* الطــــلاق مــرّتان *
* الطــلاق، من كتاب الله *

عبد الرحمان حواش في الخميس ٠٢ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

*  الطــلاق،  من  كتاب  الله  *

ــ لولا  قول الله-  سبحانه وتعالى -  في محكم تنزيله، في سورة البقرة 159– 160-( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البـيّـنات  والهدى من بعد ما  بيناه  للناس في الكتاب أولئك يلعنهم  الله  ويلعنهم  اللاّعنون إلا الذين  تابوا  وأصلحوا وبيـنوا  فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ).

ــ لولا  تلكم اللعنة من اللهومن اللاعنين  لما  تصديت  لتدبر، ونشر  ما جاء  في موضوع الطلاق  الشائك، والعصيب، - خاصة -  طرح ما يفتي به، وما  يطبقه  الكثير مـــن العلماء !

حسب مذاهبهم ،  وباسم  دين الله الإسلام،  وهو منهم  براء !

ــ يتبـجـّـحون بالإيمان بالله، وباليوم الآخر، وموقفهم ما  تبناه الشيطان ( لعنه الله) وعاهد به  الله: ( ... لأقعـدنّ  لهم  صراطك  المستقيم ...) .الأعراف 16.  ( لعنه الله وقال ... ولأضلنهم ... ومن  يتخذ  الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر  خسراناً مبينا... أولئك مأواهم جهنم  ولا يجدون  عنها  محيصاً ).النساء 118-121.

ــ فلنـتـب  إلى الله جميعا، ولنصلح أمر الطلاق، وظلم المرأة !ولـنـُـبـيّــن الحق من ربنا  عسى الله أن يتوب علينا، ءامين.

ــ إرتــأيت  تقسيم الموضوع إلى عدة فصول: الطلاق من كتاب الله – ما قبل  الطلاق – الخلع – الطلاق  مرتان –العـدة  وبلوغ  الأجل -  – حدود  الله - ... بالمعروف -  الإنـذار والعقاب -  الوصية  للمطلقة – الشهادة  عند  الطلاق -  الخلاصة -

 

*  مــا  قـبل  الطـــــلاق،  والخلـع *

 

ــ قبل الوغول  في موضوع  الطلاق، المترامي الأطراف، والذي هو -  في  تطبيقنا له  -  عبث، وسخرية بدين الله،ومنكر وزور، وافتراء،  من  لدن  الذين  يدّعون  الإسلام !?   في  جانب  المشرع ، الله  العليم  الخبير. 

ــ لا بد  من ذكر بعض ما جاء  في  الزواج، والمعاشرة  قبل  الطلاق.

ــ إن الله  سبحانه  وتعالى ، خلق  ءادم  ( عليه السلام ) ، وخلق منه زوجه ( ومن ءاياته  أن  خلق لكم من أنفسكم  أزواجا لتسكنوا  إليها وجعل بينكم  مودة  ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ). الروم 21.  وما جاء  في سورة النساء 1.  والأعراف 189، وغيرهما...

ــ لفتــة : ذكر الله في ءايات الخلق، أنه خلق زوج ءادم ( عليه السلام ) من نفسه، أي خلق زوجه ، من نفس  خلقته،  ليـتلاءم،  وينسجم  معها، إذ  لم  يخلقها من حجر ، أو من شجر، أو من حيوان، أو من غير ذلك !.  فيأتي  الشيطان وإخوانه من الإنس،  فيوحون إلينا أن الله  سبحانـــــه وتعالى، إنما خلق  زوج  ءادم ، من ضلعه  اليسرى ( الصغيرة  العوجاء ) . ذلك

لأن شياطين الإنس والجن، أرادوا المرأة  عوجاء، ناقصة ...  ذلـك ليحطـّوا مــن  كرامتها ! ــ فأولئكأقول  لهم : 

- ا -  هل لدينا ضلع ناقص  في  الجانب الأيسر، من الهيكل العظمي ( للرجل ) ?ذلكم  الذي خلق الله منه  المرأة ??

- ب -  وهل  الرسول محمد ( عليه  الصلاة  والسلام ) خلقه الله  -  كذلك -  من ضلع ?ولعله الضلع  الأصغر، الأيمن، الأعوج ?.  فتساوت  الأضلع في  النقص !إذ  قال  لنا  في  ءاية  التوبة 128 : أنه جاء  من نفسنا ( النفس التي خلق اللهمنها ءادم ( عليــــه الســلام )  (  وخلق منها زوجها ) ( لقد  جاءكم  رسول  من أنفسكم ...). التوبة 128.

ــ من البلادة ، ومن السخرية  بالخلق، أنهم  قالوا : " إن  النخلة " خُـلقت من الضلعة  الأخرى المماثلة ، فصارت النخلة  " عمتنا !" :  "  أكرموا  عماتكم  النخل " !يا لها من سخرية وعبث بالخالق !  -  خاصة -  مـِـن القائل : ( إنما أمره  إذا  أراد  شيئا  أن يقول  له  كن  فيكون ).

-  ج -  فهل الله عاجز -  حسبهم - ?( ما قدروا الله  حق  قدره ...) أن يخلق المرأة  مما  خلق منه ءادم ( عليه السلام ) ?  ( ... في أحسن تقويم ) فيقول  لهــــــــــا : كوني  فتكون !

( ... فتبارك  الله  أحسن  الخالقين ).

-  د -  فهل  الرجل  والمرأة  متوازيان  ومتساويان  في  الخلقة  والخليقة ?حتى  تـُـنشأ  المرأة من الرجل ?( ... وليس  الذكر  كالأنثى...).  كما  قررالله، بالنسبة  لوضع مريــــم  (عليها الســـلام ). فصبغياتهما  مختلفتـــان !فالرجــــــــل  -  مثلا -  "  Xو X  "  والمرأة

X  و Y   ".                      

ــ نلاحـظ : أن صبغيـَـة واحدة  "  Y  "  جعلت المرأة مختلفة تماما -  في  كل  شئ -  بالنسبة للرجل - خاصة -  في الخلقة ، والميزة!  – ( ... صنع الله  الذي أتقن  كل  شئ ...) سبحان الخالق  البارئ، المصور. سبحانك !ما أعظم  شأنك !                                                       

ــ المقصد الأول من الزواج: هو السـّـكن( السكون ) الذي هو  سكون النفس ، سكون نفس الرجل، بوجود المرأة، وسكون نفس المرأة،  بوجود الرجل. ءاية الأعراف 189. ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة  وجعل منها زوجهاليسكن إليها ...)  وءاية  الروم 21. التي سبق ذكرها بلام التعليل : ( ... ليسكن  إليها ...) .

ــ نلاحــظ : أن عـلـّـة  الخلق  الأولى، هي  السكون  إليها.

ــ المقصد الثاني منه : ولا يقل  أهمية، من الأول !ولعله الأهم ،  هو المودة ، ما نسميه بـ : الحب  الجنسي ،  l’amour. ( ... وجعل  بينكم  مودة  ورحمة ...) .

ــ نلاحــظ : أن المودة  جاءت نكرة ،والحكمة في ذلك أنها متفاوتة بين الزوجين، وبين زوج وءاخر، ذكر كان أم  أنثى !.  فلو كانت تلكم المودة مائة بالمائة، 100%لما وقع الفراق بينهما ( الطلاق ) بالسهولة  التي  نعرفها !وإنما نبـّهنا الله -  سبحانه  وتعالى- وأنه قد يكون في  صلاح الزوجين،  ذلك ما جاء  في  سورة النساء 19 : ( وعاشروهن  بالمعروف  فإن كرهتموهن  فعسي  أن  تكرهوا  شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيراً  كثيرا  ). نلاحظ  أنه،  قد يكون من الكره خيرٌ  كثيرٌ.  سبحانك !  ما أعظم  شأنك !

ــ إنما يجب  الصبرفي  كل  ذلك ، وفي غير  ذلك. فلقد  جاء  الأمر بالصبر  وبمدحه ، في القرءان الكريم ،  حوالي 120  مرة.

ــ ( ...  فذكـر  بالقرءان  مـــن  يخاف  وعيدي ) ق 45. منها : ( واستعينوا  بالصبر والصلاة ...) البقرة 45.  وما جاء  في  ءية  البقرة 153 .

ــ  ( ... واصبروا إن الله مع  الصابرين )الأنفال46. ألا  تكفينا  هذه  المعية مع الله !?

