الباب الأول : المنهج القرآنى فى إستعمال ( قل )
الفصل الخامس : الشيطان هو جرثومة مرض الكفر

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٨ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم  

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

 الباب الأول : المنهج القرآنى فى إستعمال ( قل )

 الفصل الخامس : الشيطان هو جرثومة مرض الكفر

أولا : نوعان للمرض الجسدى وللمرض الكُفرى  

1 ـ أمراض البشر الجسدية نوعان : نوع ( متعدى ) ( يُعدى ومُعدى للآخرين ) ولو سكتنا عن مواجهته تحول الى ( وباء ) يغزو الآخرين ويدمر شعوبا وأُمما . ونوع ساكن فى صاحبه ، قد يُميتُه ويقضى عليه ولكن لا يُعدى ولا يتعدّى الى الآخرين .

2 ـ وهكذا مرض الكُفر . هو نوعان : كُفر سلوكى مُتعدّى ، يقوم بإكراه الناس فى الدين ،وإخراجهم من ديارهم ، ويأمر بالهجوم على الأمم الأخرى وإحتلال بلادهم ونهبها وقتل أبطالها المدافعين عنها ، وسبى نسائهم وذراريهم وسلب أموالهم باستغلال الدين . هذا ما فعلته قريش مع المؤمنين حين إضطهدتهم فى الدين وأخرجتهم من ديارهم وواصلت الهجوم عليهم ، ثم دخلت قريش فى الاسلام قبيل موت النبى عليه السلام ، وما لبث أن سيطرت على المسلمين وقامت بتغيير عملى لتشريع القتال الاسلام ، وبعد أن كان دفاعيا فى دولة النبى جعلته قريش بالفتوحات بغيا وعدوانا على شعوب وأمم واحتلت بلادهم ، وأقيم على هذا الاحتلال الباغى دين السُّنّة الأرضى الذى يتركز فى الإكراه فى الدين وقتل الآخر المختلف فى الدين والمذهب ، كما يفعل الوهابيون اليوم .

النوع الآخر : كُفر عقيدى قلبى مُسالم ، لا يعتدى على أحد ، ولا يقوم بإخراج الآخر من دياره بسبب الاختلاف الدينى ، ولا يقوم بتأييد الكافرين المعتدين فى ظلمهم وتطرفهم وإرهابهم .

3 ـ فى التعامل مع المُصابين بمرض الكُفر المعتدى: يعرض الله جل وعلا عليهم الكفّ عن العدوان حتى يغفر لهم ، فإن رفضوا مستمرين فى العدوان والإضطهاد أو الفتنة فى الدين فيجب على الدولة الاسلامية التى تتعرض لاعتدائهم أن تقاتلهم دفاعيا لمنع الاضطهاد الدينى والاكراه فى الدين أو الفتنة ، وحتى يكون الدين كله لله جل وعلا يحكم فيه بين الناس يوم الدين : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)( الانفال ).

ويُحرّم الله جل وعلا على المؤمنين موالاة أولئك الكفرة الذين يعتدون عليهم بينما يأمر جل وعلا بالتعامل مع الكفار المسالمين بالبر والاحسان والعدل والقسط : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة )

4 ـ التعريف القرآنى للكافرين فى العقيدة المسالمين : أنهم ( الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ) ،  ومقابل هذا السلام وعدم الاعتداء يأتى الأمر بالبر والقسط فى التعامل معهم . ومعه تقرير حريتهم الدينية بلا سقف أعلى ، وهذا التشريع إستفاد به المنافقون فى دولة النبوة فى المدينة ، مارسوا حريتهم فى المعارضة الدينية والسياسية الى أبعد مدى طالما لا يرفعون سلاحا . والتفاصيل فى كتابنا ( حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين ).

