لا تُسيئوا استخدام آيات الولاء والبراء
المُواطنة

Ezz Eddin Naguib في الإثنين ٠١ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

المُواطنة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشار فكرة الوهابية عن الولاء والبراء هو سبب رئيس للإرهاب المُتأسلم الذي يجتاح العالم
فالفكر الوهابي ينتزع الآيات من سياقها ليتفق مع فقهه البدوي العنصري الذي يُقصي الآخر ويُِشجع على العدوان على الآخرين
ولو تابعنا آيات الله فسنجد أن الولاء والبراء يكون دائما في سياق رد العدوان أي أنه يكون في حالة الحرب
أما في حالة السلام فالقرآن يُعلي من شأن المُواطنة
وقد طبق الرسول الكريم هذا فور هجرته إلى المدينة ونجد أن وثيقة المدينة هي أول دستور لدولة مُتعددة الثقافات والأديان تجمعت حول وطنها دولة المدينة. فهي أشبه ما تكون بدولة كونفيدرالية تتمتع وحداتها بالاستقلال الذاتي في شرائعهم، ولكنهم يكونون يدا واحدة ضد من يعتدي عليهم.

ولنقرأ كتاب الله
آ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}  8 {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} 9 الممتحنة
آ {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة190
هذه الآيات محورية وهي الآيات المُحكمة في موضوع الولاء والبراء
فالمُسالم له البر والقسط
ولا نعتدي إلا على من اعتدى علينا
وفي هذه الحالة (حالة الحرب لرد العدوان) يحظر علينا مُوالاة المُعتدين
ولكن المُتشددين انتزعوا آيات الولاء والبراء من سياقها لينشروا فكرهم العدواني الإقصائي باسم الإسلام والإسلام منهم براء

ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات13
فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف وفي كل شعب هناك من يعتنق مللا مُختلفة ويسود بينهم البر والقسط فلا عُدوان إلا على الظالمين

وأرجو أن تتفكروا جيدا بهذه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال72
فالولاء أولا هو للوطن الذي تجمع فيه المُؤمنون ومن حالفهم، أما المُؤمنون الموجودون في أوطان أُخرى فليس علينا موالاتهم ما داموا لم يُهاجروا إلينا ليتمتعوا بحقوق المُواطنة، ولكن علينا مُساعدتهم إذا أمكن، أما لو كانوا في قوم بيننا وبينهم مواثيق تمنعنا من نُصرتهم فلن ننصرهم بالقوة العسكرية وإنما يُمكن مُساعدتهم بالوسائل الدبلوماسية.
وهذا دليل على أن المُواطنة لها الأولوية، وأن المواثيق الدولية لها أولوية أيضا على نُصرة المُسلمين من غير المُواطنين

هذا ما أراه والله أعلم

اجمالي القراءات 6816