تقرير الحالة العسكرية للنظام السوري
تقرير الحالة العسكرية للنظام السوري بعد 1000 يوم من الحرب (نقلا عن موقع كلنا شركاء)

محمد مهند مراد ايهم في الخميس ١٦ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

تقرير الحالة العسكرية للنظام السوري       

  بعد 1000 يوم من الحرب     

 

مدخل:

اعتمدت أرقام ونسب تقريبية في هذا التقرير، بمعدل خطأ مسموح في التقدير + %5 / ــ % 5 على الأكثر في الزيادة أو النقصان، لإعطاء الرأي العام صورة موضوعية، تقريبية، مهنية ،مدعمة، بملحق رسوم بيانية، وفكرة شاملة مع بعض التفاصل عن الحقائق المرعبة ،ومدى خطورة الأوضاع التي آلت إليها المؤسسة العسكرية الرسمية بعد حرفها عن مسارها الوطني، وهي المؤسسة العسكرية التي أسسها البطل الشهيد يوسف العظمة أول وآخر وزير دفاع عربي يستشهد للدفاع عن أرضه وبلده.

 

علماً أن حافظ الأسد، ومنذ وصوله  للسلطة عمل ضمن خطة ممنهجة، ومدروسة، للتلاعب في تركيبة الجيش ( مستغلاً البعد الوطني للخطوة التي قام بها الزعيم الوطني أكرم الحوراني الذي فتح أبواب الجيش أمام أبناء الفقراء والفلاحين، مما فتح الباب عريضاً خاصة أمام أبناء الأقليات) وترجيح كفة الموالين له من أبناء الساحل* لضمان بقائه في السلطة، وضمان توريث السلطة من بعده، بل تعمد الأسد فتح الباب لدخول أبناء الساحل، والأقليات، و التضييق على باقي فئات المجتمع السوري.

 

ولضمان إحكام السيطرة على الجيش والأمن، ومؤسسات الدولة ، قام الأسد بتوريط العديد من العسكريين المحيطين حوله بالفساد، لضمان ولاءهم الأعمى والمطلق، وكان لأحداث الثمانينات ،ومجزرة حماة، الدور الأساسي في توطيد حكم عهد الأسد (الأب ومن ثم الأبن) في جمهورية الرعب على مدار أربعة عقود ونيف.

 

إن الهدف من التقرير هو إعطاء الصورة الحقيقة ،لواقع سورية اليوم، وهي حقائق صادمة ،ومريعة ومخيفة ،فما يدمر من طائرات، ومدرعات، وعتاد ،وبنى تحتية، ومبان ،وأملاك عامة ،أوخاصة هي ملك السوريين بكل مكوناتهم، والدماء التي تهدر دماء سورية ،ومن يقتل من المعارضة أو النظام هو سوري . يجب أن نعمل جميعاً لمنع إراقة دماء السوريين، ومنع قتل أبنائنا وإعادة المؤسسة العسكرية ،لمسارها الوطني الصحيح ،والرضوخ لمطالب الشعب السوري العظيم.

فهد المصري ـ المتحدث الإعلامي

مسؤول إدارة الإعلام المركزي

بعد 1000 يوم من الحرب: الحالة العسكرية للنظام

ملاحظات

العدد التقريبي أو النسبة المئوية

التوصيف

 

منهم 6000 ضابط ـ 7500 صف ضابط ـ 175.500 مجندين وأفراد ومن كل الطوائف.

189.000 عسكرياً أي 61  % من عدد الجيش النظامي.

عدد مذكرات البحث لدى جهاز الأمن العسكري  تتضمن : منشقين ـ متخلفين أو فارين مكلفين أو مجندين .

1

 

 

من كل الطوائف.

170.000 مجند أي 55 % من مجموع الجيش النظامي.

عدد المكلفين المتخلفين والفارين عن الخدمة العسكرية ـ أو ـ مطلوبين للخدمة الاحتياط.

2

من كل الطوائف.

بحدود 3000 ضابط.

عدد الضباط المنشقين الموجودين في مخيمات خاصة في تركيا والأردن.

3

من كل الطوائف.

بحدود 3700 ضابط .

عدد الضباط المنشقين الموجودين في الداخل السوري والضباط المتعاونين بشكل كامل مع الثورة من غير المنشقين.

