ماهـــيــة " السنـــة و الحـــديـــــث " في القــــرءان
* الحدـــــث والسنــــة في كـــتـاب الله *

عبد الرحمان حواش في الأحد ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

*  الحديث  والسنة  في  كتاب  الله  *

*  إفتراء  الكذب  على  الله  *

 

ــ توكلت على الله -  سبحانه  وتعالى -  وعزمتُ  أن  أبعدَ  اللـّبس، عن دين اللهالقويـم

- أولا- ، ثم  عن الذين لا يزالون يعتقدون، أن السنة !والحديث !  المفتريــين على الله، وعلى رسوله ، أنهما من شرع الله !وأساس دينه القويم !

ــ ( وأن هــذ اصراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفـرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم  به  لعلكم  تتقون )الأنعام 153.

ــ ( وأن هــذا ...)، كتاب الله المبين. ولا  تقـــوى !دون اتباع، صراط اللهالمستقيـــم ،

( كتاب الله المبين) الذي هو صراطه المستقيم.

ــ ولولا  قول الله -  تبارك وتعالى، عمّا يصفون -  في سورة البقرة 159-160 : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى... أولئك  يلعنهم الله  ويلعنهم  اللعنون  إلا الذين  تابوا وأصلحوا وبينوا ...) . ( ... ومن يلعن  الله  فلن  تجد  له  نصيرا ).

ــ لولا  تلكم الآية،لما تصدّيت إلى موضوع خطير، كهذا !-  خاصة -  بالنسبة للذيـــــــن

( وإذا قيل  لهم  اتبعوا ما أنزل  الله قالوا بل  نتبع ما ألفينا عليه ءاءنا أو لو كان ءاباؤهم  لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )البقرة 170.

ــ قسّـمتُ المــوضوع  إلــى 16 قسمـة، أوجزتها  أيّــما إيجاز، وبكل اختصار، ووضــوح  

-  حسب  تدبّـري -  الخاص لكتاب الله المبين -  أردت  بذلك -  إجلاء  السفسطة التي نـُسجت حولهما ( الحديث، والسنة ). ونفض الغبار، الذي تراكم على ءاياته  البينات !

ــ أرجو-  فقط -  من القارئ  الكريم، أن يركـّـز ذهنه في قراءتها  بإمعان، ويعيد  قراءتها،   حتى  لا  يبقى أيّ  لبس  في  ذهنه. غفر الله  لنا  جميعا.  ءامين .

ــ حفظ  الله  كتابه الحكيم ( القرءان المبين ) من أيّ  زيادة،  أو نقصان، ومن أيّ  تبديل وتغيير: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).  نحن:  الجلالة  والعظمة.

ــ وأما الكتب الأخرى،  المنزلة من قبل، فلم يبق منها شئ !فكلها - اليوم -  افتراء وتحريف ، وهي من إملاء  البشر،  وذلك بأدلة كثيرة من كتاب الله. بـيّـنتُها  -  سابقا -  .

ــ وصدق الله العظيم ، إذ  جعلها ( الكتب المنزلة ) من أول الأمر، غير محفوظة من الله، إنما كـلـّف أهلها (الذين أنزلت  إليهم ) بحفظها  فاشتروا بها ثمناً  قليلا و... و.... جاء ذلك  في سورة المائدة 44(... بما  أستحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه  شهداء ...). كما أشارت إلى ذلك،ءايات كثيرة، منها: ءال عمران 94 ، والأنعام 91 ، و7 الصف،  وغيرها...  

ــ أما نحن، المسلمون المؤمنون، فيجب علينا وجوباً، أن  نؤمن بإنزالها، كما يجب وجوباً علينا، أن نؤمن حق الإيمان، برُسلها، وبأنبيائها. ( ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه  والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله...)البقرة 285. وما جاء في الآية 136 . والآية 84.من ءال عمران. و150 – 152. منالنساء.

ــ نلاحظ  ( ... لا نفرق بين أحد من رسله ...) ومثله : ( ... لا  نفرق بين أحد  منهم ...) ءال عمران 84. ولم يأت مع ذلك، عدم التفريق  بين  كتبه، لأنه سبحانه وتعالى ، العزيز الحـــــكيم،بعد  أن نزّل الكتاب  الحق الذي : ( ... وإنه لكتاب عزيز لا  يأتيه الباطل من بين

يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )جاء، أنه بعد ذلك : ( ومن يبتغ غيرالإسلام دينا  فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ). ءال عمران 85. نلاحـظ : (...  فلــن يقبل... )

ــ القرءان المبين  لا  يأتيه الباطل  -  كما ذكر الله-  ولا  ولن يُـحرّف، ولا  ولن  يُفترَ  عليه، إلى أن يرث  الله  الأرض ومن عليها. عزّز الله  ذلك  وبيـّــنه،  بقوله : ( ... ما  كان  حديثا  يفترى  ولكن تصديق  الذي  بين  يديه  وتفصيل  كل شئ وهدى  ورحمة  لقوم  يؤمنون )يوسف 111.  وجاء  كذلك : ( وما كان هذا القرءان  أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب  لا  ريب فيه  من رب  العالمين )يونس 37. ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له  لحافظون )الحجر 9.  ( ... ومن أصدق من الله  حديثا ).النساء 87.

ــ قولـُـه ، سبحانه وتعالى  في  ءاية 111،  من سورة يوسف، لكمةٌ، وصفعة، للذين  يعتبرونالحديث، والسنةمن دين الله، ومن عند الله !ويبنون عليهما، شرعاً،  وأحكاماً ، ما أنزل اللهبها من سلطان!إفتراءعلى الله وعلى رسولــــه، ( الصــلاة والســـلام عليــه ) ( ... شرعوا  لهم  من  الدين  ما  لم  يأذن  به الله ...) الشورى 21. ( أتواصوا به بل هم قوم  طاغون ).

ــ نلاحـظ : أن  التعبير في ءاية 111يوسف ، جاء ،  بصيغة  المضارع !لأن الإفتراء  علىالله، لا يزال، ولن يزال...

ــ ونلاحـظ : كذلك - أن اللههـدّد، وأنذرالرسول محمد (الصلاة والسلام عليه) علّـه  يفتري علىالله، ويتقوّل عليه : ( ولو  تقـوّل  علينا  بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين  فما  منكم من أحد  عنه  حاجزين ) . الحاقة 44. ما أعظمه  وعيداً !                     ــ ( ومن أظلم  ممن  افترى  على الله كذباً  أو قال  أوحي إلـي ولم يوح إليه  شئ ... ولو  ترى  إذ  الظالمون في  غمرات  الموت ...  اليوم  تجزون عذاب  الهون  بما  كنتم  تقولون  على  الله غير  الحق ... ) الأنعام 93. وما جاء  في الآية 144، من نقس السورة.

ــ فويل للذين وضعوا  الحديث  والسنة، فافتروا على الله، وعلى رسوله !  وخاصة ، الذين يجعلونها تنسخ ءايات الله البينات، المبـيـّـنات، من لدن رب  العالمين !ولقد سمعت، بأم أذني، بعضاً من ذلك ، من مشائخنا !غفر اللهلي، ولهم. يا له من منكر وزور !!

ــ وما الحديث ؟ وما السنة ؟؟ هل هي :

ــ إضافة لكتاب الله المبين؟  أو وُصلة: Rallonge - Ajout- نسي الله وسها !حاشا الله ذلك!(وله المثل الأعلى)  فأمر رسوله أن يدارك،  ويصحّـح،  ما جاء في  كتابه !؟correction 

ــ أو هو إمتـداد،  extention  ؟ لكتابه  المبين ؟ ــ أو  ملحـق؟ Annexe. أو تابع ؟ suite... إلى غير ذلك، من الحجج  التي نختلقها !للسنة ، وللحديث !  ( فويل للذين  يكتبون  الكتاب بأيديهم  ثم يقولون  هذا من عند الله  ليشتروا  به  ثمنا  قليلا فويل  لهم  مما  كتبت أيديهمووبل  لهم  مما  يكسبون ) البقرة 79.

 ــ جاء الويل وهو: wail -  wailing،( عويل ، نحيب ... )،ثلاث مرات، في ءاية واحدة.

ــ وجاء لعنهم،  ووعيدهم،في ءايات كثيرة، منهـــا : النساء 50 .  الأنعام 138 . يونس 69. هود 18.النحل 56. طـه 61. وغيرها ... ألا يكفيهم ذلكم الويــل؟ (جزاءً  وفاقاً) !( ... فما أصبرهم على النار ) ؟ ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مُسودّة أليس جهنم مثوى للمتكبرين )60.

 

* ثـم إن  علينا  بيانــه  *

ــ القرءان لا يحتاج إلى بيان،  ولا  إلى تبـيــيـن.

ــ فالبيان من المشرّع وحده، العليم  الخبير، لا من الرسول (وما محمد  إلا رسول  قد  خلت  من قبله  الرسل ...) ءال عمران 144. ( ... وما  على الرسول إلا  البلاغ  المبين).

ــ فالكتاب مبين، بذاته، لا يحتاج  إلى  تبيـين. ( تلك ءايات الكتاب المبين )  وءاياته بيـنات :

( ولقد أنزلنا  إليك  ءايات بينات ... ). وءاياته مبينات  -  فوق ذلك -  ( رسولا يتلو  عليكمءايات  الله  مبـيـّـنات ... ). وتبيانا  لكل  شئ ( ...  ونزلنا  عليك  الكتاب تبيانا لكل شئوهـــدى  ورحمة  وبشـــرى  للمسلمين )النحل89. ( ... مــافرطنا  في  الكتاب  من شئ ...).

ــ حسبما  تقدم،  فإن  القرءانيبـيّـن بعضُـه بعضاً.

ــ لم يبق بعد كل ذلك، لأحد ما !أن يبيـّـن شيئا،ً من كتاب الله المبين.  فلا  رسول !ولا  ولي !ولا مُـفسّـر... وإنما بيانه فيه،  وفي ءاياته البينات، المبينات،  يبين بعضُها بعضاً. مصداقاًُ  لقوله تعالى، في ءاية القيامة 19: (ثم إن علينا بيانه ).

ــ علينا :  الجلالة  والعظمة : الله  سبحانه وتعالى ،  العليم  الحكيم .

 

* طاعــة  الرســول  *

ــ القــاعدة  الأولى  والأساسية،في  طاعة الرسول، بل، وفـــــــي  طاعة  كل الرسـل،

( وما أرسلنا من رسول إلا  ليطاع  بإذن الله ...).النساء 64.

ــ بالنسبة  للرّســـل، جاء ، على لسانهم، في كتـــاب اللهالمبين،قولهـــم لقومهــــم :  (... فاتقوا الله وأطيعون ...). جاء ذلك 11 مرة !  منها 8 مرات في سورة الشعراء،  وحدهـا. (...وأطيعون ). لا :  " واتقون  لنتذكر!جاءت كلها، بعد طاعة الله،في الكثير من المرات.