ــ ( ... والصابرين  على  ما  أصابهم ...) الحج 35.

ــ ( ... إنما  يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10.

ــ (  ولمن صبر وغفر إن ذلك  لمن  عزم  الأمور ) الشورى 43. إلى غير ذلك ...

ــ فيا أيها  الرجل !  ويا أيتها  المرأة !إن ضعفت المودة  بينكما !?وارتجـّـت العشرة،  فما  عليكما إلا أن  تلــجــئا  إلى الله اللطيف الخبير،وتستعينا بالصبر، مع دعائه، كما علمنا ذلك  في  سورة الأعراف126:( ... ربنا  أفرغ  علينا صبراً  وتوفـّــنا  مسلمين )- خاصة -  أن الله  بصـّــرنا ، وذكـّـرنا ، أنه لا  يعبؤ  بنا !لولا  أن  ندعوه : ( قل ما يعبؤ  بكم ربي لولا دعاؤكم ...) الفرقان 77.  ( وقال  ربكم  ادعوني  أستجب  لكم ...) غافر 60.  ( أمن يجيب  المضطر إذا  دعاه  ويكشف  السوء ...)النمل 62.

ــ الـرّكيزة، والأساس، في استجابة اللهالرحمان الرحيم– لنا، هُمـا: الإستجابة  للـّه، والإيمان  به. ما جاء  في  سورة  البقرة 186: ( ... فإني قريب أجيب  دعوة  الداعي  إذا  دعاني  فليستجيبوا  لي  وليومنوا به  لعلهم  يرشدون ) .

ــ ذلك خيرٌ  لك، أيها الرجل مِـن أن تلجأ إلى خليلة سرية !وقد نهاك الله،الشديد  العقاب ،عن ذلك !( ... ولا  متخذي  أخـدان   ومن يكفر بالإيمان فقد  حبــــط عمله  وهو 

في  الآخرة  من  الخاسرين ) المائدة 5. ولقد  نهاكِ  الله ، الشديد  العقاب، -  أنتِ كذلك -  أيتها المرأة، عن اتخاذ  الخليل  العشيق !( ... محصنات  غير  مسافحات ولا  متخذات  أخدان...)النساء 25

ــ المعاشـرة : أمرنا الله -  وجوباً -  بالمعاشرة  بالمعروف في قوله، في  سورة النساء19:

( وعاشروهن  بالمعروف فإن  كرهتموهن  فعسى  أن  تكرهوا  شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيراً  كثيراً ).

ــ النشــوز : بدء  ظهور  إشارات  البغض والكراهية،  واختلال  المعاشرة.

ــ جاء الخوف من النشوز في  كتاب الله  المبين، من كلي الجنسين.  جاء  من قبل المرأة، في سورة النساء 128 : ( وإن امرأة  خافت من بعلها  نشوزاً  أو  إعراضاً فلا  جناح  عليهما  أن  يصـّـالحا  بينهما  صلحاً  والصلح  خير...  وإن تُـحسنوا  وتتقوا  فإن الله  كان  بما  تعملون خبيراً ).

ــ الخلــع:إن الذين يعتبرون أن الآية 128  من سورة النساء جاءت  في ما  يسمونـــــــــه

"  بالخلع !" وما  الخلع !?فلا  خلع ، في دين الله !( ...  ما  فرطنا  في  الكتاب  من  شئ ...).  فلا صحة  لذلك !من ثلاثة  أوجه :

- 1 -  التعبير  بالخوف :  من جانب المرأة،  على بعلها،  بالنشوز أو  بالإعراض، ذلك لا  يجعلها  تقصد  الإفتداء منه،  أوالخروج من ربقته ?  بل  فيه أكثر  من إشارة ،  إلى  أنها  لا  ترغب مفارقته، بل  تحبـّـه،!فكيف تفديه  "  بالخلع!?.

- 2 -  الشح  المذكور، والمؤمى إليه ، في هذه  الآية ،  إنما هو من جانب الرجل، لأن المال والقوامة بيده،  والشح  لا  يتصف  به  -  عادة -  إلا هو !  وحكم  الله في عـَدَم  استرجاع  الصداق !صريح في كتابه ، في قوله تعالى في سورة  البقرة 229 : ( ... ولا  يحــــل  لكم  أن  تأخذوا  مما  ءاتيتموهن  شيئا ...) . وما جاء  فـــي  ســـورة النساء 20 :  (... وءاتيتم  إحداهن  قنطاراً  فلا  تأخذوا منه شيئاً  أتاخذونه بهتانا  وإثما  مبيناً ) .

ــ يبدو  أن  الآية يـُـقصد منها ،  أن  يمنح  لها  هدية  معتبرة -  نوعاً  ما -  يُـرطـّب  بها  خاطرها المكلوم ، مقابل ظلمه لها. ( نشوزه وإعراضه ) ( ... ومن يوق  شحّ  نفسه  فأولئك  هم  المفلحون )  الحشر 9. فكيف إذن ، يسترد  ما  دفعه لها  من  صداق !!?

- 3 -  ثم  يأتيمن بعد ذلك  في الآية 130 من سورة النساء في نفس الموضوع : ( وإن  يتفـرّقايـُـغْــن الله  كلا من سَعته وكان الله واسعا  حكيما ).

- 4- حتى  المطلقة من قبل  المس ( الدخول عليها ) فترجع نصف  الفريضة ( الصداق )

( ... إلا  أن  يعفون ...) ترجعها كاملة .

ــ بـل، وأن نترك لها  كل  الصداق: هو أقرب  للتقوى ( ...وأن تعفوا  أقرب  للتقوى ...).

ــ وكيف  بالتي وقع المسّ بينهما،  ووقع  إفضاء بعض إلى بعض !!?  ( وكيف  تأخذونه وقد  أفضى  بعضكم إلى  بعض ...) النساء 21.

ــ ( الخلع ) يكاد  السماوات  يتفطرن  منه وتنشق الأرض وتخـرّ  الجبال  هـدّاً.

ــ كل ذلك ما جاء  في  سورة  البقرة 237  في  شأن الطلاق قبل  المس: ( لا جناح  عليكم  إن  طلقتم النساء ما لم تمسوهن ... ومتعوهن ...  حقـّا  على  المحسنين  وإن  طلقتموهن  من قبل أن  تمسوهن ... فنصف ما فرضتم  إلا  أن يعفون ... وأن تعفـــوا  أقــــرب  للتقوى ...) .

ــ فالتقـوى :  هو  أن  نترك لها  كل  الصداق.

ــ إذن !فالقضية : هي كره  الرجل  لها !،  لا  " الخلــع " المفترى، والذي يُـحرمه ما جاء في الآيات السابقة من سورة  البقرة 229. و237 . ومن سورة النساء 20.كما  ذكرت !

ــ أما  النشوز  بالنسبة  للمرأة  فهو ما جاء في سورة النساء 34 : ( ... والـلاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا  تبغوا عليهن سبيلا  إن  الله كان  عليـّـاً  كبيراً ).

ــ  النشـوز :بالنسبة للمرأة : كرهها ، وعصيانها ، وتمرّدها ، على الزوج،  واللاّ مباللاة به !سببه عادة،  العلاقة  الجنسية ، الغير الملائمة  -  دون  الذروة -  من جانب الزوج  الأناني !أو عديم  المهارة !

ــ  العلاج  الرباني ، قبل  الشقاق،  ثم  الفراق، جاء  بثلاث مراحل:

ــ ( فعظوهـن ... )

ــ نلاحـظ  التعبير " بالفاء " يدل ذلك على وعظها على الفور، بمجرد  الإحساس أو الخوف  من نشوزها !حتى لا  يتفاقم الأمر. 

ــ أحسن  موعظة، هي أنها عسى أن تكره شيئا،  فيجعل  الله  فيه  خيراً كثيراً.  ما جاء  كقاعدة  في ءايات : البقرة 216 ،  وءاية النساء19.

ــ وأحسن موعظة : التحلـّـي بالصبر  -  كما سبق  أن  بيّـنت -  خاصة -  وخاصة  حفظ  الفرج !ولنا  في مريم بنت عمران ( عليها السلام ) أسوة حسنة ، إذ  جزاها الله  خير جزاء ذلك أن وهب لها نبـيّـه عيسى( عليه السلام )  ( ... وجيها في الدنيا  والآخرة  ومن المقربين و...). لأنها أحصنت فرجها  ( فكأنما بنت حصنا حوله ).