4

وجلهم من الحرس الجمهوري وقوى النخبة من أبناء الساحل * .

 

لايتجاوز40.000 عسكرياً  على الاكثر أي 13%.

عدد العسكريين المقاتلين المتبقين لدى الأسد الذين يعتمد عليهم  بشكل كامل.  

5

من كل الطوائف.

38.000 عسكرياً.

عدد العسكريين المتبقين و غير المشاركين بالقتال الذين لا يستطيع النظام الزج بهم في المعارك خشية انشقاقهم بشكل جماعي.

6

غير المنشقين بحدود 24000 عسكري برتبة ضابط أغلبهم من أبناء الساحل*.

 

منشقين 23%

%70  غير منشقين

7 % إما قتيل أوجريح أو معتقل أو فار.

نسبة الضباط غير المنشقين لدى النظام ونسبة الضباط المنشقين من العدد الكلي للضباط.

7

جلهم من المجندين إما قتيل مدفون في مقابر جماعية أو معتقل أو مجهول المصير.

يتجاوز 60.000 مفقود

أي19% من الجيش النظامي .

عدد المفقودين من العسكريين.

8

من بينهم 145 ضابط من أبناء الساحل*.

يتجاوز  3050 ضابط معتقل.

عدد العسكريين من الضباط المعتقلين في السجون والمعتقلات العسكرية والأمنية  لرفضهم الأوامر ضرب المدنيين .

9

من كل الطوائف.

يزيد عن 4500 صف ضابط معتقل.

عدد العسكريين من صف ضباط معتقلين في السجون والمعتقلات العسكرية والأمنية  لرفضهم الأوامر ضرب المدنيين .

10

من كل الطوائف.

65.000 عسكري.

عدد المعتقلين من المجندين والمكلفين المتخلفين في السجون والمعتقلات العسكرية والأمنية.

11

من بينهم 68000 قتيل من أبناء الساحل* أي 51 %من عدد القتلى.

تجاوز 135.000 قتيل

من الجيش والأمن.

عدد القتلى من الجيش النظامي والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية.

12

من كل الطوائف.

ما بين 40 إلى  50 شهيد يومياً.

عدد القتلى يوميا من العسكريين تحت التعذيب في السجون والمعتقلات العسكرية والأمنية يدفنون في مقابر جماعية كأرقام  وليس بأسمائهم.

13

منهم ما بين 90.000  إلى 100.000 من أبناء الساحل *

أي بحدود  76% من عدد الجرحى والمشوهين والمعاقين التابعين للجيش والأمن واللجان الشعبية والشبيحة.

مابين 125.000  إلى   130.000 جريح ومشوه  ومعاق .

عدد الجرحى والمشوهين والمعاقين من الجيش النظامي والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية واللجان الشعبية والشبيحة .

 

 

 

 

14

هؤلاء هم الأكثر عرضة للقتل كون أغلبهم من المدنيين اتبعوا دورات سريعة على استخدام الأسلحة الخفيفة.

لا يتجاوز 45.000  عنصراً.

تعداد من تبقى من جيش الدفاع الوطني ـ اللجان الشعبية ـ الشبيحة .

15

بحدود 60 % منهم مدنيين مرتزقة تلقوا تدريبات عسكرية  على فترات قصيرة ومحدودة  في العراق ـ إيران ـ لبنان ـ سورية.

تجاوز  40000 مقاتل.

عدد المقاتلين غير السوريين الذين يقاتلون إلى جانب النظام من المرتزقة الشيعة المتطرفين.

 

 

16

كان تمتلك سورية 340 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة و حوامة والعدد المتبقي 63 طائرة من كل الأنواع و 25 طائرة نقل و حوامات غير قتالية وطائرات استطلاع دون طيار وبحدود   30 % خارج الخدمة لأسباب تقنية وفنية وأعطال.

  277  طائرة وقسم منها دمر على الارض في العنابر على أرض المطار.

ـ عدد الطائرات المدمرة : طائرات مقاتلة ومقاتلة قاذفة وحوامة تم ترقينها** ومن ضمنها

: خلال ثلاث سنوات وقعت حوادث فنية وتقنية بطائرات من أنواع متعددة  أدت إلى تدميرها بشكل كامل أو جزئي وتم ترقينها.

خلال عام  2013  وقع 18 حادث .

