آية الكرسي ووحدانية الله
آية الكرسي ( أعظم آيات التوحيد ) في القرءان الكريم

أنيس محمد صالح في الأربعاء ١٩ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. وبعد

قوله تعالى:
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ { البقرة255}

آية الكرسي هى آيه واحده ... تتكون من خمسين كلمة .. ويقال أن كل كلمة منها عند قراءتها بخمسين بركة .. ويقال إن هذه الآية وحدها تمثل ثلث القرآن الكريم .. و يتكرر إسم الله جل جلاله فيها ( 18 مره ) .. وهي عدة آيات في آية واحدة.. وتسمى بآية عرش الرحمن الملك الحق ( كرسي العرش ) ... ويقال أنها نزلت في التوراة قبل نزولها في القرآن الكريم وكانت تسمى ( ولية الله ) والمعنية بملكوت السماوات والأرض والتوحيد ... ويقال بأن من يقرأها فإنها تحرق الشيطان حرقاً ... ولا يحتمل أي شيطان مارد سماعها لهول عظمتها ولتجلي عرش الله جل جلاله فيها .. .. ويقال أن آية الكرسي هي من آيات الشفاء التي ذكرها الله في القرآن الكريم ...

ويمكن تدبُر آية التوحيد العظيمة هذه كالآتي :
الله :
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر وهو أول اسم من اسماء الله الحسنى.. وهو يرمز إلى إله الرحمه ( كتب الله على نفسه الرحمه ) و هو الرحمن الرحيم .
لا إله إلا هو :
وهو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواُ أحد .. وحده لا شريك له ولا ولد .
الحي :
وهو الحي الذي لا يموت.. وهو الدلالة على أن جميع المخلوقات تموت ..و هو الله الحى الذى لا يموت .. لقوله تعالى :
( كل من عليها فان ( 26 ) و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام ( 27) الرحمن
القيوم :
وهو القائم على خلقه و مخلوقاته في السماوات والأرض ..
لقوله تعالى :
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {59}‏ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {60} وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61} ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ {62} الأنعام

لا تأخذه سنة ولا نوم :
وهو الذي لا تأخذه الغفوة ولا يغلبه النعاس وهو الذي لا ينام أبداً... يدبر الأمر من السماء إلى الأرض سبحانه جلت قدرته ووسع علمه كل شيء.

له ما في السماوات وما في الأرض :
و هو مالك الملك ... وله ملكوت السماوات والأرض الملك الحق و قوله الحق .

من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه :
لقوله تعالى في كتابه العزيز :
يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا ً) {طه 109}
وقوله تعالى :
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً { النبأ 38}.

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم :
وهو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم .. وهو الذي يعلم السر وأخفى .. وهو الذي يعلم سركم وجهركم .. وهو الذي إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
ولقوله تعالى :
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ {69} وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {70} القصص

ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء:
وهو الذي يقول و قوله الحق :
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) {الإنسان 30}
وقوله الحق تعالى :
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) {التوبة 51}
وهو الذي يقول :
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ){ الأنعام 111} ..
وقوله تعالى :
( قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) { الأعراف 89} ...
وقوله تعالى :
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ){يوسف 76}
وقوله تعالى :
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) {المدثر56} ...
وقوله الحق :
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {الكهف 24} وقوله الحق :
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ { التكوير29}‏
وقوله الحق :
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ {الرحمن 33}..
و كلمة لا تنفذون إلا بسلطان .. والسلطان هو أمر الله و بعلمه و مشيئته .

وسع كرسيه السماوات والأرض :
وهو كرسي عرش الملك الرحمن وهو نور السماوات والأرض وهو العليم المتعال وهو العلي القدير الكبير و الذى وسع كرسيه و علمه السماوات و الأرض .

ولا يؤوده حفظهما :
ولا يعجزه ولا يؤرقه ولا يصيبه خلل ولا كلل ولا ملل من شؤون خلقه شيئاً في السماوات والأرض وهو الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ..
لقوله تعالى :
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) {الأنعام 38}.
وقوله تعالى :
إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء {5} آل عمران

وهو العلي العظيم :
وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ... ونستغفره ونتوب إليه.

اجمالي القراءات 25334