ــ ( ...واهجروهن  في  المضاجع...): هذه العملية لا تؤتي  ثمرتها إلا إذا كان الرجل أو المرأة، من الذين يغـضون أبصارهم، ويحفظون فروجهم  ( ...ذلك أزكـى لهم ...) ولا يمدون أبصارهم إلى ما متـّـع الله  به أزواجا  غيرهما، كمـــا وصفـــهم الله  بـــــــأنّ : ( ... منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقـى ). طه 131.

ــ زهـرة ، لا شك أنها ذابلة ، وذاهبة  مع الحياة  الدنيا  ( وما أوتيتم من شئ فمتاع  الحياة   الدنيا  وزينتها  وما  عند  الله  خير وأبقـى  أفلا  تعقلون ). القصص 60.

ــ تلكم  التزكـية ، التي جاءت في  ءايتي  البقرة 232، والنور 30. والتي جعلها الله نتيجة ناجعة، في غـضّ  البصر، وحفظ  الفرج ،  ستعود  عليهما -  لا  محالة -  بالفائدة القصوى، وبالنفع العظيم  على مودتهما ( حـبّـهما ) ، وللمرأة  -  بخاصة -  في  المضجع،  فسيستغلان  مودتهما، حين جماعهما  استغلالا  كاملاً.  مصداقاً  لقوله  تعالى : ( ... ذلك  أزكى  لهم ...).

ــ تزكيــة الرجل ، فلا عجز  جنسي، ولا  قذف  مبكـّـر، بالنسبة للرجل، فــــــــلا  ذهول

ولا :  fantasme…ولا ...

ــ تزكيــة المرأة ، فلا  برودة  جنسية ، ولا  ذهول ، ولا : fantasme…ولا... ولا ...

ــ فإذا ما حصلما تقدم  فإن المرأة  -  ولا  نشك  في ذلك -  ستتأثر  بهجرة الرجل  لها  وبإعطائه القفا، في المضجع، تذكرة، وتأنيباً لها. ( ألا  يعلم  من خلق  وهو اللطيف الخبير ) الملك 14.

ــ فالبرودة  الجنسية،والقذف  المبكر، وعدم التحكم  في  الجماع ،  وشرود  الذهن حينـَـه ( الإستيهام  جنسياً )  سببه  الرئيسي ،  عدم  غض البصر،  وعدم حفظ  الفرج ،في الحياة اليومية، بالنسبة للرجل، أولا، وبالنسبة للمرأة  - كذلك -  مصداقا  لقوله  تعالى  في سورة النور : الآية 30-31  ( قل  للمؤمنين  يغـضّـوا  من أبصارهم  ويحفظوا  فروجهم  ذلك أزكى لهم  ... ) لأن الرجل  سهل  "  السلبية " في الإنتصاب ، والنعوظ.

ــ ( وقل  للمؤمنات  يغضضن  من أبصارهن ويحفظن  فروجهن ....  وتوبوا  إلى الله  جميعا  أيها  المؤمنون  لعلكم  تفلحون ) . ذلك  أزكـى  لهن !

ــ نلاحـظ :

1) أن اللهبدأ الأمر بغضّ البصر، وبحفظ الفرج - بالرجل -  ذلك : لأن لا تنسلب  إيجابيته !فتزكـى-

2) ثم جاء الأمر-  بعد ذلك -  إلى المرأة  : ( ... وقل  للمؤمنات  يغضضن  من أبصارهن  ويحفظن  فروجهن ...  وتوبوا إلىالله  جميعا  أيها  المؤمنون  لعلكم  تفلحون  ) .

3) يحمل  وجوبا  المطلق في  ءاية ( وقل  للمؤمنات ...)  علىالمقيد  في  ءاية : ( قل للمؤمنين ...  ذلك  أزكى  لهم ... ) فيصير:  قل  للمؤمنات ..."  ذلك  أزكي  لهن " .

4) ما  نسميه  بالحجابونبالغ  فيه : من ستر  الشعر !هراء  وسخرية  بديــــن الله

خاصة -  وأننا  إختلقنا به مشاكل لأنفسنا، ومع غيرنا، الذين  قبلوا هجرتنا  إليهم!  كما  شوّهنا به  ديننا !إنما الحجاب – إنما  الحجاب ...  هو غض  البصرأولاً،  ثم  ستر الزينة ثانية،  وضرب  الخمار على النهود (  لوحة  الغسيل ) حتى  لا يبدو  منها  ولو  قليل  من  كرويتها. مؤتمرون بقوله  تعالى : ( ... وليضربن  بخمورهن على جيوبهن ...)  بينت -  هذا  الضرب -  في  موضوع  الحجاب " القول  الفصل في  الحجاب  من  الكتاب "، وملحقه .  يبين هذا الضرب على الجيــوب، قــوله تعالى فــي سورة الحديد 13 : ( ...فضرب بينهم  بسور ... ) كذلك  النهود  يجب أن يضرب عليها بسور ... لأنها  فتنة. والعيون أدهى  وأمر!إذ هي التي توصل " الموجب " إلى  القلب !

ــ خلاصة  الحجاب  بالترتيب  :  1- غضّ  البصر  لأنه  المنفذ  الوحيد لإيصال وإبلاغ  الرسالة  الجنسية، إلى الجنس الآخر ،  وللوصول  إلى  الغاية. نظرة  فابتسامة ...  فموعدٌ  فلقاء . 2- حفظ  الفرج – 3-  إخفاء  الزينة ( الشعر). 4- الضرب  على الجيوب ( النهود ).  فلا يكون  الحجاب  عندنا  :  خداع !وزينة !أو كما  صار  زيـّـاً  جديدا  " موضا".

ــ ( واضربوهــن ...)

ــ ذلك، يكون حقيقة، في حالة الإنحراف  الجنسي المعروف " بالمازوشية " masochisme

وهو انحراف جنسي، يبحث عن اللذة، بالألم ( تلذذ، باضطهاد  الغير لها ، وفي بعض الحالات حتى بعد الإذلال، والتحقير، والإهانة لها، تجد بعدها لذة جنسية، يسببها ذلكم الإنحراف  الجنسي.

ــوقد يكون ذلكم الإنحراف، لدىالرجل - كذلك -  الصادومازوشية  sadomasochiste

وهوانحراف جنسي، يجعله يتلذذ بإحداث الألم للغير( طلباً  للتهيج الجنسي، أو لإشباعه).

نسألالله العلي القدير، أن يُـجـنـّـبنا، وأولادنا، وخاصة  بناتنا ، هذا الإنحراف ،  وهذا  الشذوذ، ويباعده عنا جميعا ، إنه سميع  الدعاء. ءامين . يا أرحم الراحمين.

ــ  (... فإن أطعنكم  فلا  تبغوا  عليهن  سبيلا ... )

ــ قد سبق  أن  بـيّـنت  في  الموضوع : "  ثم  إن  علينا  بيانه  I " أن  " السبيل " جاء في كتاب الله بمعنى " الفرج " في  ستة  مواضع . منها، ما جاء في  ءاية  النساء 34، التي نحن بصددها.

ــ إذن !فالمقصود  من  قوله : ( ... فإن أطعنكم  فلا تبغوا  عليهن سبيلاً ...) معنى ذلك : أن لا تبدلوهن بفرج  ءاخر ( بسبيل  ءاخر !).

ــ فإن لم  تُـجـْدِ، تلكم الحلول الأربعة، التي قررها الله  العليم  الخبير،كان  الشقاق  بين الزوجين جاثما  ومتربّــعاً -  لا محالة -  .  فجاء  الحل  الأخير،وهو :

ــ ( وإن خفتم  شقاق  بينهما ...)

ــ ( وإن خفتم شقاق  بينهما  فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا  إصلاحاً  يوفق  الله  بينهما  إن الله  كان  عليما خبيراً). 35 النساء.

ــ إصلاح  ذات البــين :فرض كفائي، وقد يكون فرض عين . جاء ذلك، في قوله تعالــى،

في أول سورة الأنفال : ( ... فاتقوا الله وأصلحوا  ذات  بينكم ...) .

ــ بمجرد أن تتحسسوا باستفحال الشقاق بين الزوجين، وقبل أن يقع  ما  لا يُحمدُ  عقبــــاه !

ــ ( فابعثوا ...)الأمر للوجوب، وبالفاء  الفورية. والمقصود، أهلهما،أو من يقوم  مقامهما  مـن عشيرة !  أو  صديق !أو من  ولي أمر !  أو  من حاكم !...