خلال عام  2012 وقع  14 حادث.

خلال عام 2011  وقع  12 حادث.

17

 

 

ـ نتحفظ عن ذكر تفاصيل.

 

 

ـ مطار الثعلة العسكري في السويداء معطل ومن دون طائرات ويعتبر حالياً خارج الخدمة ويستخدم ثكنة عسكرية.

  7 مطارات.

عدد المطارات العسكرية التي أصبحت خارج الخدمة أو ساقطة أو محاصرة  وهي :

مطار منغ /حلب

ـ مطار كويرس/حلب

ـ  أبو الضهور/إدلب

ـ مطار دير الزور/ دير الزور

ـ مطار الضبعة/حمص

ـ مطار ومقر قيادة إدارة الاستطلاع الجوي في مرج السلطان / دمشق.

ـ مطار الثعلة العسكري ـ السويداء

18

كانت تمتلك سورية 3600 ومن مختلف الأنواع و تبقى منها بحدود 1400 ـ هناك بحدود 20% منها خارج الخدمة بشكل جزئي لأسباب تقنية وفنية اعطال جزئية.

2200

العدد المدمر بالكامل أو بشكل جزئي ـ خارج الخدمة تم ترقينها من المدرعات  دبابات ـ ومدرعات أخرى ومن مختلف الأنواع ـ ناقلة جند ـ آليات عسكرية مختلفة الخ ..

19

تتركز على المنطقة الشمالية ـ المنطقة الشرقية  ـ المنطقة الجنوبية و تشمل العاصمة ـ الدفاع الجوي في المنطقة الوسطى بشكل جزئي ـ

في منطقة الساحل بالخدمة بشكل كامل.

65%

نسبة الدفاع الجوي وتشمل محطات الرادار/ قواعد صواريخ   مدمر بشكل كامل أو جزئي ـ خارج الخدمة.

20

نتحفظ عن ذكر تفاصيل.

55%

نسبة قوى الدفاع الجوي خارج الخدمة.

21

 

65%  

نسبة البنى العسكرية المدمرة بشكل عام بما فيها العتاد والأطقم .

22

46% بشكل كامل تحت سيطرة الجيش السوري الحر.

10% مناطق منها تحت سيطرة الحر ومناطق أخرى قوى متفرقة.

13%  تحت سيطرة الحر ليلاً والنظام نهاراً وهي ساقطة عسكرياً من وجهة نظر الطرفين.

69%

نسبة المساحة الجغرافية التي خرجت عن سيطرة النظام.

23

تتضمن المباني والتجهيزات والعتاد والأطقم والآليات.  

مابين  65 %  إلى 70%

نسبة البنى الأمنية المدمرة بشكل عام أو أصبحت خارج الخدمة.  

24

مصطلحات :

* أبناء الساحل = أبناء من الطائفة العلوية.

** تم ترقينها = تم تسجيلها رسمياً أنها أصبحت خارج الخدمة.

يرجى فتح الملف المرفق للإطلاع على الرسوم البيانية

اضاءات على الأزمة:

ـ شكلت مأساة أطفال درعا ،واقتلاع أظافر بعضهم، وسلخ جلد الطفل “حمزة الخطيب ـ أيقونة الثورة السورية”  المحطة الأساسية التي فجرت  بركان الغضب، والاحتقان الشعبي الضامر منذ عقود، فاتسعت دائرة الاحتجاجات.

ـ استمرت الثورة السورية سلمية بشكل كامل لمدة سبع أشهر تقريباً.

ـ كان الحل السياسي للأزمة ممكناً في بداية الثورة، لكن النظام  كان يعتقد  بنجاعة الحل الأمني والعسكري، بناء على تجربته في حقبة الثمانينات الدامية ومجزرة حماة 1982 وأن عوامل وأسباب نجاحه في حماة، ستكون أسباب وعوامل نجاحه في 2011 ،وكان يعتقد أنه قادر على إخماد الثورة خلال أسابيع ،وكان يقول الأسد للقادة العسكريين المقربين منه المعترضين على الحل العسكري، بأن لديه الغطاء والضوء الأخضر.

