الأوامر والنواهي الربانية العشر التي أنزلت في القرءان العظيم.
عزمت بسم الله،
1. ألا تشركوا بالله شيئا.
2. وبالوالدين إحسانا.
3. ولا تقتلوا أولادكم من إملاق.
4. ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
5. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
6. ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.
7. وأوفوا الكيل والميزان بالقسط.
8. وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى.
9. وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به.
10. وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.
قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه:
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152)وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153).الأنعام.
المحرم الأول والذي لا يغفره الرحمان سبحانه هو الشرك به بشيء ما، لأنه سبحانه يقول: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. إن أي نوع من الشرك بالله تعالى يغضب الرحمان فلا يغفر لصاحبه، ويعتبر ذلك من الظلم العظيم. والشرك أنواع كثيرة، منها تأليه رسل الله تعالى كما فعلت اليهود والنصارى الذين أشركوا بالله. وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30).التوبة. وأغلب المسلمين يشركون الله تعالى الرسول محمد، عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، في التشريع والزيادة والنقصان في أحكام الله تعالى، فنزعوا بذلك عنه وعن رسل الله تعالى صفتهم البشرية. قال الله تعالى: قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(11).إبراهيم. وقال الله تعالى لخاتم الأنبياء: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ(6).فصلت. أقول أغلب المسلمين نزعوا عن رسول الله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، صفته البشرية، وبالغوا في مدحه والثناء عليه والعشق فيه لدرجة التأليه!!! ووصفوه بأنه أشرف خلق الله، وأشرف رسل الله تعالى، بينما نجد المولى تعالى اصطفى موسى عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، بصريح العبارة وبالاسم، فقال سبحانه: قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ(144).الأعراف. وقد اصطفى الله تعالى إبراهيم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، بنص الآية فقال: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ(130).البقرة. وقد اصطفى الله تعالى مريم عليها السلام على نساء العالمين بنص القرءان.وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ(42).آل عمران. أما الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، فقد اصطفاه ضمن من اصطفى من الرسل على العالمين من ذرية آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران. فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ(33).آل عمران. لكن الدين الأرضي البشري أراد أن يجعل الرسول محمدا هو المصطفى على الرسل وعلى خلق الله جميعا، دون أن يخطر ببالهم ما عاهدوا الله عليه في ما يتلون من كتاب الله تعالى. آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285).البقرة.
الأمر الثاني بعد تحريم الشرك بالله تعالى هو الإحسان للوالدين، ونجد ذلك قد تكرر في سورة النساء(36) الإسراء ( 23) البقرة ( 83). والأمر بالإحسان للوالدين للأب والأم كلاهما ولا فرق بينهما أبدا في الإحسان لهما. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23) الإسراء.
وليس كما يروي أبو هريرة في (صحيح البخاري) أن الرسول فرق بين الوالدين في الإحسان، فروى ذلك عن الرسول أنه قال:
5514 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ مِثْلَهُ.
صحيح البخاري - (ج 18 / ص 363) المكتبة الشاملة.
ربما لو لم يكرر صاحب السؤال على النبي قوله:ثُمَّ مَنْ ؟. لما حظي الأب بحسن صحبة الولد...
النهي الثالث هو تحريم قتل الأولاد من إملاق (أي من الفقر). لأن الله تعالى ضمن لكل دابة في الأرض رزقها. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(6). هود. لكن يجب اتخاذ الأسباب والجد والعمل من أجل كسب الرزق. قال رسول الله عن الروح عن ربه:فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(10). الجمعة.
النهي الرابع يتمثل في تحريم الاقتراب من الفواحش ما ظهر منها وما بطن. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(33). الأعراف.
لكن مع الأسف أغلب المسلمين يشركون بالله ما لم ينزل به سلطانا، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، فقد قدسوا كتب البشر ( خاصة البخاري) التي تضاهي كتاب الله تعالى وتعطل بعض أحكام الله سبحانه، رغم أن الله تعالى حذرنا من ذلك فقال: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ(151).آل عمران.
النهي الخامس هو في تحريم قتل النفس إلا بالحق، أي في القصاص و رد العدوان فقط، قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33).الإسراء.
