المجازر في سجن تدمر العسكري
من يوميات سجين سياسي في سوريا

محمد مهند مراد ايهم في الأربعاء ٠٢ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

عن ماضي تدمر من شاهد عيان ..

الكاتب : Osama Hallak

في عام 1980 تحديدا بتاريخ /27/ يونيو حزيران 1980 م وإثر محاولة اغتيال المقبور حافظ الأسد شهد سجن تدمر العسكري مجزرة كبرى ذهب ضحيتها ما يقارب 800 سجين سياسي حيث قامت كتيبة من سرايا الدفاع بالتعاون مع سرية التأديب في سجن تدمر العسكري بإعدام السجناء الموجودون في سجن تدمر العسكري وعددهم حوالي 800 سجين
حيث أوعزت ادارة السجن إلى السجانين بتجميع السجناء في كل مهجع (غرفة ) في نهاية هذا المهجع وكان الأوامر تقضي ببدء إطلاق النار في لحظة واحدة مع بدء أول طلقة
هذه القصة حكاها لي أحد الذين تم تحويلهم إلى سجن تدمر العسكري وكان يدعى أحمد السباعي من مدينة حمص وقد كان ممن شاركوا في هذه المجزرة ثم اعتقل هذا الأخير بعد أن علمت السلطة أنه كان ينقل أخبار المساجين إلى أهاليهم في مدينة حمص وقد قضى أحمد السباعي تحت التعذيب بعد أن تم نقله من مهجعنا إلى الزنزانة وكان من بين الذين قضوا في هذه المجزرة شقيقي محمد حلاق وزوج أختي محمد عثمان جمال
لم ينج من هذه المجزرة إلا عدد قليل من السجناء الموجودين في السجن وكانوا جميعا إما من الحزب الشيوعي السوري (جماعة رياض ترك ) أو من منظمة العمل الشيوعية أو من حزب البعث ( جماعة صلاح جديد )
حين تم نقلي إلى سجن تدمر العسكري بتاريخ 24/2/1981 م رأيت آثار الطلقات على سقف وجدران الغرفة وكان من جملة ما رأيته قطعة من فروة رأس أحد السجناء ملتصقة بسقف الغرفة
ما بين عام 1980 و 1996 كان زبانية النظام يدفنون الجثث في منطقة قريبة من سجن تدمر العسكري وتدعى هذه المنطقة (وادي عويضة ) حيث دفن هناك ما يزيد عن عشرين ألف جثة ممن قضوا تحت التعذيب أو أعدموا في باحات السجن حيث كانت الاعدامات تنفذ في الباحة السادسة في السجن ولقد شهدت اعدام الكثير منهم حيث كنت في غرفة تطل على هذه الباحة وأذكر أني رأيت اعدام 200 شخص في يوم واحد
بعد أن يتم الاعدام تأتي سيارة شاحنة كبيرة من النوع القلاب وكانوا يرمون الجثث بداخلها حيث كان يقوم كلبان من كلاب السلطة بالامساك بالجثة واحد من الكتفين والآخر من الرجلين ويلوحون بها ثم يرمونها في تلك الشاحنة وكنا نحصي عدد الجثث من صوت الارتطام

وللحديث بقية

اجمالي القراءات 15895