ـ  شكل انحياز الجيوش في تونس ومصر إلى جانب الشعب، قلقاً لدى النظام من ردة فعل العسكريين على استخدام العنف ضد المدنيين العزل ،رغم معرفة النظام السوري لماهية وتركيبة المؤسستين الأمنية والعسكرية ،التي ركبها حافظ الأسد حسب مقاس ومصالح آل الأسد.

ـ ـ دفعت إيران وحزب الله، النظام السوري لاستخدام أقصى أنواع العنف، لقمع الثورة بناء على التجربة الإيرانية، في قمع الاحتجاجات الشعبية ،و لاعتقادهم أنهم قوة لا تقهر.

ـ ساهمت إيران وأدواتها وعلى رأسها حزب الله، في المشاركة في قمع الاحتجاجات منذ الأسابيع الأولى للثورة، حيث تم تسجيل وجود قناصة إيرانيين، ومن حزب الله ـ تعزيز وجود الخبراء الأمنيين والعسكريين لدى رئاسة الجمهورية، وفي المرافق الحيوية، والعسكرية، والأمنية الأساسية.

ـ بدأت الأعمال العسكرية في ضرب الاحتجاجات بشكل تصاعدي: استخدام الرصاص الحي ـ الذخائر الحية ـ المروحيات ـ المدرعات ـ المدفعية ـ راجمات صواريخ ـ الطائرات الحربيةـ براميل متفجرة ـ قنابل عنقودية وفراغية والفوسفورية ـ صواريخ سكود ـ السلاح الكيماوي ـ  إلى جانب استخدام سياسة الأرض المحروقة ، إحراق حقول ، ومحاصيل زراعية ـ إحراق غابات.

ـ استهداف المدنيين أيضاً بدأ بشكل تصعيدي تدريجي : مضايقات واعتقالات ـ إعدامات ميدانية ـ تهجير وتشريد ـ تدميرالأحياء السكنية وقصف مدن وبلدات وقرى.

ـ سعى النظام وأدواته في محاولات حثيثة إثارة النعرات الطائفية : بين جبل الدروز وسهل حوران في الجنوب السوري (الدروز والسنة) ـ بين السنة والعلويين (حمص وريفها ـ حماة وريفها ـ منطقة الساحل) ـ بين الشيعة والسنة (إدلب وريفها ـ حلب وريفها) ـ الاعتداء على المساجد (تمزيق وإحراق مصاحف ـ كتابة شعارات تؤله الأسد ـ السجود للأسد) ـ  بين السنة والمسيحيين (الاعتداء على كنائس وأديرة ـ الاغتيال والاعتداء على رجال دين واختطاف مطارنة).  

ـ تزامنت الأعمال العسكرية مع إطلاق سراح، وبشكل تدريجي لسجناء محكومين بالسجن لفترات طويلة ،على ذمة قضايا جنائية للقيام بمؤازرة الأجهزة الأمنية ووحدات عسكرية في قمع الاحتجاجات وارتكاب جرائم مختلفة.

ـ قام النظام في شهر حزيران/يونيو 2011 بعد أقل من ثلاثة أشهر من الثورة،  بإطلاق سراح قرابة 1500 معتقل إسلامي ومتطرف، من سجن صيدنايا العسكري، ومن فرع فلسطين منهم قرابة 500 معتقل محسوبين على تنظيمات، وتيارات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة وأخواتها.

ـ بدأت الأجهزة الأمنية منذ الأشهر الأولى للثورة، بالإشراف على تنفيذ عدة تفجيرات في مناطق سكنية ،وضد بعض المرافق الأمنية ـ  مراكز تابعة لحزب البعث .. الخ ،والترويج الإعلامي عن قيام مجموعات إسلامية إرهابية متطرفة، بهذه التفجيرات والجرائم ، وبدأ يظهر عبر إعلام النظام اسم تنظيم جبهة النصرة.

ـ  بالتزامن مع الانشقاقات في الجيش النظامي،  بدأ وسعى النظام السوري، بالتعاون مع إيران وحزب الله، بالعمل على عسكرة الثورة، لخلق الأسباب والمبررات، عن قيامه بالقتل والتدمير ،حتى اتسعت دائرة العسكرة إلى مستوى يفوق المطلوب، فكان  قرارهم التصعيد عبر أسلمة الثورة، و أنها عبارة عن  مجموعات من عصابات إرهابية، إسلامية ، تكفيرية، عبرت الحدود.