ــ ملاحظـة:جاء  ذكر الطاعة بالنسبة  لـ : محمد ( الصلاة والسلام عليه ) - في كل مرة -  بصفته  رسولا  ( ... أطيعوا الرسول ...) وبشتى الإضافات  وبشتى التصرّفات.

ــ جاء: ( أطيعوا  الله  ورسوله ) و ( أطيعوا الله وأطيعوا  الرسول )و(يا  ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول) و ( فاتقوا  الله  وأطيعون ) و ( ومن يطع الله والرسول ) و ( من يطع الرسول  فقد  أطاع  الله ). إلى غير ذلك...                                                            

ــ الرسالـة: مهما كانت سواء من الله العليم  الخبير، أو من البشر، فتستدعي - وجوبا - :

المرسِـل -  والرسالة -  والمرسَـل  إليه-  أو  إليهم .

ــ إذن، فطاعة الرسول ( الصلاة والسلام عليه) طاعة، واتباع لما جاء  به  المرسَـل ، بصفتهرسول، من المرسـِـل : الله العليم  الحكيم .

ــ لم  يأت  في  كتاب الله المبين، ولن  يأت، الأمر بطاعة  محمد  " أطيعـــــوا محمد "

كشخص عادي !وإنما جاء : أطيعوا  الرسول ، الذي جاء بالرسالة من المرسِل بها إلينا .

ــ ومــا  لنا ومحمد ؟  ( ومــا محمد  إلا  رسول  قــد  خلــت  من  قبـــله الرســــل ...) . (...وما على الرسول إلا  البلاغ المبين ).  إنما طاعتُـنا  له ، من أجل  ما أُنزل إليه، ( ما أرسل إليه )  - من أجل  تبليغ رسالة الله إلينا . -  ( مــا كان محمد  أبا أحــد  من رجالكم  ولكنرسول الله  وخاتم  النبيّـين ...). الأحزاب 40 .لــنـتـدبـّـر !

ــ ولنتجـنّـبَ  كل هذه الإشكالات !  فلقد جاء  في  الموضوع ،  وفي  كلام  الله الحكيــــم ،

جاء  الرسول  بمعنى :  الكتاب  المبين ، ( القرءان  العظيم ) وذلك، في ءايتي الطــــــلاق

10 و11 / والبّيـنة  1-2. وغيرهما...

ــ جاء في ءايتي الطلاق : ( ... يا أولي الألباب الذين ءامنوا  قد  أنزل الله  إليكم  ذكرا  رسولا...)

ــ وجاء  في ءايتي  البيّـنة : ( ...حتى تأتيهم " البيّـنة  رسولٌ "  من الله ...) .

ــ نلاحـظ  ما جاء  في  الآيتين: ( ... قد  أنزل  الله  إليكم "  ذكرا  رسولا "...) ( بدل ): ذكراً:ً رسولا ( كتاباً -  قرءانا). ونلاحظ : ( ... حتى تأتيهم  البينة  رسول  مـــــن الله ...) ( بدل).البيّـنةُ:  رسولٌ ( كتابٌ – قرءانٌ ).

ــ ويبين الله: البــيّـنــة، على أنها  كتاب،  ما جاء في سورة الأنعام 157. ( أو تقولوا  لو أنا أنزل علينا الكتاب ... فقد جاءكم  بينة من ربكم ... فمن أظلم  ممن كذّب  بئايات الله ...).

ــ طاعة الرسول، جاءت كلها -  تبعا -  لطاعة الله، وجاءت بعدها، بأساليب كثيرة سنستعينبالله،في ذكرها، وتدبّرها .

ــ طاعة الرسول ( الصلاة والسلام عليه ) -  كما  تقدم -  جاءت أغلبها  بل  كلها بعد  طاعةالله، باعث الرسول ( الصلاة والسلام عليه ) ومنزل  الرسالة.

ــ إذن، فهي طاعة  للرسول  محمد  ( الصلاة والسلام عليه ) لا  طاعة  لمحمد الذي، يأكل  الطعام، ويمشي في الأسواق.  طاعة لما  أُنزل  عليه ، ولما  أُرسل  به.

ــ فجاء في كل مرة،تبرير ذلك،  بـبشرى،  أو  بإنذار...

ــ جاء  في  البشرى ( الطاعة ) : ( ... لعلكم  ترحمون ).ءال عمران 132. (... ندخله جنات ...).النساء 13. ( ... فأولئك مع الذين أنعم الله  عليهم ...).النساء 69. (... إن كنتم مومنين ...). الأنفال 1. (... فأولئك هم الفائزن ).النور52. (... فقد فاز فوزاً عظيــما). الأحزاب71. ( ... ندخله  جنات ...).الفتح 17. (...  إن الله غفور  رحيم ) الحجـرات 14. وغير ذلك...

ــ وجاء في الإنذار :  (... والله  خبير بما  تعملون).المجادلة 13. ( ... فإن تولوا   فإن الله  لا يحـب الكافرين )ءال عمران 32. ( ... ولا  تولوا عنه ...) . الأنفال 20. ( ... ولا  تنــــازعوا  فتفشلوا ...) الأنفال46. ( ... ومن يتولّ نـُـعذبه  عذابا  أليما ).الفتح 17.  وغير ذلك...    

                                                                                                    

* عــدم  عصيــان  الرســول  *

ــ جاء عدم عصيان الرسول (الصلاة والسلام عليه)، تبعا، لعدم عصيان الله العليم  الخبير، ياعث  الرسـول، ومنزل الرسالة ( كتابه  الحكيم ).

ــ رسوله : دائما  إشارة  إلى ما جاء به من الله، وما أنزل عليه.

ــ جاء في ءاية النساء 14 : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ  حدوده ...).

ــ ملاحظــة:لم يقل الله  سبحانه وتعالى، ومن أعزّ  من القائل؟ لم  يقل: " ... ومن يتعـدّ

حدودهما ... " بالتثنية !وما حدود الرسول ؟ إلا ما سنّ اللهله، ولنا، من حدود . (... حدود الله...).  وما جاء في ءاية الأحزاب 36، والجن23.

ــ جاءت الحدود، كلها ، وأكثر من عشرة مرات، جاءت إضافةً  إلى اللهواضعها.

ــ حتى محمد، رسول الله (الصلاة والسلام عليه) أمره الله،ربه، خالقه، وباعثه، أن لا  يعص البارئ ،  أمره بذلك ، في  كتابه  المبين.

ــ (... إن أتبعُ  إلا ما يوحى إلـيّ إني أخاف إن عصيت  ربي  عذاب  يوم  عظيم ).يونس15.

وما جاء في ءاية الأنعام 15، والزمر13...

ــ كما جاء في الموضوع  بالنسبة لرسول الله، صالح، ( عليه السلام ) ، إذ قال  لقومـه،

ثمود : ( ... أرأيتم إن  كنت على بينة من ربي...فمن ينصرني من الله إن عصيته...) هود 63.

ــ حتى النساء المؤمنات - عند مبايعتهن، ( دخولهن في الإسلام )، جاء، أن عليهن، من جملة ما يؤمرن به: أن لا يعصين محمد  رسول الله ( الصلاة والسلام عليه)، في معروف، ما جاء  في  سورة الممتحنة 12: ( ... ولا  يعصينك  في  معروف ...).

ــ نلاحــظ : شرط ، عدم  العصيان : ( ... في معروف ...).                                              

* إتـــبـاع  الرســول *

ــ لا يمكن أن يكون إتباع  الرسول ( الصلاة والسلام عليه)  إلا فيما أُنزل إليه من ربّـه، وإلا كانت -  هناك -  بلبلة وتناقض !

ــ فمن نتبـع ؟ ءالله ؟ أم رسوله ؟ والرسول، هل محمد ؟ ( الصلاة والسلام عليه ) أم الرسالة ؟( كتاب الله المبين). إنما الإتباع  للرسالة : الكتاب  المبين: ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك  فاتبعوهواتقوا لعلكم  ترحمون). الأنعام 155. ءاية صريحة في اتباع الكتاب .

ــ لنتصفــح  كتاب الله  الحكيم:

ــ جاء  بالنسبة لاتباع الرسول في ءاية ءال عمران 31 : ( قل إن كنتم تحبون الله  فاتبعونييحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم...). فاتبعوا  ما  جئتُ لكم  به ، ممن  تُحبـّـون.

ــ لم يقل الله العزيز الحكيم :  "... فــأحبّـوني ... ". ( إتبعوا ما أنزل إلـي من ربكم ...).

ــ قال  لنا،  ولرسوله ( الصلاة والسلام عليه ): ( وإذا قيل  لهم  اتبعوا  ما  أنزل الله  قالوا بل نتبع  ما وجدنا  عليه  ءاباءنا ) .لقمان 21. و(... قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا ...)

البقرة 170.

ــ ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا  تتبعوا من دونه  أولياء  قليلا ما  تذكرون )الأعراف 3.

ــ نلاحــظ: ( ... إتبعوا  ما  أنزل  إليكم  من ربكم ...) لا: " من أرسل إليكم  مــن ربكم ". وما جاء في  لقمان 21 ، والزمر 55.

ــ الأولياء هنا، ولا شك ! أنهم  وضّـاعوا الحديث ، والسنة !المفترون على الله  العلي العظيم،وعلى رسوله الأمين ( الصلاة والسلام عليه)، وأنهم كذلك  الذين انتُـسب إليهم  المذاهب ( ... ولا  تكونوا من المشركين  من الذين فرقوا دينهم وكانوا  شيعاً...).الـروم 31-32. ( أم لهمشركاء شرعوا  لهم من الدين ما لم  يأذن به الله ...) .الشورى 21.

ــ ( إذ تبرأ  الذين  اُتـُّبعوا من  الذين  اتّـبَـعوا  ورأوا  العذاب وتقطعت  بهم  الأسباب ) .البقرة 166.

ــ  نلاحــط: تسمية المتمذهبين بـ : مشركين وشركاء  لله، وبـ: ( ... الذين اتـُّـبعوا ... الذين  اتـَّـبعوا ورأوا العذاب وتقطعت  بهم  الأسباب ). فكلاهما  في  النار !

ــ ألا  نعود  إلى رشدنا؟ !وإلى كتابه، وإلى دينه القيّـمين !وإلى صراطه  الــــــــمستقيم؟ !

ــ ( وأن هذا  صراطي مستقيما  فاتبعوه ولا تتبعوا  السبل فتفـرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم  به لعلكم تتقون ).الأنعام 153. فلا  تـقــوى بدون اتباع  كتاب الله  المبين. ولن تكون العبادة بدون هـذا = كتاب الله  المبين : لا مع  إضافة !ولا مع تكميل !...ولا ...

ــ  نلاحــط: (... ورأوا العذاب...)كلاهما،يرون  العذاب، وتتقطع بهم  الأسباب. المتبوع، والتّـابع !

