فيلم الشفاعة العظمى
ف مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى ) ب3 ف4 / 2

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين )
الباب الثالث : تتبع موضوع الشفاعة فى تاريخ المسلمين الدينى
الفصل الرابع : مهرجان الكوميديا فى أحاديث الشفاعة فى ( البوخارى ) قسم (2 )
فيلم الشفاعة العظمى ( أنا شجيع السيما ..ابو شنب بريمة )
مقدمة :
1 ـ اسطورة الشفاعة العظمى ( العالمية ) للبشر جميعا تجعل ( يوم الدين ) مثل ( المولد ) الذى صاحب له ، أو باتعبير المصرى ( مولد وصاحبه غايب ) . صياغة هذه الاسطورة تتشابه مع أوبريت ( الليلة الكبيرة ) التى كتبها العبقرى الراحل صلاح جاهين ولحّنها الموسيقار الراحل سيد مكاوى ، وقام بغنائها مجموعة من المطربين ، وأحد الشخصيات هو ( فتوة ) يظهر مفتول العضلات ومتباهيا بجاهه وقوته قائلا ( أنا سجيع السيما ..أبو شنب برّيمة ). البوخارى فى اسطورته عن ( الشفاعة العظمى ) والتى إستقاها من مستنقع الفولكلور الدينى للرعاع لم يبتعد كثيرا عما كتبه المُبدع صلاح جاهين فى ( الليلة الكبيرة ) حيث الهرج والمرج والصراخ والأصوات فى ( مولد وصاحبه غايب ) . إلا إن البوخارى قد أعطى الدور الرئيس والبطولة المطلقة فى فيلم الشفاعة العظمى لمن ( أسماه النبى محمد ) ، وأعكى الأدوار المساعدة والثانوية لمن جعلهم الأنبياء ولمن جعله الاله ، بالاضافة الى ( مجاميع ) تمثّل جموع البشر من ابناء آدم .
ولن نملّ من التأكيد بأن هذا الافتراء لا صلة له مطلقا بالله جل وعلا ورسله وخاتم النبيين ، إنه مجرد سيناريو فيلم هابط لا يستحق سوى السخرية والتندّر ، وهذا ما نفعله .
ومن مكر البوخارى أنه كرر فى كتابه اسطورة الشفاعة العظمى حوالى عشر مرات ، مع اختلافات فى العنعنة والسند وخلافات أخرى فى صياغة المتن . ولكنها كلها تجعل الخلق جميعا يلجأون للأنبياء من آدم الى عيسى يترجونهم الشفاعة فيرفضون فيأتون لمحمد فيتصدى لها ويشفع فى الناس جميعا فيقبل الله شفاعته.!.وبدلا من أن يُفرج عنهم من الحبس تكون المفاجأة أن يُخرجهم ( محمد ) من النار ويدخلهم الجنة . ونقرأ إحدى سيناريوهات هذه الاسطورة ونعلّق على فقراتها أولا بأول :
أولا :
1 ـ ( وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ) فى هذا السّند يجعل البخارى أربعة فقط بينه وبين النبى ( حجاج بن منهال ) ، (همام بن يحيى ) ( قتادة ) ( أنس بن مالك الصحابى ) عن النبى . هذا بالطبع لو إفترضنا أن البخارى جلس معهم جميعا فى وقت واحد وكان معه جهاز تسجيل او تراسل معهم بالفاكس أو السكايب أو حتى بالايميل ..! . بغض النظر عن هذا الإسناد الكوميدى ، فإن البوخارى بكل جُرأة يزعم أن النبى قال :
2 ـ ( .. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ. فَيَقُولُونَ : لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ؟ ) لم نعرف اين كان حبسهم ؟ وحتى لا نعرف متى كان حبسهم ؟ لأن يوم القيامة يحوى فى داخله يوم البعث ويوم الحشر ويوم العرض ويوم الحساب ..المهم إن الناس إتحبست وخلاص .! لأنه بدون حبس الناس لن يكون هناك مبرر فى السيناريو للشفاعة العظمى . لأنه بعد حبس الناس أجمعوا على أنه لا بد من التشفع بأبيهم آدم ليتوسّط للإفراج عنهم . وإلّا سيظلون فى مكانهم بلا عمل ، لأن المفهوم من السيناريو أن ( صاحب المولد ) غائب عن الوعى ، أى حبس الناس وقفل عليهم بالمفتاح وذهب يشاهد ( مسلسل تركى مدته عدة سنوات ) .. ولما يرجع ( بقى ) يكون الناس قد ( فرهدت ) من الإنتظار ، وفاتهم ميعاد الاتوبيس .
