صندوق الانتخابات ينحاز إلى إبليس
سيعودُ الإخوانُ لحُكـْـمِ مصرَ رغم أنـْـفـِـنا!

محمد عبد المجيد في الأحد ٢٢ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

سيعودُ الإخوانُ لحُكـْـمِ مصرَ رغم أنـْـفـِـنا!

لأنَّ العالمَ الإسلاميَّ في حالة غياب، وتخدير، وتقزيم، واحتقار، وإزدراء، وإهمال للعقل، فستظل الجماعات الدينيةُ مسيطرةً علىَ الساحة واللاعقول والسلوك والعواطف و.. الانفعالات.

الاخوانُ ومؤيدوهم ومريدوهم وعبيدهم يستخدمون المقدس الهلامي، ويؤكدون في كل حوار، حتى لو كان شتائم وسـِـبْاباً وقذفا ولـِـعنا، أنَّ الله معهم، فقطعوا طريق المساواة بين البشر.

لو كان السلفي أو الاخوانجي أو القاعدي أو الحماسي غائباً في جلسة كـِـيْف بغرزة على الطريق الزراعي فهو الأقوى وأنت الأضعف لأنه يضع تحت لسانه كلماتٍ ساميةً سرقها من نصوص مُقدسة، وهي تــُـرْديكَ مهزوماً ولو كان كلُّ الحق معك و.. عليه.

سيعود المهابيلُ والمتخلفون والأوغادُ والقُساة إلىَ الحُكم عن طريق الصديق الوفيّ للأمــّيـة والجهل والتزوير والتزييف، أعني صندوق الانتخابات.

الديمقراطية في الغرب مأزقٌ في الشرق، وتذكرة الانتخابات في أوبسالا السويدية، وسيدني الأوسترالية، وروتردام الهولندية، ولوجانو السويسرية، وفيلاخ النمساوية، وبرايتون البريطانية، وأوكلاند النيوزيلاندية، وتورونتو الكندية، عكس تذكرة الانتخابات في حضرموت اليمنية، وعنابة الجزائرية، وطبرق الليبية، ومحلة مرحوم المصرية، وجرش الأردنية، ومكناس المغربية، وأكوبو السودانية.
في الغرب يُفرز صندوق الانتخابات الأصلح للناخبين، وفي الشرق يستخرج من أحشائه الأجهل. في الغرب لا يتعرف صندوق الانتخاب على مواطن أمــيّ، وفي الشرق ثلاثة من كل عشرة ناخبين لا يستطيعون قراءة اسم مرشحهم.
في الغرب يمرُّ المرشح بعشرات الاختبارات، وتتصيد الصحافة له عشرات الأخطاء حتى لو كانت جملة غير مناسبة في حديث أجراه قبلها بعقد كامل، وفي الشرق يخشوّن استدعاء الماضي لأن ذاكرة الشرقي تقوم بتصفية الماضي من كل شيء إلا النصوص الدينية.
في الغرب لا يستطيع المرشح الزعم بأنه يستحق المنصب لأن الله معه، أما في الشرق فيهمس أحدهم في أذنك قبل دخولك لجنة الاقتراع مؤكدا أن المرشح ملهــَـم، ويصلـّـي الفجر، ويلتزم بالسُنــَّـة النبوية، وأقام مائدة الرحمن لعامين متتاليين.
في الغرب يلتهم المرشح الكتب والنشرات والخطب ويتحاور ويسلخ جلدَه مُقــَـدِّم برنامج شهير، وفي الشرق تظل الثقافة في ذيل الاهتمامات، ومادام المرشح حافظا لبعض سور القرآن الكريم ويعرف عدة أحاديث وحـِـكـَـم وبيت شعر فصندوق الانتخاب سيبتسم له في النهاية.

في مصر سيعود الاخوان المسلمون والسلفيون والارهابيون والمعاقون ذهنيا ولو جاء أيمن الظواهري ورشح نفسه ووقف رافـعا يده بأصابعه الأربعة الملوثة بالدماء فسينجح في الانتخابات.

في مصر نكتشف الأخطاء بعد وقوعها ، ونهمل التحذيرات حتى تتحقق المصائب، ونخاف من سيف العنعنات المقدسة، ونؤمن أن حرب النصوص عادلة حتى كان بينها وبين العقل والمنطق والموضوعية مئات السنوات الضوئية.
هوس اليد الصفراء الرباعية الأصابع أصابت الملايين بالخبل والاعاقة الفكرية والتنمّل الذهني والغياب العقلي والتخدير الكــُــلـّـي.
لقد وصل العقل الديني في مصر لأحط واسفل مراحله، وعندما يعتصم مئات الآلاف ومعهم أطفال ليلا ونهاراً، ويجبرونهم على حمل الأكفان والنوم في أحضان كوابيس تـُـقـَـرّبهم إلى الثعبان الأقرع ، ومع ذلك فقد أخرج أهل الكهف ذرية من المتعلمين والإعلاميين والكــُــتـَّـاب الأكثر كهفية منهم يطالبون بعودة المريض النفسي والعقلي والفاشل إداريا، محمد مرسي، والمتواطيء على شعبه بتسليح ارهابيين في سيناء.
هنا نؤكد أن صندوق الانتخابات سيعيدهم فوق رؤوسنا، وسيذبحوننا من الوريد إلى الوريد، وسينتقل جبل تورا بورا إلى سيناء، وستلحق مصر بالعراق وأفغانستان وسوريا، وسيقدم الرئيس المصري تقريراً صباحيا لاسطانبول ومسائياً لغزة، وسنحلم جميعا بالعمل إما في تل أبيب أو أجـِـرّاء لدىَ منظمة بوكو حرام أو ماسحي أحذية في إمارة العراق الإسلامية.
أوقفوا صندوق الانتخابات عشر سنوات حتى تنتهي الأميـّـة، وعشراً أخريات حتى يرتفع الدينُ إلى مكان آمن بعيدا عن وحل وأوساخ السياسة ولعبة الثلاث ورقات المقدسة.
أيها المصريون الذين يحتقرون النصيحة ما لم تكن مُلتحية ومُنقبة وزببيبيــة،
ثعبان الكوبرا في صندوق الانتخابات، وإذا سمحتهم لأيِّ مُرشح أن يتحدث في الدين أو عن الدين أو للدين فقد خسرتم الدنيا والدين.
حتى لو أعدتم الاخوان إلى كهوفهم فصندوق الانتخاباب سيستدعيهم قريبا، وحينئذ عليكم أن تستعدوا لخراب مصر، لا قدَّر الله، والهجرة ستكون مسموحة فقط لبيشاور وشمال نيجيريا وشبوة وأبــيـَـن ومقديشيو وبنغازي والمنطقة الخضراء في العراق المُفتــَّـت.
في منع الانتخابات لمدة عشرين عاما حياة لكم يا أولي الألباب، وتلك هي قمة الديمقراطية الراقية والعادلة، كما أراها أنا، ولو أقسمتْ كل الأيدي الصفراء ذات الأصابع الأربعة أنني غير ديمقراطي!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 22 سبتمبر 2013

اجمالي القراءات 9612