ــ لقد أوصىالله رسوله( الصلاة والسلام عليه ) في ءايات كثيرة  من كتاب الله أن يتبع : مـلةإبراهيم ( عليه السلام ) ( ثم  أوحينا  إليك أن اتبع  ملة  إبراهيم  حنيفا وما  كان من المشركين ).123 النحل.

ــ وأمره أن  يتبع ما يوحي إليه، وما أنزلإليه ... وأن لا يتبع ، ولا نتبع ،  من دونه  الآباء، والأولياء ، وشياطين، الجن، والإنس....

ــ ( اتبع  ما  أوحي إليك من ربك ... واعرض عن المشركين ) 106 الأنعام ،  وما جاء  في  ءاية الأحزاب 2 : ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ...) . وما جاء  في  ءايـــة  يـــونس 109.

( ...قل إنما أتّـبع  ما يوحى إلـي من ربي...) الأعراف 203. وما جاء  في سورة  يونــس 15.

 وما جاء في سورة الأحقاف 9.

ــ وأحسن ما يجب أن يُـتبع : كتاب الله المبين: ( واتبعوا  أحسن  ما أنزل إليكم من ربكم منقبل أن يأتيكم  العذاب  بغتة وأنتم  لا تشعرون). 55 الزمر.

ــ لفتــــة: لماذا وصف الله القرءان العظيم بـ : (...أحسن ما أنزل  إليكم  من ربكم ...).

ــ جاء ذلك : نسبة إلى الكتب  المنزلة، من قِـبل الله العليم  الحكيم ،-  وخاصة -  التوراة والإنجيل،  لأن  القرءان  جاء  للعالمين : الأنبياء 107 .  وللناس كافة : سبأ 28.  وجاء الرسول  محمد ( الصلاة والسلام عليه)، نـبـيـئا ( ورسولا )إلى بني إسرائيل : الآية 6 من سورة الصف. ( ... ومبشرا  برسول  يأتي من بعدي  إسمه أحمـد ...) .

ــ أما  التوراة  والإنجيل فجاءتا إلى أقوام خاصة، اليهود، والنصارى.

ــ أمرنا الله باتباع  أحسن  الكتب التي  أنزلت  من لدنه : ( الذين يستمعون القول  فيتبعون أحسنه...) .الزمر 18.

ــ جاء ذلك، لأن القرءان: مصدقا، وتصديقاً للذي بين يديه، قبل أن يُـحرّف.(التوراة، والإنجيل )

ــ جاء: مصدّقا، وتصديقاً للذي  بين  يديه، في كتاب الله  المبين، حوالي عشرين مرة.

ــ كل ذلك مصداقا لقوله تعالى، في ءاية المائدة  48: ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا  لما بين  يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ...) .

ــ يلاحــظ : (... ومهيمنا  عليه ...) وذلك ما أعطى الوصف الخاص للقرءان بأنــــــــــــه:

" الأحسن ".55  الزمر.

ــ ومن الغريب، أنه جاء في كتاب الله المبينثلاث ءايات، بنفس التعبير وهو ما جاء  في  سورة التوبة 33، والفتح 28، والصف 9 ، جاء  فيها (حرفيا) : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى  ودين الحق ليظهره على الدين كله ...) .

ــ (... ولو كان من عند  غير الله  لوجدوا فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ أمر الله ، سبحانه  وتعالى، أهل الكتاب: اليهود، والنصارى( التوراة والإنجيل)، أن يتبعوا رسول الله، محمد ( الصلاة والسلام عليه)، الذي جاء للعالمين، بشيرا، ونذيراً، فــي قولــه: 

( قل يأيها الناس إني رسول الله  إليكم  جميعا ... فئامنوا بالله ورسوله... واتبعوه لعلكم  تهتدون ).الأعراف 158.

ــ يا ليتنا !بلـّغنا هذه الرسالة !- على الأقل - !إلى أهل  الكتاب : (... واتبِِِِـعوه  لعلكم  تهتدون ).لو بلغناها، لما كنا !ولن نكن- كما  نحن اليوم -  ويا للأسف !!عالة على كل  العالم !لا على أهل الكتاب  فقط !ومفسدين في الأرض،  وأي  فساد !  كل ذلك باسم الدين وباسم  الإسلام ، المفترى على الله، وعلى رسوله ( الصلاة والسلام  عليه ).

 

* الإحتكام  إلى رسول الله *

ــ جاء  في ءايات كثيرة، من كتاب الله المبين،أنـه :  على المؤمنين بالله  -  وجوبا -  الإحتكام إلى رسول رب العالمين ( الصلاة والسلام عليه)، حين كان  بينهم.

ــ كما أنه عليه -  وجوبا - : الحكم بينهم.

ــ لفتـة مهمــة: ما جاء في هذه الآية، أنه:(... وأنزل معهم الكتاب  بالحق ليحكم بين الناس... )البقرة 213. لم يقل الله : "  ليحكموا بين الناس " . وماجاء في ءاية ءال عمران 23 :

(... يـُدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم... ) بالنسبة لأهل  الكتاب .

ــ لــنــتــدبّـر:(... الكتاب...) هوالذي يحكمبين الناس. لا "...النبيـون ...". (... ليحكموا  بين الناس ...).

ــ وكذلك ما جاء  في  سورة  النور 47- 52  (... إنما كان قول  المؤمنين  إذا  دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم  أن يقولواسمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ...)

ــ في هذه الآية  ملاحظتان :

ــ أولا: لم يقل المولى، جلّ وعلا :  "... إلى الله  ورسوله " ليحكما " بينهم..." بالتثنية !

ــ ثانيا: جاء في الآية: (... أن يقولوا  سمعنا وأطعنا ... )، سمعنا الرسول ( الصلاة والسلام عليه) في  تبليغه،  وأطعنا الله  في أوامره .  فبالنسبة لما جاء في كتابه المبين الذي هو

( ...تبيانا لكل  شئ و...). في موضوع  السمع والطاعة :  لنتدبـّـرما جاء  كذلك في سورة البقرة 285. والنساء 46 .  والمائدة 7. والأنفال 20-21.

ــ ذلك ، إنما كان، حين نزول الوحي، وتمكين الرسالة، بئايات الله البينات . 

ــ أما بعده، فالرسول إنما هو: الرسالة : كتاب الله المبين، الذي بين أيدينا، مثل ما جاء في  سورتي الطلاق 10-11-، والبينة 1-2. -  كما سبق أن ذكرتُ -  والذي (... وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )41-42  فصلت.

1) ــ وجوب  التّــحــكّم إلى رسول الله ( الصلاة والسلام عليه ) . جاء ذلك في ءايات بينات، من كتاب الله  المبين، منها :

ــ (... فبعث الله  النبيئين ... وأنزل معهم  الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا  فيه...). البقرة 213.

ــ نلاحــظ : أن الكتاب، الذي جاء معهم،  هو الذي يحكم بين الناس.

ــ ( وما أرسلنا من رسول إلا  ليطاع بإذن الله ... فلا  وربك  لا  يؤمنون  حتى  يحكموك فيما شجر بينهم ...) .64-65 النساء.

ــ ( يا أيها الذين ءامنوا ... فإن  تنازعتم  في شئ فردوه  إلى الله والرّسول...) النساء 59.

ــ ( وما اختلفتم  فيه  من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله  ربّي  عليه  توكلت  وإليه  أنيب )

10  الشورى.

ــ نلاحـظ : أن الحكم والتحكم إلى الله .( ... فحكمه إلى الله...) وكذا الإنابة: (... وإليه أنيب ...)

2) ــ وجوب حكم الرسول بينهم : ما جاء في ءاية ءال عمران 23.

ــ (... وأوحي إلـي هذا القرءان  لأنذركم  به ومن بلغ ...) الأنعام 19. ( ... ومن بلغ ...) نحن: أمّـة الإستجابة. ( ...وأمرت لأعـدل  بينكم ...).الشورى 15. حكم الرسول ( الصلاة والسلام عليه ) :

ــ ( إنا أنزلنا إليك الكتاب   بالحق لتحكم  بين الناس  بما أراك  الله ...) النساء 105.

ــ ( ... فإن جاءوك  فاحكم  بينهم ...) .42 المائدة.  فإن جاءوك،  بمحض إرادتهم (... فاحكم بينهم ...) بالفاء التعقيبية.

ــ لفتـة مهمــة: نلاحـظ  أن الإسناد،  والإحالة،دائما  إلى كتاب الله  المبين. وهو : ( ... بما أنزل الله...). ومــــــا جاء في سورة المائدة 48: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ...

فاحكم بينهم بماأنزل الله...) . وجاء التأكيد على ذلك، في الآية التالية: ( وأن أحكم بينهم بما أنزلالله ...)الآية 49.

ــ والملاحظة  الأهم هي: ( ... لتحكم بين الناسبما أراك الله ...) لا،  ولا ... ولــن ...

بما تـرى !. " لــنتـدبّــــر" !

ــ ( أفلايتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ كما نلاحـظ :  ما جاء ، بالنسبة  للتوراة  والإنجـيل :

ــ ( وكـــيف يحكـّـمونك وعندهم  التوراة  فيها  حكم الله ...).المائدة 43..( ... وعندهم التوراة...) كتاب الله، -  قبل أن يحرّف -  لا: وعندهم  موسى ( عليه السلام ). رسول الله !

ــ ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزلاللهفيه...).في الإنجيل.- قبل أن يحرّف -  لــنتـدبّــــر.

ــ ثم يأتي بالنسبة للديانات  الثلاثة : ( ... ومن لم يحكم بما أنزل الله  فأولئك  هم  الكافرون ... فأولئك  هم  الظالمون ... فأولئك  هم  الفاسقون ) .45-47. المائدة.

 

* تـبـيــين  الرســول  *

ــ وما  تبيان الرسول ،للكتاب المبين ،  إلا  إرشاد  المؤمنين،  وتوجيههم، لما  بيّـنه الله  في  كتابه المنزّل،  من لدنه، ولما اختلفوا فيه ...  ( ألـر  كتاب  أنزلناه  إليك  لتخرج  الناس  من  الظلمات  إلى  النور  بإذن ر بهم  إلى صراط  العزيز  الحميد ). إبراهيم 1. ثم يؤكد  الله  ذلك بعدها ،  بقوله في الآية 4، من نفس السورة: ( وما أرسلنا من رسول إلا  بلسان قومهليبـيــّـنلهم ... ).                                                                                 

ــ ( ... وما كنا  معذبين حتى  نبعث  رسولا ) .الإسراء 15. وصدق  اللهالعلي العظيـــــــم :

( إن الله  لا  يظلم  الناس  شيئا  ولكن  الناس  أنفسهم  يظلمون ).44يونس. ومصداقا  لقوله تعالى ( ولو أنا  أهلكناهم  بعذاب من  قبله  لقالوا  ربنا  لولا  أرسلت  إلينا رسولا  فنتّـبع  ءاياتك  من قبل  أن نذلّ  ونخزى ) .طـه 134. ( ...  ولو  كان من  عند  غير الله لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ جاء  البيان  والتبيــين ، -  كذلك -  بالنسبة  لكل  الرسل الذين أُرسلوا من قبل، جاء  بيان ذلك، في قوله تعالى: ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين  لهم ...) .إبراهيم 4. كما سبق أن ذكرت. وجاء في السورة بالنسبة لـ: محمد ( الصلاة والسلام عليه )، كما سبق أن ذكرت  -  كذلك -  سورة إبراهيم 1.