ــ نلاحـظ ،التعبير  "  بالفاء " التـّـعقيبية: النجدة !  النجدة !ذلكم  الغوث !يأتي بعد الخوف  من الشقاق !مباشرة.

ــ ( ... حكما  من أهله ، وحكما من أهلها ...)يختارانهما ( أولو الأمر، من الأهل أو الحاكم )  أحدهما  من أهل  الزوج،  والآخر من أهل  الزوجة ، يكونان: خبيرين  عاقلين، حكيمين ،  محنـّـكين ...

ــ ( ... إن يريدا  إصلاحا  يوفق  الله  بينهما ...).

ــ الشـرط - على الحكمين -  أن  يكون  قصدُهما :  الصلح ، بإرادة  صادقة، وقوية . فالله  العليم  الخبير  يعاهدهما  على أن يوفقهما  لإيجاد  الحل الناجع : ( ... وعد  الله  حقا  ومن أصدق من الله  قيلا ... ) النساء 122.

ــ حكمان  مصلحان، والله  ثالثهما.  فالوفاق واقع -  لا  شك ، ولا ريب في  ذلك - 

ــ بعد هذه المقدمة  الوجيزة فيما جاء  في  كتاب الله  الذي ( لا  يأتيه  الباطل من بين  يديه ولا  من  خلفه تنزيل  من حكيم  حميد ). ما جاء  فيه  في  الإجراءات  اللازمة والواجبة ، في  تلافي، وتدارك النشوز، والشقاق ! بل الخوف من حدوثهما. وتوطئة  التوافق بين الزوجين.

ــ بعد  كل  ذلك  سنحاول معاً،  تدبـّـر ما جاء  في  دين الله وفي  كتابه  المبين، بئاياته البيّــنات، المبينات، بالنسبة  للطلاق،وذلك  بعد أن نطرح  جانباً  رواسب ما جاء !وما ورثناه !من افتراء ، ومنكر، حوله، من حديث ومذهب !( ... شرعوا  لهم  من  الدين  ما  لم  يأذن  به  الله ...) الشورى 21.

 

*  الطــــلاق  مــرّتان *

ــ الطلاق، لغة : التخلي عن قيد ، وعقدة، الزواج ،  والذي هو  بيد  الرجل  -  لا غير -  ما جاء  في  سورة  البقرة 237  ( ...  الذي  بيده  عقدة  النكاح ...) .

ــ لعظمة  أمر  الطلاق  على المرأة ، - وبخاصة -  على الأولاد ، إن كانوا !?وعلى المجتمع كـكل !جعل الله  لـئافة الطلاق، حدوداً، وقواعد أساسية، لا تُــتعدّى  ( ... من يتعـــدّ حــــدود الله  فأولئك هم الظالمون). ( ومن يفعل ذلك فقد  ظلم  نفسه ...) . ( ...  إن  الله  لا يحب  المعتدين ) . ( ومن  يعـص  الله ورسوله  ويتعـدّ  حدوده  ندخله  ناراً  خالداً  فيها  وله  عذاب  مهين ) .النساء 14.                                                                                                  

ــ جاءت سورة  برمتها  بعنوان  " الطلاق "  .

ــ وسميت  سورة  بأكملها  باسم " النساء ".

ــ وجاء  ذكر الطلاق  في سورة البقرة:  10  مرات، وجاء  ذكره،  في سورة  الأحزاب ، وسورة التحريم .

ــ فإذا ما انعدم  السّــكون بين الزوجين  - خاصة -  أن  نقصت  المودة، وهو ما  نسسمّــيه

بـ : الحبّ ،  l’amour، وخـيّـم  الخوف  من النشوز، عنـد  كلي  الزوجين، جاء  العلاج  الأول بـ: الموعظة  الحسنة ، ثم الهجرة  في  المضاجع ،  ثم  ضربهن ، ثم إرسال الحكمين، بشرط  أن  يكونا  مخلصين،  يوفق الله في الوصول  إلى  التفاهم  بينهما،  فــالله  ثالثهما  -  لا  محالة - 

ــ بما أن الطلاق: ءافةعظمى على المرأة، والأولاد ، والمجتمع، قضى ،  سبحانه  وتعالى، على  ذلكم المجتمع أن يتدخل في الأمر،  قبل  وقوعه بإرسال  الحكمين ( وإن خفتم شقاق  بينهما  فابعثوا  حكما  من أهله وحكما من أهلها ...) النساء 4.

ــ والدواءالناجع، قبل  ذلك ،  وبعــــد  ذلك ، هـــو  الصبر  الجميل . مع العلم  أنــــه : ( ... وعسى أن تكرهوا شيئا وهو  خيرٌ  لكم  وعسى أن تحبوا  شيئا  وهو  شـرٌّ  لكم  والله  يعلم  وأنتم  لا  تعلمون ) .البقرة 216.  ( وعاشروهن بالمعروف  فإن  كرهتموهن  فعسى أن  تكرهوا  شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيراً  كثيراً ) .النساء 19. ( ...سيجعل الله  بعد  عسر يسراً ) الطلاق 7 . لأن الحياة  الدنيا، متاع الغرور. ولـلآخرة  خير  وأبقــى .

ــ تـُــطلق  المرأة  مرتين : الواحدة  بعد  تمام  العدة ، ( ثلاثة أشهر كاملة ) ، ثم الأخرى إن كانت ?بعد  تمام  العدة -  كذلك -  ( ثلاثة أشهر كاملة ) لا  ثالثة  لهما  إذ  المقصود،هو الطلاق الذي يمكن  بعده  الرجعة، ما جاء  صريحاً  في  سورة البقرة 229 :  ( الطلاق  مرتان   فإمســـــاك  بمعروف  أو  تسريح   بإحسان ...) .                                             

ــ لا يسمى  الطلاق : مرة أولى، ومرة ثانية ، إلا  إذا ما استوفت المطلقة، العدة ،  كاملة في  كليهما.  فإن لم  تستوف  فلا  طلاق !ولا  تـُـعـدّ !كما سنتدبّـر  ذلك في  العدة ، من كتاب الله المبين، ومن ءاياته  البيّـنات  المبينات.

ــ لفتة  مهمة:  أما حكمة  القران بزوج غيره ( وبزوجة غيرها ?) بعد الطلاق والعدة، مرتين ( فإن طلقها  فلا  تحل  له  من  بعد  حتى تنكح زوجا  غيره ...) البقرة 230.

ــ ذلك  ليذوقا -  كل  من  جهته -  زوجا غير الأول ،  وزوجة  غير  الأولى ، فــــي الحب !

( المضاجعة )  والعشرة !.

ــ فإما  أن يرغما  أنفهما  ندماً،  لعدم  الصبر لبعضهما.  فيرجعا إلى  بعضهما ( ... فإن كرهتموهن فعسى  أن  تكرهوا شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيراً  كثيرا ً). النساء 19.

ــ وإما  أن  يكون - الطلاق  مرتين -  هو  الحلّ !( ... صنع  الله  الذي  أتقن  كل  شئ ...)

ــ ماهية  حكم  الإمساك  بإحسان،  والتسريح بإحسان  جاءت  في الآيات  التالية:

( ... ولا  يحل  لكم  أن  تأخذوا مما  ءاتيتموهن  شيئا ...) 229  البقرة. ( ... ولا  تمسكوهن  ضرارا  لتعتدوا...).231  البقرة.  ( ...  فــــلا   تعضلوهن  أن    ينكحن  أزواجهن  إذا  تراضوا 

بينهم  بالمعروف ...). البقرة 232.  ( وإن أردتم  استبدال  زوج  مكان  زوج  وءاتيتم  إحداهـن  قنطاراً  فلا  تأخذوا  منه شيئا ...)النساء19.                                              ــ أما  الذين  يجيزون  التطليق بقولهم : " ثــــــلاثــــــــاً"!!  كما يضغطون  على  ذلك .....  هكذا  بلفظة واحدة !  قظلم ، ومنكر ،  واعتداء على المرأة، وعلى حقوقها الإلاهية ،  وافتراء  واعتداء  على  دينه: الإسلام . -  خاصة -  على الأولاد  والمجتمع . فأولئك  عليهم  لعنة  الله  والملائكة  والناس  أجمعين . ( ومن لم يحكم  بــــما  أنـــزل الله  فأولئك  هم  الكافرون ...  فأولئك هم  الظالمون...  فأولئك  هم  الفاسقون ...) .

