العقل و الدين و الاخلاق و الانسانيه و الارهاب (داعش نموذجا)
تأملات في العقل و الدين و الاخلاق و الانسانيه و الارهاب (داعش نموذجا)

عبد الله العراقي في الأحد ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

تأملات في العقل و الدين و الاخلاق و الانسانيه و الارهاب (داعش نموذجا)

اكتب هنا مجموعه اخترتها من جزء من تاملاتي الخاصه و بعض قراءاتي على الانترنت:

- حاكمية العقل على النص: العقل الذي عُرف به القران و اُستُدل به على نبوة محمد سيظل مرافقا للقران. فالعقل الانساني (وتجاربه الحقيقيه المباشره)هو المفسر الاول و الاخير للقران  لانه لولا العقل لما قُبِلَ الله و القران و النبي. و لذلك المجنون غير مشمول بالخطاب الديني(او بالتكاليف الشرعيه) لانه المجنون بلا عقل فالقران عندما انزله الله كان القصد منه مخاطبة العقل الانساني. فمهما ادعى الانسان معرفته بالقران او بالله سيضل في النهايه محك و برهان وحيد على الصدق الا وهو التجربه (((الاخلاقيه و الانسانيه)))) والتي يلخصها القران بكلمة الرحمه ومشتقاتها. حيث تنتثر و تنتشر هذه الزهره الطيبه في كل نصوصه بل ان اسم الله وصفته الاشهرهو الرحمن الرحيم .

  تصوروا  لو ان محمد ص جاء في اول بعثته و دعوته الى الله بغير الاخلاق و الانسانيه هل سيقبل الناس دعوته ام سينفرون منه؟؟. و لذلك الذي يدعي انه قراني او سلفي او شيعي او سني او وهابي او تكفيري او ارهابي، في النهايه اذا لم يجتاز الاختبار الاخلاقي الانساني(مشتقات الرحمه) فان فهمه لله تعالى و الدين هو ساقط مشوه بل شيطاني و ليس رحماني.

-تاثير بافلوف. هناك تجربه مشهورة في علم النفس (يعتبرها الكثيرمن العلماء الاشهر في علم النفس) تسمى تجربة التطبع الاشتراطي لبافلوف و هي من اهم الادله على وجود العقل الباطن. و التي يمكن من خلالها الربط بين مثيرين او محفزين غير مرتبطين بالاصل. نفس الشيء يفعله جماعات الشيطان او الجماعات التكفيريه فهم قبل الذبح و اثناء الذبح و بعد الذبح يرفعون اعلام مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله. و الغرض هو ربط القتل (و الذبح و كل ماهو مكروه للنفس) بالاسلام و الله فتكره الناس في عقلها الباطن الله و الاسلام.

-التكفيرين لا يمكن ان ينتصروا في حربهم الا بشكل مؤقت لأن التكفير يجلب القتل و القتل يستثير في الناس الدفاع الاستباقي. حيث ان الناس عندما ترى القتل سوف تستثار فيها غريزة حب البقاء على قيد الحياة و لأن هذه الغريزه هي اعلى غريزه بالتسلسل الخلقي للانسان فان حب الحياة على البقاء يصدر اوامره من باطن تركيبة المخ (جسم الاميكدولا) فيلغي العقل و يشغل الردود الطبيعيه الاصليه في الفطره للدفاع عن النفس بشكل استباقي.  و هذا سوف يعجّل بانهاء الارهاب المكروه من كل الناس.

- لم يكتف الشياطين بسرقة الارض و الاموال و قتل الحرث و النسل و الافساد في الارض بل انهم الان يريدون ان يجعلوا الناس تكفر بدين ربها. وهذا هو سبب نشر كل اليوتيوب و القنوات الاخرى لصور الذبح و التعذيب. و هذا  يوضح حجم مؤتمر الشياطين.

