ماذا تكسب مصر إذا تخلصت من شيوخ داعش فى الأزهر

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٠ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا : حتمية اصلاح الأزهر

1 ـ الأزهر بوضعه الحالى هو جبل من البارود تحمله مصر على صدرها ويهبط بها من الحضيض الى أسفل سافلين ، مع إحتمال تفجر هذا الجبل البارودى ليدمر مصر ومن فيها وما فيها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر الجهلة المتخلفين فسيتحول الأزهر الى قوة دافعة تصعد بمصر والمسلمين الى الأمان والرفعة والقوة والعزة .

2 ـ مصر بعد تجريف إقتصادى وتخريب ونهب لثروتها أصبحت تستدين لتسدد فوائد ديون سابقة ، ويلجأ رئيسها الى اصلاحات اقتصادية عاجلة سهلة ( كالجباية وتخفيض الدعم ) وأمامه معارك صعبة فى استرداد ثروات مصر المهربة فى الداخل ومساحات الأراضى التى بيعت بثمن بخس فى الداخل . مصر وهى فى هذه المحنة تنفق آلاف الملايين على دواعش الأزهر و تدريس تراثهم ، والنتيجة أن يتعلم الشباب تعليما فاسدا يفرض عليهم الارهاب باسم الاسلام . أى تدفع مصر البلايين لافساد شبابها كى يدمروها . هذه مهزلة لا مثيل لها . لو تخلصت مصر من دواعش الأزهر وأسست إصلاحا فى الأزهر لوفرت البلايين ، بل وستضيف بلايين أخرى للميزانية .

3 ـ نحن لا نتكلم عن مشروع خيالى أو مشروع ( توشكاوى ) صعب وثقيل . هو حل يدخل فى دائرة الممكن والسهل ولا يحتاج إلّا إلى إرادة سياسية شجاعة ، نعتقد أنها موجودة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى . لا بد من إصلاح قانون قانون الأزهر ( 103 لعام 1961 ) ليؤكد على مدنية مؤسسة الأزهر ، وأن دوره هو تجلية حقائق الاسلام ( مع تحديد قرآنى لحقائق الاسلام ) ، وأنه يقف مدافعا عن القيم الاسلامية العليا ( الحرية والعدل والاحسان : التسامح ، والرحمة والسلام ، وكرامة بنى آدم ) كما أنه يقف فى مواجهة الظلم والاستبداد والبغى  ، وضد إستخدام الاسلام فى السياسة .

ثانيا : حتميات مترتبة على اصلاح الأزهر

ويترتب على إصلاح قانون الأزهر حزمة من الاصلاح هى :

  1  ـ حتمية إصلاح التشريع المصرى خصوصا قانون العقوبات لكى يتمشى مع العدل والحرية السياسية والدينية للجميع التى ينادى بها قانون الازهر .

  2ـ حتمية إصلاح المناهج إصلاحا جذريا من واقع أن الاسلام صالح لكل زمان ومكان ولا يصح نفيه الى عصور السلف حيث ساد التخلف والاستبداد والاستعباد والظلم .

  3  ـ حتمية إلغاء كليات ( اصول الدين ) فى القاهرة وفى الأقاليم . ومثيلتها ( كلية الدراسات الاسلامية ) وقسم الشريعة فى كليات الشريعة والقانون لتكون كليات للقانون فقط . تلك الكليات تقف فى عداء صريح لله جل وعلا ورسوله ودينه . هى تدرّس إفتراءات وخرافات وأكاذيب تراثية أسهمت فى تأخر المسلمين منذ العصر العباسى الثانى وحتى الآن ، لم تكن صالحة لعصرها فكيف بها لعصرنا الذى تتوالى فيه المخترعات والمكتشفات بمتوالية عددية . البديل هو تحويل هذه الكليات الى معاهد عليا للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع أحدث ما تصل اليه المخترعات الحديثة كما يحدث فى الهند واسرائيل . عوضا عن تلك الكليات يتم تدريس مواد بديلة وجديدة فى قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بجامعة الأزهر تجعل ذلك القسم متميزا عن أقسام التاريخ بالجامعات الأخرى . هناك جانب ضخم من التاريخ الاسلامى مسكوت عنه ، وجدير أن يقوم بتدريسه قسم التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية  بجامعة الأزهر ، وهو التأريخ الاجتماعى والفكرى والدينى للمسلمين، ويشمل هذا ـ ضمن موضوعات أخرى ـ  تاريخ العلوم فيه ( الطبيعية و اللسانية والعقلية الفلسفية وما يسمى بالحديث والفقه والتفسير ..الخ ) ، والملل والنحل والفرق القديمة المندثرة تماما او بدرجات مختلفة ( المرجئة، الخوارج،المعتزلة ) والتى لا تزال موجودة كالتصوف والتشيع و السنة . التأريخ هنا يتركز على التأريخ لها ولأئمتها ومؤثرات عصرهم وانعكاسها عليهم ، باعتبارتلك المؤلفات والمذاهب والملل والنحل مُنتجا بشريا أفرزتها عوامل سياسية و إجتماعية وخلفيات ثقافية ماضوية تمّ بعثها وإعادة إنتاجها بأسماء وأشكال ومصطلحات ( إسلامية ) . بهذا يمكن إصلاح خطيئة ما يسمى بكليات اصول الدين والشريعة .

