي لإحضار نساء العمال كي يهتممن بأزواجهن ليكونوا اكثر انتاجية . واحضر كل عامل فاطمته! وقد سمى الفرنسيون فعلا هؤلاء النساء " les fatmas . وهو جمع اسم فاطمة لان هذا الاسم كان شائعا عند العرب. ولكن فاطمة انجبت الاولاد والبنات ، وبما ان سياسة السكن تستلزم لكل طفل او طفلين غرفة واحدة ، اضطرت فرنسا بناء سكن اكثر اتساعا واضطرت لبناء مدارس بالقرب من تلك التجمعات السكنية وبالطبع ، فان مرتادي هذه المدارس ينتمون الى نوعين من الناس ، العمال البسطاء من اصل فرنسي او ابناء المهاجرين ، ولا مجال للحديث هنا عن الطموح في صعود السلم الاجتماعي! لأن الاهتمام بعائلة كبيرةالعدد هي في حد ذاتها عمل مضن بالنسبة للأم التي لا يبقى لها الوقت لمساعدة ابنائها على القيام بفروضهم المنزلية ، ناهيك عن ان هذه الأم اصلا لاتقرأ ولا تكتب في لغتها الاصلية فمابالك بمساعدة الابناء في لغة اجنبية لاتفقهها! ففرنسا في البداية لم تهتم نهائيا حتى بتعليم اللغة للمهاجرين العمال التي هي في حاجة إليهم ! وكان أحدهم حين يخرج للقيام بشراء أغراضه يشير بأصبعه إلى الشيء ثم ينقل اسم البضاعة الفرنسي بحروف عربية على كراسته ! فأصبح العرب ، على غرار الهنود الحمر في أفلام الغرب الامريكي يستعملون الاشارة بالاضافة الى جمل متقطعة تتخللها أفعال تتنتمي الى اللازمان لان تحويلها الى الماضي او المضارع والأمر كان شيئا صعبا ! فتعلم المهاجرون الكلمات من أسماء وأفعال دون أن يتكلفوا عناء تصريفها ! وقد طور علماء اللسانيات رؤاهم أو ما سموه " la situation d'énonciation" ربما بفضل العرب ! حيث أنه يمكنك فهم البشر انطلاقا من إيماءاتهم وتعابير وجوههم وتوقيت الكلام ومكانه دون التعامل بنفس لغتهم ! وقد حصل هذا في تطوير عالمية إشارات المرور مثلا ! فأينما حل الانسان او ارتحل ، يمكنه قيادة سيارته بنفسه سواء في الصين أو اليابان او الهند او آمريكا ! فم تكلف فرنسا نفسها تعليم هؤلاء بالرغم من أنها تجل العلم والعلماء .  كما طوروا مبدأ استعمال الالوان والاشارات ! واشهر جملة يعرفها كل مهاجر هي " suivez la flèche" أي اتبعوا السهم ! وكنت تجد ولازلت ، في المستشفيات اشارات ملونة على الآرض ، وهي خطوط حمراء وزرقاء وخضراء تنطلق من مكتب الارشادات الى مكان العنبر المطلوب او التخصص ! حيث انك اذا كنت تبحث عن طابق امراض القلب تتبع الخط الاحمر الى ان يوصلك الى المكان المقصود سواء استعملت الدرج أو "الأسونسور" . حيث لا تتعب نفسك او غيرك في السؤال عن وجهتك كل بضع خطوات !
الاب الذي يعود متعبا لا يطلب الا الراحة للعودة الى يوم مضن اخر فلا علم له غالبا بما يحصل للابناء ! وحين يقع مشكل لاحد الابناء في المدرسة فان الأم تستدعى للادارة ! لكن الوسيط في الترجمة يبقى ذلك الابن الذي يشرح لأمه ما تقوله له المدرسة وينقله لأمه وغالبا ما يقول الابن لامه مايريدها ان تعرفه ما لاتريد فعلا المدرسة ايصاله لها! فتربى بهذا جيل يحس بالنقص تجاه اقرانه الفرنسيين بسبب فاطمة التي لا تستطيع مساعدته ولاحمايته ولا فهم القوانين فاصبح هذا الطفل - وهو قاصر- وصيا على والدته التي لاتعرف اللغة والدين لا يمنعه من ذلك بل يشجعه ! فنتج عن ذلك جيل يظن بان امتلاكه للغة يرفعه على والديه الاميين اللذان لا يفهمان مايفهمه! ولكن هذا النوع من الابناء لايستمر طويلا في الدراسة لان المشوار طويل وشاق ! ولا قدرة لاللابناء على مواصلة المشوار ولا للاباء على ايصال ابنائهم الى نهايته ! فتتوقف الدراسة بالنسبة للغالبية العظمى عند انتهاء التعليم الاجباري في السنة الثالثة الاعدادية لينضم بذلك الى جيوش العمال غير المؤهلين ذوي الدخل المتواضع وتنتهي الفتيات الى العمل في السواق الممتازة او اعمال النظافة ! طبعا هناك استثناءات ولكن تلك الاستثناءات غالبا ما تقع حين يتزوج المهاجر بفرنسية تستطيع متابعة دراسة ابنائها لذلك يحصل ان تجد نوابغ واناسا ذهبوا بعيدا في طلب العلم وحصلوا على وظائف محترمة وسامية احيانا ! لكنها تبقى استثناءات في محيط من البساطة ! وبعد هذا الجيل الذي يعتبر على كل حال جيلا لاباس به  ونستطيع ان نقول بانه جيل هادئ يعرف عن الاسلام ماهو أساسي من صلاة وصوم وزكاة وحج الخ ، ونستطيع ان نسميه جيلا قرآنيا ، لايعرف عن الدين الا ماعلمه اياه والداه البسيطان المعتدلان في عبادة الله عز وجل واحترام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ! وطبعا ، لم تكن توجد الكثير من المساجد آنذاك وكان الجميع يصلون في بيوتهم وغالبا ماكان المسلمون يعودون إلى ديارهم في الأعياد الدينية ، أما الذين لم تتح لهم الفرصة فإنهم كانوا يلتقون للاحتفال بالمعنى الانساني والديني للحفل ! حيث يقتسمون الأكل ويفرحون ويمرحون دون أي خلفية تعتم هذا الفرح .
