لمن لا يعلم من هو البخاري؟

Brahim إبراهيم Daddi دادي في السبت ١٤ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

أعزائي القراء سلام الله عليكم،

 

 

لمن لا يعلم من هو البخاري:

 

ـ هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفر وبردزبة مجوسي مات عليها والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي النعمان البخاري الجعفي والي بخارى وهو جد عبد الله بن محمد بن عبد الله المسندي و ولد محمد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة 194هـ وتوفي ليلة السبت ثم صلاة العشاء ليلة الفطر ودفن يوم الفطر بعد الظهر مستهل شوال من شهور سنة ست وخمسين ومائتين256 هـ. أي أنه عاش في الحياة الدنيا 62 سنة...لنسلم جدلا أن الله تعالى قد أكرمه كما أكرم يحي عليه السلام صبيا، وكما جعل أيضا عيسى عليه السلام يتكلم في المهد صبيا، أقول لنسلم إن الله تعالى قد فضل محمد بن إسماعيل ( البخاري) على كثير ممن خلق تفضيلا فهل يمكن أن يجمع ويحفظ الكم الهائل من الروايات ويتمكن من تدوينها؟؟؟ دون أن نحسب الفترة الزمنية التي قيل أنه كان يضرب أكباد الإبل من أجل حديث واحد، ودون أن نحسب أوقات لباسه ومعاشه. 

 

ـ كل المؤمنين بالله وحده لا شريك له، يعلمون أن الله تعالى قد أنزل رسالة على خاتم الأنبياء محمد (عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أزكى السلام،) سماها أحسن الحديث كتابا، وجعله مهيمنا على سائر الكتب المنزلة من قبل، وتولى الخالق حفظه بنفسه، وتحدى به خلقه من الجن و الإنس أن يأتوا بسورة من مثله أو بعشر سور مثله، (أَمْ يَقُولُونَافْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍمِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍوَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(13)). هود. وبما أن الله تعالى قد فتح باب التحدي وجعله يتلى في الصلاة ويتعبد به، وقد مر عليه قرونا وبقي محفوظا لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه رغم المحاولات لتنفيذ التحدي، واختلاق روايات تدعي أن الآية كذا نسخت ( بمفهوم الحذف الذي هو مخالف للتعبير القرآني) وبقي حكمها، وأخرى بقيت مكتوبة وتتلى آناء الليل والنهار، لكنها جمدت وعطل مفعولها وانتهت صلاحيتها بحديث بشري نسب كذبا وزورا إلى مبلغ رسالة ربه، الذي لم يتقول عليه ولم يحد عن ما أنزل عليه قيد أنملة، لأنه أمر بالاستمساك به وعدم اتباع هوى المفسدين في الأرض.... وأن آيات من القرآن ضاعت بعد موت الرسول كانت تتلى، وهو الذي قال عن ربه سبحانه: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًافَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(3). المائدة.

 

ـ رجائي هو أن يشرح لنا المخلصون العبادة لكتاب البخاري وغيره من الكتب التي كتبتها أيدي البشر وقالوا هي من عند الله، ـ خاصة الذين قالوا أن ما بين دفتي البخاري هو وحي يوحى ـ ( وما ينطق عن الهوى)، فإن كان ذلك كذلك فأرجو أن يشرحوا لنا معنى الاختلاف الكثير والتناقضات التالية في البخاري:

1.   نجد في كتاب البخاري اختلافا كثيرا بين رواياته، فما معنى ذلك؟

2.   نجد في كتاب البخاري تناقضا بين الصفحة الواحدة، فما معنى ذلك؟

3.   نجد في بعض نسخ البخاري ما لا نجده في البعض الآخر، فما معنى ذلك؟

4.   نجد محمد بن إسماعيل ( البخاري) لم يلتزم بما ألزم به نفسه حيث قال: من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه. أهـ.  فما السبب في عدم التزام محمد بن إسماعيل ( البخاري) بما ألزم به نفسه؟ هل هو الشره في طلب الحديث أم ماذا؟

5.   هل يعقل أن يأتي محمد بن إسماعيل بعد وفاة النبي بحوالي قرنين من الزمن فيجمع الروايات من أفواه القصاصين والسكارى المنافقين، فراجت بذلك تجارة الرواية عن النبي فأصبحت أي الروايات تباع وتشترى بين الناس، وكلما كانت الرواية متناقضة للقرآن أو فيها ما يجمد العقل ويقفل القلب تكون أغلى ومطلوبة أكثر...

 

ولمن يريد أدلة على ذلك فلدينا ما نثبت تلك التناقضات في كتاب البخاري، ومما فيه من الاختلاف الكثير الكثير، فهذا يدل على أن كتاب البخاري يحمل بين دفتيه الغث والسمين، والكذب والتدليس والفسق والضلال، وبهذا فلا يمكن أن يعتبر ما فيه وحي من الله قد أوحي وأُنزل على رسوله، لأن الرسول عليه السلام كان يبلغ ما أنزل إليه من ربه من الوحي، وتولى المولى تعالى حفظه في الحين من كيد المضلين المنافقين، لذلك نجده سبحانه يتحدى خلقه أن يأتوا بمثله. يقول تعالى: قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88).الإسراء.

 

ما دام الظاهر أن الإنس قد رفعوا التحدي وحاولوا أن يأتوا بمثله وهي تلك الأقوال والروايات المنسوبة إلى الرسول عليه السلام، فالسؤال الكبير هو هل أن معشر الجن رفعوا هم كذلك التحدي؟ وهل الجن هم كذلك لم يكفهم ما أنزل الله من القرآن على الرسول ليبلغه للعالمين؟ يقول الحق تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51).العتكبوت.

 

 فلو كان ما بين دفتي البخاري وحي من الله، لتولى الله حفظه كما حفظ أحسن الحديث (القرآن)....إذن تكون النتيجة أن ما بين دفتي البخاري إنما هو قول البشر الذي يحتمل الصواب والخطأ، فعلى أولي الألباب أن يعودوا إلى كتاب الله تعالى لأنه يقول عنه سبحانه: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23). الزمر.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

 

اجمالي القراءات 76642