 * العــــدّة ، وبلوغ  الأجل *

 

ــ ( يأيها  النبئ  إذا  طلقتم  النساء  فطلقوهن  لعـدتهن  وأحصوا  العدة واتقوا  الله  ربكم  لا  تخرجوهن من بيوتهن  ولا  يخرجن ....  وتلك  حدود  الله  ومن  يتعـد  حدود  الله  فقد  ظلم  نفسه  لا  تدري  لعل  الله  يحدث  بعد  ذلك  أمرا.

ــ كل الطلاق : الأول  والثاني  مبنيان على  إتمام  العدة  وعلى  إحصائها.

ــ والعـدة هي تربص،  الزوجين، الذكر والأنثى، على الفراق والتسريح ،  مدة  شرعها  الله  العليم  الخبير على  مختلف  الحالات.

ــ فـلا  تـُـعدّ  الزوجة  مطلقة ، ولا الزوج  مُـطلـِّـقاً،  إلاّ  إذا  استوفيا  العدة  بالتمام . وذلك  للحكمة،  وللعـلـّـة الأولى  والرئيسية ، وهي : أن : ( ... لا  تدري  لعل  الله  يحدث  بعد  ذلك  أمراً ...) . ( ... سيجعل  الله  بعد  عسر  يسراً ) . وما جاء  في  سورة  النساء 19: ( فإن  كرهتموهن  فعسى  أن  تكرهوا شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيراً كثيراً ).

ــ لنتدبـّر،ما  جاء  في  هذه  الآيات  من سورة  الطلاق : من أمر وتأكيد ، ووعد ، ووعيـد

ــ  ( فــطلقوهن  لعدتهن ...) .

ــ  ( ...وأحصوا  العدة ...) .

ــ  ( ...واتقوا  الله  ربكم ...).

ــ  ( ... ولا  تخرجوهن  من بيوتهن ...) .

ــ  ( ...  ولا  يخرجن ...).

ــ  ( ... وتلك  حدود  الله ...).

ــ  ( ...  ومن  يتعـد حدود  الله  فقد  ظلم  نفسه ...).

ــ  ( ...  لا تدري   لعل  الله  يحدث  بعد  ذلك  أمرا ...).

ــ  ( ...  فإذا  بلغن  أجلهن  فامسكوهن  بمعروف  أو  فارقوهن  بمعروف ...).

ــ  ( ...  ذلكم  يوعظ  به  من  كان يؤمن  بالله  واليوم  الآخر ...).

ــ  ( ...  ومن يتق  الله  يجعل  له  مخرجا ).

ــ  العــدة- عند  الطلاق -  نوعان:  قبل المس،  وبعد المس.  ونوع  ثالث هو عدة  الوفاة بالنسبة للمرأة ( مات  زوجها ). ما  جاء  في  سورة  البقرة 234 .  ( والذين  يتوفون  منكم  ويذرون  أزواجاً  يتربصن  بأنفسهن  أربعة  اشهر  وعشرا ...).وهي المدة - عادة - التي  يبدأ   فيها  الجنين  الحركة.

ــ فلا  عـدة  قبل  المس، ذلك  ما  جاء  في سورة الأحزاب 49 : ( يأيها الذين ءامنوا  إذا  نكحتم  المؤمنات  ثم  طلقتموهن  من قبل  أن  تمسوهن  فما  لكم  عليهن من  عـدة  تعتدونها ... ).

ــ اليائـس  من ا لمحيض فلا  عدة  لها  -  كذلك -  إلا  إذا  كان  الإرتياب !فعدتهن  ثلاثة  أشهر. ما جاء  في  سورة  الطلاق 4. : ( واللائي  يئسن  من المحيض  من  نسائكم  إن  ارتبتم  فعدتهن  ثلاثة  أشهر .

ــ من الغريب  أنه  جاء  ذكر العدة  مرات ،  في  الكتاب المبين ، وجاء  ذكر  بلوغ الأجل  خمس  مرات تأكيداً  لها : ( وإذا  طلقتم  النساء  فبلغن  أجلهن ...) – ( وإذا  طلقتم  النساء  فبلغن  أجلهن ...)- ( فإذا  بلغن أجلهن ... ) – ( فإذا  بلغن  أجلهن  ...) – ( ... أجلهن ...) البقرة : 231-  232- 234 ، والطلاق : 2 و4.  ( أفلا  يتدبرون  القرءان  ولو  كان من عند  غير  الله  لوجدوا  في  اختلافاً  كثيراً ).

ــ ملاحظــة :  نلاحظ  أن  العدة  هنا  جاءت  بالأشهر  لا  بالقروء.  لأن  اليائسة، لا حيض لها،  وكذا  التي  لم  تحض بعد  إلا  أن  يكون  الإرتياب !

ــ واللائي  لم  يحضن  عدتهن -  كذلك -  ثلاثة  أشهر  إن  كان الإرتياب !( ...فعدتهن  ثلاثة أشهر واللائي  لم  يحضن ... ).

ــ وأولات  الأحمال  أجلهن  أن  يضعن  الحمل . ( ... وأولات  الأحمال  أجلهن  أن  يضعن  حملهن ...) الطلاق 4.

ــ مـلاحظة :نفهم  مما  تقدم أن  العدة ، يشترك  فيها  الرجل  والمرأة ،  فهما  فيها  سواء

فلا  فراق  ولا  تسريح إلا  إذا استوفيا العدة  هـي ، وهو  -  كما  تقدم -  وكذلك  ذات الحمل  فحتى تضع  حملها . (... لا  تدري  لعل  الله يحدث  بعد  ذلك  أمراً ). فحينئذ- فقط –

يكون الفراق، إن لم  يتراجعا  -  قبــلاً -  فكــلّ  حـرّ  -  في  تصرفاته -  وفيما  يفعل  في  نفسه  من  معروف. 

*  تـلك  حدود  الله،  في  الطــلاق  *

 

ــ لنتصفــّـح  معاً، ولنتدبّـر، ما جاء في  ذكر حدود الله ، وتعــدّيها ،  والعقاب  الصارم  مع التشديد على مخالفة الأوامر التي جاءت  في  أحكام  الطلاق، الذي  نحن  في  صدد  تدبّر  أحكامه،  وفي أحكام  أخرى، من  دينه القويم، من  خلال  كتابه  المبين .

ــ جاء  ذكر  تعــدّي الحدود والعقاب على  ذلك :  في  ءايات  كثيرة  من  كتاب  الله.

ــ جاء  ذكر  الحدودحسب  الترتيب  القرءاني:

ــ في سورة البقرةوحدها، أنذر الله وحـذّر، بعدم  تعدي الحدود  في أربع ءايات، سبع  مرات:

ــ ( ... تلك  حدود  الله  فلا  تقربوها ...) .البقرة 187. نلاحظ: حتى  القرب  منها !

ــ ( ... إلا  أن  يخافا  ألا  يقيما حدود  الله  فإن خفتم ألا  يقيما  حدود الله ... تلك حدود  الله  فلا  تعتدوها  ومن  يتعد  حدود  الله  فأولئك  هم  الظالمون ) .229  البقرة.

ــ نلاحـظ  ذكر حدود الله، أربع  مرات،  وذكر تعدي حدود الله، مرتين، في  ءاية واحدة،  وفي  ذكر الطلاق !!ءاية 229 البقرة.

ــ وما جاء  في الآية  بعدها : ( ... إن ظـنــّا  أن يقيما  حدود الله وتلك  حــدود  الله ...) البقرة  230..

ــ وما جاء  في  قوله تعالى : (  تلك  حدود  الله  .... ومن يعص  الله ورسوله   ويتعدّ  حدوده  ندخله  نارا  خالداً  فيها وله  عذاب  مهين ).  وليس  بالأمر الهيّـن !  كما  نقرأ  ذلكم  في  الميراث !سورة النساء 13-14.

ــ وما جاء  في  سورة التوبة ، بالنسبة  لما  أنزل الله  ( ... ألاّ  يعلموا  حدود  ما أنزل  الله...) .التوبة 97.

ــ وما جاء في سورة  الطلاق 1، وبالنسبة  للطلاق، ( ... وتلك  حدود الله  ومن يتعدّ حدود  الله  فقد  ظلم  نفسه ...).

