والجهاد الحقيقي - في الإسلام - هو جهاد النفس لا قتل الغير.
إن الإسلام هو دين الأخلاق أساسا

يحي فوزي نشاشبي في الجمعة ٢٨ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أفكـــار للتأمــــل

XII

من أقوال  مفكر:

إن الإسلام  دين الأخلاق أساسا، وإن الجنوح  إلى العمل  السياسي  أخذ  بالأكثر  سهولة والأشد قصوراً، وإن قادة الإسلام السياسي يتعجّـلون الوصول إلى السلطة  فيميلون إلى العمل  المظهري ويقصرون همهم على التربية  السياسية، استهواء  للشباب  واستغلالاً  لهم. والجهاد الحقيقي - في الإسلام -  هو جهاد  النفس لا  قتل الغير، تربية  الضمير لا  تقويض  المجتمع ،  ترفيع  الذات لا  إرهاب الناس، تثقيف  النفس لا  نشر الجهالة.  إنه العمل  البناء  لا  التنادي  بالشعارات،  الفعل  الخلاق لا  التمادي  في  الخلاقات،  التعاون  مع  الجميع  لا التخاصم  مع  الكل.

( من أقوال  المستشار  محمد  سعيد  العشماوي ) – كتاب  معالم  الإسلام –

*** 

* فالطغاة ، إن كانوا  يقبلون الملق  والكذب  على أنهما  ملق  وكذب  فلا  مثيل  لوضاعتهم ،  وإن كانوا يقبلونهما  على أنهما  صدق  وتمجيد  لهم  فلا  مثيل لبلادتهم !

*** 

* إن الثوار والزعماء والمعلمين  هم  جهاز القيئ الذي تتقيأ  به  الجماهير أحزانها  وعدوانها وفحشها وأحقادها  وغباواتها -  تتقيؤها  على  نفسها  وعلى  ما حولها  وعلى ما تمارس  من مذاهب ومعتقدات .

***

* وأما الشجاعة فهي أن تكون جبانا  جدا حتى لا تستطيع أن  تجسر  على عصيان تعاليمك  وتاريخك وطغاتك حينما يدفعون بك إلى أن تقتل  نفسك وتقتل أيضا أبرياء مغلوبين مثلك، دفع  بهم  جبنهم أن يكونوا شجعانا على  قتلك وقتل أنفسهم لأنهم ليسوا  شجعانا  على عصيان تاريخهم  وطغاتهم  وتعاليمهم الآمرة لهم بأن يموتوا دون أن يعرفوا لماذا أو أن يسألوا: ما الثمن. وحينئذ يموتون جبنا وهوانا، يموتون لأنهم لا يستطيعون من جبنهم وهوانهم أن يرف ضوا  الموت.

***

* إن الشجاعة في الأكثر جبن  لا  خديعة ، والخديعة  ليست  إلا  جبنا ما .

***

* وأما رجل الدين فهو الذي يظل يشتم الناس والحياة  لحسابه الخاص، ثم يذهب بطالب الله  والمجتمع  بثمن  شتائمه !

***

* وأما الناس -  كل الناس -  فهم الكائنات التي تقسو عليها الطبيعة  ويقسو  عليها زعماؤها وأربابها فتذهب تـرد على هذه القسوة التي تمارس ضدها بالقسوة على نفسها وعلى جيرانها.

***

* وأما المجد فهو أن يخضع لك الناس أو ضعفاؤهم  أن أن يخافوك أو يخدعوا  بك  أو يتملقوك، أو أن يهتفوا غباء  أو رهبة  لاسمك  أو لموكبك أو لقوتك أو لما يظن فيه ولك من نبوغ أو تفوق أو فضيلة -  هو أن تأخذ  من كرامة  الآخرين  أو من شجاعتهم أو من قوتهم أو مالهم أو من طغيانهم أو من سمعتهم أو من ذكائهم أو من لحومهم ودمائهم لتضيف إلى نفسك، لتكون أعلى منهم زئيرا  وأطول أنيابا وأظفارا.  وأيّ  تشويه لك وللآخرين وعدوان عليك  وعلى  الآخرين  أفظع  من هذا ؟

***

* إنه لا يوجد أشقى أو أجبن أو أضعف أو أشد  خوفا أو أفقد  للمجد  أو لصفات المجد ومزاياه من صاحب المجد ومن الباحث عن المجد، إن امتلاك المجد  كالسعي للمجد كلاهما  ضد  المجد،  كلاهما هوان وذل وتلوث وإسقاط  للكرامة ولجميع الفضائل الإنسانية وتوحش في النفس والعقل والأخلاق، إن فيهما كل معاني الإفتراس والوحشية مع أن فيهما كل معاني السقوط والهوان .

* إن خوف مالك المجد أو سارق المجد على مجده وحرصه عليه يحولانه إلى أضحوكة ومسكنة وافتضاح وضعف مهين، ويجعلانه  أتفه متملق منافق يستحق الرحمة والعزاء  أكثر مما يستحق  الإعجاب والإحترام .