ولجذب مقاتلين عرب، وأجانب ،وجهاديين من الخارج، كان لا بد أيضا من إعطاء تحفيزات طائفية ،عن دخول حزب الله، ومن ثم مقاتلين شيعة من العراق، ومناطق مختلفة ،وبقوة إلى ساحة الحرب.

ـ لضمان استمرار صمت المجتمع الدولي عن الجرائم، والمجازر، التي ارتكبها النظام كان لا بد من إيجاد مبرر قوي، للاستمرار بالقتل والتدمير، ومحاولة استعادة السيطرة على المناطق، التي بدأ يفقدها، فعمل على زرع تنظيم القاعدة في محافظة الرقة، التي انسحب منها وسلمها لما سمي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش ، وتم تدعيم داعش ،بمقاتلين جدد ،من تنظيم القاعدة، ساهمت المخابرات الإيرانية، وحكومة المالكي بتهريبهم من سجن أبو غريب في العراق، وساعدتهم للوصول إلى سورية.

ـ استخدمت داعش ،والتنظيمات المتطرفة أسلوباً للتمكن من التمركز في الشمال السوري، عبر الدخول تحت يافطة الدين، والدفاع عن السنة، وعبر تقديم بعض خدمات الإغاثة، والمساعدات الإنسانية، لكن سريعاً ما انكشفت أجندتها، وأنها تعمل لمصلحة النظام السوري وإيران، بغية تشويه الإسلام السني ،و صورة الثورة، والجيش الحر، ومنح النظام السوري كل الأسباب، لاستعادة السيطرة ،وزمام الأمور، والقضاء على الثورة.

ـ على اعتبار الجيش السوري الحر ،جيشاً ثورياً ،غير منظم ،ولا يمتلك قيادة عسكرية مركزية موحدة، ويختلط فيها المقاتلون العسكريون والمدنيون، تمكن النظام السوري، وأجهزته الأمنية ،وحزب الله ،من اختراق العديد من القوى العسكرية، والثورية السورية، وغير السورية، وزرع العديد من عناصرهم.

ـ العديد من القوى الإقليمية والدولية، لا تريد ، بل تخشى انتصار الثورة السورية، وكان الموقف الدولي، يتماشى مع هذه المواقف والخشية والتردد، فكان أن اكتفى الموقف العربي والإقليمي والدولي تجاه الأزمة، ببيانات الإدانة ،والشجب، والاستنكار، ودون أي جهد حقيقي، لحماية المدنيين ،ووقف عنف وإرهاب النظام ،بل وحتى تقديم أقل من الحد الأدنى في إغاثة ومساعدة اللاجئين في دول الجوار، وكما صنعت بعض القوى نكبة الشعب الفلسطيني، صنعت نكبة الشعب السوري.

ـ سعت قوى دولية إلى استثمار الملف السوري ،في قضايا ،وملفات لاعلاقة للشعب السوري، و لثورته بها، وعلى حساب دم  السوريين (الغرب والملف النووي الإيراني ـ ملف الدرع الصاروخي في البلقان ـ ملف حزب الله ـ ملف حركة حماس ـ الملف الفلسطيني ـ الملف العراقي ـ الملف اللبناني ..الخ).

ـ عدم رغبة قوى إقليمية ،ودولية ،بإنهاء الأزمة ،وإيجاد الحل دفع لإنشاء ،وتشكيل ماسمي بالمجلس الوطني ،و إنشاء هيئة أركان للجيش السوري الحر،من قوى عسكرية، لا تمتلك أي نفوذ عسكري على الأرض، ومن ثم ائتلاف لقوى المعارضة ،وكلها تشكيلات هلامية ، ليس لديها جذور على الأرض، ومن خارج رحم الثورة، وخارج الأجندة الوطنية، تحركها مصالح صانعيها، ممايعني أن مايسمى المجتمع الدولي، لا يريد اسقاط النظام، بل ربما رحيل رأس النظام، وعدد من أركان حكمه فقط، وتعديل، وتجميل، سلوكيات النظام.

ـ إن تحريك النظام لقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش مؤخراً ،للاعتداء على الأهالي، والقيام بممارسات وجرائم ضد الثوار والمدنيين،  وقبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2  ،بهدف دفع الراعي الأمريكي ـ الروسي، للتركيز على أن الأولوية هي لمحاربة الإرهاب، وليس لتغييرات سياسية في النظام، أو الدخول في المرحلة الانتقالية ،وأنه إما الأسد، وإما الخراب، والإرهاب.