ــ جاء  في سورة المجادلة 4، بالنسبة  للظهـار: ( ...  وتلك  حدود الله وللكافرين  عذاب  أليم )

ــ تبـيّـن  لنا مما  تقدم ،  من ذكر  الإتيان بحدود  الله   -  خاصة -  في الطلاق وأن التعـدي  على الحدود، عصيان لللـّـه، وظلم  للنفس ، وكفر  بالله  وجزاؤه  جهنم وعذاب  أليم. والعياذ  بالله.

ــ  ألا  نتقي  الله  ونتبع  حدود  الله  ولا  نتعداها !  لنتأمل  ولنتدبر الآية 112  من سورة التوبة ، وبشر  المؤمنين : ( التائبون العابدون الحامدون  السائحون  الراكعون  الساجدون  الآمرون  بالمعروف  والناهون  عن  المنكر  والحافظون لحدود الله  وبشر  المؤمنين ).

ــ  يا لها من  بشرى !!  تسع  خصال ، منها الحفاظ  على حدود الله.  فلا  تنفعنا  الخصال الثمانية  الأخرى،  ما  لم  نحافظ  على  حدود  الله، التي  بينها  لنا  في  كتابه ،  وخاصة  في  الطلاق.  صفة  المؤمنين  :  كلّ  لا  يتجزأ.

ــ  لنتـق  لله  -  في  النساء -  ولنقم  حدوده ،  كما  جاء  في كتابه  المبين ،  في  عشرتهن  وفراقهن، إن  كنا  مؤمنين حقاً  بالله !  وبما  جاء  في تعاليم  دينه الحنيف،  في كتابه المبين.

*  ....  بالمعروف :  معاشرة وطلاقا  *

 

ــ  المعروف: هو ما تعارف عليه الناس منطقيا، وعادة، وفطريا. وما هو واقعي ،  ولائق، وملائم ،ومألوف ...

ــ جاء  التعبير  بـ : المعروف  في  كثير  من  ءايات  كتاب  الله  المبين.  أكثرها جا  في  الأمر بالمعروف - أولا-  ثم  جاء  الكثير  من  هذا السلوك، مقرونا  بالنساء، معاشرة  وتسريحاً.

ــ لنتصــفّـّح معاً  ما جاء من ذلك، في  الموضوع،  الذي  نحن مع تدبره، وهو معاشرة النساء، والطلاق.

ــ نبدأ  بما  جاء  في سورة البقرة: وحدها !

ــ ( ... ولهن مثل  الذي عليهن  بالمعروف ...)البقرة 228.

ــ ( ... فإمساك  بمعروف ...)البقرة 229.

ــ ( ... فامسكوهن   بمعروف  أو  سرحوهن  بمعروف ) البقرة 231.

ــ ( ... إذا  تراضوا  بينهم  بالمعروف...) .البقرة 232.

ــ ( ... وعلى المولود  له  رِزقهن وكـِسوتهن  بالمعروف ...) .البقرة 233.

ــ ( ... إذا  سلمتم  ما  ءاتيتم  بالمعروف ...) البقرة 233.                                  

ــ ( ... فيما  فعلن  في أنفسهن  بالمعروف ...).البقرة 234.

ــ ( ... إلا  أن تقولوا  قولاً  معروفاً ... ).البقرة 235.

ــ ( ... متاعاً  بالمعروف ...).البقرة 236.

ــ ( ... في  ما  فعلن  في  أنفسهن  من  معروف ...).البقرة 240.

ــ (  وللمطلقات  متاع  بالمعروف ... ).البقرة241. 

ــ نلاحـظ :أنه  في سورة  واحدة  ( البقرة ) جاء  ( ... بالمعروف ،  وبمعروف ... )  إثنتا  عشرة مرة !  عند  ذكر  النساء،  والطلاق...

ــ ثم  ما جاء  في  سورة النساء  وسورة  الطلاق :

ــ ( وعاشروهن  بالمعروف ...) .النساء 19.

ــ ( ... وءاتوهن  أجورهن  بالمعروف ...) النساء 25.

ــ ( ... فامسكوهن  بمعروف  أو  فارقوهن  بمعروف ...).الطلاق 2.

ــ ( ... واتمروا  بينكم  بمعروف ...) .الطلاق 6.

ــ وأخيـراً،لنتبـصر  بهذه الآياتالبيناتالمحكمات  من سورة  البقرة، ولنتدبرها  حق  تدبر، ولنعد  إلى الرشد،  ولنستغفـره ، ولنتــب  إليه ،  ولنتأمل  قوله  تعالى : ( وإذا  طلقتم  النساء فبلغن أجلهن  فامسكوهن  بمعروف  أو  سرّحوهن بمعروف  ولا  تمسكوهنضراراً  لتعتدوا ومن يفعل ذلك  فقد  ظلم  نفسه  ولا  تتخذوا  ءايات الله  هـزؤا  واذكروا  نعمة  الله عليكم  وما  أنزل عليكم  من  الكتاب  والحكمة  يعظكم  به واتقوا الله  واعلموا  أن  الله  بكل شئ  عليم ) .

ــ ألا تكفينا  هذه  التبصرة  من  لدن  الحكيم  الخبير، حتى  نتق  الله  حق  تقاته ،  في  نسائنا !ولا  نشردهن  ومن معهن،  من الولدان  ما سماهم  الله  بـ : ( ... يتامى  النساء ...)127 النساء. ولنتذكر-  كذلك -  بما  جاء  في  الموقع  في  موضوع: " تحقيق في  تعدّد  الزوجات  من كتاب الله ".

*  الإنذار  والعقــاب،  في  الطلاق  *

 

ــ لنتصفـّـح معاً،ما جاء في أمر الطلاق الذي يهتز له  العرش،  لما  فيه  من  ظلم  المرأة  وتفكك الأسر،  وفساد الأم ،  وجـُنوحية الأولاد ، حتى نعي  ذلك ، ونـتّــق الله  حق  تقاته !

ــ  لنبدأ،  ببعض ما جاء  في  ءايات  سورة  الطلاق،  التي  هي  الأسّ  في  الآفة.

ــ ( ... واتقوا  الله  ربكم ...) 1  الطلاق.

ــ ( لا  تخرجوهن  من  بيوتهن  ولا  يخرجن ...) 1  الطلاق.

ــ ( ذلكم  يوعظ  به من  كان  يومن  بالله واليوم  الآخر...) .2  الطلاق.

ــ ( ... ومن يتـق  الله  يجعل  له  مخرجا ) .2  الطلاق.

ــ ( ويرزقه من  حيث  لا  يحتسب ...) .الطلاق  3.

ــ ( ... ومن يتوكل  على  الله  فهو  حسبه ... إن الله  بالغ  أمره ).الطلاق 3.

ــ ( ... قد  جعل  الله  لكل  شئ  قدراً ).الطلاق 3.

ــ ( ... ومن يتـق  الله  يجعل  له  من أمره  يسراً). الطلاق 4.

ــ ( ... ذلك  أمر  الله  أنزله  إليكم ...).الطلاق 5.

ــ ( ... ومن يتق  الله  يكفر  عنه  سيئاته  ويعظم  له أجرًا ).الطلاق 5.

ــ ( أسكنوهن  من حيث  سكنتم  من وُجدكم  ولا  تضاروهن  لتضيقوا  عليهن ...).الطلاق 6.

ــ نلاحـظ  في هذه الآية،  تأكيد  ما  جاء في  عدم  إخراجهن من بيوتهن وعدم  خروجهن، الآية رقم 1 من سورة الطلاق.  أمرنا الله  العليم  الخبير،  في  تلكم  الآية،  أن  لا  نضيق  عليهن في  السكن ( والسكون ) حيث  نسكنها ،  كل  مدة  العدة،  في  نفس  المنزل الذي كانت  فيه  قبل الطلاق، أن كان متسعاً لذلك، أم  لم  يكن !فحسب الإمكان، والمكان حسب الـوُجد  كما ذكر الله . ( أسكنوهن من حيث  سكنتم  من وجدكم  ولا تضاروهن  لتضيقوا  عليهن...)الطلاق 6. 

ــ نلاحـظ : على ذكر تلكم الآية،  أنه  جاء  نسبة البيت  إليهن في الآية  الأولى  من نفس السورة : ( ...  لا  تخرجوهن  من بيوتهن ولا  يخرجن  ...) . وإن كان البيت - في الغالب-

ملكا للزوج.  لنتدبـر !                                                              

ــ (... فأنفقوا  عليهن  حتى يضعن  حملهن ... ) الطلاق 6.

ــ ( ... فإن  أرضعن  لكم  فـئاتوهن أجورهن ...) .الطلاق 6.

