ف 16 ( قل ) فى التحدى بالقرآن

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٠ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الثالث  : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما

ف  16  ( قل ) فى التحدى بالقرآن

 أولا : الشهادة الالهية بأن القرآن من عند الله جل وعلا

 شهد الله جل وعلا أنه لا اله إلا هو ، وشهد معه الملائكة وأولو العلم : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)  آل عمران )، وهذا هو التشهد الذى يجب أن يكون فى الصلاة ، وتجاهله المحمديون واخترعوا بدلا منه ( التحيات ) .

2 ـ وبنفس الاسلوب جاءت شهادة الله جل وعلا والملائكة على أن القرآن الكريم نزل من عند الله جل وعلا بعلم الله جل وعلا ، وكفى بالله شهيدا : ( لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (166) النساء ) . وجاءت الشهادة بلا إله إلا الله وبأن القرآن من عند الله فى آية واحدة ، تكررت فيها كلمة ( قل ) ثلاث مرات : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(19)الانعام ).

3 ـ وفى معرض الرد على طلبهم آية حسية بديلا عن القرآن : ( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ) جاء الرد امرا بكلمة ( قل )  ( قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) ثم خطاب مباشر من رب العزة جل وعلا للكافرين بالاكتفاء بالقرآن الكريم :( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) . ثم أمرا بكلمة ( قل ) تأكيدا على شهادة الله جل وعلا شهادة خصومة على من لا يكتفى بالقرآن ، وعلى من يؤمن بالباطل ويكفر بالله جل وعلا الحق :( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت )

ثانيا : التحدى بآية ( أو معجزة القرآن )

1 ـ وقد تحدى رب العزة الكافرين بأن يؤلفوا مثيلا للقرآن ، ومن الملفت للنظر أن يوصف القرآن هنا بالحديث ، أى تحداهم رب العزة جل وعلا أن يأتوا بحديث مثله : ( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) الطور ). وعجزوا عن الاتيان بحديث مثله . جاء هذا بدون ( قل ) .

2 ـ وظلوا يتهمون القرآن بأن محمدا إفتراه ، فتحداهم رب العزة جل وعلا أن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن ، وأن يستعينوا بمن يشاءون :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13). وإن عجزوا فعليهم أن يعلموا أن القرآن نزل بعلم الله جل وعلا ، وأنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يصفون :( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود ).

3 ـ وعجزوا عن الاتيان بعشر سور ، فتحداهم رب العزة ان يأتوا بسورة واحدة مثل سور القرآن . وأكّد رب العزة إستحالة أن يفترى أحد هذا القرآن الذى نزل مصدقا لما سبقه من كتب سماوية:( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37). ثم ردا على زعمهم بأن محمدا إفترى القرآن ، تحداهم رب العزة أن يأتوا بسورة واحدة  مفتراة مثل القرآن ، وان يستعينوا بما يشاءون  :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38). جاء هذا بكلمة ( قل ). بعدها أكّد رب العزة أنهم كذبوا بالقرآن الذى لم يحيطوا به علما ، ولم يعرفوا ـ بعد ـ تأويله . ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) يونس )

4 ـوتكرر التحدى بأن يجعلوا واحدا منهم مثل محمد فى الفصاحة ـ يأتى بسورة كسورة من القرآن ، إذا كانوا لا يزالون فى ريب ، وأن يستعينوا بمن يشاءون : ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23). وفى الآية التالية أكد رب العزة أنهم لن يفعلوا ، وعليهم أن يتقوا عذاب النار : ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة )

5 ـ قبلها أكّد رب العزة مقدما أنه يستحيل على الجن والإنس معا الاتيان بمثيل للقرآن الكريم : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88) (الاسراء )

ثالثا : اوجه الاعجاز :

1 ـ حقيقة الاعجاز تتجلى فى أنه يستحيل على شخص ( محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم القرشى العربى ) الذى كان يعيش فى مجتمع صحراوى فى القرن السابع الميلادى ـ يستحيل عليه أن يؤلف القرآن ، بكل ما فيه من معلومات تاريخية وقصص للسابقين وللأنبياء ، وغيوب وحقائق علمية .

2 ـ كما أنه يستحيل على بشر عاش فى العصور الوسطى أن يؤلف كتابا يحوى حقائق علمية كانت مجهولة فى عصره ، و لا يزال العلم فى عصرنا يؤكدها . ثم إنه يستحيل على أى شخص مهما بلغت فصاحته أن يؤلف كتابا فيه التكرار والتفصيل والأساليب المختلفة لغويا ( فيه المجاز ، وفيه الاسلوب العلمى التقريرى ) وفى أغراض متنوعة من التشريع والوعظ والقصص والحوار والالإخبار بالغيبيات الماضوية والمستقبلية ، ثم لا يقع فى التناقض ، بل يكون الاسلوب فوق مستوى البشر فى الفصاحة والتبيين والحلاوة والوضوح ، بل يجمع بين نقيضين البساطة والعمق معا ، وهذا معنى أن الله جل وعلا جعل القرآن ميسرا للذكر والهداية  مع مجال لا نهائى للبحث المتعمق لمن يمتلك موهبة البحث ممّن وصفهم رب العزة بالراسخين فى العلم .