ثانيا : الكفر حالة مرضية  فى كل زمان ومكان  

1 ـ قلنا إن الكفر  حالة مرضية عرضية من مواقف وملامح وأقوال وليس أشخاصا يولدون كُفارا ويظلون كفارا حتى الموت . والدليل أنه حتى فى الكفر السلوكى ـ  وهو أفظع أنواع الكفر ـ فإن الله جل وعلا ـ فإن الله جل وعلا يعرض عليهم التوبة فإن تابوا زالت عنهم صفة الكفر ، أما إن ماتوا على كفرهم بلا توبة فسيلقون رب العزة كافرين خالدين فى النار .

2 ـ ولأن ( الكُفر ) حالة عرضية ممكن للأحياء الشفاء منها بالتوبة فإن رب العزة لا يذكر الكفار بالاسم ، بل بالوصف لأفعالهم ( كفار ، مشركون ، ظالمون ، فاسقون ، معتدون ، مستكبرون ، مترفون ، مفترون ، أفّاك أثيم ، يؤفكون ، مكذبون لآيات الله ، جاحدون ..الخ ) لينطبق الوصف على من يستحقه فى كل زمان ومكان طبقا لسلوكه.

3 ـ الاستثناء الوحيد هو ذكر إثنين من الكفار بالاسم ، وهما والد ابراهيم عليه السلام ( آزر ) :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74)  ( الأنعام )، وعم النبى محمد عليه السلام ( ابو لهب ): ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) ). وقد تحولا الى رمزين للكفر ، يؤكد أن النبى ـ أى نبى ـ لا ينفع أقرب الناس له . وأن النبى ـ أى نبى ، لا يستطيع أن يهدى أقرب الناس اليه ، لأن الهداية إختيار شخصى ، والذى يختار الهداية فإن الله جل وعلا يهديه ، والذى يختار الضلال فإن الله جل وعلا يتركه لضلاله مهما كان قريبا للنبى ، وقد قال رب العزة لخاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) ( القصص )

ثالثا : الدليل على أنّ : الكفر حالة مرضية  فى كل زمان ومكان  :  

1 : نفس أقوال الكافرين ُالسابقين تكررت ولكن بألسنة مختلفة ، ولأنها تقول نفس المعنى فإن الله جل وعلا يوجزها فى حوار مُوحّد دار بين كل الأنبياء وأقوامهم مع إختلاف الزمان والمكان واللسان ، يقول جل وعلا : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) ابراهيم  ).

أى أن كل الأقوام قالوا لأنبيائهم : (إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) (إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) ، وأن كل الأقوام آذوا الرسل فقال لهم الرسل : (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ) ،وأن كل الأقوام هددوا  الرسل والمؤمنين  بالطرد من ديارهم : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )

  2 . و نفس أقوال الكافرين ُالسابقين قيلت لخاتم المُرسلين . يقول جل وعلا له : ( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ )( 43) فصلت ). أى ما قاله الله جل وعلا  لك من وحى قرآنى قيل لمن سبقك من الأنبياء ، وهذا ما يؤكه رب العزة فى القرآن الكريم :( النساء  163) ( الشورى 13 ) ( الزمر 56 : 66) ( النجم  36 ــ ) ( الأعلى : ـــ  19).

وأيضا يؤكد رب العزة أن أقوال المشركين هى هى ، فى التكذيب للأنبياء من البداية الى خاتم النبيين عليهم جميعا السلام . ونضرب أمثلة :

2/ 1 : اهل الكتاب لهم تقريبا نفس الكتب السماوية ، ولكن كان ـ ولا يزال ـ يُكفّر بعضهم بعضا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) ، ويبيّن رب العزة أنه نفس أقوال السابقين :( كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) ، ويجعل الله جل وعلا الحكم له يوم القيامة : ( فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)  البقرة ).

2/ 2 : وطلب بعض أهل الكتاب آية حسية من خاتم المرسلين عليهم جميعا السلام ، وتابعوا فى ذلك الكافرين من قبل ، وتابعوا أيضا مشركى العرب ، فقال جل وعلا عنهم :( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة ). أى تشابهت قلوبهم فى المرض الكُفرى .