 

- لو رجعنا الى احصائيات كثيره و وقائع مؤرّخه و مضبوطه فاننا سنجد ان اكثر الانتحاريين و منضري التيار السلفي هم من الفلسطيين او من الذين يتعاطفون مع القضيه الفلسطينيه. و لذلك فان الحكومات الغربيه التي تريد وقف الارهاب و انهائه عليها اولا ان توقف مساعدتها الى الكيان الصهيوني اللأسرائيلي الذي يقوم بجرائم انسانيه و ارهاب مستمر على مدى اليوم في فلسطين. و ان اي خطوه من الغرب في غير هذا الاتجاه يعتبر تناقضا صريحا في ما يدّعونه من محاربة الارهاب

-الشاب و الشابه بسبب الفقر  لايستطيعون الزواج بعد سن البلوغ  و ذلك بسبب فساد الدوله و الحكام و عدم توزيع الثروة بشكل عادل فينشأ الشباب يملأهم الحقد  على الطبقات الغنيه و الشعور بالظلم و الجوع الجنسي و العقد الجنسيه و التناقضات الجنسيه ثم اليحقدون على المجتمع كله و يكرهونه و يصبح تكفير المجتمع باللاوعي عمليه سهله.

-السجن و التعذيب و الظلم بقصف و حرق الاطفال و العوائل سينشء جيلا حاقدا على محيطه و مليء بعقدة الاضطهاد. و لذلك تجد ان القصف الاسرائيلي و قتل الناس العزل في فلسطين بعد سرقة ارضهم و اذلالهم ينشء تطرفا مبررا لدى صاحبه الذي يشعر بشعور متواصل بالظلم.

 

يريد تنظيم (المذبحة) أن يكون متقدماً على مختلف التنظيمات التي سبقته، لن يكرر، سواء في الشكل أو المضمون، تنظيمَ الحزب المدني أو الثوري، بل ربما سيكون أقرب إلى التنظيم العسكري والسري، ذلك أن مهمته الأولى هي إلغاء الآخر. وما يعنيه هذا الآخر هو كل من ليس منهم، أي من أولئك المعتنقين لشرعية الدم مبرًّرةً لكل شر مستطير؛ فالمذبحة تضع حداً لكل ذلك الجدل العقيم حول أصول الكفاح سلمياً كان أو عسكرياً.  فهو لا يعترف باي نظريات قومية أو ماركسية، وحتى إسلامية..

هناك فقط تعاليم دينية مؤولة بتفاسير (جهادية) تتناول أصول الذبح بتفاصيل عملياته، بوسائله التي يُفضّل عليها كل ما له حدُّ قاطع كالسيف والسكين والخنجر. حتى لو أمكن الإستغناء عن عدة الحرب وآلاتها الضارية. ذلك أنه لا شيء يشفي غليل الحقد المقدس كالقتل، بالخنق بكلتا اليدين أو بإِعمال السيف في عنق الضحية. وهذا هو الأسلوب الأفعل. فإن دم المذبوح المراق على جسده سيطهره من وعثاء (الكفر)، كما سيبعث في نفس قاتله شعورَ الفخار بكونه أمسى جلاداً ولم يعد مجرد ضحية لمظالم (مجتمعه الكافر)!

-من مصائب المسلمين في زماننا هذا، والتي نتجت عن عدم فهم الإسلام فهما صحيحا، هو الاختلال في افهام بعض المسلمين بين قيم الاسلام العليا وبين جزئياته ،حيث أنهم يهملون عظائم الأمور في الاسلام وغاياته الكبرى ويجعلون من جزئياته محور جهادهم وغاية مرادهم.

ينتج عن هذا الاختلال في الفهم خلل في الأولويات، وبالتالي هدر في الجهد والوقت وضياع للطاقات والفرص وهذا كله مما ساهم في تردي وضع الأمة ولمعرفة قيم الاسلام الكبرى والوقوف على أوصافها أرجع الى القران متأملا وباحثا عن التالي:

- ما أمر به بصيغة قطعية صريحة أو نهى عنه بنفس الصيغة

- ما رفع قدره وأجر فعله أو ماغلّظ من نهيه وعقوبته

- ما تردد ذكره في أكثر من آية وأكثر من مناسبة

- ماكان أثره على الأمة والجماعة ولا ينحصر تأثيره على الفرد فقط

خذ على سبيل المثال قيمة العلم ونشر العلم – ونقصد طبعا هنا كل علم نافع للأمة وليس العلم الشرعي فقط – فكم تردد ذكر العلم وفضله في القرآن وكم رفع الله قدر العلم والعلماء في القرآن، فهل يستوي فضل العلم والتعلم ونشره وأثره على الأمة بأثر اطلاق اللحى مثلا ؟!!