ــ ( واتمروا  بينكم  بمعروف) .الطلاق 6.

ــ ويختم الله تلكم الآيات  البينات،  في الطلاق بقوله : (...  سيجعل الله  بعد  عسر يسراً).

الطلاق 7.  وجاء  تأكيد  - ذلك – مرتين ، في  سورة الشرح ،  وصدق الله  العظيم. ( فإن مع العسر يسراً  إن  مع  العسر يسراً ) .

ــ جاء  في  شريعة  الطلاق  قوله تعالى :

ــ ( ... ذلكم  يوعظ  به  من كان يومن  بالله  واليوم  الآخر...).الطلاق 2.

ــ ألا  يكفينا، هذا  الوعظ  وهذا  الردع ?... و ... ما جاء -  كما  تقدم -  في سورة  الطلاق  بوحده ، لنكفّ عن  ظلم  المرأة،  وخاصة  الأم،  وتشريد الأولاد،  وفساد المجتمع، مع  ذلك !?

ــ ثــم  لنتصـفـّـح، ولنتدبر،  مـــا  جاء  فــي موضوع  الطلاق  فــي ســورة  البقــرة: 229.

( ... فإمساك بمعروف  أو  تسريح  بإحسان ... ) . ( .... ولا يحل  لكم  أن تأخذوا مما  ءاتيتموهن  شيئاً ...) .  البقرة 229.  ( ...  تلك حدود  الله  فلا  تعتدوها...). البقرة 229.

ــ (... فلا  تعضلوهن ...) البقرة 232. (...  ذلك  يوعظ  به  من كان  منكم  يومن  بالله واليوم الآخر ...) 232. البقرة .

ــ ( ... ذلكم  أزكى  وأطهر والله  يعلم  وأنتم لا  تعلمون ).البقرة 232.

ــ ( ...  وعلى المولود  له  رزقهن  وكسوتهن  بالمعروف ...) .233. البقرة .

ــ ( ...  لا تضار  والدة  بولدها ...).البقرة 233.

ــ ( ... واتقوا  الله   واعلموا  أن  الله  بما  تعملون  بصير ).233 البقرة.

ــ ( ... وللمطلقات متاع  بالمعروف  حقا  على  المتقين  كذلك  يبين  الله  لكم  ءاياته  لعلكم  تعقلون ).البقرة 241-242.

*  الوصــية  للمطلقــة  *

 

ــ على  ذكر الآية  الأخيرة  أعلاه : الآية 241 من سورة البقرة، لا بد  من بيان في  موضوع  الوصية  الواجبة  لها  بعد  وفاة  مطلـّـقها.

ــ كي أنجو  من عذاب الله  يوم  لقائه، وكي أذكــّــر  " أهل  القرءان "  بما  جاء  في  حق المطلـّقة،  حتى  لا نتمادى  في  ظلمها، وغمط  حقها،  في  دين الله، بعد وفاة زوجها  المطلـّـق، قوله  تعالى : ( إلا  الذين  تابوا  وأصلحوا  وبـيـّـنوا  فأولئك  أتوب  عليهم  وأنا  التواب  الرحيم )160  البقرة .

ــ من الغريب : لم  يذكـّرنا ،  بهذا  الواجب   في الميراث أحـدٌ  من مشائخنا ووُعـّـاظنا -  يا  له  من إسلام !. وما نعيشه، وما  يعيشه  العالم  في  هذه الأيام  -  من إسلامنا !-  يكفي -  لنتنبـّـه ونفيق،  من سوء  المنهج  الذي  انتهجناه !  ذلك  من  عدم استخلاص  ديننا  من كتاب الله  الذي (  لا  يأتيه  الباطل  من بين  يديه  ولا  من  خلفه  تنزيل من حكيم  حميد ).

ــ ءاية الوصية،أو الأمر بالوصية للمطلقات جاءت  صريحة  في  كتاب الله. ءاية  محكمة  لا تقبل التأويل ما جاء  في سورة البقرة: 240-241- ( والذين يتوفون منكم  ويذرون أزواجا  وصية  لأزواجهم ...  وللمطلقات  متاع  بالمعروف  حقاً على المتقين  كذلك يبين الله  لكم ءاياته  لعلكم تعقلون ).

ــ اللام للإستحقاق -  متاع ( استمتاع  مادّي ) بالمعروف  ( ...  ومتعوهن  على  الموسع  قدره وعلى المقتر  قدره ...).البقرة 236. حقا: حق لها.  لا  صدقة !ولا  هبة !وعلى المتقين  الذين  يتقون  اللهحق  تقاته !. هو حق  عليهم. -  واجب  عليهم( ...  كذلك  يبين الله  لكم ءاياته  لعلكم  تعقلون ). جاءت الإشارة، وجاء تذيـيل الآية :  بعد ذكر السكن  إلى الحول، حق  للزوجة  بعد  وفاة  زوجها.  وذكر المتاع،  للمطلقة،  من  ميراث  زوجها.

- بعد  وفاته -  لنتدبــّــر !

ــ الوصيـة  -  من الميراث – للمطلقة، لا  يـُستـَغرب !جاء ذكرها – بصفة عامة – كذلك  في قوله تعالى  في  سورة  البقرة 180:( كتب  عليكم  إذا  حضر  أحدَكم  الموت  إن  ترك خيرا  الوصية  للوالدين  والأقربين  بالمعروف حقا على المتقين ).  فلا  أقرب  من الزوجة المطلقة !فإن كان لها أولاد، فهم  يرثون  -  طبعا -  فلم  لا  هي ?  سبحانك !سبحانــــــك !

( أليس الله  بأحكم  الحاكمين ). ( ... وهو  خير  الحاكمين ).

ــ نلاحـظ : في تلكم  الآية نفس  التنسيق: ( ... بـــالمعروف  حقــــا  على المتقين ). جـــاء -  كذلك – في ءاية البقرة 180.وجاء  مثله  في الآية 241  من نفس  السورة : (... بالمعروف  حقا  على  المتقين ). وجاء تأكيداً  على  ذلك  قوله، في الآية التالية  ( كذلك يبين  الله  لكم  ءاياته  لعلكم  تعقلون ).

ــ فأين  تقوانا !?وأين  عقلنا !?بعد  تلكم  الآيات  البينات المبينات !!فأيــــن ذلك ?  (التقوى  والعقل ?) إن أغبطنا  حق المطلقة من الميراث !?

*  الشهــادة عند  الطـلاق  *

 

ــ من الغريب، ومن  الملاحظ ، أن الله  الحكيم  العليم  فرض الشهادة  على الطلاق  ولم يفرضها -  في أول الأمر- على الزواج !ذلك  لما  في الطلاق  من عـدّة وحساب،  وإحصاء -  خاصة -  ومعه  ظلم  المرأة وتشرد  الأولاد، وفساد  المجتمع !

ــ فرض اللهعلى  المطلـِّـقيـْن  أن  يـُشهدا -  على  صحة  طلاقهما – شاهدين يضبطان  اليوم  الذي وقع  فيه ،  كما يحصيان – خاصة – إنتهاء  العدة،  وهو اليوم  الذي تنتهي فيه.  مصداقا  لقــــــوله  تعالى : ( ...وأحصوا  العدة ...) حتى  يتـمّ  الحساب  صحيحاً ،  من غير

شك  ولا  ارتباك !وهل  هي  الطلقة  الأولى ?أم  الثانية ?  ( ... صنع  الله  الذي  أتقن  كل  شئ ...) .

ــ ومن الغريب أيضا ــ أن يكون الشاهدان ، منا !مؤمنـَيـْن ، معهما  تقوى الله  وخوفه. مصداقا  لقوله  تعالى في نفس الآية : (... واتقوا  الله  ربكم ...) .

ــ ءاية الشهادة- في الطلاق- صريحة كما تبيـّـن. ( فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن  بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل  منكم  وأقيموا الشهادة  لله ذلكم  يوعظ  به  من  كان  يؤمن  بالله  واليوم  الآخر ومن يتق  الله  يجعل  له  مخرجا...).الطـــــلاق 2...

( ... أقيموا  الشهادة  لله  ذلكم  يوعظ  به ...) .

ــ أما  عند  الزواج  فلم تأت فيه  الشهادة ،  ولم  يأمر  بها  الله !  وإنما تركها  للناس،  وإدارة  شؤونهم (  الحالة  المدنية ) . ( ... وأمرهم  شورى  بينهم ...).