2/ 3 : واستكبرت قريش أن تتّبع رسولا من البشر ، وهو نفس موقف المشركين السابقين ، وعظهم رب العزة  بما حدث للكفار السابقين :( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا )(6) التغابن ). الاستكبار عن إتباع رسول منهم بشر مثلهم عادة سيئة لكل المشركين ، قالها قوم نوح : (فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) المؤمنون ) وقالها قوم عاد لنبيهم هود :( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ (34)  المؤمنون  )وقالها فرعون وقومه عن موسى وهارون عليهما السلام : (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47 ) ( المؤمنون ) ، وهو نفس الحال مع قريش : ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرْ النَّاسَ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2 ) يونس ) (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً (94)  ( الاسراء ). قالت ثمود عن النبى صالح عليه السلام : ( فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)  ( القمر )، وبعدهم بقرون طويلة قالتها قريش عن خاتم المرسلين : ( أَؤُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ) (8) ص ) .

كلهم أتهم الأنبياء بالسحر والجنون كأنما تواصوا على ذلك عبر القرون : ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) ( الذاريات ). كلهم رفضوا الرسالة الالهية وتمسّكوا بما وجدوا عليه آباءهم : (  بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) ( الزخرف ) وهو نفس ما يقوله المحمديون اليوم من ( ثوابت الأمة ) و ( ما أجمعت عليه الأمة ) و ( المعلوم من الدين بالضرورة ) ، وكلها أكاذيب ، ومجرد شعارات لا تصمد لأى نقاش علمى .

رابعا : لمحة عن مرض الكفر لدى المحمديين :

1  : ونفس الأقوال والأفعال لا يزال يقولها المحمديون حتى اليوم .

ومعروف أنه كانت لقريش مساجد تصلّى فيها اللوات المعتادة المعروفة لنا ، والمتوارثة من ملّة ابراهيم ، إلّا أنهم أقاموا فيها قبورا مقدسة لأوليائهم ، كما يفعل المحمديون اليوم . وبعث الله جل وعلا خاتم النبيين يعلن لهم : (  وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن ) أى يجب أن تكون المساجد لعبادة الله جل وعلا وحده بلا تقديس لبشر أو حجر . وكانت النتيجة أنهم تكالبوا عليه يريدون إهلاكه : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)الجن ) وهو نفس الذى سيحدث لأى مُصلح إذا وقف أمام قبر مقدس فى مسجد كقبر الحسين أو قبر السيدة زينب ، الخ .

وكانت قريش بعد الهجرة تمنع من بقى من المسلمين فى مكة من دخول المساجد  ، فقال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)  البقرة ) . لم يقل رب العزة ( ومن أظلم من كفار مكة الذين يمنعون مساجد الله ...) ، لم يجعلها رب العزة حالة خاصة مرتبطة بزمانها ومكانها وظروفها والقائمين عليها ، بل جعلها رب العزة حالة تسرى فى كل ومان ومكان قبل وأثناء وبعد نزول القرآن ، ففى كل زمان ومكان فإن من أظلم الناس هو من يمنع مساجد الله جل وعلا أن يُذكر فيها إسمه وحده  فى الأذان والصلاة ، بل يجعل فيها ذكرا وتقديسا للبشر والحجر ، ويمنعون المؤمنين حق الايمان من دخولها لأنهم يرفضون تقديس البشر والحجر ، ويقومون بارهابهم فلا يدخلها أولئك المؤمنون إلا خائفين . والله جل وعلا يتوعد أولئك الكافرين المعتدين المسيطرين على المساجد بالخزى فى الدنيا ، والعذاب العظيم فى الآخرة ، إذا ماتوا  بلا توبة .

وكان نظام ( مبارك ) يرهبنا ومعه المتطرفون ، فيجعلوننا ـ أهل القرآن ـ نخاف من دخول المساجد تحاشيا للتكفير والايذاء والملاحقة ، وإذا إضطررنا الى الصلاة فى بيوتنا قبض علينا أمن ( مبارك ) بتهمة إزدراء الدين . وتحقّق فى مبارك الوعيد الذى هدّد به الرحمن جل وعلا ، فحقّ عليه الخزى فى الدنيا ، ورآه العالم طريح كرسى فى المحاكمة ، يغمض عينيه خزيا . وتحقّق الخزى على زعماء الاخوان  فى قفص المحاكمة ، ولا يزال خزى هؤلاء وأولئك قائما .وصدق الله العظيم : (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)  البقرة ).