  4 : إلغاء مجمع البحوث الاسلامية فى الأزهر و المجلس الأعلى للشئون الاسلامية فى الأوقاف ، وإلحاق دار الإفتاء بالأزهر، وإقتصار دور الأزهر على ماجاء فى قانونه الأساس بعد التعديل المشار اليه .

  5 ـ إحالة كل من يبلغ الستين من الأزهريين الى المعاش بلا إستثناء حتى ( شيخ الأزهر )

6 ـ أن يكون تعيين شيخ الأزهر بالترشيح والانتخاب من بين كل الأساتذة فى جامعة الأزهر المتقدمين للترشيح ، ومعظم أساتذة الأزهر يعملون فى الكليات العملية من طب وهندسة وتجارة وزراعة ..الخ . ولكنهم محرومون من المناصب القيادية التى يحتلها ويسيطر عليها الدواعش المتخلفون الأفاقون .

ثالثا :  ليس لدى مصر ترف الوقت .

1 ـ لا بد من التعجيل بالاصلاح اليوم قبل الغد . بتكوين لجنة للاصلاح القانونى وتفعيله . وإذا كان إصلاح المناهج فى التعليم الأزهر قبل الجامعى يتطلب وقتا فيمكن ضم هذا التعليم مؤقتا للتعليم العام الى أن تتم وضع مناهج قرآنية تستخلص القيم العليا الاسلامية فى السلام والجهاد والعدل والقسط والاحسان والرحمة ، والجانب الأخلاقى فى الدين الاسلامى وكيف كان عليه السلام رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين. أما عن الكليات التراثية ( أصول الدين وأخواتها فىلا بد من إلغائها فورا وتحويلها الى كليات عملية تكنولوجية ( أزهرية ).

2 ـ تتم إحالة من يعترض على الاصلاح الى المعاش او الى المحاكمة ويوضع فى السجن . وطالما أن مصر فى صراع وجود فليذهب شيوخ داعش الى الجحيم .

رابعا : السجن للاصلاح والتعمير لا للهدم والتدمير

1 ـ  السجن عقوبة تخالف تشريع الاسلام لأن العقوبة فيه شخصية طبقا لمبدأ ( ألّا تزر وازرة وزر أخرى ) وكذلك الهداية شخصية ومن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه . عقوبة السجن بوضعها الحالى مؤلمة وظالمة ومكلفة ويتحمل معاناتها أبرياء هم أهل الجانى ، زوجته وأولاده ومن يعولهم . كما أن السجون بوضعها الحالى مدارس لتفريخ الجريمة وليست من الاصلاح والتهذيب فى شىء . ثم معروف أن المشرّع المصرى أسس ما يعرف بالحبس الاحتياطى  الذى تستخدمه السلطة عقابا للأبرياء تسجنهم فى هذه السجون مع المجرمين والقتلة ، ثم تطلق سراحهم . وقد أمضيت من حياتى فترتين فى سجن طرة وفى سجون أمن الدولة فى لاظوغلى ، وأعرف المعاناة التى يلقاها السجين حتى لو كان مجرما عريق الاجرام فكيف بالبرىء ؟ وليس من فراغ قول المثل المصرى ( يا ما فى السجن مظاليم )