3 ـ ( فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ . لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا؟! قَالَ فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ . قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ) . يأتون لآدم . ( بسّ عرفوه إزاى ؟ مش ممكن يكون واحد زور بطاقة آدم وهويته وباسبوره ورقمه القومى ؟ ) ( طيب : وكلموه إزّأى ؟ وما هى لغة آدم ؟ ) ( طيب : وهم كل البشر من أول الخلق الى أخر جيل منهم تكلموا مع بعضهم إزّاى ؟ . وهم طبعا بملايين البلايين .. طيب ..سمعوا بعض إزّاى ) . مش مهم .. المهم أن آدم بعد ما مدحوه ونافقوه تهرّب منهم ، مع انهم يا عينى أولاده و ( فلذات كبده ) فلذة فلذة .! لكن الظاهر أن بابا آدم فى سيناريو البوخارى قرفان من فلذات كبده ، فتحجّج بالأكل من الشجرة ، ونسى إن الله جل وعلا قد غفر له . بالمناسبة : اين السيدة الفاضلة أمنا حواء ؟ المفروض أنها الأكثر حنانا على فلذات كبدها .. لكن الظاهر أنه كان عندها موعد كوافير ..
4 ـ ييأس البشر من بابا آدم وماما حواء فيذهبون الى الأخ الأكبر فى الفيلم : ( أبيه نوح ) : ( فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ . وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ . وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ) ويعتذر لهم نوح بأنه اخطا حين استغفر لابنه . وطبعا ينسى أن الله جل وعلا غفر له . وينصحهم بالذهاب الى ( ابراهيم ). والسؤال هنا : لماذا أهمل كاتب السيناريو الأنبياء الآخرين بين نوح وابراهيم .. هل لأنه ليست لهم ذنوب تعرضوا بسببها الى اللوم والعتاب ، وكاتب السيناريو حريص على معاقبة الأنبياء والتذكير بذنوبهم حتى لو كان قد تم غفرانها ؟ أم هى ضرورة فنيّة فى تكنيك كتابة السيناريو؟
5 ـ ( قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا ) وهنا يحرص البوخارى على إتهام ابراهيم عليه السلام بالكذب . وقد كرّر البوخارى هذا الاتهام لابراهيم عليه السلام فى أحاديثه تحت عناوين شتى وموضوعات متفرقة . والبوخارى ينقل هنا عن تحريفات التوراة التى تزعم أن ابراهيم عليه السلام كذب مرتين ، والبوخارى يضيف واحدة ، ويجعلها ثلاث كذبات ، هذا برغم أن رب العزة وصف ابراهيم بأنه كان صديقا نبيا (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (41)( مريم ). يتخلّى عنهم ( ابراهيم ) وينصحهم بالذهاب الى موسى . وكالعادة يتخطى سيناريو البوخارى أنبياء كثيرين ( اسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف )، ومن لا نعلمهم . لكن .. بالمناسبة : كيف عرفوا عناوين وأماكن تواجد أولئك الأنبياء ومحل إقامتهم ؟ أم كان معهم أرقام هواتفهم المحمولة ؟ ثم كيف وصلوا اليهم وهم محبوسون ؟ هل يا ترى ( اخذوا تاكسى ) أم ركبوا القطار ؟ وفى زحمة التدافع للذهاب الى لقاء الأنبياء ألم يسقط منهم ضحايا ؟ عشرات الأسئلة أغفل السيناريو الاجابة عنها .
6 ـ نرجع للسيناريو الهابط : ( قَالَ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ . وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ .قَالَ : فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ . فَيَأْتُونِي ) ويعتذر موسى ويعتذر عيسى ، وينصحهم عيسى بالذهاب الى ( سجيع السيما ) فى هذا السينارية البوخارى .
7 ـ يقول سجيع السيما فى سيناريو البوخارى يتحدث عن نفسه :( فَيَأْتُونِي .! ) . طبعا كان معاهم العنوان ويعرفون البيت ، ولا بد أنه بيت واسع يتسع لملايين البلايين من البشر . ولأنه ( سجيع السيما أبو شنب بريمة ) فهو لا ينتظر حتى يطلبوا منه التشفع لهم ، بل يبادر بالتصرف مباشرة فيدخل على ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى فى هذا السيناريو .
8 ـ يقول السيناريو والحوار : (َفيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ ) ، أى مجرد أن أتوه أسرع بالاستئذان على ( ربه فى داره ) . هنا نعرف أن هذا ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى له ( دار ) وهو يعيش داخل هذه الدار . ولا نعرف هذه الدار هل هى صالة وحجرتان ومطبخ ودورة مياه ؟ أم فيها أيضا حمام سباحة وبلكونة وغرفة للضيوف وأخرى للمكتبة ؟ . ولكنّ الذى نعرفه أن هذا ( الرب ) الذى إخترعه البوخارى قد حبس الخلق فى ( يوم الدين) وجلس مستريحا فى داره . والذى نعرفه أيضا أن هذا ( الرب ) قد وضع على باب داره حُراسا وحُجّابا يمنعون الناس المحبوسين من الدخول عليه إلا بإذن ، حتى لو كان ( سجيع السيما ) نفسه . وقد قدم لهم ( محمد الذى صنعه البوخارى من خياله ) طلبا بالدخول فأذنوا له بالدخول .!