ــ وجاء  بالنسبة  لـ " عيسى ( عليه السلام ) : ( ولمّا جاء  عيسى بالبينات قال ... ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ...) الزخرف 63.

ــ ماذا  تـُبـيّـن الرسل ؟ جاء ذلك بالنسبة لـ : محمد ( الصلاة والسلام عليه )، في سورة النــحل44 : ( ... وأنزلنا إليك  الذكر لتبــيّـن للناس  ما  نـُزل  إليهم ولعلهم  يتفكرون ).

ــ نلاحظ  الحصربـ : مـا  الموصولة ( مفعول به ) بمعنى الذي( الكتاب المبين) ويؤكد الله ذلك،  في نفس السورة، بقوله  في الآية 64 : ( وما أنزلنا عليك الكتاب  إلا  لتبيّـن لهم  الذي اختلفوا  فيه وهدى ورحمة  لقوم  يؤمنون ). لتُـبيــّن لهم : إختلافهم  فيه.

ــ نلاحـظ  في هذه الآية  -  كذلك -  التعبير بـ :  إلاّ، الحصرية.

ــ (أفلا  يتدبرون القرءان ولو  كان من عند  غير  الله  لوجدوا فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يُـبيّن  لكم على  فترة  من الرسل أن  تقولوا  ما  جاءنا من بشير ولا  نذير ...).المائدة 19.

ــ قلت، وأن بيان الرسول(  الصلاة  والسلام عليه ) للكتاب المبين ما هو إلا بيان، وتذكير لما بيّـنه الله فيه ( ثم إن علينا بيانه )القيامة 19. علينا: جلالة وعظمة المولى وحده ، لا  شريك معه . -  كما سبق أن ذكرتُ - .

ــ نلاحـظأن بيان الرسول (الصلاة والسلام عليه ) جاء، رغم أنّ  القرءان  مبين ، وءاياته بينات، ومبينات، وتبيانا  لكل شئ. ( ... ونزلنا  عليك  الكتاب  تبياناً  لكل  شئ ...) ( ما فرطنا في  الكتاب من شئ ...).

ــ مع ذلك،جاء  توكيد  بيان الله  لكتابه في ءايات كثيرة،  نذكر  بعضاً ، بل  نزراً،  منها :

ــ القاعدة والأساس - في كل ذلك-  سنة الله في خلقه، وهو ما جاء في  سورة التوبة 115.وما كان الله  ليضـلّ  قوماً  بعد  إذ  هداهم  حتى  يــبيــّـنلهم ما يتقون  إن الله بكل  شئ عليم )

ــ جاء بيان اللهلعباده، بتصريفات عدة. جاء،  بقوله :

ــ ( ... ويبيّـن الله لكم الآيات ) .النور 18 – 58 – 61. البقرة 219.                               

ــ (...  يبـيّـن ( الله ) ( لكم ) ءاياته ...).البقرة : 187- 221 – 242 -  ءال عمران : 103-  النساء : 26 – 176 -  المائدة : 89 -  النور : 59 –

ــ ( ... ولنـبـيّــنه ...) الأنعام 105.  ( ... ليبـيّـن لهم ... ) النحل 39. إلى غير ذلك ...

ــ نهانا الله العزيز  الحكيم ،أن نكون  منهم ،  إختلافا،  وتفرقة !ما جاء  في سورة ءال عمران 105 : ( ولا  تكونوا  كالذين  تفرّقوا  واختلفوا  من بعد  ما  جاءهم البينات  وأولئك  لهم  عذاب  عظيم ) .

ــ العلّـة: (...  يبين  الله  لكم  أن  تضلوا ...) النساء 176. ( وما أنزلنا عليك  الكتاب إلا  لتبيّـن  لهم الذي  اختلفوا  فيه ...) النحل 64.  ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبـيّـن لكم كثيراً  مما كنتم  تخفـون  من الكتاب ...) المائدة 15.  إلى غير ذلك...

ــ  وجاءت النتيجة،بعد  ذكر،  أن الله  هو الذي يبـيّـن... جاءت  النتيجة  هكذا: (... لعلكم تهتدون ). ( ...  لعلكم  تعقلون ) . ( ... لعلكم  تشكرون ) ( ... لعلكم  تتفكرون) ( ... لعلهم  يتقون ) . ( ... لعلهم  يتذكرون ) . ( ... ولعلهم  يتفكرون) . ( ... والله  بكل  شئ عليــم ).

( ... إن الله  بكل  شئ  عليم ) . ( ... والله  على كل  شئ  قدير ). ( ... لقوم  يعلمــــــون).

( ... وهو العزيز  الحكيم ) . ( ... والله  عليم  حكيم ) . وغير ذلك ...                                                                

*  ماهية  "  السنة  "  في  القرءان  *

ــ لم  يأت  ذكر " السنة  "ما نسمّـيه:  " سنة الرسول " محمد ( الصلاة  والسلام عليه)

(الــعــنــعـــنــة !)، لم يأت ذكرها، ولا مرة واحدة، في كتاب الله المبين، رغم أنه ( ...جاء تبيانا  لكل شئ ...) -  وخاصة - لدينه القويم. ( ونـزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ  وهدي ورحمة  وبشرى للمسلمين ).النحل 89.  ( ... ما  فرطنا  في  الكتاب  من  شئ ...) .

ــ كما لم يأت ذكر الحديث، عن رسول الله، محمد( الصلاة والسلام عليه)، ولا مرة واحدة !ما نسميه إفتراء على الله، وعلى رسوله، بـ : المتواتر ، المرسل ، الحسن ، والضعيف والموضوع ، و... و... إنما جاء  " الحديث "،في القرءان، وصفاً لكتاب الله المبين، ولكـلام  رب  العالمين ليـس إلا.

ــ جاء ذكر السنة- في كتابه المبين -  إنذاراً  بالعقاب ،  وبالعذاب،  ومنهجاً،  وأسوة، ونموذجاً ، وتأسّيا،  بالذين من قبلنا ، كما جاء  في سورة العنكبوت 40 :( فكلا أخذنا  بذنبه  فمنهم  من أرسلنا عليه حاصباً  ومنهم ... ومنهم ... ومنهم ... وما  كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم  يظلمون ). ( قل للذين كفروا  إن ينتهوا  يغفر لهم ما قد  سلف  وإن  يعودوا  فقد مضت سنة  الأولين ).الأنفال 38. وغير ذلك، من الآيات، التي تعطينا صُورا،ً من تعنُّـت  الكفار، والمشركين، إزاء رُسل الله،وأنبيائه، وعقابهم، سنة اللهفي خلقه.

ــ كما جعل -  سبحانه وتعالى – سنـّته، بالنسبة للمؤمنين تبيانا،  وهداية، وتوبة...  ما جاء في سورة النساء 26 : ( يريد  الله ليبـيّن  لكم  ويهديَـكم  سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله  عليم  حكيم ). ( ... ولو كان من عند غير الله  لوجدوا  فيه اختلافا  كثيرا ).

ــ جاءت  السنة،في كتاب الله  المبين،  بأساليب  مختلفة :

ــ ( ... سنة  من قد أرسلنا  قبلك  من رسلنا ...) .الإسراء 77.

ــ ( ... سنة الأولين ...). الأنفال 38. الكهف 55. الحجر 13. فاطر 43.

ــ ( ...سنــة الله  فــي الذين  خلوا  مــن قبل ...) الأحــزاب 38-62. غافـــر 85.  الفتــــح 23  ( ... تشابهت  قلوبهم ...).

ــ وجاءت  السنة  بالجمع: (... سنـن ...) في ءال عمران 137.  ( قد خلت  من قبلكم  سنـن  فسيروا  في  الأرض فانظروا  كيف  كان عاقبة  المكذبين  ). وجاءت  في  المقابل، ومن جهة أخرى، في سنة المؤمنين( هـدْي المؤمنين وتبصيرهم، بسنن الذين من قبلهم، في  العقاب ).

  ( يريد الله ليبـيّــن لكم  ويهديكم سنـن الذبن  من قبلكم  ويتوب عليكم والله  عليم حكيم ).النساء 26.

ــ سُــنن الله،لا  تختلف في القاعدة، ولا  في  المنهج، سواء  أكان  ذلك ،  مع  الكفار والمشركين، أو مع المؤمنين والمتّــقين.

ــ (... ولن تجد لسنة  الله  تبديلا ... ). ( ... ولن تجد  لسنة الله  تحويلا... ).

ــ ما جاء في سورة الإسراء77 . الأحزاب 62.  فاطر 43.  الفتح 23.                            

ــ جاءت السنة (سنة الله)، والتأسي بها حتى  يرتدع  المؤمن، والكافر، بما أصاب الله به  الأقوام السابقة.                                                                                    

ــ بعد ذكر،  وسرد ما تقدم،  فكيف نجعل ما افتراه  الإنسان، على الله  العليم الحكيم، وعلى رسوله الأمين (الصلاة والسلام عليه)، وما  دُسّ من الإسرائيليات !كيف يتسنّى لنا، أن نجعله من دين الله القويم؟ونتخذه مـُـلحقاً !وإضافة !للقرءان العظيم ؟!بل وشرعاً !؟ 

ــ إنما جعلنا -  ومن غير أن نشعر-  رسول الله– شريكا للهفي التشريع بل ، وحتى في العبادة !( لو  كان  فيهما ءالهة  إلا  الله  لفسدتا  فسبحان اللهرب العرش عمــا يصفون )

الأنبياء 22.  ( يكـاد  السماوات يتفطـّـرن منه وتنشق  الأرض  وتخـرّ  الجبال  هـدّاً ).

 

* مـاهية " الحديــث "  في  كتاب  اللــه *

ــ من أين جاءت -  ويا للأسف -  تسمية، الإفتراء  على الله، وعلى رسوله (الصلاة والسلام عليه)، بـ :  "  الحديث  " ؟ !.

ــ من أين جاءت هذه التسمية ؟ لنتصـفــّح  كتاب الله  المبينمن أوله إلى ءاخره ،  لنجد  أناللهالذي خلــق اللسان، وعـلـّـمه ءادم، سمّـى كتابـــه المبين، وكلامــه الحـــق، بــــ :  "الحديث".

ــ ( الله  نزّل  أحسن  الحديث كتاباً ...).الزمر 23.