2 ـ معظم السجون المصرية فى أحضان القاهرة الكبرى والمدن الكبرى . وهذا يقع ضمن خطيئة كبرى للدولة المصرية وهى المركزية الخانقة . وبهذه المركزية يتركز 95 % من المصريين حول النيل تاركين الباقى ( سداح مداح ) فى الصحراء الشرقية والغربية وسينا وسواحل البحرين الأحمر والمتوسط  وجنوب الصعيد وحول بحيرة ناصر . أقترح بيع السجون المصرية والاستعاضة عنها بسجون مفتوحة على الحدود المصرية السودانية الليبية و على الحدود المصرية السودانية على النيل والبحر الأحمر . وتكون هذه السجون المفتوحة تحت حراسة وحماية وحدات من القوات المسلحة ، ولأنها فى وسط الصحراء فالهرب منها يعنى الموت حتما . وتقام مزارع ومصانع يعمل فيها المساجين بأجر ويقيمون فيها مع أولادهم ـ لو شاءوا ـ فترة العقوبة . وعندما يمضى مدة عقوبته يُعاد الى بلده مع ما وفّر من اموال . بهذا نصلح المجرم ونعمّر أماكن مهملة فى مصر ، ونحمى حدود مصر من المتسللين ، ونزيد مساحة الخضرة وننشىء مجتمعات جديدة فى الصحراء ، ونخفف من التكدس السكانى فى القاهرة والدلتا ، ونضع مفهوما جديدا عمليا فى ( الهجرة للداخل ) لأنه من المنتظر أن تتوسع نلك المجتمعات بوصول المرافق لها ، وتتأسس حولها مجتمعات جديدة ، يؤسسها الشباب الذين أمضوا الخدمة فى الجيش فى تلك المناطق ، وغيرهم من الشباب المحروم من العمل والسكن ، و تتأسس فيها معسكرات لرعاية وتربية أطفال الشوارع لتحويلهم الى عناصر منتجة نافعة .  وبدلا من الإذلال الذى يلقاه المصرى عاملا فى البلاد العربية يستطيع أن يهاجر داخل بلده ويكتشف ما فيها من روعة وجمال وثروة . ثم لا نحتاج الى تمويل لأن بيع السجون المصرية فى المدن المصرية سيتيح البناء والتجهيز فوق أراض لا ثمن لها . نبيع أرضا بأعلى الأسعار ونعمّر أرضا لا ثمن لها .

3 ـ هذا الاقتراح وثيق الصلة بالتخلص من دواعش الأزهر واصلاح الأزهر . هذه السجون المفتوحة هى العقاب الشرعى لهم . عقوبتهم ( النفى ) ، وتلك الأماكن البعيدة هى الأنسب لنفيهم ، يعيشون فيها فى ( حرية ) يرتلون البخارى ويتمتعون بمؤلفات ابن تيمية وابن عبد الوهاب .

4 ـ يقول الله جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة ) . هذه العقوبة الهائلة الفظيعة تنطبق فى عصرنا على الارهابيين الذين يقتلون الأبرياء عشوائيا ، ومنهم القاعدة وإرهابيو الاخوان وجماعات الجهاد والنصرة وبيت المقدس وداعش العراق والشام . هم بما يرتكبون من مجازر وإغتصاب وسلب ونهب وطرد للآمنين ـ يحاربون الله جل وعلا ورسوله ، فالله جل وعلا أرسل رسوله رحمة للعالمين وأنزل الاسلام دينا للسلام وجعل تشريع القتال للدفاع فقط ، وهؤلاء الارهابيون يرتكبون كل تلك الجرائم وينسبونها الى شريعة الاسلام ، يرتكبون الموبقات وهم يهتفون ( الله أكبر ) فوصموا الاسلام بأبشع التهم ، أى أنهم فعلا يحاربون الله جل وعلا ورسوله الكريم ويسعون فى الأرض فسادا . جزاؤهم يتنوع حسب جريمة الفرد منهم . الذى يقتل ويغتصب ويسلب المال عقابه القتل والصلب . الذى يقتل فقط عقابه القتل ، الذى ينهب و يغتصب فعقابه التقطيع من خلاف . ولكن هناك من لا يقع بيده فى هذه الجرائم ولكن يقوم بالدعوة والتحريض ويزعم ان هذه الجرائم هى شريعة الاسلام حربا منه لله جل وعلا ولرسوله الكريم . هذا جزاؤه النفى بعيدا ليسلم الناس من شرّه .

5 ــ لذا لا بد من التخلص من دواعش الأزهر ونفيهم الى مكان بعيد ليأمن الناس من شرورهم . بهذا تكسب مصر أمنها ووجودها وتستعيد هيبتها ومكانتها .

ختاما

1 ـ ظل الأمير الفرعونى ( مؤمن آل فرعون ) يدعو قومه للهداية والاصلاح دون جدوى . فى النهاية قال لهم : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر.). وفى الأغلب فإن فرعون وهو يصارع الغرق ومعه جنده تذكر مقالة ذلك الأمير المؤمن الناصح : ( َفسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)).

2 ـ فى النهاية أقول لحُكّام مصر: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)  )

ودائما : صدق الله العظيم ..ولو كره الداعشيون .

اجمالي القراءات 12959