9 ـ ويصف السيناريو هذا اللقاء بين ( رب البخارى ) و ( سجيع السما ) : ( فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي . فَيَقُولُ : ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ . )، أى أن الرب الذى إخترعه البوخارى يقول لمحمد أن الذى يقوله محمد مسموع مقدما ، (وَقُلْ يُسْمَعْ )، أى يعلن هذا الرب المزعوم السمع والطاعة لمحمد .!!.وأن شفاعته مقبولة مقدما . وبالتالى : ( قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ،) أى إن هذا الرب المصنوع هو الذى يعلّم محمدا كيفية التحميد والثناء . ( ثُمَّ أَشْفَعُ ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) وهذا يعنى أن الشفاعة ليست فى تخليص البشر كلهم من الحبس ، ولكنها فى موضوع مختلف هو إدخالهم الجنة . وهذا تضارب غير مفهوم.
10 ـ وتأتى تكملة السيناريو بمزيد من التضارب : ( قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ : فَأَخْرُجُ ، فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) . وهنا التضارب . فالمفهوم أنهم كانوا فى حبس وليسوا فى النار . ففى بداية السيناريو يكتب البوخارى : (يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ. فَيَقُولُونَ : لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ؟ )، ويتشفعون بأدم والأنبياء ليرتاحوا من هذا الحبس ، ثم يتشفع فيهم محمد ، فتأتى النتيجة بإخراج أهل النار من النار ودخولهم فى الجنة .! فما هى العلاقة يا أبو خارى بين هذا وذاك ؟
11 ـ ويتكرّر نفس الخبل مرة ثانية : ( ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ). وفى المرة الثانية يعيد الرب المزعوم تعليم محمد كيفية التحميد والثناء للمرة الثانية . ويتكرر إخراجه للناس من النار وإدخالهم الجنة .
12 ـ ويتكرر نفس الخبل للمرة الثالثة : ( ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ) . وفى كل مرة يستأذن محمد على ربه ( فى داره ) وهذا الرب الذى صنعه البخارى لا عمل له سوى إستقبال محمد وأن يكرر تعليم محمد كيفية التحميد والثناء ، وأن يقول له نفس الكلام وأن يعلن لمحمد السمع والطاعة (ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ ). ومحمد فى كل مرة ينسى ما تعلمه ويحتاج الى أن يتعلم مرة ثانية . ومن حق الأمين العام للأمم المتحدة أن يتساءل : ما هى الحاجة لوجود هذا الإله الذى لا عمل له سوى إعلان طاعته لمحمد ؟ لماذا لا يستقيل ويبحث عن عقد عمل فى الخليج ويترك الأمور لسجيع السيما أبو شنب بريمة ؟
13 ـ: ويستمر محمد فى مهمته تلك ( طالع نازل ) يدخل يستأذن ويسجد ويقول له ربه نفس الكلام ويعلمه نفس الكلمات ، ثم يُخرج الناس من النار ويُدخلهم الجنة . يظل هكذا الى أن يتم إخراج المؤمنين من النار وإدخالهم الجنة ، ولا يتبقى فى النار إلا الناس المشركون ( الناس الوحشة ) : ( قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ . )
14 ـ ( قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .).أى وفى النهاية ، وبعد ( طلوع الروح ) تأتى نهاية السيناريو وقد تعلمنا أن هذا الفيلم الهابط هو فى تفسير ( المقام المحمود ) ..آه يا ابن ال .. موظفة .!؟؟!!