ــ ( فليأتوا  بحديث  مثله  إن كانوا  صادقين ).الطور 34.

ــ ( فذرني  ومن  يكذب  بهذا  الحديث ...).القلم 44.وما جاء، في الآيات التالية :140 النمساء، 6  الكهف ، 59 النجم ، 81  الواقعة.

ــ وجاء " الحديث "، بالإضافة إلى موسى( عليه السلام ) .( وهل أتاك  حديث  موسى ) في : طـه 9. و النازعات 15.

ــ ( هل أتاك  حديث ضيف إبراهيم  المكرمين ).الذاريات 24.

ــ ( هل أتاك  حديث الجنود ).البروج 17.

ــ ( هل أتاك  حديث  الغاشية ).الغاشية 1.                                                           

ــ الحديث،  في  تلكم  الآيات الأربعة، ما هو إلا كلام  الله،الذي جاء به، الخبرعنهم ، في كتابه المبين ،والذي ( ... ما كان  حديثا  يفترى  ولكن  تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى  ورحمة لقوم  يؤمنون ).يوسف 111.                                                         

ــ إذن فكتاب الله المبين ( ...ما كان حديثا  يفترى  ولكن ...)يُـفترى، كما يفترى عليه !وعلى رسولـه !(الصلاة والسلام عليه)، " بالحديث وبالسنة ". ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا  له  لحافظون )الحجر 9. فما يـُفترى علىرسوله (الصلاة والسلام عليه) يشمله ما سماه الله بـ:( ... لهو الحديث...)  لقمان 6. ( وما قدروا الله  حق  قدره ...).

 ـ لفتـــة :جـاءت الإشـارة، إلــى الحديث المفتـرى، -  مفهوم المخالفة - فـي  كتاب الله المبين  بـ : ( ...أحسن  الحديث  كتاباً ...). جاء ذلك ،  في  كتاب الله المبين، وبئاياته البينـــــات : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث  ليضلّ  عن سبيل الله بغير علم ويتخذها

هـزؤاً أولئك لهم عذاب مـهيـن ). لقمان 6. وجاء كذلك، بالإستفهام الإنكــاري؟:( ...فبــأي...) (... سخِــر الله منهم ... ). ما جاء في سورة الأعراف 185 : ( ...فبأي حديث  بعده  يؤمنون ) ؟ وما جاء في ءايـة المرسلات 50. (...فبـأي حديث بعــد الله وءاياته  يؤمنون ).الجاثبة 6. ؟  لنتدبــّــر !

                                                                                   

* الحديث  القدســي *

ــ إنّالحديث المفترى على الله – عندهم - نوعان: " حديث " عادي !و" حديث " قدسي !.

ــ فكمــا بينت، فإنهــم بإضافتهم هذا الأخير إلى الله- خاصة -  ذلك ، لأنه وحـي منــه، تـــعالى، - كمــا يزعمون !- ( سبحانه وتعالى عمــا يقولون علوّاً كبيـــراً). فإنهم اعترفـــوا

- ضمنا-  وبصفة لا شعورية ، أن الحديث العادي (غير القدسي)، غير موحًـى، وليس من عندالله  (... فاعتبروا  يا أولي  الأبصار ) .والفضل ما  شهدوا  به .

ــ من أين جاءت هذه التسمية بـ : "  القدسي " ؟ !.

ــ جــاءت مــادة " ق د س " في  كتاب  الله  المبين إسماً مــن أسمــاء  الله الحسنى ( ...  القدوس ...)كما جاءت فعلا : (... ونقدّس لك ...). وإسمـــاً  للمـــــلك ، جبريـــــل ( ... روح القدس ...)، وصـــفة  للأرض وللـــوادي: (... الأرض المقدسة...).( ... بالواد  المقدس ...) 

ــ أما قولهم: " الحديث  القدسي "  فلا  نفهم حق  الفهم !أنّ المفترين على الله، وعلىرسوله،أرادوا به: النسبة إلى الله ( الوحي) ؟ أم أرادوا بالتسمية، رفع درجتــه؟ وتشريفه؟ 

( بالنسبة للحديث العادي المفترى !وكلاهما  مفترى!)، كما عظم الله  الأرضالمقدسة !والواد المقدس !.

 

* وما ينطـق  عـن  الهــوى *

ـــ  النطــق :فتح  الفم ،  من أجل  التعبير ( الكلام ) بصفة  إرادية.

ــ  جاء  النطـق ، بالنسبة  لجميع من في الأرض،  من إنسان ، وجـنّ ، وحيوان ، وحتى الجماد !وإنما، لا  نفقه نطقهم !  وصدق الله  العلي  العظيم، والعليم، الخبير:                         ــ ( ألم تر  أن الله  يسبح  له  من  في  السماوات والأرض  والطير صافات كل  قد  علم  صلاته وتسبيحه ...)النور 41.

ــ ( يسبح له  السماوات السبع  والأرض ومن فيهن وإن  من شئ إلا يسبح  بحمده ولكن لا  تفقهون تسبيحهم ...) .الإسراء 44.

ــ كما جاء  التسبيح بـما  ( لغير العاقل ؟) في سورة الحديد 1، والحشر1، والصفّ 1.

ــ ( وقالوالجلودهم  لم  شهدتم  علينا  قالوا أنطقنا الله  الذي  أنطق كل شئ ...).فصلت 21.

ــ وما جاء في سورة  الرعد 13 والذاريات 23. والحشر 24.  والجمعة 1 . والتغابن 1.

ــ جاء ذكر النطق - كذلك - في الآخرة: ( هذا يوم لا ينطقون  ولا يؤذن  لهم  فيعتذرون )

35-36. المرسلات.

ــ وجاء مثله، بالنسبة ليوم القيامة : في : المؤمنون 62.  والنمل 85. فصلت 21. والجاثية 29.

ــ وجاء النطق،بالنسبة للحجَـر (الأرباب من دون الله) على لسان إبراهيم ( عليه السلام)، سخرية، وتهكما، بالأصنام ، وبعُــبّادِها !ما جاء  في  سورة  الأنبياء 63-65. وما جاء  في :92 الصافات .

ــ ومن الغريب، أنه جاء التعبير، بالنطـق، بالنسبة للطيـر، في  سبع ءايات(سبع  مرات !)

-  في  كتاب  الله  المبين  -  خاصة،  أن له علاقة  بـداوود، وسليمان (  عليهما  السلام ).

ــ ( ... وقال يأيها  الناس  عُـلّمنا  منطق  الطير ...).النمل 16. وما جاء في  الأنبياء 79. والنور 41.  والنمل 17-20.  وسبأ 10.  وص 19.

ــ أما بالنسبة للآيتيـن: 3 و4 من سورة النجم، اللاتينحنبصدد رفع اللبس، عن  مفهومهما :

( وما  ينطـق  عن  الهوى  إن  هو  إلا وحي  يوحى ):

ــ كان الكفار يُـزعجون، بل،  ويُـعجزون -  ضمناً -  رسول الله ( الصلاة والسلام عليه)، عندما يفتـُر عليه الوحي،  شيئا  ما !: (وقال الذين كفروا لولا  نزل عليه القرءان جملة  واحدة ...).الدافع من لدن العليم الخبير ، هو: ( ... كذلك  لنثبّـت  به  فؤادك... ولا  يأتونك  بمثل  إلا جئناك  بالحق وأحسن  تفسيراً ).الفرقان 32-33.

ــ أكثر من ذلك ! فإذا  ما فتر  الوحي، قالوا  له : ( وإذا  لم  تأتهم  بئاية  قالوا لولا  اجتبيتها قل  إنما  أتبع  ما يوحى إلـيّ  من ربي...).الأعراف 203.                                ــ فأجابهم الله، العليم الخبير،بعد القسم  بالنجم،  قال لهم: ( ما ضـلّ صاحبكم وما  غـوى  وما  ينطق  عن  الهوى  إن هو  إلا  وحي  يوحى ). فما هوبضلال، ولا  بغواية !

ــ وما هو: بشاعر، ولا  بساحر، ولا  بكاهن، ولا ... ولا  بوصـمِِـه بـ : (... إفك إفتراه ...) ولا بـ:( ... أساطير الأولين  إكتتبها ...). ولا بـ: (... إن هذا إلا اختلاق ...). إلى غير ذلك...

ــ نحمد الله العلي  الحكيم، أن  الذين قالوا هذه  المقولة : ( ... ما  ينطق عن  الهوى...)

لإقرار، وتبرير، الحديث، والسنة، ردّا،ً على  القرءانيــين (القرءان وكفى ) نحمد  لله أن أولئك لم يقولوا، ولن يقولوا!إن الحديث، والسنة، إنما هما وحي، من عند الله، ذلك لأمرين:

ــ أولا: لأنهم يعلمون، بل ويُـقرّون أنهما : ( الحديث، والسنة ) إنما جاؤوا بهما بالمعنى، لا  باللفظ !إذ  نجد  في  اسلوب الحديث  الواحد، عشرات  الصّـيغ،  والتعابير المختلفة. وصدقالله العظيم : ( ... ولو كان من عند غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ). هل قوانينهم الوضعية، التي صمّـموها -  مثلا -  لحياتهم ؟ هل جاءت بالمعنى؟ وهل يعقل، ذلك منهم ؟ !فلم إذن يقبلوا حديثا مفترى؟ أتى بالمعنى ،وباعترافهم !فكيف يقبلوه !ويتخذوه، شريعة  ويعبدون بهالله؟!( تلك إذاً قسمة ضيزى ).

ــ ثانيا: لأنهم  إختلقوا،  وإفتروا،  على الله  وعلى رسوله ( الصلاة  والسلام عليه)، ما يسمونه بــ : " الأحاديث  القدسية " ، إذ  يعتبرون هذه، - حقاً -  حَسبهم -،  ووحياً  من  عند الله !خلافا  للأحاديث  العادية. ( ... وما  قدروا  الله  حق  قدره ...) ! 

 

*  مـا  ءاتاكم  الرسول   فخــذوه  *

ــ ( هو الذي  أنزل  عليك  الكتاب  منه  ءايات مُحكمات  هن  أم  الكتاب  وأخر  متشابهات  فأما  الذين  في  قلوبهم  زيـغ  فيتبعون  ما  تشابه  منه  إبتغاء الفتنة  وابتغاء  تأويلــه...).

ءال عمران 7.

ــ ومن الآيات المتشابهات التي  يتّـبعها،  زيغ  القلوب، ما جاء  فــــــي  سورة الحشر 7:

( ... وماءاتاكم  الرسول  فخـذوه  وما  نهاكم  عنه  فانتهوا ...).

ــ هذه الآية، لا صلة لها -  تماماً -  بالرّسالة،  ولا  بالإتيان من عند الله. هي سفسطة !ومُغالطة !

