-
الأثر الوحيد بمصر القبط المذكور فيه بنو إسرائيل - المقال العاشر في سلسلة مصر ليست بلاد القبط

نبيل هلال في الجمعة ١٤ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

يقول الله تعالى :{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137, ويعرشون بمعنى ما كانوا يرفعونه من البنيان , ويخبرنا الله تعالى هنا أنه أورث بني إسرائيل المنطقة التي تقع فيها هذه الأرض المباركة وهي أرض فرعون أي "مصر" التي جرت فيها أحداث موسى وفرعون والخروج , وهي ليست مصر المعروفة الآن بجمهورية مصر العربية , وإنما "منطقة تذكرها التوراة باسم مصريم أي (أرض المصريين) وتشمل كامل حوض وادي بيشة بالإضافة إلى حوض وادي رانية إلى الشمال , في غرب شبه الجزيرة العربية ( المرجع: د.أحمد داود - العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود - ص 148 ) . والرأي لدي الدكتور كمال الصليبي هو أن مصر (مصريم) هي اليوم إما المصرمة في جوار أبها , أو مَصر (مفرد مصريم )في وادي بيشة ( المرجع : د. كمال الصليبي –التوراة جاءت من جزيرة العرب – ص242). وهي في الأرض المباركة بحسب الوصف القرآني . ومع إخبار الله لنا بأنه أورث بني إسرائيل بلاد فرعون , فلا مناص من أن يكون فرعون شخصا آخر غير السائد من أنه أحد ملوك القبط , وأن بلده مكان آخر غير بلاد القبط , فلم يكن بوسع بني إسرائيل الاستيلاء عليها . فبلاد النيل كان يحكمها نظام مركزي له جيش قوي لا يقوى بنو إسرائيل على نزاله , وعددهم لم يكن بالضخامة التي تصفهم بها التوراة المزيفة .وما من خبر من التاريخ المكتوب أو أي شواهد أثرية تدل على أن بني إسرائيل قد استولوا على مصر -بلاد وادي النيل-أو حكموها, فبعد غرق فرعون وآله , نجا بنو إسرائيل وعادوا إلى "مصر"مدينتهم التي أُخرجوا منها وأورثهم الله تلك الأرض(المباركة) , وتم تدمير ما كان يصنعه فرعون وقومه , لكننا ما زلنا نرى آثار رمسيس الثاني- المظنون أنه فرعون الخروج حسب التزوير اليهودي - شامخة تناطح الزمان , ومامن نقش واحد عليها يشير إلى حكم بني إسرائيل لمصر, "ولكن تحدثت التوراة في مواضع كثيرة عن دمار مصر المقصودة , أي قرية المصريين , بالزلازل والبراكين بعد أن ضربها الرب" (المرجع : د.أحمد داود – العرب والساميون (مرجع سابق) . ولنواصل سماع شهادة العالميْن اليهوديين في هذا الصدد إذ يقولان :"لابد أن يكون هناك توثيق لمثل هذا الحدث الخطير- يقصدان خروج بني إسرائيل وموسى من مصر- ولكن ليس هناك في أي من المصادر المصرية الوفيرة التي تصف زمن المملكة الجديدة عموما أو القرن الثالث عشر قبل الميلاد بشكل خاص أي إشارة إلى الإسرائيليين .... وليس لدينا أي فكرة , ولا حتى كلمة واحدة حول الإسرائيليين الأوائل في مصر , لا في النقوش التذكارية على حيطان المعابد , ولا في نقوش القبور ,ولا في أوراق البردي. فإسرائيل غائبة سواء كخصم محتمل لمصر , أو كصديق , أو كأمة مستعبدة , وببساطة ,لا توجد أي اكتشافات في مصر يمكن ربطها بفكرة مجموعة عرقية أجنبية متميزة ( المرجع : التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها ) . والمؤلفان هنا يقصدان غياب أي تسجيل تاريخي لحراك أمة مزعوم أنها هائلة العدد وليست مجرد عشيرة صغيرة ,وانتفاء أي مشاركة أو إنجاز حضاري لها فيما يُعرف ببلاد القبط . "وأول ذكر لإسرائيل في نص غير توراتي وجد في مصر(يقصد بلاد القبط)على المسلة المنقوش عليها وصف حملة الفرعون (يقصد ملك مصر) منفتاح بن رمسيس الثاني في أرض كنعان في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد, (تعليق وتصحيح : الحقيقة هو أن ذلك لم يكن نقشا على مسلة كما أورد المؤلفان ولكنه نقش على لوحة اسمها نشيد النصر أو لوحة إسرائيل وكانت قائمة في معبد مرنبتاح الجنائزي وكانت في الأصل لوحة في معبد أمنحوتب الثالث أخذها مرنبتاح ونقش على ظهرها ذلك النص وفيه أنه تم إبادة إسرائيل ولن يكون لها بذرة , وهذه هي المرة الوحيدة التي ذُكر فيها كلمة إسرائيل على الآثار المصرية (يرجع إلى الدكتور أحمد فخري – مصر الفرعونية – ص 358 ) ,
ويخبر النقش عن حملة مصرية تدميرية في كنعان ,تم خلالها تحطيم شعب يسمى إسرائيل تحطيما تاما , لدرجة أن فرعون تباهى بأن بذرة إسرائيل مُحيت من الوجود ,وهذا التباهي يبين أن بعض المجموعات المعروفة باسم إسرائيل كانت توجد فعلا في كنعان في ذلك الوقت ". انتهى المقال العاشر ويتبعه الحادي عشر إن شاء الله تعالى .بتصرف من كتابنا ....بين القرآن والتراث- نبيل هلال هلال

 

 

اجمالي القراءات 14817