3 ـ من المستحيل أن يؤلف واحد من البشر كتابا يظل آية ومعجزة على مرّ العصور والقرون . فى عصرنا يتجلى إعجازه للبشرية فى اللغة التى يتفاهم بها البشر حاليا فى تقدمهم العلمى ؛ لغة الأرقام . الاعجاز الرقمى العددى فى القرآن لازلنا نتحسس الطريق اليه ، ولم نكتشف أبعاده بعدُ ، وهو الذى يفسر الطريقة الفريدة فى كتابة القرآن والتى تختلف عن الكتابة العربية العادية . إكتشف د . رشاد خليفة سرّ العدد 19 ومضاعفاته ، وإكتشف الاستاذ محمد صادق بعض أسرار العدد ( 7 ) ومضاعفاته ، واكتشف الاستاذ مراد الخولى حساب الجمل ، وعلاقاته بالعدد 19 ، وبتفسير بعض المصطلحات القرآنية ، وتخصّص الاستاذ عبد الله جلغوم فى إكتشافات حسابية معقدة . ولكن لم يتم حتى الآن الوصول الى الجذر العام للإعجاز العددى فى القرآن ، والذى هو مُدّخر لجيل أو أجيال قادمة ، شأن حقائق علمية أوردها القرآن ولم تصل اليها البشرية بعد .

الإعجاز العددى هو السّر الأكبر المكنون فى القرآن الكريم ، ويتجلى فى تدوين وكتابة القرآن . وأيضا فى حفظه،  لأن أى تحريف فى كتابة المصحف يكون الاعجاز العددى كاشفا له . ويلفت النظر أن المشركين فى مكة كانوا يمرُّون على النبى عليه السلام وهو يكتب نسخا من القرآن ويُمليه عليه ويساعده بعض أصحابه ، فوصفوا القرآن بالإفك ، وأنه أعانه على هذا الإفك قوم آخرون ، وأن القرآن اساطير الأولين إكتتبها وهى تُملى عليه بكرة وأصيلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) ) وجاء الرد بكلمة ( قل ) : ( قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (6) الفرقان ). أى إن هناك ( سرّا ) فى كتابة القرآن مؤسسا على آية أو إعجاز مستقبلى .

المستفاد من هذا أنه يستحيل على أى بشر أن يؤلف كتابا فيه التكرار والتوضيح والتفصيل ، ثم ترتبط ( آياته ) و ( سوره ) باعجاز رقمى مُحكم ، ويكون أيضا غاية فى الفصاحة ، وفى السهولة .

4 ـ لست متخصصا فى الاعجاز العددى للقرآن الكريم ، ولكن يلفت النظر أن الشهادة الالهية عن رب العزة والقرآن الكريم هى رقم 19 : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(19) الانعام )، وأن التأكيد على ان الدين عند الله هو الاسلام جاء فى الاية رقم 19 : (  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران ) وأيضا : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) ( محمد )وأن العدد 38 ( مضاعف العدد 19 ) جاء فى التحدى فى الاتيان بسورة مثل القرآن :( أم يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(38) يونس ). وفى سورة الأنعام : يطلبون آية حسية ، : (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) ويأتى الرد على طلبهم فى الآية التالية رقم 38 ، بإعجاز علمى وإعجاز رقمى : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ). وفى نفس السورة يتحدث ربا العزة عمّن يفترون على الله كذبا من شياطين الانس والجن : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )   ، ويأتى الرد عليهم بالاحتكام للقرآن الكريم (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) وهى الآية رقم 114 ، من مضاعفات العدد 19 ، والتى تشير أيضا الى عدد سور القرآن الكريم .

5 ـ هى مجرد ملاحظات عابرة من غير متخصص ، ولكن الأهم أن هذه الاعجازات القرآنية غفل عنها المحمديون 14 قرنا ، لأنهم إنهمكوا فى السير على سُنّة كفار قريش فى : الجدال بغير علم فى آيات الله فى القرآن ، وفى السعى فى آيات القرآن معاجزين ، وفى إختراع ( لهو الحديث ) ليصدوا عن سبيل الله ، وفى مقولة النسخ بمعنى تبديل وتغيير شرع الله جل وعلا فى القرآن كما كان يطلب الجاهليون ( يونس 15 : 16 )، وفى التمسك ب ( الثوابت ) وما وجدوا عليه آباءهم و( أجمعت ) عليه ( أمة محمد ). ، وقد فصلنا الكلام فى هذا كثيرا . وبإيجاز ، فكما قلت فى بحث سابق تعليقا على تدنيس المصحف فإن المحمديين يقدسون ( المصحف ) ويكفرون بالقرآن .

آخيرا :

1 ـ لو بعث الله جل وعلا المسيح يقول للمسيحيين : (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) آل عمران ) لقتلوه وصلبوه .

2 ـ ولو بعث الله جل وعلا محمدا يقول للمحمديين : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)( الكهف ) لاتهموه بإنكار السُّنّة ، واقاموا عليه حّد الردة .

اجمالي القراءات 10950