وقال سبحانه: الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(194). البقرة.
إن قاتل النفس بغير حق مصيره نار جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(93). النساء. وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا(52). النساء.
النهي السادس هو في تحريم الاقتراب من أموال اليتامى، أي أكل أموالهم وتبذيرها والتحايل على الاستيلاء عليها، وتركهم عالة على المجتمع، ثم ربما يخرج منهم منتقمون على المجتمع عند كبرهم. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا(2). النساء. وقال أيضا: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا(6). النساء.
الأمر السابع وهو القسط في الحكم والكيل والميزان، وهو من الأمور التي توفر العدل بين الناس، وقد شدد المولى تعالى في ( القسط ) لأنه سبحانه سوف يحاسب الناس يوم الدين بالقسط ولا يظلم ربك أحدا، لذلك يأمر المولى تعالى العباد بأن يحكموا بالقسط، ويوفوا الكيل والميزان وأن يكون كيلا وميزانا بالقسط، أي لا بخس فيه ولا غش، ولا يكلف الله تعالى نفسا إلا وسعها، أي يجب على المؤمن أن يجاهد نفسه في استفاء الكيل والميزان، ولا يكلف الله تعالى نفسا إلا وسعها. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا َ(152) الأنعام. ويقول أيضا:
قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(85). الأعراف.
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ(84) وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(85).هود.
أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ(8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ(9). الرحمان.
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .(25) الحديد.
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِوَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ(29)الأعراف.
كل هذه الآيات تحث الناس على القسط في الحكم، وفي الكيل والميزان وعدم التطفيف فيهما، وقد حذَّر المولى تعالى وأنذر المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، أي إذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون، أما إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، أي يخسرون الكيل والميزان إذا كالوهم أو وزنوهم. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ(1)الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ(2)وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ(3)أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ(4)لِيَوْمٍ عَظِيمٍ(5)يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(6).؟؟؟ المطففين.
الأمر الثامن يحثُّ فيه رب العالمين الناس على العدل في القول ولو كان ذا قربى. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152). الأنعام. لأن العدل في القول يعتبر في نظري من القسط أيضا،، إن الذي يعدل في القول ويؤدي الشهادة لله تعالى ، ولا يتبع الهوى ولو كان على نفسه أو حتى على الوالدين أو ذوي القربى فإن ذلك يعتبر من الصدق في الإيمان.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَإِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(135).النساء.
الأمر التاسع يأمر فيه المولى تعالى المؤمنين الصادقين بالوفاء بالوعد الذي قطعه الإنسان على نفسه يوم كان على ظهر بني آدم. وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172).الأعراف. وبما أن بني آدم ـ جميع بني آدم المخلوقين على كوكب الأرض ـ قد شهدوا بربوبية الله تعالى فما عليهم إلا الوفاء بالعهد. (وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به).
والأمر العاشر يقول فيه المولى تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.إن هذا البيان يعتبر إنذار من الله تعالى للعباد، وإنذار بأن صراط الله تعالى المستقيم هو في الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد، عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، ونجد ذلك في القرءان العظيم الذي جعله الله تعالى آخر الرسائل المنزلة للبشرية، والذي جعله الودود تعالى المهيمن على ما سبقه من الكتب السماوية، ـ ولا نجد ولو إشارة لإتباع كتاب البخاري وغيره من كتب البشر، بل نجد الله تعالى يحذرنا من كتب البشر المضلة لصراط الله تعالى المستقيم.ـ (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79). البقرة.
قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48). المائدة.
صدق الله العظيم.
لقد أنزل الله تعالى الرسائل ( الألواح والكتب) على الرسل ليبلغوها للناس وليتبعوا ما جاء فيها، فقال الله تعالى : وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ(145). الأعراف. وقال سبحانه: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ(17).الشورى.
كل هذا حتى لا يكون للبشر حجة عند الله تعالى يوم الدين فقال سبحانه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(154)وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(155)أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ(156).الأنعام.
بهذه الآية الكريمة الأخيرة تقوم الحجة على كل من قرأها ووعاها.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.