ـ نجحت القوى الإقليمية والدولية ،في مواقفها وترددها وصمتها ،بدفع الأسد لتدمير جيشه، وبلاده ،وتشريد شعبه.

ـ نجحت القوى الإقليمية والدولية نتيجة مواقفها، وفي فترة زمنية قياسية ،من تحويل حزب الله من صديق وحليف للسوريين إلى عدو أول للسوريين والعرب والمسلمين، وأن يفقد الحاضنة السنية في سورية، وفي العالم العربي والإسلامي، نتيجة تورطه في قتال الشعب السوري، وارتكابه الخطيئة التاريخية القاتلة، بتحويل مسار البندقية ،واستنزاف قدراته العسكرية والبشرية.

ـ كانت معركة القصير، التي خاضها حزب الله، بمثابة صك وفاته على الصيعد الأخلاقي والسياسي والمستقبلي،  وحزب الله انتهى كقوة عسكرية ضاربة، والمرجح إعادة رسم شكل، وملامح حزب الله ،على أسس ،ومسارات جديدة، دون أذرع عسكرية

وخروج وجوهه القيادية المعروفة، من المعادلة ،وإعادة ترتيب البيت اللبناني.

ـ  نجحت  القوى الإقليمية والدولية، وبعد استخدام الأسد للكيماوي، من إركاعه، ودفعه لتسليم جزء من ترسانته الكيماوية التي كان يفترض أن تكون، سلاح ردع ،وتوازن إقليمي.

ـ طيلة فترة 1000 يوم من الحرب، استغلت قوى إقليمية ودولية الأزمة السورية، لسحب الأوراق الإقليمية، المكلف بها نظام الأسد (الأب ثم الابن) لإعادة توزيعها من جديد، ورسم المسارات، بناء على التوازنات الإقليمية الجديدة، بعد أن تحولت سورية إلى دولة فاشلة.

ـ حالة الجمود ـ الستاتيكوـ الموجودة بين النظام ،والمعارضة السورية المسلحة، أمر فرضته بعض القوى الإقليمية والدولية، التي تريد الاستمرار باستثمار الملف السوري، والتي لا تريد انتصار النظام، ولا هزيمة المعارضة، بل استمرار استنزاف قوى، وطاقات  كل الأطراف المتصارعة على الأرض، بعد إدخال عناصر خارجية، بغية تصفيتها على الأرض السورية ،وعلى حساب دماء، و أمن ،واستقرار السوريين.

ـ إن الوصايات الخارجية ،والمال السياسي، لعب دوراً  سلبيا أساسيا، في  أداء وسلوكيات المعارضة ،وحرف مسار الثورة.

ـ على الجميع ألا يسألوا لماذا لم تنتصر الثورة  السورية حتى الآن، بل عليهم أن يفكروا، كيف تمكن السوريون، من الصمود1000 يوم ،ومازالوا مستمرين بالصمود.

من نتائج 1000 يوم من حرب النظام على الشعب السوري:

ـ وصول سورية إلى أعلى ،وأقصى ،درجات الخطر ،مما يهدد وحدتها الوطنية ،والترابية.

ـ استنزاف القدرات، والإمكانيات ،والخبرات العسكرية، والبشرية السورية ـ تدمير الجيش العربي السوري .

ـ حول الأسد، والدائرة المصغرة حوله ، قسم من العسكريين، إلى عصابات من القتلة والمجرمين، يقتلون أهلهم وأبنائهم، ويدمرون مدنهم وبلداتهم وقراهم.

ـ حول الأسد المؤسسة العسكرية والأمنية ،من مؤسسات يفترض أنها لضمان أمن الوطن والمواطن، إلى تنظيمات وميليشيات مسلحة ،لضمان بقائه في السلطة، والسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية.

ـ التفريط بالسيادة الوطنية ، و تغلغل إيران ،وأدواتها ، لصالح مشروعها الإقليمي.

ـ جعل من سورية ، قبلة للمقاتلين العرب والأجانب ،والتنظيمات المسلحة غير السورية و،على رأسها القاعدة وأخواتها.

ـ جعل سورية بؤرة للعنف، و الإرهاب ،والتطرف.