وهل يستوي من جاهد لنشر العلم ورفع الجهل والأمية عن أمة محمد  ص-  صلى الله عليه وسلم – بمن جعل جهاده اطلاق اللحى والنكير على من حلقها ؟!!

ما تأخرت أمتنا عن ركب الأمم إلا بإهمالنا للعلوم النافعة وتنازعنا وصرف طاقاتنا في أمور جزئية هي موضع خلاف أصلا!!

وقس على هذا الموضوع بقية القيم الكبرى. .

نحن بحاجة إلى صرف طاقاتنا واستثمار جهادنا وإعادة ترتيب أولوياتنا على حسب قيم الإسلام العليا ومقاصده الكبرى كي لانكون كالذي يهلك نفسه ركضا ولكن لايتقدم خطوة عن مكانه.

- هل تساهم “داعش” في تغيير خريطة المنطقة وفرض سايكس بيكو جديدة ؟

لم يدر في خلد أحد من المراقبين أن جزءا من العرب والمسلمين سيكون أحد الأدوات لتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة ، إن لم يكن أهم تلك الأدوات، فمنظمة القاعدة ومشتقاتها من داعش وبوكو حرام، وجماعة الدعوة والقتال في المغرب العربي، والقاعدة في جزيرة العرب، والشباب المجاهدون في الصومال، كلها تلعب اليوم –بوعي أو بدونه- دورا مفصليا في ترسيخ سايكس بيكو جديد في منطقتنا يجعلها مقبلة على مزيد من الحروب والفوضى وتمزيق الوطن الواحد بعد ما عجزت الآلة العسكرية الأميركية والإسرائيلية عن تحقيق ذلك عبر احتلال أفغانستان والعراق، وشن إسرائيل حروبا مدمرة على كل من لبنان وغزة وسوريا، وطالت ضرباتها السودان وغيرها.

ثم جاءت ثورات الربيع العربي لتزيد اتساع الخرق على راقعه، فلم تكد أدوات المستعمر وبيادقه تسقط حتى دخلت نفس الجماعات على الخط لتشوش على ثورات الشعوب العربية وتخلط الأوراق، بعد أن استبشرت الشعوب العربية خيرا بقرب قيام السوق العربية المشتركة، والعمل على ترسيخ ثقافة الماضي المشترك والمصير الواحد الذي تعززه روابط الأخوة في الدين والنسب واللغة.بناء على ما تقدم، وعودا على بدء هل تعتبر داعش أداة لترسيخ اتفاقية سايكس بيكو؟ ذلك ما سيتضح أكثر في قابل الأيام إذا استمر وضع المنقطة على هذه الحالة من الفوضى، ودفن الرؤوس في الرمال كالنعامة حتى يصحوَ الجميع على تقسيم آخر الدول العربية الأكثر كثافة ديمغرافيا، والأكبر مساحة جغرافيا.

- كيف جاءت هذه الـ “داعش” ونمت وترعرعت على ضفاف ازماتنا وتخلفنا وقمعنا لبعضنا وقمع الآخر لنا؟ كيف تطورت حالة “داعش” عبر مراحل مديدة وأوصلتنا الى هنا؟ كيف تفاقم الهوس بمسألة “الحاكمية” وفرض الدين على السياسة، وتسلل من الهوامش لينقض على القلب ويمسخ الاجتماع الوطني والسياسي، ويعري كل من خلط الدين بالسياسة، او لا يزال يدور في فلك تلك الفكرة؟ سؤال “صدمة داعش” سيؤرقنا طويلاً ويعيش معنا كالكابوس المريع لعقود مقبلة. وسيُراق حبر لا ينقطع ونحن نبحث عن الاجابات، ونداور يميناً ويساراً حتى ننفي الوقع المُترجم لصورة خيالية حالمة لشكل “الدولة الاسلامية” كما نظرت اليها طوابير من الاسلامويين. “صدمة داعش” سؤال أليم ينتمي الى فصيلة الاسئلة الطاحنة التي رافقتنا بغلاظة تاريخية منذ قرنين من الزمن، ونغصت ولا تزال تنغص وجودنا كله. اسئلة الوزن الثقيل: لماذا لم نتقدم؟ لماذا هزمنا؟ لماذا لم نتوحد؟ لماذا لم نتدمقرط؟ لماذا لم نصبح مواطنين في دول وبقينا رعايا طوائف وقبائل؟ ولماذا اقامت الديكتاتورية بين ظهرانينا ولم تبرحها؟

