التحية بين القرآن الكريم والحديث
التحية بين القرآن الكريم والحديث

لطفية سعيد في الأحد ٢٦ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

يقول الله في كتابه العزيز ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (86) .. النساء .. لم تذكر الآية الكريمة من قام بتحيتك هل هو مسلم أو مسيحي أو يهودي أو بلا دين .. هل هو طويل أو قصير .. هل هو رجل أو أمرأة .. هل هو غني أو فقير هل هو من طبقة النبلاء أو من العامة .. انما ذكرت الذي قام بالتحية بصيغة المبني للمجهول (إِذَا حُيِّيتُمْ) .. بل بالعكس فقد جاءت كلمة تحية ليست معرفة  وهذا دليل على أنه ليس هناك فورمة  أو كلام متفق  واحد وحيد  للتحية .!!.

 كذلك لم تحدد الآية القرآنية نوع التحية هل هي السلام عليكم أو صباح الخير أو عمت مساءاً أو جودمورننج أو حودافتر نون .. أو حتى العواف..  فحسب ثقافة كل شخص ولغته وعاداته وتقاليده يقوم بتحيك .. وحسب عاداتك وتقاليدك وثقافتك ترد بمثلها أو بأحسن منها .. حيث  أن الشخص الطبيعي الذي يرد التحية أما أن يرد بالمثل أو بأحس منها ..  وانظر حولك ستجد هذا في كل الثقافات والأعراق والأديان .. هذا يجعل المجتمع المسلم لا يعج بجلاحف البشر الذي ساهم في تكوينهم امثال هذه الأقوال المنسوبة زورا وبهتانا للنبي محمد ً (حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه قال وفي الباب عن بن عمر وأنس وأبي بصرة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح)

  فهذا القول الذي يستطيع أن يدمر البشرية جميعاً ويقسم المجتمعات حسب دينهم ويأمر المسلم أن لا يبدأ بالسلام .. وأن يضيق الطرقات على غير المسلم سواء مسيحي أو يهودي  ويضطرهم إلى أضيقه .. أي أن غير المسلم يعيش منبوذا مذلولاً ..

هذا هو القرآن الذي يبني دولة تتسع للجميع وأن يأمن كل فرد فيها على نفسه وماله وعرضه وأن يعيش في حرية وعزة وكرامه .. وبين نصوص

 اخترعها من لا يؤمنون بالقرآن تدعو للفرقة والحروب والكراهية .. فعلى المسلم أن يختار لنفسه في أي صف يقف ، . ويقف امام آيات الله ليعرف ما يجب عليه فعله يقول الله تعالى :"  قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)

ودائما صدق الله العظيم  

اجمالي القراءات 8979