(قل ) فى الرد مقدما على المحمديين فى أن النبى محمدا لن يشفع يوم القيامة

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٣ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الثالث  : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما   

ف 13 (قل ) فى الرد مقدما على المحمديين فى أن النبى محمدا لن يشفع يوم القيامة

مقدمة : كتبنا فى الشفاعة سلسلة مقالات تم تجميعها فى كتاب منشور ، ولكن أيضا نعيد التأكيد علي نفى شفاعة النبى لسببين : الأول : إن المحمديين لا يزالون يؤمنون بأن النبى محمدا سيشفع فيهم يوم القيامة ، لذا لا بد من التذكير والتأكيد ( لعل وعسى ) أن يؤمن منهم من لديه إستعداد كامن للهداية . السبب الثانى : أننا نناقش هذا الموضوع فى صلته بكلمة ( قل ). ونعطى بعض التفاصيل :

أولا : نفى علم النبى بالغيب وشفاعته  

1 ـ نفى علم النبى بالغيب يترتب عليه نفى أحاديث الشفاعة ، هذا بالاضافة الى أكثر من 150 آية قرآنية تنفى شفاعة النبى بطريق مباشر أوضمنى ، وآيات محكمة أو متشابهة . وقد قلنا إن الايمان بشفاعة النبى والأولياء والأئمة وغيرهم أفسد أخلاق المحمديين ، ولا يزال هذا الفساد الخلقى سائدا وساريا ، بحيث ترى المحمدى المتدين أكثر الناس سوءا فى أخلاقه ، وبالشفاعة وأساطير الحور العين يتم خداع الأغبياء ليفجروا أنفسهم فى عمليات ارهابية إنتحارية يقتلون بها الأبرياء عشوائيا .  

 2 ـ وبعض الآيات القرآنية تنفى شفاعة النبى وعلمه الغيب معا : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ) فى الآية الأولى نفى لعلم الغيب وأشياء أخرى ، وفى الآية التالية أمر له عليه السلام بالإنذار بالقرآن والإعلان بأنه ليس للناس ولى ولا شفيع إلا رب العزة .

3ـ ونقرأ الاقتران بين نفى علم النبى بالغيب ونفى شفاعته فى قوله جل وعلا باستعمال ( قل ):( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( الاعراف 187 : 188 ) وفى قوله جل وعلا : (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) يونس 48 : 49 ). عليه السلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بمشية الرحمن ، وهذا حال كل البشر . لا يعلم الغيب ولا ينفع ولا يضر إلا بمشيئة الرحمن .وقد إقتضت مشيئته جل وعلا أن يكون هو جل وعلا مالك يوم الدين وأن يكون هو وحده الولى الشفيع .

ثانيا :  نفى شفاعة النبى فى سورة الزمر

ركزت سورة الزمر على اخلاص الدين لله جل وعلا وحده ، فجاء نفى شفاعة النبى باسلوب مباشر مُحكم ، وباسلوب ضمنى ، وباستعمال ( قل ) و بدونها. ونعطى أمثلة من السورة الكريمة :

  باستعمال (قل ):  

1 ـ وذلك فى الأمر له بأن يعلن خوفه من عذاب جهنم إن عصى ربه جل وعلا :( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13). فإذا كان لا يستطيع دفع العذاب عن نفسه فكيف يشفع فى غيره ؟

2 ـ  كما أمره ربه جل وعلا أن يرد على من إتخذوا شفعاء من دون الله ، وهو جل وعلا وحده الولى والشفيع الذى له الشفاعة جميعا : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) الزمر 43 : 44 )

بدون ( قل ): ـ

1 ـ وذلك فى خطاب مباشر جاء للنبى عليه السلام فى صيغة سؤال معروفة إجابته مقدما ، وهى أنه عليه السلام إذا حقت كلمة الله بالعذاب على شخص فإنه عليه السلام لا يستطيع إنقاذه من النار : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّار ) 19 ).

2 ـ وفى نفس السورة ذكر رب العزة أن الكفار سيُساقون الى جهنم جماعات ( زمرا ) وسيعترفون بأنه ( حقت عليهم كلمة العذاب ): ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الزمر ). وبالتالى فإن من يحق عليه كلمة العذاب فلا سبيل لانقاذه .

3 ـ وفى خطاب مباشر للنبى أكّد رب العزة جل وعلا للنبى أنه ميت  (حين كان النبى حيا وقت نزول هذه الآية)، وأن أعداءه ميتون ، ثم إنه سيختصم معهم يوم القيامة : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُون ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون )الزمر  30 : 31 ). هنا مساواة بين النبى وخصومه ( ابوجهل وأبو لهب مثلا ) فى استحقاق الموت ، بنفس صفات موت الجسد وتحلله ، ومساواته بهم فى التخاصم أمام الله جل وعلا .وبالتالى ليست للنبى ميزة الشفاعة فى الغير إذا كان سيتساوى حتى مع خصومه فى الدفاع عن نفسه وفى التخاصم معهم أمام الواحد القهار .