ــ جاء  الفعل  ءاتـى، في القرءان العظيم،  بمعاني مختلفة ، منها:

ــ ءاتـى:  بمعنى : أعطى ، وهب ، منح ... مثل ما جاء في ءايات كثيرة،من كتاب الله المبين.أذكر بعضاً منها:

ــ ( ... وءاتاكم ما لم يوت أحداً من العالمين...).المائدة 20 .  ومــا جاء،  في  الآية 48  منها :

( ... ولكن ليبلوكم  في  ما  ءاتاكم ...).صِحة ، رزق ، ذرية ، علم ... وما جاء  في سورة الأنعام 165.

ــ ( وءاتاكم  من  كل  ما سألتُــموه...).إبراهيم 34.

ــ ( وءات ذا  القربى  حقه...)الإسراء 26.

ــ ( ...وءاتوهم  من  مال  الله الذي  ءاتاكم ...). النور 33.

ــ ( ... فما ءاتاني  الله  خَير مما  ءاتاكم ...).النمل 36. وما جاء  في سورة الحديد 23.

ــ (... وءاتوا  الزكاة ...) في ءايات كثيرة ، وغير ذلكم من الآيات...

ــ أما ءاتـى،التي معناها، ما  فهمناه  من سورة الحشر7 : فموجودة -  كذلك -  في كتــاب الله  المبين،  بنفس  ذلكم  المعنى : ( من عند الله ).                            

ــ جاء  به  من عند الله، إلى قومه، إتيان بعد إنزال لرسالة، أو  لكتاب،  مثل  ما  جاء  في  بعض، من الآيات التالية:

ــ ( وإذ أخذ  الله  ميثاق  النبيئين  لما ءاتيناكم  من كتاب...).ءال عمران 81.

ــ ( ولقد ءاتيناك  سبعاً  من المثاني  والقرءان  العظيم ) .الحجر87.

ــ (... ءاتاني  الكتاب ...) .مريم 30.

ــ ( وقالوا لولاياتينا بئايات من ربه أو لم  تاتهم  بينة ما  في  الصحف الأولى ) طه 133.   

 ــ ( ولقد ءاتينا موسى الكتاب ...). السجدة 23. وما جاء  في  ءاية  فصلت 45.

ــ ( قالوا أو لم تك  تاتيكم  رسلكم  بالبينات ...).غافر50. وما جاء  في ءاية  التغابن 6.

ــ هـذه  بعض -  فقط -  من الآيات التي جاءت  في المعنيــين.

ــ (... ولو كان من عند غير الله لوجدوا  فيه  اختلافا كثيرا ). النساء 82.

ــ إذن: "فالحديث"، هو من عند غير الله !إذ فيه وبصفة فاضحة، وفظيعة،  اختلافٌ كثيرٌ، -  كما سبق  أن  ذكرت - .                                                                            

ــ ملاحظـة : لم  يأت ،  في  كل  ما  ذكر ،وفي  ما  لم  يُـذكر،  لم  يأت، في  المعنى  الثاني: " إتيان ما  نُــزّل  من ربنا  أي : " التعبيربـ : " ءاتاكم "، بالنسبة لنا !التي  في  سورة الحشر، والتي نعتبرها : الحديث ، والسنة !؟.

 

*  إذن !فما بيان الآية 7 ، من ءاية الحشر؟ *

ــ لنتدبّـــر، كتاب الله المبين : ( أفلا  يتدبرون الـــقرءان  أم  على  قــــلوب أقفالهــــا ). (...ولو كان من عند غير الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا).

ــ جاءت ءاية الحشر7، التي هي من الآيات المتشابهات، (... وأخر متشابهات فأما الذين  في  قلوبهم زيغ  فيتبعون ما  تشابه  منه  ابتغاء  الفتنة وابتغاء  تأويله ...).

ــ جاءت تلكم الآية ،  في  الفـيء : ( الغنيمة ).

ــ يبدو أن الفرق بين الفـئ ،والغنيمة هو :

ــ أن الفئ  ما يناله  المؤمنون من العدو  من غير حرب ، ولا  مشقة.

ــ أما الغنيمة فهي - ما نالوه وسلبوه منه، عنوةً، وبقوة - بعد غزو، وحرب -  والله  أعلم !

ــ جاء  في  أول  سورة الحشر: ( هو الذي أخرج الذين كفروا...) الآية 2.

ــ ثم يأتي بعد ذلك : ( وما أفاء الله  على رسوله منهم ...) الآية  6 ، ما تركوه.

ــ ثم تأت الآية 7 : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول...).

ــ ثم يأت مباشرة، بعد ذلك ، وفي نفس الآية : ( ... وما ءاتاكم الرسول  فخذوه  وما  نهاكم عنه  فانتهوا...). الآية 7.

ــ بل ءاية الحشر7، من الآيات المحكمات ، إذ  تُـبيّن لنا ، المقصود من الإتيان، ولأول وهلة، ومن غير لبس، بل ، وبكل وضوح، أن الإتيان في هذه الآية إنما هو: المنح، والعطاء.

ما يعطى لهم وما يمنح لهم ، من القسمة، ( من الفئ ).  فلا  يرفضوه ولا  يحتجّـوا  عليه،  ولا يتنازوعوا في  السّـهم، أو الحصة، التي يوتيها  لهم رسول الله( الصلاة والسلام عليه).

ــ وما أخذوه،بحكم  إرادتهم، ومن ذات أنفسهم، عنوة، أوقسراً !فالحكم عليهم من لدن الله، أن يردّوه ، وينتهوا  من ذلك، وما نهاكم عن أخذه،  فانتهوا، وردوه. ولا  تأخذوا غير ما أعطاكمالرسول (الصلاة والسلام عليه). وتردّوا ما نهاكم عنه.

ــ ( ... وما ءاتاكم الرسول فـخذوه  وما نهاكم عنه فــانتهوا...).

ــ نلاحــظ :  أن الأخـذ  والإنتهاء  جاءا  بــفاء  التعقيب. ( ... فخـذوه ... فانتهوا ...)  مــن غير تردّد، ولا  اختيار،  ولا...

 

* الحكــمة  *

ــ ( ومن الناس من يشتري  لهو  الحديث  ليضل عن سبيل  الله  بغير  علم  ويتخذها  هزؤاً  أولئك  لهم  عذاب  مهين  وإذا تتلى عليه  ءاياتنا  ولـّّـى مستكبرا  كأن  لم يسمعها  كأنّ  في  أذنيه  وقرا  فبشره  بعذاب  اليم ).6-7.  لقمان .

ــ لهـو الحديث : وما الحديث ،  والسنة ، إلا من لهو  الحديث !

ــ أولئك هم  الذين يتبعون،ما تشابه، من كتاب الله المبين، ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات  هن أم الكتاب وأخـر  متشابهات  فأما  الذين  في  قلوبهم زيغ  فيتبعون ما تشابه منه  ابتغاء  الفتنة وابتغاء  تأويله ...).ءال عمران 7.

ــ أولئك، الذين يُـغـَلــطون مستمعيهم، أن الحديث  والسنة !?  إنما هي : الحكمـة !التي ذكرهاالله،في  كتابه المبين، والتي أتاها رسول الله ( الصلاة والسلام عليه) !تلك الحكمة

-  عندهم -  هي : السنة !وهي الحديث !-  كما يزعمون - !إفتراء على الله !

ــ ما جاء مثلا-  وعلى الأقل -  بالنسبة لنا ولـ: محمد ( الصلاة والسلام عليه)، مــــــا جاء:

ــ ( ... ويعلمكم  الكتاب والحكمة...).البقرة151. وما جاء في سورة ءال عمران164. والجمعة 2. ( ... وما أنزل عليكم من الكتاب  والحكمة يعظكم بـه...) .البقرة 231. وهل (الحكمة !) ...الحديث  منزّل من عند الله؟ !

ــ نـــلاحـظ: أن الله سبحانه وتعالى، لم يقل، في هذه الآية  مـــن البقرة:" يعظكـــم بـــها " ( الحكمة) : ولــم  يــقل - كذلك - " يعظكم بهما " وإنما الموعظة ، بكتاب اللهالمبين، (... يعظكم بـه ...). وبالكتاب، بــسّ   لنتدبــّـر!وما جاء  في  سورة النساء 58 .( أفلا  يتدبرون  القرءان  ولو  كان من  عند  غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ ونــلاحـظ  - كذلك – ما  جاء ، في  ســورة البقرة151، الآنفة الذكر. جـــاء بـــعدها : (فاذكــروني  أذكركم  وأشكروا  لي ...) . لم يقل جـلّ وعلا: " فاذكروه ..." ، ولــم يـــقل:" ... واذكروه ... " . وهذه الحكمة،وهذا  الوعظ، جاء، مع  لقمان  ( عليه السلام ).  ( ولقد ءاتينا  لقمان الحكمة ...  وإذ  قال  لقمان لابنه وهويعظه ...).12- 13 لقمان.

ــ ( ... وأنزل  الله عليك الكتاب والحكمة  ...) .النساء 113.  

ــ تلكم الحكمة، جاءت ضمن الكتاب المبين، المنزّل. ما أوحى الله إلى لقمان (عليه السلام)  

وما أوحى إلى رسوله،وإلينا (... ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ...).الإسراء 39.         

ــ كان من الواجب أن نبدأ  بدعاء إبراهيم ( عليه السلام ) حين رفع القواعد من البيت،  ودعا ربه، أن  يعلـّمنا الكتاب والحكمة : ( ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعـلـّـمهم الكتاب  والحكمة ...) . البقرة 129.

ــ ذلك إبراهيم الحنيف ( عليه السلام )، الذي أمر الله،رسوله، (الصلاة والسلام عليه) وأمرنا، باتباعه، وبالتأسي به،  في ءايات كثيرة، من وحيه، ومن كتابه المبين. إذ هو الذي سماناالمسلمين من قبل:

ــ (... وما جعل  عليكم في الدين من حرج ملـّـة أبيكم  إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ...).الحج 78. وما جاء في سورة ءال عمران 68 وغيرها ...

ــ ( إن أولى الناس بإبراهيم  للذين اتبعوه  وهذا النبئ  والذين  ءامنوا... )ءال عمران 68.

ــ ( ومــن أحسن ديناً  مــمن أسلم وجهــه للهوهــو محسن واتبـــع  ملــة  إبراهيــم حنيـــفا...).النساء 125.

ــ ( قـل إنني هداني ربي إلى صراط  مستقيم دينا قيّـما ملة إبراهيم  حنيفا ...) . الأنعام 161.

ــ ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة  إبراهيم حنيفا... ).النحل 123..وما جاء  في  الموضــوع :

البقرة : 130 – 135 .  وءال عمران : 95.  وما جاء  في  الممتحنة 4. 6 ، وغيرها...

ــ وكــذا ءال إبــراهيم (عليهم السلام) (... فقد ءاتينا ءال إبراهيم الكتاب والحكمة...).النساء 54. بالنتسبة  للإتيان بالحكمة.