* إن الرجل العظيم لا بد أن يكون أكبر من المجد ومن الإفتتان بغواياته والإستسلام  لشروطه  المهينة  الهابطة  في ثمنها الأخلاقي والنفسي والإنساني.  إن الإفتتان بالمجد والإنطراح على الأرض لالتقاطه من الأسواق ولعقه من التراب ومن فوق الأحذية ومن أفواه الحشرات والجائعين ومن جراحهم الفاسدة سقوط  خطير في رجولة الرجل وكرامته وفي إنسانية الإنسان.

* هل يوجد  من يتعذب  أو يهون أو يخاف أو يتلوث أو يفعل ما ينافي كل مجد  مثلما يفعل من يملك مجداً  أو يبحث عن مجد ؟

*** 

* الزعــيم :  هو الذي يفعل الآخرون ثم  يخطب هو، ويتعذب الآخرون ثم  يخطب هو،  ويحارب الآخرون  ثم  يخطب هو،  فينتصرون فيخطب هو أو  ينهزمون  فيخطب هو – إنه هو الذي  يشكر  نفسه  كلما  أصاب الآخرون  ويحمّل  الآخرين  كلما  أخطأ  هو،  هو الذي  يأمر الآخرين  أن يشكروه  كلما أصابوا هم  وأن  يذموا  أنفسهم  كلما  أخطأ هو،  إنه هو الذي  يمدح  المجتمع  حينما يعني  نفسه  وحينما يبالغ   جدا  في  التغزل بأمجاده  المصابة  بالإغتلام. 

*** 

* ...وأما أطول مسافة بين مكانين  في هذا العالم فهي المسافة الممتدة بين  كلمة  الإنسان  ونيته،  بين  التفسير اللغوي  لما يقول  والتفسير  النفسي  لما يقصد.  إن كل ما في الكون من أبعاد ومسافات  ليموت في البعد  المتطاول بين ما  تقول وما تريد. ... 

*** 

* مشكلتي أنا البرغوث أني أقول الحقيقة وحدها، ولا أستطيع أن أقول  غيرهــا.

ومن مزايانا أو من رذائلنا  نحن  البراغيث، أننا لا نساوي إلا الحقيقة فقط، لا  نساوي أكثر منها ولا غيرها ولا أقل منها، وكذلك  كل الأشياء ما عدا الإنسان- كل الأشياء لا تساوي إلا الحقيقة-  أما الإنسان فإنه يساوي أكثر أو أقل من الحقيقة- يساوي الكذب والمبالغة والتمني والإحتلام  والخيال ومحاربة الحقيقة والهرب منها والتغطية عليها، كما يساوي أيضا  الحقيقة وطلبها.

نحن مثلا نساوي  فيما نساوي الموت !والموت حقيقة، أما البشر فإنهم يساوون الخوف من الموت والتفكير فيه وفيما بعده.

* ... وهل يوجد من يستسلمون للقادة الأغبياء المجانين استسلاما كله هوان وضعف غير البشر؟ أو هل يوجد من يؤمنون بالدعاة المفتضحين العراة إيمانا  كله  بلادة وتعصب  غير الناس؟

***  

* ... هل يحتمل أن يكون أكثر ذكاء من البراغيث أو من أية حشرة  ضئيلة  هؤلاء الناس الذين لم يزالوا منذ  كانوا يساقون إلى الحروب التي لا  يفهمون لها معنى أو تفسيراً ليقتل بعضهم بعضا دون أن يعرف بعضهم بعضا، دون أن يعرف القاتل المقتول أو المقتول القاتل، في وحشية مذهبية أو دينية أو إنسانية لا شبيه لها بين أبلد الوحوش، وفي لذة وحماس وسعادة فيها رقص وموسيقى وأناشيد ضاجة بالغباء؟

*** 

* ... إنك دائما تؤمن بالشئ  ونقيضه ، لأنك قد لقنت هذا أو نقيضه، فهل في هذا أي أسلوب من أساليب الذكاء؟ أو لستَ مبالغا حقا في إطرائك لنسك حينما تصرّ على أنك أذكى من البرغوث أو أنك مساو له  في  ذكائه؟

*** 

* ... هل  يوجد  وعاء تتجمع  فيه على امتداد  التاريخ أجهل الغباوات، ويلقي  فيه جميع المخادعين والوعاظ الجهال كلّ ذنوبهم وهمومهم ومتاعبهم العقلية والأخلاقية دون أن يمتلئ  أو يرفض المزيد غيرك أنت أيها الإنسان العبقري في  ذكائه - هل يوجد وعاء يتقبل ويتسع لكل بصاق الباصقين المصابين بكل الأمراض دون أن يصاب بالقيء أو الغثيان غير الإنسان الذي بتكبـّر على مجرد التساؤل: أيهما أذكى: البراغيث أم البشر؟

***

 

 

 

اجمالي القراءات 12071