ليست ثمة اجابات ناجزة عن سؤال “داعش” بعد، على رغم ان كثيراً منها يقدم جانباً او اكثر من القصة. سنحتاج الى وقت كاف للملمة جوانب الصدمة وتفهّم ما حدث. والاجابة  التي فيها قدر كبير من الوجاهة هي تلك التي تنظر الى الداعشية كنتيجة تاريخية حتمية لغياب اي حركة اصلاحية في الاسلام والتدين. وغير ذلك كثير من الاجابات والسجالات التي تحوم حول اولوية النص على السياق او العكس في فهم الحالة الانحطاطية القصوى التي تمثلت في الانحدار الداعشي.

- داعش نسخة منقحة عن جماعة الجزائر المسلحة بالتسعينيات . جرائم "داعش" في العراق وسوريا أعادت للأذهان سنوات العشرية السوداء للجزائريين الذين رأوا أن التنظيم المتطرف يقتفي أثر "الجيا" أو ما يعرف بالجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي ، فوثقت الجزائر مذابح كاملة ارتكبها تنظيمه المتطرف. قرى كاملة أبيد سكانها. منها قرية بن طلحة أبيد سكانها الأربعمئة في سبتمبر من عام 1997. ومثلها مذبحة قرية رايس في شهر سبقه، قليل من الصور وثق الذبح في الجزائر، فيما توثق "داعش" اليوم مذابحها بالصوت والصورة وتجاهد في بثه إلى العالم بأفضل تقنية.

 

-فالدم لا يولد إلا الدم .. والعنف لا يولد إلا عنفا ً .. والقتل لا يولد إلا القتل .. والسيف والقنبلة والمتفجرات لا تحصد وردا ً وزهورا ً وثمارا ً ولكنها تزرع الموت والخراب وتحصد الأرواح والحياة .

لقد أشار القرآن إلي المتوالية الهندسية للدماء بقوله تعالى: " مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً "

وفي مقابل هذه المتوالية البغيضة هناك متوالية رحيمة حكيمة عطوفة رفيقة اسمها متوالية الإحياء التي عبر عنها القرآن "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".. لأن من أحيا نفساً واحدة مادياً ومعنوياً فكأنما أحيا الناس جميعا ً .. والأنبياء هم أعظم أهل الأحياء ومنهم النبي محمد وكذلك سيدنا عيسى عليهما  السلام الذي جمع الله له الإحياء المادي بإحياء الموتى مع الإحياء المعنوي بهداية الخلائق.. وتعليم الناس العدل والرحمة والرفق .

فالرفق لا يولد إلا رفقاً وحباً وألفة ومودة.. ألا ترى أن أعظم مدح قرآني في النبي  هو قوله سبحانه وتعالى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ "

فالنبي  كسب الأصدقاء وحول الخصوم والأعداء إلى حلفاء بالرفق والعفو برفعه شعار ودثار "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "

إن أزمة أكثر العرب والمسلمين الآن وفي كل العصور هو أنهم لا يعرفون لغة الصلح والمصالحة والتغافر والتسامح . هي أمة تكره الصلح الذي قال عنه ربنا " والصلح خير"إنها تتفنن في توريث الكراهية جيلاً وراء جيل .. في حين أن الغرب تناسوا الكراهية والدماء التي كانت بينهم في الحربين العالميتين حيث قتل فيهما قرابة عشرين مليوناً . والآن ذهبت كل كراهية وأحقاد الماضي وتجمعوا في اتحاد أوربي وحلف الأطلنطي وعملة موحدة وقطار مشترك .. وذلك كله رغم أن العرب أولى بذلك فهم أهل قبلة ودين ولغة واحدة .