ــ وكذا كل الأنبياء ( عليهم السلام) : ( وإذ أخذ الله  ميثاق  النبيــين  لما ءاتيناكم من كتاب وحكمة...).ءال عمران81. فهل الحكمة، حدبث ؟ أم  سنة ؟ بالنسبة إليهم (الأنبياء)؟

أم هي تكملة،  للكتب  المنزلة  عليهم !?  لا هذه !  ولا ذلك !لنـتّـــقالله !

ــ وجاءت الحكمة، بالنسبة لنبئ الله داود (عليه السلام )، في سورة البقرة 251. و ص 20.

ــ وجاءت الحكمةبالنسبة لـ: عيسى ( عليه السلام ) : ( ويعلمه الكتابوالحكمة والتوراة والإنجيل ).ءال عمران 48. وما جاء في سورة المائدة 110، والزخرف 63.

ــ بالنسبة للحكمة  أمر الله محمد (الصلاة  والسلام عليه ) أن يأمر نساءه، وبالتبعية، أن نأمرنساءنا، أسوة وتأسيا بهـن - على الأقل !...  جاء ذلك في سورة الأحزاب 59. ( يأيها النبئ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ...).إذ لا يمكن أن يأمر النبئ  نساءه،- فقط -  بغير أن يأمر به -  كذلك  -  نساء  المؤمنين !أو العكس،  إذ  جـــاء  أمرُهنّ  -  وبالتبعية – نساء المؤمنين بـ : ( وقـــرن  فــي  بيوتكن ... واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله والحكمة ...).الأحزاب 33-34.

ــ  نلاحــظ : أنه جاء ذكر: (... في  بيوتكن ...) مرتين، تأكيداً  لاستقرار المرأة في البيت. ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف  الخبير ).

 

*  ولكم  في رسول الله إسوة  حسنة  *

ــ جاء في ذلك، قوله  تعالى، في سورة الأحزاب 21 :  ( لقد كان لكم في رسول الله  إسوة  حسنة لمن كان  يرجو  الله  واليوم  الآخر  وذكر الله   كثيرا).

ــ نلاحــظ : أنه جاء، التأسي بإبراهيم ( عليه السلام ) في كتابه  المبين، مرتين. في ءايتي الممتحنة: 4 و6 . وجاء التأسي بـ : محمـد( الصلاة والسلام عليه)  مرة واحدة في سورة الأحزاب 21.

ــ لو أن التأسّي ، هو إتباع ( ما افتري على اللهوعلى رسوله ( الصلاة والسلام عليـــه)،

فكيف  نفسـّـر التأسي بإبراهيم (عليه السلام ) ؟ الذي  جاء مرتين في كتاب الله المبين، خلافا بالتأسي بمحمد ( الصلاة والسلام عليه).

ــ إنما التأسي، هو اتباع هديهما (عليهما السلام)، لاهتدائهما لوجود الخالقن مع طاعته  وتقواه...

ــ لنتدبــّـر: جاء قوله تعالى، بالنسبة لإبراهيم (عليه السلام) (... وما كان من المشركين...).جاء  سبع  مرات في  كتابه المبين.                                                                    ــ ذلكم هو التأسـي  بــ :  محمد (الصلاة  والسلام عليه.)

ــ جاء كذلك، في كتاب اللهالمبين، بالنسبة لمحمد ( الصلاة والسلام عليه) نفسه، جاء أمره بالتأسّـي بالرسل من قـَبله. الذين سبق سردهم  له، في قوله تعالى في سورة الأنعام، من الآية، 83 إلى اآية 90  : ( ... أولئك  الذين هداهم  الله  فبهداهم  أقتده ).

ــ لفتــة مهمـة: الأمر الذي جاء في سورة الأحزاب 159: ( يأيها النبئ قل لأزواجك... )

يـُـحمل -  وجوبا -  على ما جاء من أمر، في نفس السورة: الآيات 28 إلى 34.

ــ كل الأوامر-  تلك – يحمل عليها ما جاء في الآية 59 : " يأيها النبئ  قل لأزواجــــــك ...

( ونساء المؤمنين ...) يا نساء النبئ (ويا نساء المومنين) ... وقرن  في  بيوتكن ولا...و... و... و... واذكرن ... ".

ــ ملاحظـة : إنما تختلف  نساؤه، عن نساء المؤمنين -  فقط -  بمضاعفة  العذاب  لهن ،  وكذامضاعفة الأجر لهن : ــ ( يا نساء  النبئ من يأت  منكن  بفاحشة مبينة  يضاعف  لها العذاب ضعفين ... ومن يقنت منكن ... نوتها أجرها  مرتين ...). الأحزاب 30-31. -  وفقط !

ــ أما التديّـن ( طاعة الله) والسعادة في الدنيا ، فلا اختلاف فيه، بين نساء النبئ ،ونساءالمومنين. لنتدبــّـر !

ــ لا يمكن أبداً ، أن يكون فرق، في أوامر الله، وفي طاعته، وفي دينه، بين نسائنا، ونسائه !لا يُـقبل ذلك !ولــو فطريـــا !  ( ... فطرت  الله  التي  فطر الناس  عليها ... ذلك الدين القيم ...)الروم 30. ( ... فمن تبـع  هداي  فلا  يضل  ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ...).طه 24-123. لنؤوبإلى الله  ونستسلم !: ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلمـوا لـه ...). من الآية  54 إلى آخر سورة  الزمر. ( ولقد يسرنا القرءان للذكر  فهل  مـن مدّكر). القمر17.

( أفلا يتدبرون  القرءان  ولو كان من  عند غير الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ ولا ننس - خاصة -  أن الحكمة، إنما هي  التي بيّـنها لنا، الله العليم  الحكيم، -  في كتابه المبين -  في الذي أوحى به لـ : لقمان، (عليه السلام)، ولـ : محمد ( عليه الصلاة والسلام )، في سورتي لقمان، والإسراء.   

ــ ولا ننس أن هذه الحكمة  لم يخص الله بها كتبه، ورُسله، بل جاءت، حقّـاً للجميع، في  قوله تعالى: (يوتي الحكمة من يشاء  ومن  يؤت  الحكمة فقد  أوتي  خيراً كثيرا... ).البقرة 269. إذ  تشمل  الحكمة ،كل من المثل السائر، والقول  المأثور،  والحقيقة العامة و ...               

ــ ملاحظـة : ( يوتي  الحكمة من يشاء ...) جاء التعبير في القرءان بـ : من يشاء، والمقصود  به مشيئة  المخاطَـَـب.

ــ هنا،من يشاء تعلـّم  الحكمة ، وأرادها، علـّـمها له الله. كما جــاء  قوله تعالى : ( ... يغفر

لمن يشاء ...)  و ( ... يعذب من يشاء ...). فمن يشاء المغفرة، وسعى  سعيها، غفر الله  له. أما من كفر وتعنّـت، واستكبر، وسعى في طـُرق الجحيم !فالله(الغفورالرحيم،)- لا محالة-   

أنه معذبُـه !إذ هو الذي شاء  -  ذلك - !( الإنسان ) عبد الله ، الضعيف .

ــ إذن  فما  هي  الحكمة ؟

ــ ( وما قدروا الله حق  قدره ... سبحانه وتعالى  عما يشركون ).الزمر67. إذ قالوا إن من الدينما افتراه الإنسان،على ربّ العزة !وما ألصقه، لى رسوله الأمين (الصلاة والسلام عليه )!

 ( يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخبر الجبال هدّاً).                                 

ــ يبـيّـن  الله  لنا،  ماهية  هذه  الحكمة،  في كتابه المبين،الذي هو (... تبياناً لكل  شئ).

وصدق الله العظيم، بالنسبة لـ : لقمان ( عليه السلام ) :

ــ جاء  في  سورة  لقمان : ( ولقد ءاتينا لقمان الحكمة ...).لقمان 12. ذلك ما علمه الله،وما علمه كيف يعظ  ابنه ، ( يا  بُـني ...  يا  بني ...  يا  بني ... يا  بني ...).                         

ــ والحكمة التي أتاها الله لقمان (عليه السلام)، لــيعــظ  بها  إبنه : ( ... لا  تشرك بالله ... ووصينا الإنسان  بوالديه ...  إنها  إن  تك  مثقال  حبة  من خردل ...  يأت بها الله ... أقم  الصلاة  وامر  بالمعروف وانه  عن المنكر واصبر  على ما أصابك ... ولا  تصعّـر  خدك  للناس  ولا  تمش  في  الأرض  مرحاًُ...  واقصد  في  مشيك واغضض من صوتك ...) 

13-19- لقمان .

ــ حتي الرسول محمد (الصلاة والسلام عليه) أوحى الله له، (ولنا)، الحكمةمثل التي أوحاها إلىلقمان (عليه السلام )، وذلك في سورة الإسراء، بعد ما سرد عليه وعلينا -  ضمناً –  أوامر شتّـى، ما نسميه بالآداب والأخلاق. بعد ما سرد، ما جاء  فيها من الحكمة، قال له  ولنا، في ختامها، الآية 39: ( ذلك مما  أوحى  إليك  ربك من الحكمة ...). بعضٌ منها.

ــ نلاحـظ: التعبير بـ : ذلك الإشارية. ( وقضى ربك ألا تعبدوا  إلا  إياه وبالوالدين  إحسانا...  فلا  تقل  لهما  أفّ ولا  تنهرهما  وقل لهما قولا  كريما واخفض  لهما جناح  الذل من الرحمة وقل  رب  ارحمهما... وءات ذا  القربى  حقه والمسكين  وابن السبيل  ولا  تبذر  تبذيراً ...  ولا  تجعل  يدك مغلولة  إلى  عنقك  ولا  تبسطها  كل  البسط ... ولا تقتلوا  أولادكم  خشية إملاق ... ولا  تقربوا  الزنى ... ولا  تقتلوا  النفس التي حرم  الله إلا  بالحق ...  ولا  تقربوا مال  اليتيم  إلا بالتي  هي أحسن ... وأوفوا  بالعهد ... وأوفوا  الكيل ... ولا  تقف  ما ليس  لك  به علم... ولا  تمش  في  الأرض مرحا...). ثم  يقول  جل وعلا ،وقوله الحق، والفصل :

( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ...).وغيرها.(ذلك ... ) نموذدج من الحكمة، لا هوبالحديث ، ولا  بالسنة ، كما يفترون !والتي ليست  بوحـي !

ــ إذن، فتبيــين الحــكمة، وتـــعريف  مــدلولها جاء  في  سورتي  لقمان، والإســـراء .  -  على الأقل -  أعطانا اللهفيهما  نموذجاً من معناها ( سبحانه وتعالى  عمــــا  يصفون ).

( وكذلك جعلنا  لكل  نبئ عدواًشياطين  الإنسن والجن يوحي  بعضهم  إلى  بعض  زخرف  القول غروراً  ولو  شاء ربك  ما  فعلوه  فذرهم  وما  يفترون ) .الأنعام 112.