15 ـ تبقى ملاحظة صغيرة جدا ( ملاحظة صُغنّنة ) : يقول البو خارى فى إسناد هذا الحديث : ( وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ... ). يعنى أنه يزعم أنّ الذى روى الحديث مباشرة عن النبى هو ( انس ) . ولكنه ينسى هذا فى زحمة الكذب ، ويظل يؤكّد أن الذى روى عن النبى هو قتادة . ففى كل مرة يكرر ( قال قتادة ): ( قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ : فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ . ) ،(قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ )، ( قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ . ). أى إن قتادة هو الذى كان يسمع النبى ويروى عنه وليس ( انس بن مالك ) الصحابى المشهور بأنه كان خادما للنبى . فكيف يسمع قتادة من النبى ؟ قتادة هذا هو ( قتادة بن دعامة السدوسى ) مولود فى البصرة عام 61 هجرية 680 ميلادية ، فى نهاية خلافة معاوية ، ومات فى واسط بالعراق فى خلافة هشام بن عبد الملك الأمى عام 118 هجرية 736 ميلادية . فكيف يروى قتادة هذا مباشرة عن النبى ؟
ثانيا : وهناك عدة ( نُسخ ) من سيناريو البوخارى فى فيلم الشفاعة العظمى : منها هذه النُّسخة :
( حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَقُلْنَا لِثَابِتٍ لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَاءُوكَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ فَقَالَ هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا قُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ وَقَالَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
الجديد هنا هو:
1 ـ أفواج من أهل البصرة يذهبون الى ( انس ) فى قصره يطمئنون على موضوع الشفاعة ، فيطمئنهم أنس ، حسبما يروى البوخارى . وأنهم يستوثقون من ( الحسن ) أى الحسن البصرى .
2 ـ وأن النبى الذى إخترعه البوخارى يغنى الأغنية المشهورة( أمّتى أمّتى ) والرد عليها بما يعنى ( شفاعى شفاعتى ) ، أو كما جاء فى نصّ السيناريو فى هذه النُّسخة : (فَيَقُولُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ ) .
3 ـ ثم ينتهى الفيلم بأن يخرج من النار كل من قال ( لا اله إلا الله ) .
ثالثا : وهذه نسخة أخرى للفيلم ينسبها البوخارى لأبى هريرة : يقول فيها :
( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ عِيسَى إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ).
والجديد هنا :
1 ـ أن النبى الذى إخترعه البوخارى يحكى مفتخرا وهو ينهش اللحم عن بطولاته القادمة فى فيلم الشفاعة العظمى ، ويستهل الحديث بالـتاكيد على أنه ( سيد الناس يوم القيامة ):(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . )، ثم يُدلّل على هذا ببطولاته فى هذا اليوم بما يعنى أنه ( مالك يوم الدين ) طالما هو ( سيد الناس يوم الدين ). وبالتالى فمن حق السيد الأمين العام للأمم المتحدة أن يتساءل عن أهمية وجود هذا الاله الذى إخترعه البوخارى والذى لا يهشّ ولا ينشّ ؟.أى لا بد من الاستغناء عنه وفصله من عمله توفيرا للنفقات .!
2 ـ والعجيب أنه بعد أغنية ( أمتى أمّتى ) يقول الاله الذى إخترعه البوخارى : (يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ). أى إن هناك من ( أمة محمد ) من ليس عليهم حساب ، أى يدخلون الجنة بلا حساب ، إذن فما الداعى لمهرجان الشفاعة أصلا ، وناس تأتى وناس تخرج .. وهيصة وزمبليطة ، وروح لآدم ومن آدم الى عيسى ..هذه بيروقراطية مُزعجة ، ومن السلبيات فى هذا العمل الفنى الدرامى .
3 ـ وهناك أمر مُزعج أيضا . فلم نعرف عدد أبواب الجنة . فالمؤمنون الذين ليس عليهم حساب سيدخلون الجنة من الباب الأيمن الخاص بهم ، ثم لهم أن يدخلوا أيضا من الأبواب الأخرى التى لا نعرف عددها . وهنا قد تحدث فوضى كالتى تحدث فى الموالد والأفراح . فماذا يحدث لو تاه أحدهم وضل الطريق ووجد نفسه يدخل باب جهنم ؟ هنا كان يجب على كاتب السيناريو أن يحدد عدد الأبواب ، وقوائم بمن سيدخل من كل باب ، ونوعية التذاكر وبطاقات الدعوة ، خصوصا وأن كل باب سيكون واسعا جدا ليستقبل بلايين المحظوظين . يقول البوخارى (إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ). وهو يتوهم أن ( حمير ) مدينة فى اليمن وهى أشهر مملكة كانت فى اليمن . كما إن ( بُصرى ) المدينة الأثرية السورية الرومانية الأصل لم يكن لها وجود فى عصر البوخارى . وواضح أنه خلط بين ( حمير ) و ( بُصرى ) لكونهما تاريخا مضى .
أخر سطر
تخيلوا أن هذا الجهل يقوم على رعايته ( الأزهر ) ( الشريف جدا ). وهناك أكثر من 13 كلية باسم ( أصول الدين ) فيها أقسام للحديث ، ومفروض أن يقرأوا البوخارى .. ولكنهم كالحمار يحمل أسفارا .
وقديما قال الشاعر :
وتعجبون من سقمى ؟
صحتى هى العجب .!

اجمالي القراءات 10817