سياسة الفسيخ والسردين

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٠٥ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

من الأمور المعتادة فى هذا الوقت من كل عام فى مصر هو إثارة قضية الأسماك المملحة فى وسائل الإعلام ونجد الوسائل تستضيف الأطباء وأخيرا رجال من يسمونهم رجال الدين وهى تسمية خاطئة وهم الفقهاء والدعاة والكل يحذر من أكل هذه الأسماك .
ولا أدرى إن كان هذا الأمر سياسة مدبرة أم لا ؟
فالخمور المحرمة لا تجد أحد يتحدث عنها فى وسائل الإعلام إلا نادرا مع أن النصوص فى تحريم شربها وصناعتها واضحة قاطعة ومع هذا يتحدثون عن شىء غير محرم ويريدون الوصول به لدرجة التحريم من خلال قاعدة لا ضرر ولا ضرار وهى قاعدة لا تستخدم عند البعض فى بلادنا إلا حسب الهوى
قاعدة لا ضرر ولا ضرار تسرى على كل الأطعمة المحللة فهى تصبح محرمة على من يريد أكلها إذا ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى وليس فى حالة الفسيخ والسردين والرنجة فقط .
السؤال الذى يطرح نفسه :
كم إنسان فى هذا اليوم المعروف بشم النسيم يصاب بالتسمم من أكل تلك الأسماك ؟
قل ألف أو عشرة آلاف من بين خمسين أو ستين مليون يتناولون تلك الأسماك وهذه نسبة لا تتعدى 001و%
إذا الخطأ ليس فى هذه الأسماك لأنها لو كانت فاسدة لأصيب الكل ولكن لما كانت النسبة لا تتعدى واحد من كل عشرة آلاف وهى نسبة مبالغ فيها جدا من عندى فإن هذه النسبة تكون ناتجة من سوء التخزين أو سوء الصناعة ويحدث يوميا أنه توجد حالات تسمم بأكلات أخرى
ومن ثم فمن يتحدثون عن الأمر من ناحية التحليل والتحريم غفلوا عن وجود حكم فى الإسلام يحرم أكل أى شىء فاسد إلا عند الاضطرار
ويبدو أن هناك حركة جديدة تريد وضع أحكام جديدة فى الإسلام بعد توقف روايات الحديث الشفوية حيث قام البعض تجارا أو غير تجار بوضع أحاديث تروج لبعض الأطعمة مثل الحلبة "لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا" ومثل الجرجير "لو علم الناس ما فى الجرجير لزرعوه تحت السرير"ومثل الهريسة " أمرنى جبريل بأكل الهريسة لأشد بها ظهرى"
قطعا تجار يريدون مكسب تجار أخرين وكأن الدين مطية للتجارة
يرحمكم الله توقفوا عن الحديث عن خطورة الأسماك المملحة وانتبهوا لما يراد بكم وهو شغلكم عن المحرمات التى أصبحت محللات فى مجتمعنا الخمور والأد
خنة ولحم الخنزير .

اجمالي القراءات 7720