والغريب أن هؤلاء وهؤلاء نسوا أو تناسوا أن العرب في الجاهلية قبل الإسلام كان لديهم من الأخلاق والقيم والمثل العربية ما كان يمنع العربي من أن يمس غريمه الذي قتل أباه مادام قد دخل الكعبة ..  فقد كان يراه أمامه ويستطيع قتله فلا يفعل تعظيما ً للكعبة المشرفة.. وكان العربي يلقى قاتل أبيه في الأشهر الحرم فلا يقتله.

ولكن هذه الميليشيات تفجر المساجد وتقتل الآمنين وتروعهم وتفزعهم وتحولهم إلي أشلاء وجثث دون ذنب اقترفوه أو جرم ارتكبوه.. إن هذه الميليشيات التي تربت على سفك الدماء لا تعرف دينا ً ولا خلقا ً ولا حتى شيئا ً من قيم العروبة والرجولة.

أن القتل بالمذهب هو أخس أنواع القتل وأحقرها.. فما ذنب الإنسان المسالم أن يكون على مذهب كذا أو كذا..  ألم يقل القرآن عن أهل الأديان الأخرى " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ".. ألم يقل عنهم" فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ"  .. ألم يقل "أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"

وهؤلاء لا يكرهون الناس حتى يصبحوا شيعة أو سنة أو أتباعا ً لهم.. ولكنهم يقتلوهم ويدمروهم ويفجروا مساجدهم ومراقدهم دون رحمة أو شفقة.

ويلحق بهذه السوأة أيضا ً قتل العلماء والدعاة في المساجد لخلاف سياسي أو فقهي أو مذهبي معهم.. وإذا كانت العراق قد شهدت الموجة الأولى في تفجير المساجد بين السنة والشيعة فقد قلدتها باكستان.. فالمجموعات المسلحة والتكفيرية وأنصار القاعدة يفجر كل منهم مساجد الآخر ليقتل الأبرياء الذين جاءوا للصلاة بقلب خاشع ونفس صافية لا تعرف أحقاد هؤلاء أو هؤلاء.

أن كل من دخل دار عبادته فهو آمن حتى وإن لم يكن مسلما "ً .. فقد احترم الإسلام دور العبادة كلها من الكنائس أو المعابد .. ونهى عن الاعتداء عليها

لقد تأملت فى الحياة طويلا فوجدت أن أسوأ كراهية وأعمقها وأدومها هى التى يريد البعض بناءها على أساس دينى.. مع أن الأديان كلها تبنى على الحب والمودة والتغافر والعفو حتى إن القرآن ذكر العفو فى آية القصاص.. « فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ».

- تكوين داعش بدأ عن طريق الجهاد في سوريا، فكل الذين ذهبوا إلى سوريا ذهبوا عن طريق تركيا، وكان هناك مشروع دولي وإقليمي، وهو تفكيك سوريا، وإزاحة بشار الأسد، ومحاربة إيران وحزب الله بالوكالة، فهذا كان مشروعا غربيا شرق أوسطيا خليجيا، ولم يكتمل، واكتفى الغرب وتركيا بتدمير السلاح الكيماوي، وخروج الجيش السوري من المعادلة، إضافة إلى إحداث صراع مذهبي، ولذلك تحركت كل الأسلحة التي كانت بحوزة هؤلاء المقاتلين إلى العراق، وكونت ما يسمى «داعش»، ثم اضيفت عدة عناصر، حيث استولت على اسلحة الجيش العراقي، وعلى عدة بنوك مركزية، وصدرت حوالي %60 من البترول العراقي، فكانت قوتها الاقتصادية ، أن الحدود التركية السورية كانت مفتوحة أمام الجماعات التكفيرية للقضاء على النظام السوري وفرض الهيمنة على المنطقة ولكن انقلب السحر على ساحره وصار هناك جماعات منشقة مثل "داعش"، وأصبحت في مواجهة تركيا.و أن أبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، يكفر تنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين ويطلب قيادتهما بالمراجعة الفكرية والتفاف حوله لإقامة الدولة الإسلامية التي يراها.

