متى يكُف النظام المصرى عن سرقة المرضى المصريين ؟؟؟

عثمان محمد علي في الجمعة ١٤ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

متى يكُف النظام المصرى عن سرقة المرضى المصريين  ؟؟؟

عن مرضى  الفيروس الكبدى والدواء الأمريكى الجديد.أقول .

فى صيف 1997 قدمت اول محاضرة لى برواق إبن خلدون  بتشجيع وتحت إشراف استاذنا الدكتور منصور .بعنوان  (سلبيات فى قطاع الدواء ) حضرها آنذاك –وكيل نقابة الأطباء ،وعميد صيدلة القاهرة ، ورئيس هيئة الرقابة على الأدوية المصرية ومدير المكتب العلمى لشركة جلاكسو (مصر ) وبعض الصيادلة والأطباء والبيطريون .وجمهور الرواق ووافقونى جميعا على ما طرحته بالندوة، ونشرها الصحفى الكبير الأستاذ –حمدى البصير فى الصحافة المصرية  . وكان ضمن ما طرحته .اننا أمام كوارث مرضية بمصر منها إزدياد مضطرد فى عدد مرضى الكبد ،ومرضى السكر ومرضى السرطان  والفشل الكلوى   وخصوصا الكبد والسكر كلا منهم  وصل إلى 10%  من سكان مصر تقريبا آنذاك .وعلينا أن نضع ما يُسمى بالخريطة العلاجية ،والإستعداد لمكافحة المرض وما ينتج عنه من أمراض كآثار جانبية ناتجة عنه ...وبدلا من إنتباه وزارة الصحة للمخاطر التى ذكرتها فى محاضرتى قام وزير الصحة وقتها (إسماعيل سلام ) بالرد على الندوة فى صفحة كاملة بأخبار اليوم بعبارات إنشائية هلامية  من نوعية (كله تمام ،والدواء المصرى بخير ،وإحنا مسيطرين ،والحياة بمبى ووردية ،والدنيا ربيع  والجو بديع والرئيس مبارك مخلى باله من صحته  وبخير ههههه  وهكذا وهكذا) ..

المهم أن كل ما حذرنا منه من إنتشار سريع ومتطور للأمراض المزمنة والمتوطنة فى مصر ،وما يحدث من عشوائية فى إنتاج وتوزيع الدواء وإهدار المليارت فيه و فى التأمين الصحى الفاشل ،وعلى ارفف الصيدليات دون داع ،هو واقع ملموس الان وإزدادت الحالة الصحية للمصريين سوءا ،ولا زالت .وطالبنا بإختصار الأدوية المصرية على انواع معدودة ضرورية تقتصر على الإسم العلمى فقط ،وإستغلال ثمن الأدوية الراكدة على ارفف الصيدليات وفى مستشفيات التأمين الصحى فى إنشاء مراكز صيدلانية بحثية حقيقية تهتم بالأمراض ذات الخصوصية المصرية وعلى رأسها أمراض البلهارسيا والكبد والكُلى ..ولكن وللأسف وكاننا كُنا نؤذن فى مالطا كما يقول المثل المصرى .. ونحن اليوم نرى النظام المصرى يتشدق تارة بإختراع عبدالعاطى للقضاء على الفيروس بطريقة فيزيائية دون تدخل كيماوى . وتارة بنجاح مفاوضاتهم مع الأمريكان  (العدو الذى يتربص بمصر واهلها من وجهة نظرهم ويريد لها الخراب والدمار ) على إستيراد إكتشافهم الدوائى وعقارهم الطبى بثمن معقول يستطيع أن يتحمله بعض المصريين ... وهنا قد يقول قائل وما المشكلة إذن ،واين الخداع ،واين السرقة والنصب على المصريين ؟؟؟

 

صبرا يا أخى ،وتمهل ..

بإختصار ودون الدخول فى تفاصيل البروتكول والقانون المنظم لتدوال وتجارة الأدوية بين دول العالم ،وطبقا لنظام العمل بمنظمة الصحة العالمية . فإن الدول المنكوبة بمرض خطير (بكتيرى أو فيروسى ) دائم او موسمى ،أو عارض (مثل الكوليرا )  وانفلونزا الطيور والخنازير ،ومرض التهاب الكبد بفيروس سى الذى اصاب ثلث كبد المصريين على الأقل ما بين فيروسات ناشطة ملموسة وأصبح اصحابها فى عداد المرضى المعروفين والذين يتلقون العلاج ،وما بين من هم حاملين للفيروس ولكنه لا زال فى حالة سكون ولم ينشط بعد .كمثل .. الزوج المريض بالفيروس الذى يتلقى العلاج  فبالضرورة أن زوجته إصيبت بالمرض  وحاملة للفيروس سواء ظهرت علاماته عليها أم ما زال فى حالة سكون ... اصبح من حق الدول الموبوءة الحصول على الدواء الجديد (او المادة الخام ) وتصنيعها وتعبئتها فى مصانعها دون دفع رسوم او حقوق مالية للملكية الفكرية للمخترع والمكتشف الأصلى  للدواء .وتقوم منظمة الصحة العالمية ،وبعض المراكز المالية فى الدول العظمى الآخرى بتعويضه  .ولا يستطيع ولا يملك رفاهية رفض إعطاء الدواء او مادته الخام للمناطق الموبوءة  ،وإلا سُحب منه ترخيص التصنيع والإنتاج والتسويق ،مع تعرضه لعقوبات وجزاءات  شديدة وصارمة . ومن هنا نقول أن النظام المصرى لا زال يخدع وينصب على المصريين ويسرق ارزاق فقراءهم من خلال (السمسرة والمتاجرة بامراضهم ) ،وبدلا من إستخدام حقه فى تصنيع وتعبئة الدواء فى مصر بدون أى رسوم ،وفى هذه الحالة لن يكون ثمن علبة الدواء اكثر من 30 جنيه .تفاوض على إستيرادها جاهزة التصنيع (ليحصل  هو على العمولة والسمسرة من اموال الفقراء والمنكوبين ) !!!!!!

وفى النهاية نقول للأنظمة الفاسدة المُستمرة متى تتقون الله وتكفون  عن خداع شعوبكم  والنصب عليهم وسرقتهم ، وتعلنوا للناس الحقيقة ؟؟

== ولإخواننا اتباع عبعاطى  واسياخ الكُفتة .

. الأمريكان باعوا لنا الدواء بسعر تكلفة إنتاج البودرة بتاعته ،ليس خوفا من اسياخ كفتة عبعاطى كما تتوهمون وانها ستغزو العالم وتوقف حال مصانعهم ومعاملهم لالالالا  ،ولكن إزعانا وإحتراما وإستجابة  وتنفيذا للقانون الدولى المُنظم لحركة وتداول وإنتاج وتوزيع الأدوية فى المناطق الموبوءة ومنها مصر ...

يعنى مصر منطقة كوارث طبية رسميا .. فهمتم ولا نقول كمان ..

ويبقى السؤال هل نستطيع أن نُخرج مصر من زمام المناطق الموبوءة طبيا ؟؟؟؟؟

 نعم ثم نعم ثم نعم .لو توفر لها نظام بيسرق لكن بشويش وبالراحة وعلى قد رفاهيته ومصاريفه  فقط ، وليس من اجل تهريب اموال الفقراء للخارج ...

 

-- كاتب هذه السطور –

صيدلى مصرى .

-

اجمالي القراءات 13329