خطيئة ما يسمى التيار الإسلامى

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٠ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

خطيئة ما يسمى التيار الإسلامى

ما يسمى التيار الإسلامى ارتكب خطيئة عندما ظن منظروه ومقدرو الأمور فيه أنه يمكن إصلاح مجتمع فاسد من خلال الدعوة والتربية أو من خلال المشاركة فى الحياة الحزبية

الخطيئة هى أنهم تركوا سنن الله فى الخلق وهى أن دولة العدل أى دولة الإسلام طرق قيامها هى :

الأولى أن يهلك الله الكفار ومن ثم يتبقى المؤمنون وحدهم فيقيمون الدولة الإسلامية وهو ما حدث مع كل الأقوام قبل محمد(ص) عدا قوم يونس (ص) ومن أمثلة الأدلة على ذلك :

-قوله تعالى بسورة يوسف "حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ".

-قوله بسورة الأحقاف "ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ".

-قوله بسورة يونس "ثم ننجى رسلنا والذين أمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين ".

-قوله بسورة الفرقان"وما جعلناهم جسدا لا يأكلون وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين"

 الثانية :أن يهاجر المؤمنون لبلدة آمن أكثر من فيها كما فعل النبى(ص) والمهاجرون عندما انفصلوا عن المجتمع المكى الفاسد عندما يأسوا من إصلاح هذا المجتمع  وذهبوا ليثرب فكونوا الدولة الإسلامية مع مؤمنى يثرب وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :

"ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة"

الطريقة الأولى انتهت ببداية رسالة محمد (ص) فلم يعد هناك إهلاك جماعى للكفار  والطريقة الثانية هى المستمرة ليوم القيامة

وهناك طريقة ثالثة فاشلة وهى الاستيلاء على الحكم  بقوة السلاح أو بالحيلة وهى فاشلة بسبب أن المجتمع أكثر أفراده فاسدون أو يقعون تحت غواية الكبار الفاسدين ومن ثم عدم الاقتناع من جانب كثرة المجتمع لن يقيم الدولة العادلة وسيعمل الكل على اسقاط هذا الحكم

بنظرة على التربية والدعوة فالتربية والدعوة طالت فى عصرنا عقودا ولم تنتج لنا دولة على الإطلاق لا عادلة ولا ظالمة وقد عبرت مسرحية رأس الأفعى عن الفشل فى الطريقة الأولى :

 لو كانت الدعوة تشفى الأفدام لأجاب قوم نوح دون انتكاس

 ولأجابت الرسل كل الأقوام دون أن تكشف عن الأنياب والأضراس

  ولو كانت التربية تنفع الناس لكان ابن نوح مسلم من الأساس

والمشاركة فى الحياة الحزبية شاهدنا نتائجها فى تركيا كان الانقلاب العسكرى على نجم الدين أربكان فى تركيا 1980م بعد فوزه فى الانتخابات وتم حل حزبه ولما تحايل وأنشأ أحزاب أخرى بأسماء مختلفة حلوا تلك الأحزاب وفى الجزائر تم الانقلاب العسكرى قبل أن تتولى جبهة الانقاذ الحكم بعد فوزها بالانتخابات وفى السودان انقلب البشير على الإخوان بعد أن أوصلوه للحكم  وفى مصر تم الانقلاب على الإخوان قبل أن يفعلوا أى شىء وفى تركيا يصفون  تجربة أردوغان ورفاقة بالناجحة رغم كون الرجل ومن معه لم يقيموا دولة العدل واعتبروا الأكراد أعداء بدلا من كون المؤمنين أخوة وهم يريدون الانضمام للاتحاد الأوربى مع تعارض ذلك مع الإسلام وما زالت تركيا حتى الآن علمانية رغم بعض المظاهر التى يحاول أردوغان أن يضفيها على تركيا لتكون دولة عادلة.

والاستيلاء على الحكم بالقوة من قبل ما يسمى بالتيار الإسلامى لم يحدث سوى فى أفغانستان وهى تجربة كانت فاشلة وتمت محاربتها من الداخل والخارج وساعد على فشلها هو أن تعاليم الإسلام الحقيقى لم تطبق ولم يجد عامة الشعب أن فقرهم وحاجتهم قد سدت ولهذا فشلت تجربة طالبان .

خطيئتنا الكبرى هو ظننا أن نستطيع أن نصلح مجتمعا فاسدا وهى خطيئة عبر المثل الشعبى عنها فقال "إيش تعمل الماشطة فى الوش العكر" ومعناه لا يمكن إصلاح الفساد المتجذر المتعمق مهما حاولنا ذلك

ولعل العهد الجديد ضرب لنا أمثلة تبين لنا أن لا سبيل سوى إقامة مجتمع جديد أى مدينة فاضلة  ومثل ذلك بمن يحاول ترقيع الثوب القديم بقطعة جديدة تجعل الثوب يفسد أكثر ويتمزق ويتسع الخرق على الراتق كما مثل لنا ذلك بمن يضع خمرا جديدا فى قرب قديمة حيث تنفجر تلك القرب فتضيع الخمر وتضيع القرب ومن ثم فهو ضياع تام للعمل والجهدوالمال بينما للحفاظ على الخمر الجديدة يجب أن توضع فى قرب جديدة وفى هذا قال العهد الجديد :

«لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَالْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ الرُّقْعَةُ الَّتِي مِنَ الْجَدِيدِ. 37وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. 38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعًا. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».متى5

اجمالي القراءات 7062