أهل الكهف وإرهاب «أوبن بوفيه

خالد منتصر في الأحد ٢٣ - يونيو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

حفلة الزار التى أقيمت فى رابعة العدوية جمعت ما بين هستيريا ودروشة الزار وبهلوانية وشغل حواة السيرك، المشهد كان سيريالياً بامتياز ومأساوياً مع مرتبة الشرف، هتافات إرهابية إرهابية وتهديدات بقطع الرؤوس وبحار الدم وسباب وإهانات للجيش وتنبيط على عبدالناصر وافتخار بقتل السادات وهجوم على الأزهر وشيخه الطيب ومؤمرات على المحكمة الدستورية وكذب وادعاء ونصب فى أرقام «تجرد» التى لم نرها ولو صدفة فى الشارع وبالرغم من ذلك جمعت بل تجاوزت الأربعين مليون توقيع!!، «أوبن بوفيه» باتساع رابعة العدوية تجد فيه كل ما لذ وطاب من إرهاب وماض أسود وقتلة متقاعدين عادوا للأضواء ودعاة كانوا يتسولون خمس دقائق فى برامج توك شو صاروا نجوم فضائيات مستعدين لرش الناس بالدم دفاعاً عن الشرعية!!، «منيو» به من المشهيات التى يسيل لها لعاب الغلابة الذين ضحك عليهم بنفس الشعارات منذ بدء الخليقة، منذ أن قال كهنة المعبد للشعب نحن وكلاء الرب والملك هو ظل الله على الأرض، وصولاً إلى من روّج للإخوان بأنهم أصحاب صكوك الغفران وبأنهم هم المسلمون أصحاب شعار «الإسلام هو الحل» وبأن رئيسهم حفيد عمر بن الخطاب كان إماماً للمسلمين فى المنام، مروراً بغاسلى الأدمغة ومزيفى الوعى الذين استطاعوا إقناع الناس بأن دم البرغوث أهم من دم الحسين!، ما حدث فى رابعة العدوية من صراخ هستيرى وتجعير عصابى وهتاف لم نسمع فيه حرفاً عن مصر ولكن كل ما سمعناه كان عن الخلافة، لم نر رمزاً مصرياً ترفع صورته بل كلها رموز طالبانية على رأسها بن لادن، لم نشم رائحة طين مصر بل شممنا رائحة رمال وهابستان!، أبلغ تعبير عما حدث فى رابعة العدوية هو ما قاله لى فلاح دمياطى نابه، فقد وصفها قائلاً «يادكتور دول بيفرفروا»، سألته «مش خايف»؟؟ فرد بمنتهى الثقة وبالحرف الواحد «كل الكلام ده ألبنده فارغة وحنجلة فاضية.. كل ده ما يخيلش على عيّل»!!، اندهشت كيف تخاف النخبة ومثل هذا الفلاح الجدع موجود؟، اضبطوا أنفسكم على بوصلة هذا الغلبان، إنه يمتلك راداراً حساساً لاقطاً لا يخطئ، من هم فى رابعة يسيرون عكس اتجاه التاريخ وضد عقارب الزمن، سيدهسهم التاريخ ويسحقهم الزمن إذا لم يغيروا تفكيرهم المتكلس المحنط، الحرية ستنتصر فى النهاية، الإرهاب من الممكن أن ينتصر ساعة ولكن حكام حلبة صراع الحضارة لايرفعون إلا يد الفائز الذى يحفظ ويعى شروطها، وأولها أن الزمن قد تغير وأن قطار الحضارة لا ينفع معه التسطيح أو الهروب من الكمسارى، لا يستطيع من لم يزل يعيش فى الكهف أن ينتظر أمامه قطار الحضارة، فالكهف ليس أمامه محطات بل تسد فتحته أحجار التخلف، عملات الكهف لا تشترى سلعة من سوق الحضارة، سكانه تيبست عظامهم فصاروا مجرد جثث تشرب وتأكل وتتناسل وبالكاد ترى من ثقب الكهف الذى لا تدخل منه أشعة الحضارة، أهل الكهف سينقرضون مثل الديناصورات وستنضم حكاياتهم فيما بعد إلى حكايات العنقاء والرخ وأبو رجل مسلوخة!!.

اجمالي القراءات 8565