-إن هذا الحزب الارهابي الداعشي لا يعرف شيئاً عن فقه الأولويات، وهو من أعظم أنواع الفقه التى لم يولها المسلمون اهتماماً.. وهى التى جعلت آلاف الشباب يسارعون لتحرير أفغانستان، وهى فى أقصى الكرة الأرضية من السوفيت، انطلاقاً من المشروع الأمريكى دون أن تذهب هذه الآلاف إلى القدس، وهى على مرمى حجر من بلادها، وهى التى جعلت مئات الآلاف اليوم يذهبون للجهاد فى سوريا لخلع بشار دون أن تلقى القدس جزءاً من هذا الاهتمام.. فإذا انقضى غرض أمريكا من أفغانستان وسوريا تلقّفت هذا الشباب المغرر به  وأرغمت دولهم على سجنهم واعتقالهم.. بعد أن تركوا فى مثل هذه البلاد البعيدة يتعلمون أفكاراً تكفيرية وتفجيرية.

-كل المسلمون يريدون الجنه و حوز العين ولكنهم لا يسلكون سبيل قطع الرؤوس لتحقيق هذا كداعش. و هذا يثبت ان داعش مريضه نفسيا و عقليا.

 

وجود داعش، ومن على شاكلتها من التنظيمات الإسلامية اوجد تغييراً استراتيجياً في المنطقة، فنفوذ الدول أصبح ضعيفاً في مواجهة داعش في العراق، والنصرة في سوريا، وحزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين.

-أن إعدام سيد قطب فى محكمة عسكرية تنعدم فيها «شروط العدالة» هو سبب إضفاء قداسة عليه عند الإسلاميين، فلا يقبلون نقدا لأفكاره على الإطلاق.

- أن جزءا من أزمة المسلمين هو ميلهم الحاد إلى «تصوير أنفسهم بأنهم الأفضل عند الله والأعظم دينا»، هم شعب الله المختار، الذى حل محل اليهود الذين أساؤوا وقتلوا الأنبياء وسخروا من رسالات السماء!وهذا لا يعيب المسلمين إذا لم يهينوا أديان الآخرين، فكل إنسان حر فى دينه.

لكن داخل «المسلمين» أنفسهم تنتشر جماعات تزكى نفسها على الله سبحانه وتعالى، وترى أنها الأتقى والأنقى إيمانا، ورجالها حافظون لدينهم بعد أن فرط فيه بقية المسلمين، وتجد كلمة الجاهلية صدى طيبا فى نفوسهم، فهى تمنحهم الشعور بهذه الأفضلية وترتفع بهم درجات على الآخرين الجاهليين، خصوصا أن هؤلاء الجاهليين يحرمونهم من السلطة ويمنعونهم من الحكم بشرع الله، لتصبح الخصومة السياسية معهم خصومة مع الدين نفسه، وبالتالى يسهل عليهم ارتكاب أشر الأفعال جهادا للحفاظ على إسلامهم الصحيح الذى لا يفهمه الآخرون ويحاربونه

- فرح اعلام السلطه  بصور القتل التي كانت تنشرها داعش وقاموا بمساعدة داعش لنشر الصور في كل مكان لكي يقولوا للناس افرحوا و ارضوا بحكامكم و الا جائتكم داعش و مذابحها. حيث شاهدنا صور الإعدامات التي نفذها تنظيم "داعش" تتصدر الصفحات الأولى في بعض صحف تلك الدول، في رسالة ضمنية تقول للرأي العام هذا هو المصير الذي ينتظركم إذا ما وصل "الإسلاميون إلى السلطة"، وهي الرسالة التي حرص بعض السياسيين على التلميح إليها في عدة مناسبات أخيرة.

ان داعش هو تنظيم فكري يقتل الانسان في افكاره قبل ان يقوم بقتله على الارض،ان الانتصارعلى الفكر الداعشي سهل و لكن لاتسمح به لا الحكومات و لا الهيئات الدينيه. لانه الهيئات الدينيه لن تسمح باعلان بان فكر داعش يستند اولا و اخرا على الروايات و السير المكذوبه على رسول الرحمه محمد ص. و ان الاحتكام يكون فقط الى كتاب الله بعدما ضاعت الاحاديث بين اصحاب المذاهب. اما الحكومات العربيه فهي لن ترضى باتاحة الحريه الفكريه و النقاش الحر لانها حكومات قائمه اصلا على الظلم كما ان توفير البيئه الامنه للذين يتحاورون و يفكرون لن يكون واردا بل ان العامه و العلماء قد يثورون على صاحب فكر تحكيم كتاب الله و يقتلونه.

اجمالي القراءات 10355