 

* أولوا  الأمر  منكــم  *

ــ جاء الأمر، في القرءان،  بالنسبة للمولى جـلّ  وعلا، كما جاء  بالنسبة  لبــــــــــني ءادم،

-  خاصة -  أنه جاء، إرشاداً  للمؤمنين، للتشاور  بينهم.

ــ جاء  بالنسبة للمولى، سبحانه وتعالى، أن الأمر كله له. نزّلـه قبل خلق الإنسان ( سورة القدر)، ونزّله بعد  خلقه، وخلقِ  السماوات والأرض، جاء ذلك ، في ءايات كثيرة منها :

ــ ( ... يقولون هل لنا من الأمر  من شئ  قل إن الأمر كلهلله...) .ءال عمران 154. ( ... بل لله  الأمــر  جميعا ...).الرعــد 31. وما  جاء  في  سورة  هـــود 123  ( ... وإليه  يُـرجع الأمر كله ... ).                                                                                      

ــ ( ... ومن  يدبّـر الأمر فسيقولون الله ...).يونس 31. وما جاء في نفس  السورة، الآية 3.

ــ ( ... يدبّـر الأمر ... ذلكم الله  ربكم فاعبدوه ...).يونس 3. وما جاء  في  ءاية الرعد 2، وءاية السجدة 5. إلى غير ذلك ...

ــ وما جاء قبل خلق الإنسان : ( هل  أتى على الإنسان حين من الدهرلم يكن شيئا مذكورا)الإنسان 1. ما جاء من أمر وتقدير، قبل خلقه (الإنسان) ، ( تنزّل  الملائكة  والروح فيها بإذن ربهم  من كل أمر ) .( يرجى الإطلاع  على ما جاء  في  تبيــين  " ليلة القدر" في موقع "أهل القرءان " تحت عنــوان: " محاولة  تحقيق ليلــة القــدر مــن  كتاب الله " لحواش عبد الرحمان ".

ــ أما بالنسبة للإنسان المؤمن،فالأمر جاء، تذكيراً له ، وإرشاداً له، في تنظيم مصالحه، ومعاشه في هذه الحياة الدنيا :  بالشورى، والمشورة ، والتشاور ...

ــ إذن  فالأمر، بالنسبة للإنسان، لا  صلة لع  بالعبادات، وبأحكام  دين  الله  القيّـم. إنما جاءالأمر، بالنسبة  للمعاملات، بين الناس. جاء ذلك ، في ءايات كثيرة منها : 152 ءال عمران. ويوسف 15-41- ز102. والنمل 33. وطـه 62. إلى غير ذلك ...

ــ (  يأيها الذين ءامنوا  أطيعوا الله  وأطيعوا  الرسول  وأولي الأمر  منكم ...).النساء 59. وما جاء ي الآية 83، من نفس السورة.

ــ في هذه الآيات، ملاحظات:

ــ الأولى: هي أن أولي الأمر،  الذين  أمرنا  الله أن نطيعهم وذلك،  بعد الله  ورسوله (الكتاب الذي نزّلـه  على رسوله، محمد( الصلاة والسلام عليه)، يجب وجوبا، أن يكونوا منا، ( ...منكم ...). أي مؤمنين بالله ورسوله ( الكتاب )، واليوم الآخر... يخافون العذاب الأليم. ذلك، مثل ما جاء  في سورة النور 31: ( ... أو نسائهن ...) بالنسبة لإبداء الزينــــــــة

( زينة المرأة ) فــهو مــحرّم، لغيـــر النساء اللواتي وصفهـــن الله في سورة التحريم 5 (...مسلمات، مؤمنات ، قانتات ، عابدات ...)، ذلك خوفا من السحاق !ومثل ما جاء، بالنسبة للسّـحاق أيضا: ( ... فاستشهدوا  عليهن أربعة  منكم ...).النساء 15.

ــ الملاحظة الثانية هي: أنه قال، سبحانه وتعالى في تلكم الآية: ( ... أطيعوا الله  وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم...) . لم  يذكرالله طاعة أولي الأمر: " أطيعوا أولي الأمر منكم "

إضافة إليهم !  طاعة الله، وطاعة الرسول(... وأولي الأمر منكم ...) ولم تأتطاعة أولي الأمربوحدهم !.

ــ الملاحظة  الثالثـة هـي : (... وأولي الأمر منكم ...)، جاء  ذكرهم ، في الرتبة  الثالثة.

ــ خلاصة  القول : في أولي الأمر، أنه :

ــ لم يأت ذكرهم، إلا في الرتبة الثالثة، بعد الله وكتابه، وجاءت  بالإضافةوفي أمورنا.

ــ لم تأت طاعتهم،بوحدهم، وما طاعتهم إلا في طاعتهم  لـله  ولرسوله.

ــ ووجوباً ، يجب أن يكونوا: مــنّا ، مؤمنين، يخشون ربهم، ويخافون سوء الحساب.

ــ لـنـتــدبّـــر !                                                                                        

ــ الشورى  في  الأمر:

ــ كما تقدم أن بينت ،فإن الله  سبحانه وتعالى جعل للمؤمنين ، حرية التفكير، والبحث، في دراسة الأمر ( من أمورهم المعاشية، في الحياة الدنيا) وهداهم إلى التداول، والتشاور فيه، ذلك للوصول إلى النتيجة الحسنة، قبل  البـتّ  في الأمر.

ــ ( ... وأمرهم شورى  بينهم ...).الشورى 38..

ــ نلاحــظ : بادئ  ذي بدإ ، أن  سورة بأكملها سمّـيت  بــ: الشورى.

ــ وما جاء في سورة ءال عمران 159: ( ... وشاورهم في الأمر...).

ــ نلاحـظ  في هذه الآية:  أن على الرسول - كذلك -  ( الصلاة والسلام عليه)، أن يفكـّـر،

ويتشاور، مع المؤمنين، قبل أن يـَـبُـــتّ  في أمر، من أمورهم ، في الحياة الدنيا.

ــ من الغريبأن هذا التشاور، جاء، حتى بين المرء، وزوجه، في الحالة العويصة حين الفصل، مع رضاعة، وذلك برضـىً  وتشــاور بينهمــا، الآيــة 233، مــن سورة البقرة: ( ... فإن أرادا  فصالا  عن تراض  منهما  وتشاور  فلا  جناح  عليهما ...).

ــ ( أفلا  يتدبرون  القرءان  ولو  كان من عند غير الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيراً) .

                                                                                                         

*  الخــلاصــــة  *

ــ فما هي يالخلاصة !إنما هي  تأملات، وأفكار، في الموضوع، لا بد من إدراجها، حتى تتمّ -  بحول الله -  إحاطتنا  بالموضوع.

1) ــ بما أنه،لا صلة لنا مباشرة ، باللهالعلي العظيم ، الذي نزّل الرسالة ( كتابه المبين ) ولا برسوله: جبريل ( الروح الأمين )، كان وجوباً علينا ، طاعة الرسول محمد ( الصلاة والسلام عليه)،  في ما أنزل إليه من ربه : الرسول ( كتاب الله  المبين ).

 

2) ــ أرى - والله أعلم – أنّ افتراء السنة، بمجلداتها، والحديث ، جاء بتلكم السهولـة !:

( 9 كتب حديث، ما يعتبرونه من الصحاح !) بعد الإفتراء الصارخ، بقولهم، وحاكي الكفر ليس بكافر!: " من سـنّ سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها  إلى يـــوم القيامــــــــة "

والعكس " من سـنّ سنة سيئة ، فله وزرها ، ووزر من عمل بها ..." فتسارع القوم، بل وتسابقوا، إلى إنشاء : الحديث ، والسنة !واختلاقهما، طلباً لـلأجر !وأي أجــر؟ !( العذاب الشديد، والأليم،  يوم  لقاء الله!( وليحملن أثقالهم وأثقالا  مع أثقالهم  وليسئلن يــــوم القيامة عما  كانوا  يفترون ) العنكبوت 13. ( ... وغـرّهم في دينهم  ما  كانوا يفترون).

ءال عمران 24. ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )يونس69. وما جاء في سورة النحل 116. (...  سيجزيهم بما كانوا يفترون )138 الأنعام .إلى غير ذلك من الوعيـد.

(... فما اصبرهم على النار) !!

 

3) ــ إنّ الذين يتبجّـحون : وأن ليس في القرءان ذكر للصلوات الخمس ووقتها، وعدد  ركعاتها ...؟ !

ــ أقول لهؤلاء :

ــ أولا : كيف لا يكون ذلك ؟ !وهو القائل، تبارك وتعالى: ... ما فرطنا في الكتاب من شئ...)والقائل: (...  تبيانا لكل شئ...)  ( ... وتفصيل كل شئ ...). إلى غير ذلك ...

ــ ثانيا :أتحداهم، أن يأتوا لي من كتبهم/ حديثا مفترى، يذكرون فيه، أن الرسول قال: عدد  ركعات الصبح - كذا-  وعدد ركعات الظهر، والعصر - كذا وكذا-  وعدد  ركعات المغرب، والعشاء -  كذا وكذا ... - 

ــ ثالثا : أقول لهم كيف يعقل أن يذكر الله وجوب الإغتسال فيها من الجنابة والغائــــــط ...

النساء 43، والمائدة 6. والخشوع  فيها وعدم السهو...والدوام عليها، وأمرالأهل بها، والإصطبار عليها، إلى غير ذلك...  وأكبر من ذلك أن يذكر فرضية  " الوضوء "وكذا ما يستوجبُه من ترتيـب: المائدة 6. وأكبر منذلكم أن يذكر: التيـمــم، الذي هو في الدرجة  الثالثة، أهمية، بالنسبة للصلاة !أن يذكر لنا الله  العليم  الخبير، ذلك ، مرتين .النساء 43 ، والمائدة 6.

ــ ويذكر  الركوع والسجود  اللذيـن هما: الخــرّ. ذكره في الركوع، بالنسبة  لـداود (عليه السلام ) ص24.

ــ وأكبر من ذلك : خـرُّنا، في السجود، مرتين، مع وصفه : (... لــلأذقان ...) وأمرنا بما نقولفيه: وذلك ما جاء في  ءايتي الإسراء: 107-109. : ( ... يخرون  لـلأذقان سُجّـداً ويقولون... ويخرون...) ثانية.

ــ أيـذكر الله  كل ما تقدم !ولا يذكر الصلاة !وركعاتها !التي تأتي في  الدرجة الأولى قبل الإغتسال والتيمـم.

ــ فلا تحملوني ذكرها (الصلاة) من كتاب الله  لأنـني آليت  على نفسي أن لا أكتب فيها. سيــحاسبنــي الله على ذلك . غفر الله لـي ولكم، أجمعــين ، أمـــيـــن.

 

 * والله  أعلـــم  *

اجمالي القراءات 12891