 2 ـ وينطبق على المحمديين ـ وخصوصا السنيين منهم ـ تكذيب آيات الله جل وعلا فى القرآن الكريم تمسكا منهم بأحاديث مفتراة . وهذه هى سُنّة قريش فى الصّد عن سبيل الله وعن القرآن الكريم ، وقد تكرر فى القرآن الكريم  المعنى القائل بأن أظلم الناس من يفترى على الله كذبا ويُكذّب بآياته : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام ). وتمتلىء مساجد وعقول المحمديين بكتب الأحاديث ، وهى إفتراء على الله جل وعلا وسوله الكريم ، ومن أجلها يتهم المحمديون القرآن بأنه غير مبين وغير كامل وغير تام ، ويحتاج الى ( سنتهم ) لتشرحه وتوضحه وتبينه وتكمله  وتلغى أحكامه بأكذوبة النسخ عندهم .!.

وبهذا يمتد الشفاء القرآنى لعصرنا ، حيث يُردد المحمديون أمراض الكفر التى وقع فيها السابقون .

خامسا : الشيطان هو جرثومة مرض الكُفر :

1 : ونرجع لقوله جل وعلا له : ( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ )( 43) فصلت ). ونرى أن الوحى الالهى واحد فى أساسياته مع اختلاف الزمان والمكان واللسان ، ونرى أيضا أن أقوال المشركين وتصرفاتهم واحدة مع إختلاف الزمان والمكان واللسان . أى إن مصدر الشفاء واحد ، هو الوحى الالهى ، ومصدر الوباء والمرض واحد ، وهو الوحى الشيطانى . هذا يستلزم بعض التوضيح :

2 ـ تتركّز الحياة الدينية للكافرين المشركين فى مظهرين أساس : تقديس وعبادة القبور والبشر والحجر ، أو الذى نسميه الكفر أو الشرك القلبى العملى ، وتقديس الأحاديث المفتراة ، أو الذى نسميه الكفر أو الشرك القلبى العلمى . وهما معا يسريان مرضا ( كفرا قلبيا ) فى كل زمان ومكان . لماذا ؟ لأنّ لهما مصدرا واحدا ، هو الشيطان .

3 ـ الشيطان هو الذى يُقنع أتباعه أن الميت الذى تحول الى جيفة وتراب ـ يتحكم فى الأحياء ، أى يتحول التراب الى إله ، يتقرب اليه المشركون الكفرة بالقرابين والنذور ويطلبون منه النفع والضرر . يقنعهم الشيطان بأن يقوموا هم ببناء قبور من حجر وجير واسمنت وأخشاب وزجاج ، ثم يعكفوا عليها عابدين قانتين ، يتبركون بلمس الزجاج والخشب والقطيفة والقماش المصنوع بأيديهم ، فى غياب تام للعقل .

اى ينحتون ويصنعون آلهة ثم يخلقون أساطير حولها ، وهذا ما كان يفعله قوم ابراهيم عليه السلام ، فقال لهم :( قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) الصافات) ( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ) (17) العنكبوت  ). وهو نفس ما يفعله المحمديون ، خصوصا الصوفية والشيعة . الشيطان هو الذى يقنع الجميع فى كل أمة وفى كل جيل بهذا الإفك . أو بإختصار فهذه الأنصاب أو الأضرحة أو المقامات أو القبور المقدسة هى من ( عمل ) الشيطان . يقول جل وعلا يُحذّر المؤمنين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة ).