ـ إطلاق سراح قتلة ومجرمين.

ـ إطلاق سراح إرهابيين ،ومتطرفين من السجون السورية.

ـ إطلاق يد عصابات الشبيحة ،للقيام بجرائم الاغتصاب و السرقة ،ونهب الممتلكات الخاصة ،وإنشاء ما سمي “أسواق السنة”

ـ عودة  شياطين جماعة الأخوان “المسلمين” للتغلغل في سورية ،وزرع أذرع عسكرية لهم.

ـ ضربات موجعة وقاسية للمدنيين ا،لذين تشرد أكثر من نصفهم ب،ين نازح ولاجئ و،دمار مدن وبلدات وقرى و،أحياء بأكملها ،ودمار البنى التحتيتة.

ـ تشريد قرابة نحو 10 ملايين مواطن ،بين لاجئ ونازح ـ تشتيت شمل الأسر.

ـ حصار وتجويع مدنيين.

ـ مجازر وحشية بشعة.

ــ مقابر جماعية

ـ قتل ،وتجويع ،واعتقال ،وحصار أهلنا من اللاجئين الفلسطينيين.

ـ تعريض المواطنين السوريين، للإذلال في بعض دول اللجوء.

ـ اختطاف ـ  قتل ـ اعتقال رجال دين ـ أطباء ـ صحافيين ـ عاملين في حقل الإغاثة.

ـ  تهديد التعايش والسلم الأهلي ـ اعتقال ـ قتل ـ جرح ـ إعاقة ـ  قرابة مليون مواطن.

ـ حرمان قرابة ثلاثة ملايين طفل ،من التعليم للعام الثالث على التوالي.

ـ استخدام أسلحة محرمة دولياً ،ضد المواطنين المدنيين العزل ،وعلى رأسها السلاح الكيماوي ،وصواريخ سكود.

ـ توسيع خطر السلاح الكيماوي ،الذي عبر الحدود ،عبر تصدير شحنات منه إلى لبنان ـ حزب الله وإلى إيران.

ـ قصف المدن، والبلدات، والقرى ،والأحياء السكنية ،بالصواريخ والبراميل المتفجرة ،والمدفعية الثقيلة.

ـ الإساءة للعلاقات  السورية، مع دول الجوار ،ولعلاقات سورية الدولية ،والإقليمية ،والعربية.

ـ سرقة آثار ،وتدمير العديد من المواقع الأثرية ،والتاريخية، بشكل جزئي أو كلي.

ـ التسبب بانهيار الاقتصاد ،والليرة السورية ،وغلاء المعيشة ،وارتفاع الأسعار

ـ تدمير الصناعة السورية ـ فرار الرساميل والتجار ورجال الأعمال. ـ تدمير غابات وحقول ومحاصيل زراعية.

الخلاصة:

ـ تفكك وانهيار  75% تقريباً بشكل تدريجي متسارع للمؤسستين العسكرية والأمنية .

ـ لن يتمكن الجيش النظامي من الصمود لفترات طويلة ،رغم كل الدعم الإيراني ـ الروسي.

ـ إن تفكك، وانهيار ماتبقى من المؤسسة العسكرية، مسألة أشهر معدودة فقط، تطول أو تقصر عدة أسابيع ،و حتماً ليس لسنوات،  والأمر مرهون، بالتطورات الميدانية، والعسكرية، والسلاح الذي يمكن أن يحصل عليه  الجيش الحر، والقوى المسلحة الأخرى، إما من بعض الداعمين، أو من مستودعات الأسلحة ،والذخائر ،التي يمكن اغتنامها.

ـ لولا التعزيزات العسكرية ،والبشرية لحزب الله ،والدعم الإيراني، لكان السقوط الحتمي للنظام ممكناً ،مابين شهر آذار/مارس وحزيران/يونيو2013.

ـ لولا تدخل قوى غير سورية (إيران وأدواتها) لسقط الأسد ،وحكمه قبل عام على الأقل.

ـ من يقود الحرب في سورية، الخبرة العسكرية، والأمنية، الإيرانية ـ الروسية.

