لماذا لم أكن أرتاح للشيخ محمد حسان؟

سامح عسكر في الأربعاء ٢١ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

في البداية لقد مررت بعدة تجارب فكرية ..كان أولها هو المنهج السلفي ،لكن بأسلوب مختلط يجمع ما بين الأصولية والتصوف والمنطق...فاستمعت إلى أصولية ابن عثيمين وابن تيمية وآل فوزان ووجدي غنيم..ومعها صوفية ابن عطاء والغزالي وعمرو خالد..ومعها منطق سليم العوا والقرضاوي-قديماً.

لكن لم يحدث أن كان الشيخ محمد حسان قدوةً لي في يومٍ من الأيام ، وبالتحديد عندما كنت سلفي العقيدة ..إخواني التنظيم..والأسباب كثيرة لا تخلو من غياب أصول الدين في منهج الرجل:

هذه الأسباب هي:

1-رأيته يدعو بالشدة وبالصوت العالي دائماً..وهذا منهج مقزز أمقته وأمقت أصحابه، لأنه وفي تقديري أنه علامة من علامات الجهل والوصاية والكذب والنفاق وأمور أخرى تجتمع في كل من يدعو لدينه بهذا الأسلوب...

فالقلب يتعلق بما يمس وجدانه من هدوء وثقة ومنطق، حتى من مات قلبه عن الحق فلو أحياه بهذا الأسلوب فهو إحياءُ يشوبه الخلط الذي إن اجتمع مع عقيدة الفرقة الناجية..تأتي معها بذور الجهل والتطرف.

لذلك كنت أشتبه- منذ هذا التوقيت- أن الرجل يبني جيلاً متطرفاً سريع الأحكام وسريع الغضب...وقد صدق ظني مؤخراً عندما رأيت أن بذور الإرهاب محفورة في كل من تعلق بالرجل وأنزل له مرتبة القداسة.

2-رأيته وهو يغرس في أتباعه الانشغال بالمجهول وأحداث النهاية وأمور تزيد من عزلة الأتباع عن الواقع...راجعوا حلقاته عن أحداث النهاية والمهدي المنتظر والدجال والشجاع الأقرع ومثل هذه الخزعبلات التي صنعت من أتباعه مخلوقات فضائية تعيش في كهوف ما قبل التاريخ..!

3-رأيته كثير التحديث والرواية.. فما من خطبة له إلا وكانت الرواية هي أساس الكلام وعمود الإقناع.. وهذا المنهج يُضعف من مساحة العقل والمنطق في الكلام، علاوة على ضعف تعلقه بمنهج القرآن، والأسباب تتعدد ما بين تعارضات القرآن والحديث في جوانب كثيرة شرحت العديد منها في السابق.

4-كنت أرى أن هذا المنهج يزرع بذور الجهل والخنوع أكثر مما يزرع العلم والتحدي، فالرجل كان دائم النقد والتحريض على كل العناوين والنماذج الغربية كالليبرالية والعولمة والامبريالية والعلمانية والاشتراكية ..وكذلك ضد الأديان والمذاهب كالمسيحية والشيعة والبهائية.

والسبب أنني أؤمن من الصِغر بأنه لا وجود في الواقع لنماذج وأيدلوجيات نهائية وذوات كُتَل صلبة ومعروفة، فالشيخ حسان نفسه ينتهج في أسلوبه من تقية الشيعة ما يجعله شيعياً، وبرفضه ونقده للأشياء ما يجعله ماركسياً، وبدعوته للسيطرة أصبح إمبريالياً، وبتجنبه الحديث في السياسة –أيام مبارك- أصبح علمانياً.

الإنسان كما أعرفه هو حر منذ أن خلقه الله..وبحريته لا يمكن تصنيفه إلا بما يترضيه وترتاح له سرائره، عدا ذلك فأحكامنا التصنيفية هي مجرد دلالة على شيوع الكراهية بيننا..وللأسف فأكثر من يزرعون الكراهية بين الناس هم هذه النوعية من الشيوخ.

 

اجمالي القراءات 9002