4 ـ وفى خطاب مباشر آخر مع النبى يؤكد له ربه جل وعلا وحدة الوحى الذى نزل على كل الأنبياء وعليه من أنه لو وقع فى الشرك ومات عليه فإن الله جل وعلا سيحبط عمله يوم القيامة. هذا ينطبق على النبى وغيره من البشر ، وبالتالى فكيف يكون شفيعا فى غيره من لا يملك دفع الخسران عن نفسه إذا وقع فيما يستحق عليه العذاب : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) 65 )ـ

5 ـ وفى أواخر سورة الزمر يعرض رب العزة مشاهد يوم القيامة ، فكما تم خلق هذا العالم بالتفجير الكبير ، فسيتم تدميره بتفجير آخر ، أو بالتعبير القرآنى ( الصعق ونفخ الصور )،أو ما يحدث عن الانفجار من صعق و صوت التدمير الهائل، ثم يعقبه الانفجارالأخير بالبعث وخلق العالم الخالد لليوم الآخرالذى يحكمه مباشرة رب العزة ، ثم وضع كتاب الأعمال والاتيان أولا بالنبيين والشهداء للحساب ثم بقية البشر ،ثم سوق الكافرين جماعات للنار وسوق المتقين جماعات للجنة . فى كل هذا نفى تام لشفاعة النبى ، يقول جل وعلا  عمّن لا يقدر الله جل وعلا حق قدره من المحمديين وغيرهم : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُون وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُون وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِين قيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِين )( الزمر 67 : 72 )

ثالثا : تأكيد ما جاء فى سورة الزمر فى سور أخرى فى القرآن الكريم  

نفى شفاعة البشر  بدون ( قل ):

1 ـ عن شفاعة الملائكة التى تحمل العمل الصالح للمؤمنين يقول جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110) وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) طه )( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) الانبياء ) ( وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) الزخرف )( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) سبأ ) ( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى ) ( النجم 26 )

2 ـ وكما قال جل وعلا للنبى عليه السلام فى سورة الزمر : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّار ) 19 ). فقد جاء التأكيد فى سور أخرى أنه من حقت عليه كلمة الله بالعذاب فلاسبيل الى إنقاذه . يقول جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) غافر ) وفى حوار فى داخل النار بين المستضعفين الرعاع والملأ المستكبرين القادة والزعماء ، يقول الملأ للمستضعفين : ( وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِين فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُون ) الصافات 30 ـ )، أى حقت عليهم كلمة العذاب ولا تبديل لكلمات الله جل وعلا .

 3 ـ و جاء معنى هذا فى قوله جل وعلا : ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيد مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ   مُّرِيبٍ  الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيد قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيد قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيد مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد   ) ( ق 24 : ـ ) لا تبديل لقوله جل وعلا ، وهذا معنى أنه حقت عليهم كلمة العذاب.

 4 ـ  والله جل وعلا يحكم لا معقب لحكمه :(وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) الرعد 41 ). فإذا أصدر أمرا فلا يستطيع مخلوق التعقيب ـ مجرد تعقيب ـ عليه ، فكيف بأساطير الشفاعات التى تجعل النبى يلغى قرارات رب العزة ، وكيف بيوم الحساب حيث يقوم الروح جبريل والملائكة صفا لايملكون من الرحمن خطابا: ( لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) (النبأ 37 : 38 )، و البشر أيضا ؛ لا يتكلمون إلا من اذن له الرحمن ، شقيا كان أم سعيدا : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ  )( هود 103 : 105 ).

 يؤمن بهذا من يكتفى بالله جل وعلا وليا وشفيعا . أما المحمديون الذين يجعلون محمدا مالكا ليوم الدين فهم لا يقدرون الله جل وعلا حق قدره، ولهذا جاء لهم ولغيرهم آيات سورة الزمر ( 67 ـ )

نفى الشفاعة باستعمال ( قل )

1 ـ ما جاء فى سورة الزمر 43 / 44 مصحوبا بكلمة (قل ) جاء تكراره فى سورة يونس بصيغة أخرى فى نفى شفاعة البشر: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(18)

2 ـ وما جاء فى سورة الزمر 13 من إعلان خوفه عليه السلام تكرر مسبوقا أيضا بكلمة ( قل )فى سورة الأنعام (قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم/ 15 ) وفى سورة يونس (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ / 15 )، وبالتالى فلن يجيره من الله جل وعلا أحد إذا عصى  ربه : ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا(22) ( الجن )

 3 ـ وماجاء فى سورة الزمر 65 عن مسئوليته الشخصية لو عصى تأكد فى سورة سبأ : ( قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ(50)

أخيرا

تخيلوا : لو لم يحفظ رب العزة القرآن الكريم ؟ كان المحمديون سيحذفون كل ما يخالف عقائدهم ويضعون بديلا منها أحاديثهم الضالة . ألا لعنة الله على الظالمين .!

اجمالي القراءات 11121