ـ إن المنظومة العسكرية السورية، منظومة دفاعية، وليست هجومية، مبنية بشكل شبه كامل على التسليح الروسي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي، مما يعني أن المنظومة العسكرية السورية متقادمة، قسم كبير منها خارج الخدمة ،بشكل كامل أو جزئي، نتيجة نقص قطع الغيار، أو التصليح والصيانة، أو انتهاء صلاحياتها العسكرية، وعمد النظام لتغطية الفجوة في تخلف وتقادم منظومته العسكرية، إلى الاعتماد على تطوير منظومة الصواريخ، بالتعاون مع إيران.

ـ لا يمكن مقارنة الدعم العسكري والمالي الكبير، الذي يتلقاه النظام، بالدعم المحدود الذي يتلقاه الجيش السوري الحر، فالنظام لديه حلفاء، يمدونه بكل أسباب القوة ،وأنواع الدعم ،في حين أن الجيش السوري الحر، لا يتلقى سوى الحد الأدنى، من الحد الأدنى، من مقومات الصمود، وليس الانتصار.

ـ لا يمكن مقارنة الدعم المحدود الذي يتلقاه الجيش الحر، بالدعم الكبير، الذي يتلقاه سراً، من النظام السوري وإيران، قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش ،وقيادات من جبهة النصرة.

ـ لا يمكن مقارنة الدعم العسكري المحدود، الذي يتلقاه الجيش السوري الحر، بالدعم العسكري والمالي، الذي تتلقاه جماعة الأخوان المسلمين في سورية، لتعزيز بناء أذرعها العسكرية.

ـ مع انهيار المؤسسة العسكرية الرسمية ،دخلت سورية تحت الوصاية الخارجية، لفقدانها المقومات الصلبة للاستقرار (الجيش ـ الأمن ـ الاقتصاد ـ الشرعية الدولية) وافتقاد القرار الوطني، وارتهان سورية للخارج.

ـ لن يعود الجيش لسابق عهده، وسينشأ بعد نهاية عهد الأسد، جيش ضعيف، لا يمتلك سوى مقومات ضبط الأمن الداخلي، وحماية أمن الحدود.

 

التوصيات:

ـ  إن لم يكن هناك حل سريع لإنقاذ سورية، فإن تفكك، وانهيار ما تبقى من المؤسسة العسكرية ،بشكل كامل أمر حتمي، ومما ينذر بانهيار ماتبقى من مؤسسات رسمية، وسيتحول قسم من العسكريين الموالين، إلى قادة لعصابات طائفية مسلحة، والدخول في الفوضى العارمة.

ـ  إن الحل السياسي ،هو الحل الوحيد الممكن للبدء  بالخروج من نفق الأزمة  ،ووقف دوامة العنف ،وسيول الدماء .

ـ  إن رحيل بشار الأسد، والدائرة المصغرة،  المحيطة به ، عن السلطة، ممن أعطوا  أوامر القتل والتدمير،  هو  الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به الشعب السوري ،كمخرج في المرحلة الحالية.

ـ إن رحيل بشار الأسد، والدائرة المصغرة ، المحيطة به  عن السلطة، الضمانة الوحيدة ، لمحاربة الإرهاب،  والتطرف ،بشكل فاعل  ،ومحاربة وتفكيك العصابات الإرهابية ،وعودة الأمن ،والاستقرار الوطني ،والإقليمي ،والعربي ،والدولي.

ـ إن مغادرة التنظيمات المسلحة غير السورية، للأراضي السورية، وعلى رأسها حزب الله ـ  الميليشيات العراقية الشيعية المتطرفة ،هو الضمان، لرحيل كافة المقاتلين العرب ،والأجانب ،والمرتزقة .

ـ إن الشروع بتحقيق  التوصيات السابقة، كفيل بعودة اللاجئين والنازحين، بشكل تدريجي، إلى مدنهم وقراهم،  وبناء مخيمات داخل الأراضي السورية، كحلول مؤقتة ،بالتزامن مع بدء عمليات البناء .

ـ دعم البديل ،الذي تبنته القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري ،عبر تأسيس مجلس رئاسي مشترك ،من قادة عسكريين ،ومن عدد من المدنيين، ومجلس أعلى للأمن والدفاع، لإعادة هيكلة الجيشين الحر، والنظامي، والمؤسسة الأمنية على أسس وطنية ،تعاونهم حكومة خبراء ،لقيادة المرحلة الانتقالية.

اجمالي القراءات 14717