ثم جاءالجيل الثالث ، جيل إبراهيم وأخواته! جيل ستستغله الوهابية والجماعات الدينية حتى النخاع ! وهو الجيل الذي انتج لنا المنضمين الى القاعدة وداعش ! هذا الجيل هو ابن ذلك العامل الذي تخرج بدبلوم وأم  تشتغل في التنظيف او الاسواق او المعامل! وفي حين كانت الجدة فاطمة حاضرة في البيت  وترعى ابناءها بعطف الأم الأصيلة الطيبة اضطرت ابنتها للخروج الى سوق العمل ! وهنا بدأت الاشياء تصبح اكثر صعوبة ! ففرنسا لم تعد كما كانت في سابق عهدها واصبح التهافت على سوق الشغل اكبر بكثير وكثرت البطالة وتوالت الازمات وتنامت العنصرية بشكل كبير! وحينما اصبح لهذه الام ابناء لم يعد لها وقت لرعاية ابنائها ولا الاهتمام بهم ! فالابن يعود من المدرسة ولا يجد والديه في البيت ، ولا معين للقيام بالفروض والواجبات ولا احد لمنعه من الخروج للتسكع مع شباب الحي الذين هم في نفس الوضع! وأنتج الشارع نوعين من البشر ! نقيضان يستحيل تصور تلاقيهما، ولكن ذلك قد يحصل . بل حصل في الكثير من الاحيان ! 
فعدا من رحم ربي واستطاع على غرار أبويه الحصول على دبلوم ، قد يمكنه من إيجاد عمل . ولكن تبقى فرصه في العمل ضئيلة جدا ، فالحقيقة أنه إذا تقدم " محمد " وجاك"بطلب للعمل بنفس المؤهلات ونفس الشهادات ، فإن محمدا يستبعد لصالح " جاك" وتستبعد " فاطمة لصالح " " جاكلين " . هذه العنصرية ، إضافة إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية التي جعلت الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرا . فانكفأ آبناء المهاجرين على الوظائف الدونية أحيانا، والتميز أحيانا أخرى في الرياضة بالانضمام الى فرق كرة القدم أو العدو ، واضطر آخرون الى الخروج الى سوق العمل دون الحصول على اي شهادة ! وفي هذه الحالة ، يكون أمامهم حلان لا ثالث لهما ! التطرف الديني أو بيع المخدرات ! وبما أن الحل الثاني حل واهٍ قد يضمن سعادة مادية مؤقتة نظرا للأخطار التي تحف به ، يبقى الاختيار الأول أكثر جاذبية لأنه يحقق السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة ! وفي حين تجد نفس أبناء المسلمين معتدلين عندما يترعرعون في بلدانهم الأصلية وتعلموا اللغة العربية بشكل سليم ، لذلك أتيح وتتاح لهم الفرصة للاطلاع على الاسلام بشكل أكثر تدبرا ، فإنك تجد أبناء الجاليات المسلمة يقرؤون ترجمات الوهابية ( الفكر الأكثر تطرفا في المهجر ) وذلك لأن الفكر الإسلامي المعتدل ليس لديه الإمكانيات المادية للإنتشار كما تفعل الوهابية بأموال البيترودولار ! لذلك تجد ابراهيم وغيره ممن وقعوا في شرك التطرف ، لا يعرفون كلمة من اللغة العربية لكنهم يحفظون عن ظهر قلب تراجم وفتاوى بن تيمية ظانين بأن هذا هو الإسلام الحق ! ويعلم الله كم ان في تلك الترجمات من الافتئات على الله ورسوله وتزوير للحقائق ! وهذا ماينتج لنا إرهابيين ومتطرفين وأطفالا في عمر الزهور يلتحقون بداعش وغيرها ظانين فعلا بأنهم يجاهدون في سبيل الله ! هم ضحايا استشراء فكر وهابي لم يجد من يصححه لأن الحق إمكانياته دائما ضئيلة ! فكيف نصحح مسار شاب يرى سحر وجمال بنات أوروبا فيقول له المتطرفون بأن الحور العين أكثر جمالا من كل ما رأى ، أفلا يهرول للجهاد ابتغاء مرضاة الله وطلبا لجزائه ؟ أفلا يكون الجهاد أكثر جاذبية لمراهقات مسلمات يرين الفحولة والرجولة والمثل الأعلى في سواعد رجال تخلوا عن كل شيء واختاروا الجهاد في سبيل الله ؟ مخطئ من يقول بأن هؤلاء مغرر بهم ! هؤلاء مهيؤون فكريا ونفسيا لتقبل هذا النوع من التطرف لأنهم لا يعرفون من الدين إلا النووي وفتاوى ابن تيمية . هم شباب يعيشون تتحت وطأة العنصريةففروا من ذلك الجحيم إلى بلاد يعتبرونها وطنهم ورمزا لهويتهم !إن حلم الخلافة بالنسبة لهؤلاء ليس وهما بل مثلا أعلا لتحقيق العدالة والإحساس بكرامتهم المهدورة في بلدانهم المضيفة ! قد يعتقد البعض اننا نبالغ ، لأنهم يعيشون في بلدان لاتظهر فيها العنصرية بشكل مستفحل كما في فرنسا وألمانيا! بل إن  تصاعد تيارات التطرف في هذه البلدان احتجاجا على مايسمونه " أسلمة " بلدانهم لخير دليل على مايعانيه هذ الطفل ، ابراهيم وغيره من إهدار لكرامته وإنسانيته فيختار الهجرة والجهاد عوض البقاء في بلدان يحس بأنها تحتقر دينه وتبخس إنسانيته ! إن الحرب ضد الإرهاب لن تنجح أبدا بقوة السلاح ، لأن مايحرك هؤلاء الشباب هو قوة الإيمان وحب الشهادة ، لأنهم فهموا الدين هكذا بل احتقروا آباءهم المعتدلين ظانين بأن هؤلاء قد خانوا دينهم ! لا يمكن القضاء على التطرف إلا بالقضاء على العنصرية ؤوالفوارق الاجتماعية بين المهاجرين وسكان البلدان الأصليين ! إذ كيف يمكنك أن تطالب باندماج المسلمين وانت أصلا تحتقرهم ولا تمنحهم نفس فرص الآخرين ! كيف نطالب هؤلاء بالارتقاءعلى مستوى الوعي وهم لم يستطيعوا إكمال دراساتهم  الثانوية إلا من رحم ربي ! طبعا هناك العديد ممن وصلوا وارتقوا سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي . إلا أن السواد الأعظم مازال ينتج ويعيد إنتاج نفس الأفراد ونفس الأفكار ونفس البؤس ، وغدا أو بعد غد قد نرى إبراهيم   على قنوات اليوتوب يحمل سكينا حادة ليحسن قتلة من يعتبر بأنهم أساؤوا له ولدينه ! وبأن دماءهم وأعراضهم حلال ! 
وفي الأخير نتساءل ، لماذا يقحم الناس الله في حروبهم الإنسانية ؟ فالأسد يحارب في سبيل الله وداعش في سبيل الله والجيش الحر وجبهة النصرة في سبيل الله والجميع يقاتلون بعضهم بعضا ؟ ترى هل بلغ تغرير الشيطان بالإنسان أوجه أم أنه مازال في جعبته المزيد؟ فمن ينققذ إبراهيم وأمثاله من هذا الجحيم؟ 
) ابراهيم شخصية وهمية ، لكنه يمثل الكثيرين ، واختيار اسم ما لشخصية وهمية يجعلنا أكثر قربا منها وتفهما لظروفها ، فقد يكون ابراهيم هذا جارك او قريبك اونسيبك ، ثم يأتي عليك يوم ترى أشلاءه مشتتة في العراق أو سوريا ، فمن لهؤلاء الأطفال ، ضحايا فكر متطرف لا يعرف الرحمة وهم لا يتلون القرآن إلا وهم يقولون باسم الله الرحمان الرحيم ! وشتان بين مايفعلونه وبين رحمة الله) 
 

( لم ننتظر كثيرا حتى خرج علينا كوليبالي وكواشي من رحم القهر والاحساس بالظلم والاحتقار، والمعاناة من البطالة التي تترك لهم فرصة السفر الى المناطق التي تستشري فيها الفوضى والإرهاب  والجهل بالدين ، لأخذ المال من الجماعات الإرهابية  والجهاد من  اجل دين لايعرفون عنه إلا الإسم). 

اجمالي القراءات 8434