 4 ـ الشيطان أيضا هو مصدر كل ذلك الوحى الكاذب المنسوب لرب العزة ورسوله الكريم بالافتراء والكذب . والشيطان هو الذى يوحى بهذا الافك الى أعوانه من شياطين الانس والجن ، وهؤلاء الأعوان هم أعداء الرسل والأنبياء ، ولكل نبى يوجد عدو له من شياطين الانس والجن ، كانوا قبل نزول القرآن وكانوا مع نزول القرآن أعداءا لخاتم المرسلين ، ولا يزالون بعد موته أعداء له عليه السلام ولدين الاسلام ، هؤلاء الشيوخ الكفار المُضلُّون أعداء الاسلام لا يزالون يمارسون دورهم : يوحى بعضهم الى بعض أحاديث مزخرفة تُغرى الناس وتخدعهم ، ويصغى اليهم الرعاع والعوام ، فيقترفون الإثم والعدوان يعتقدون أنهم متحصّنين بشفاعة النبى تسوّغ لهم العصيان ، يقول جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الانعام ) .

5 : وقد توعّد الشيطان بأن يُضلّ بنى آدم بكل طريقة ، وسيظل يغويهم جيلا بعد جيل الى قيام الساعة : (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)(18)(الأعراف ) .وقد حقّق وعيده مع الأمم السابقة قبل وأثناء وبعد نزول القرآن ، وحتى عصرنا حيث اصبح المحمديون ( أمة محمد كما يزعمون ) شرّ أمة أُخرجت للناس .

6 ـ  وسيظل الشيطان ينفث مرض الكُفر فى الناس الى نهاية العالم ، يضلّهم جيلا بعد جيل ، يموت جيل على كفره وضلاله ، ويأتى جيل جديد فيوقعه الشيطان فى الضلال . ويوم القيامة سيقول رب العزة لضحايا الشيطان وهم فى النار:( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)( يس). هذا بينما سيتبرأ الشيطان من أتباعه وهو معهم فى النار:(  وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) (ابراهيم )

أخيرا :

1 ـ هناك نوعان من الوحى : أحدهما الوحى الالهى بالشفاء ، والآخر هو الوحى الشيطانى الذى ينفث المرض. فى سورة الشعراء يقول جل وعلا عن الوحى القرآنى:( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) ،ويقول جل وعلا عنه يبرئه من تدخل الشياطين : (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212 ) . ثم يقول جل وعلا عن وحى الشياطين : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء ).

2 ـ الله جل وعلا يصفهم بأنهم أفّاكون آثمون . ونجن نخاطبهم بالتقديس والتعظيم من نوعية ( فضيلة الشيخ ) ( شيخ الاسلام ) ( الإمام الأكبر ) ( سماحة الشيخ ) ( روح الله ) ( آية الله ) ( قداسة البابا ) ( قداستك )..الخ !!

3 ـ هل كانوا يخاطبون الأنبياء بهذا التقديس ؟ أم كانوا يخاطبونهم بأسمائهم ؟ هل كانوا يقولون لخاتم المرسلين : ( روح الله ، آية الله ؟ أو الامام الأكبر ؟ ) لم يقولوا لموسى عليه السلام : ( يا فضيلة الشيخ أو يا قداسة البابا ) بل كانوا ينادونه باسمه فقط : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ) (55) (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا )(61) البقرة ) (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة ).

بالمناسبة : موسى عليه السلام خاطبه ربه جل وعلا ووصفه بما لم يرصف به نبى فى القرآن الكريم . قال له رب العزة جل وعلا:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)  طه )( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ) (144)الاعراف )( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً (53) مريم )، ومع هذا كان قومه ينادونه باسمه : ( ياموسى ) بلا تقديس ولا تعظيم ، أما أصحاب الديانات الأرضية ضحايا الشيطان فيقولون للأفّاكين الدجّالين أتباع الشيطان : ( فضيلة الشيخ ) ( شيخ الاسلام ) ( الإمام الأكبر ) ( سماحة الشيخ ) ( روح الله ) ( آية الله ) ( قداسة البابا ) ( قداستك ) ..الخ

4 ـ أين حُمرة الخجل .!!

اجمالي القراءات 9358