ــ أما  الطلاق :فاللههو الذي  سـنّ  قواعده  ورتّــبها  أيما  ترتيب ، وهو  الذي يتولاه  بوضع أسسه  وقواعده، وفرض  الشهود  له  إلى غير ذلك ...

*  الخـــلاصــــة  *

 

ــ كل العلاقة الزوجية،أساسها المودة  ما  نسميه  بالحب، l’amour. فالرجال  والنساء -  واليوم  خاصة -  لا  يرجون  من  الزواج  غير  ذلك .  فلا سكن، ولا  صبر،  ولا  رجاء

لا  تدري لعل  الله  يحدث بعد  ذلك  أمراً ). ولا  تصديق ، ولا إيمان  بقوله تعالى : ( ... فعسى أن تكرهوا  شيئا  ويجعل  الله  فيه  خيرا  كثيرا ) . يا  له من خير !وكثير !  ومن لدن الوهاب ، الكريم ــ ألم  نؤمن بما جاء من لدن العزيز الحكيم  من  بشرى  باليسر بعد العسر  في  الآيتين : 4 و 7  من سورة  الطلاق : ( ... ومن يتق  الله  يجعل  له من أمره  يسراً ) . ( ... سيجعل الله بعد عسر يسراً ) .

ــ لنلاحظ ، ولنتدبر- خاصة -  الآيات الثلاثة التي جاءت في سورة الطلاق : 1 و4 و7  وما جاء  في  سورة البقرة 269 الآتفات الذكر.  لا خوف  مــن الله،الشديد  العقاب،  خالق  المودة  والرحمة  وجاعلها  بيــن  الزوجين . ( ومن ءاياته  أن  خلق  لكم من أنفسكم  أزواجاً  لتسكنوا  إليها  وجــــعل  بينكم  مودة  ورحمـة  إن  في  ذلك  لآيات  لقوم  يتفكرون ).الروم 21 .  ( ... ويتفكرون فــــــي  خلق  السماوات والأرض  ربنا  ما  خلقت  هذا باطلا  سبحانك  فقنا  عذاب  النار ).191  ءال  عمران.

ــفإذا ما انعدمت المودةأو تهلهلت  بسبب  انعدام  غض  البصر، وحفظ  الفرج، وحصنه،  بالنسبة لكلي الزوجين - الذكر -  بخاصة -  جاء  الطلاق  - كارثة -  وجزاء  موفوراً  لهما !

ــ كثر الطلاق  والإنفراد ،  ( الرجل  والمرأة  سواء ) من غير زواج، وخاصة  اللجوء  إلــى الخـدن ،  وإلى  اللواط ، والسحاق ، ما  أجازوهما علناً في هذه  الأيام !  وما يسمونـه:                                                                                                   

"  القــران  للجميع ". le  mariage  pour  tous !،  عليهم  لعنة  الله،  والملائكة، والناس  أجمعين.

ــ جاء ، في ما  تقدم ، وبـإسهاب،  حكم  الله  العليم  الخبير  في  الطلاق  ما  تبين  لنا من خلال المواضيع السابقة : ما قبل الطلاق، الخلع ، الطلاق مرتان ،  العدة ، حدود الله ،  بالمعروف ،  الإنذار  والعقاب، الوصية للمطلقة ،  الشهادة  على  الطلاق ، والخلاصة .

ــ أرجو  من القارئ،  والمتدبر في  ءايات الله  البينات  المبينات ، وفي  ذكره  المبين ، أن يعيد  قراءتها  ويـُـحسن  تدبرها  -  خاصة -  ما جاء  في  أول  سورة  الطلاق ، وما جاء  في الآية 231  من  سورة  البقرة ، حتى  لا  نتخـذ  ءايات  الله  هزؤاً !

ــ الطلاق  يساوي =  العـدة  بالتمام : ثلاثة  قروء ... ،  ثلاثة أشهر ...  وضع  الحمل ... فلو  قال  المطلق  للمرأة  عشرات  المرات:  إنك  طالق ...  إنك  طالق ... ثم  راجعها  داخل العدة،  ولمّا تستوف  العدة -  ثلاثة أشهر -  مع  عدم  الإخراج  والخروج ، وإسكانها  في  نفس المنزل معـه في بيتها،  كما عبرالله  في ءاية  الطلاق (  ...  لا  تخرجوهن منبيوتهن  ولا  يخرجن ...)  حيث  كانت  تسكن ،  قبل  الطلاق، إلى  إيفاء  العدة  وإحصائها !،  من غير  إضرار، ولا  تضييق ( أسكنوهنّ ...  من وجدكم  ولا  تُـضارّوهنّ  لتضيّــقوا  عليهــن ...). ذلك لأنـّنا :  (  ... لا  تدري  لعل  الله يحدث  بعد  ذلك  أمرا ) . (  فإن  كرهتموهـــن  فعسى  أن  تكرهوا  شيئا  ويجـــعل  الله  فيـــه  خيراً  كثـــيراً ).  النســــــــــاء 19

( ... سيجعل الله  بعد  عُُـسر  يسرا ).ً

ــ خاصة : ( ... ولا  تنسوا  الفضل  بينكم ...) البقرة 237.

ــ  فلو قال لها : إنك  طالق ...  مرات  عديدة  في الشهر  الواحد  أو  في  الفصل  لواحد !

ولمـّا تستكمل  العدة  -  ثلاثة  أشهر -  فلا  طـلاق !  ولا مرة واحدة.

ــ إنما الطلاق الأول  وكذا الثاني  يكونان  بعد استيفاء  العدة  ثلاثة  قروء... وثلاثة  أشهر،  وبعد وضع الحمل !.

ــ جاءني - قبل اليوم – (بأربع سنوات)  شاب في الثلاثينات، إبن صديق حميم لي - رحمه الله-  جاء  ليستفتيني.  جاءني وعيناه  تذرفان  بالدمع ، قال  لي : إن  لي  زوجة ولي  معها  أربعة  أولاد  أحبهم  وأعزهم  كثيرا.  أدخل من العمل  مساء  وأنا  مضني ، ومعي  شئ  من  الثوران العصبي  فأجد  الأولاد  لاصقين  بالأرض،  والوسخ  ظاهر  على  ثيابهم  ويعضاً  من الأثاث  مبعثراً،  هنا  وهناك !تهاوناً، ولا مبالاة !فأقول لها  إذهبي  إلى أهلك ،  فتذهب  في الحين،  تاركة  الأولاد.  ثم  ترجع  أو  يرجعها  أهلها  بعد  مدة  لا  تتجاوز الأسبوع  أو  الأسبوعين ، وقع  مثل  ذلك  ثانية  وثالثة ، وقع  ذلك  في  مدة تتراوح  بين  السنة والسنتين.    ــ فأفتى  لي  شيخ  القرية: أنها  طالقة  " ثلاثة "  فلا سبيل  أبدًا إلى  رجعتها  حتى  إذا  ما  تزوجت غيره،  وطلقها !!?

ــ  سألتـه  هل عند  هذه  الإنفعالات ?تمّ  زمن خروجها  من بيتها  ثلاثة  قروء (  ثلاثة  أشهر ?) قال  لا !  أبداً.

ــ قلت له، على الفور:اللهم  إن هذا لمنكر!تكاد  السماوات  يتفطـّـرن،  وتنشـقّ  الأرض  وتخـرّ الجبال هـدّاً !. فلا  طلقة  ولو  واحدة ، لأن الطلقة  أو  الطلاق  استكمال  العدة  وهو ( الفراق في المضجع  ثلاثة قروء ( ثلاثة  أشهر)  ولو  قلت  لها  في  كل  مرة  باللفظ  الصريح –  (كما يقولون) : إنك  طالق ... إنك  طالق... فلا  طلقة  واحدة  ما  لم تُستكمل العدة، كما وضّـح الله  في  محكم  كتابه  المبين . فارقني، وهو يشهق  بكاء !أصلح  الله  مجتمعنا  الإسلامي !?  وغفر  لمشائخنا !                                                                           ــ جعلكم  الله  وإياي مـن (  التائبون ...  الآمرون  بالمعروف والناهون  عن  المنكر  والحافظون  لحدود الله وبشر المؤمنين ). التوبة 112. ( ولقد  أنزلنا  إليكم  ءايات  مبينات ...

وموعظة  للمتقين ).النور 34.

 

*  واللــه  أعلــــم  *

 

 

 

اجمالي القراءات 14468